Idris577@hotmail.com
وقع اختياري على موضوع العلاقة بين التطرف الديني /الأيديولوجي والإرهاب نظراً لانه الموضوع الاكثر أهمية وأثارة للجدل والاهتمام من بين المواضيع التي تشغل العالم المعاصر, خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 الارهابية التي شهدتها الولايات المتحدة الامريكية.
والارهاب هو أداة أو وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ,سواء كانت المواجهة داخلية ,بين السلطة السياسية وجماعات معارضة لها ,أو كانت المواجهة خارجية بين الدول .فالارهاب هو نمط من أنماط استخدام القوة في الصراع السياسي ,حيث تستهدف العمليات الإرهابية القرار السياسي ,وذلك بإرغام دولة أو جماعة سياسية على اتخاذ قرار أو تعديله أو تحريره ,مما يؤثر في حرية القرار السياسي لدى الخصوم .والإرهاب هو باختصار عبارة عن العمليات المادية أو المعنوية التي تحوي نوعاً من القهر للآخرين ,بغية تحقيق غاية معينة .
سنحاول ان نعتمد على المصادر العربية والاجنبية ,ونحاول التكثيف والاختصار مع ذكر اسم المراجع ,لكي نسهل عملية الاطلاع على التفاصيل لمن اراد التوسع .
يكمن أهمية بحثنا هذا في معالجة موضوع التطرف الديني الايديولوجي والارهاب بشكل أكاديمي وعلمي .
ونحاول بذلك فتح الأبواب على مصرعيها للبحث العلمي في هذا المجال الصعب وفي المجالات المحاورة له أي كل الابحاث التي يمكن أن تتقصى أبعاد هذه الظاهرة وتجلياتها في المجتمع العربي والعالمي .
التطرف لغة مشتق من “الطرف” أي “الناحية” ,أو منتهى كل شيئ”.وتطرّف “أتى الطرف”, “وجاوز حد الاعتدال ولم يتوسط “.وكلمة “التطرف ” تستدعي للخاطر كلمة “الغلوّ” التي تعني تجاوز الحد .
وهو من