خالص مسور
إن البلاغ الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الأخير للجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سورية، وبعد قراءتنا الأولية له رأيناه بالفعل بلاغاً اتصف بالكثير من الموضوعية والإيجابية وبشكل يدعو إلى التقدير والثناء عليه، نظراً لدقة قراءته للواقع السياسي وللحدث الاحتجاجي للشعوب الذي جرى في المنطقة مؤخراً، بالإضافة إلى شمولية المعالجة والطرح الموضوعي حول أسباب ونتائج مثل هذه الاحتجاجات والمسائل الشعبية التي لاتزال تجري اليوم ومستقبلاً في إعطاف المنطقة العربية والشرق أوسطية عموماً.
ولكن وأثناء متابعتنا لقراءة البلاغ تشكلت لدينا بعض الانطباعات والملاحظات على رمز المطرقة والمنجل الذي تصدر البلاغ والذي اتخذه الحزب شعاراً له، والملاحظات هي للفائدة حسب وجهة نظرنا وهي:
1 – في البداية نقول أن المطرقة والمنجل هما رمز مستورد، ويرمزان إلى عهد اتصف بالدوغمائية والجمود العقائدي في مسيرة الأحزاب الشيوعية، وبالفشل المريع في الجانب التطبيقي للنظرية الماركسية في الاشتراكيات القائمة أو المشيدة، كما في الدولة السوفيتية أو في الدول الشيوعية الأخرى التي كانت دائرة في فلكها.
بالإضافة إلى ما نراه من عدم وصول الشعب الكردي إلى مرحلة التأهيل للاشتراكية، فالاشتراكية حسب الماركسية نفسها غير قابلة للتطبيق إلا بعد المرور بالمرحلة الرأسمالية المتقدمة اقتصادياً وصناعياً، فأين الشعب الكردي من الرأسمالية اليوم ومن تبعات رمز المطرقة والمنجل؟.
2 – من جهة أخرى قد ترمز المطرقة والمنجل إلى حالة إقصائية، كتحبيذ اليسار ونبذ اليمين، وهو ما يحدث شرخاً وتمايزاً كبيرين قد لايكون هناك حاجة لهما في المجتمع الكردي الواحد اليوم.
فطالما هناك يسار مقرب هناك بالمقابل يمين منبوذ، فلينين نادى بالديموقراطية الشعبية لإقصاء البرجوازيين من الانتخابات العامة التي كانت تقتصر في عهده على الطبقة العاملة وحدها، وسيكون الأمر هو نفسه مع الأحزاب اليسارية الكردية اليوم، أي سجريي والحال هذه إقصاء شرائح واسعة من الكرد عن ساحات العمل والنضال السياسي، لأن من لم يكن يسارياً لايحق له الانتساب إلى هذا الحزب، أو يخلق على الأقل مخاصمات سياسية وعقائدية نحن بغنى عنها، في وقت يكون فيه الشعب الكردي بأمس الحاجة إلى التلاحم والتضامن والرؤية المشتركة.
أي ما نرجو قوله هو، أن الكرد كشعب لم يتميز إلى هذا الحد بين يمين ويسار، بين برجوازي وعامل بالمعنى الماركسي لهذبن الصنفين الاجتماعيين.
3 – رغم أننا نعلم علم اليقين بأن الحزب اليساري الكردي لايقصد التفرقة الإقصاء، ولكن بالضرورة وحسب المقولات الماركسية نفسها، فإن هذا الشعار كان يرمز إلى الديكتاتورية والقمع ومصادرة حرية الرأي والتعبير، وهي الكاريزمات التي باتت تستهجنها الشعوب الحالية، كما استهجنتها الشعوب التي كانت تحتمي بالفضاء الإشتراكي كما في الإتحاد السوفيتي أو في دول أوربا التي كانت شيوعية سابقاً، ولهذا يتطلب الأمر إما تغيير هذا الرمز أو استبداله برمز آخر يناسب وضع الكرد والمرحلة الحالية التي يمر بها العالم، وما كان يعيبه اليساريون على المسلمين من الجمود وعدم التغيير والتطوير وعدم فتح باب الإجتهاد، وقعوا هم في نفس المطب فأصبح شعار المطرقة والمنجل صنم يعبد على أعتاب عصور الجاهليات اليسارية، فتغير الإتحاد السوفيتي ولم تتتغير أصنامه بعد.
4 – مع هذا الرمز سوف لن ينال الكرد تعاطف العالم الديموقراطي المتحضر مع القضية الكردية مطلقاً، بل سيكون عامل تنفير وكسب لأعداء بدلاً من أصدقاء.
والحركة التي لا أصدقاء ومناصرين لها هي حركة معزولة أو فرضت هي على نفسها الحصار بأيديها.
ولايفهمن أحد أننا نريد تغيير مسار أهداف ومنهجيات الأحزاب اليسارية الكردية، بل العكس لانريد سوى تغيير الرمز دون المرموز إليه، فلكل أناس مشربهم وكل حزب حر في اختيار توجهاته ووضع أسسه وكاريزماته السياسية والاجتماعية او الاقتصادية، ولسنا أوصياء على أحد، ولكن ما نقوله هو تصويب ونقد بناء لاغير.
5 – هذا الرمز يثير كوامن وأشجان شرائح كبيرة من الناس، لأنه يشتم منه رائحة الإلحاد وقمع حرية الدين والمعتقد ومقولة ماركس الدين أفيون الشعوب، ولهذا كان في العهد السوفيتي يحرم على المنتسبين للحزب الشيوعي دخول الكنائس والمساجد والصلاة مع المصلين، بل يحظر اليوم في كوريا الشمالية التي تنتهج الاشتراكية منهجاً لها، على المنتسبين للحزب الشيوعي حتى مجرد الدخول إلى دور العبادة وليس الصلاة فيها فقط، كما ظهر منذ فترة ليست ببعيدة في فيلم وثائقي صوره أحد الفرنسيين الزائرين هناك.
وفي الختام وبناء على هذا الرأي الموجز نكرر القول، بأن المجتمع الكردي لم يتمايز إلى عمال وبرجوازيين بهذا القدر أو ذاك ودوماً حسب المفهوم الماركسي للعمال والبرجوازيين، ولذا يتطلب الأمر إما التخلي عن هذا الشعار التاريخاني التي فات أوانه، أو استبداله بما هو أجدى وأكثر نفعاً وعصرية لحيثيات المسألة الكردية في سورية.
………………………………………………….
1 – في البداية نقول أن المطرقة والمنجل هما رمز مستورد، ويرمزان إلى عهد اتصف بالدوغمائية والجمود العقائدي في مسيرة الأحزاب الشيوعية، وبالفشل المريع في الجانب التطبيقي للنظرية الماركسية في الاشتراكيات القائمة أو المشيدة، كما في الدولة السوفيتية أو في الدول الشيوعية الأخرى التي كانت دائرة في فلكها.
بالإضافة إلى ما نراه من عدم وصول الشعب الكردي إلى مرحلة التأهيل للاشتراكية، فالاشتراكية حسب الماركسية نفسها غير قابلة للتطبيق إلا بعد المرور بالمرحلة الرأسمالية المتقدمة اقتصادياً وصناعياً، فأين الشعب الكردي من الرأسمالية اليوم ومن تبعات رمز المطرقة والمنجل؟.
2 – من جهة أخرى قد ترمز المطرقة والمنجل إلى حالة إقصائية، كتحبيذ اليسار ونبذ اليمين، وهو ما يحدث شرخاً وتمايزاً كبيرين قد لايكون هناك حاجة لهما في المجتمع الكردي الواحد اليوم.
فطالما هناك يسار مقرب هناك بالمقابل يمين منبوذ، فلينين نادى بالديموقراطية الشعبية لإقصاء البرجوازيين من الانتخابات العامة التي كانت تقتصر في عهده على الطبقة العاملة وحدها، وسيكون الأمر هو نفسه مع الأحزاب اليسارية الكردية اليوم، أي سجريي والحال هذه إقصاء شرائح واسعة من الكرد عن ساحات العمل والنضال السياسي، لأن من لم يكن يسارياً لايحق له الانتساب إلى هذا الحزب، أو يخلق على الأقل مخاصمات سياسية وعقائدية نحن بغنى عنها، في وقت يكون فيه الشعب الكردي بأمس الحاجة إلى التلاحم والتضامن والرؤية المشتركة.
أي ما نرجو قوله هو، أن الكرد كشعب لم يتميز إلى هذا الحد بين يمين ويسار، بين برجوازي وعامل بالمعنى الماركسي لهذبن الصنفين الاجتماعيين.
3 – رغم أننا نعلم علم اليقين بأن الحزب اليساري الكردي لايقصد التفرقة الإقصاء، ولكن بالضرورة وحسب المقولات الماركسية نفسها، فإن هذا الشعار كان يرمز إلى الديكتاتورية والقمع ومصادرة حرية الرأي والتعبير، وهي الكاريزمات التي باتت تستهجنها الشعوب الحالية، كما استهجنتها الشعوب التي كانت تحتمي بالفضاء الإشتراكي كما في الإتحاد السوفيتي أو في دول أوربا التي كانت شيوعية سابقاً، ولهذا يتطلب الأمر إما تغيير هذا الرمز أو استبداله برمز آخر يناسب وضع الكرد والمرحلة الحالية التي يمر بها العالم، وما كان يعيبه اليساريون على المسلمين من الجمود وعدم التغيير والتطوير وعدم فتح باب الإجتهاد، وقعوا هم في نفس المطب فأصبح شعار المطرقة والمنجل صنم يعبد على أعتاب عصور الجاهليات اليسارية، فتغير الإتحاد السوفيتي ولم تتتغير أصنامه بعد.
4 – مع هذا الرمز سوف لن ينال الكرد تعاطف العالم الديموقراطي المتحضر مع القضية الكردية مطلقاً، بل سيكون عامل تنفير وكسب لأعداء بدلاً من أصدقاء.
والحركة التي لا أصدقاء ومناصرين لها هي حركة معزولة أو فرضت هي على نفسها الحصار بأيديها.
ولايفهمن أحد أننا نريد تغيير مسار أهداف ومنهجيات الأحزاب اليسارية الكردية، بل العكس لانريد سوى تغيير الرمز دون المرموز إليه، فلكل أناس مشربهم وكل حزب حر في اختيار توجهاته ووضع أسسه وكاريزماته السياسية والاجتماعية او الاقتصادية، ولسنا أوصياء على أحد، ولكن ما نقوله هو تصويب ونقد بناء لاغير.
5 – هذا الرمز يثير كوامن وأشجان شرائح كبيرة من الناس، لأنه يشتم منه رائحة الإلحاد وقمع حرية الدين والمعتقد ومقولة ماركس الدين أفيون الشعوب، ولهذا كان في العهد السوفيتي يحرم على المنتسبين للحزب الشيوعي دخول الكنائس والمساجد والصلاة مع المصلين، بل يحظر اليوم في كوريا الشمالية التي تنتهج الاشتراكية منهجاً لها، على المنتسبين للحزب الشيوعي حتى مجرد الدخول إلى دور العبادة وليس الصلاة فيها فقط، كما ظهر منذ فترة ليست ببعيدة في فيلم وثائقي صوره أحد الفرنسيين الزائرين هناك.
وفي الختام وبناء على هذا الرأي الموجز نكرر القول، بأن المجتمع الكردي لم يتمايز إلى عمال وبرجوازيين بهذا القدر أو ذاك ودوماً حسب المفهوم الماركسي للعمال والبرجوازيين، ولذا يتطلب الأمر إما التخلي عن هذا الشعار التاريخاني التي فات أوانه، أو استبداله بما هو أجدى وأكثر نفعاً وعصرية لحيثيات المسألة الكردية في سورية.
………………………………………………….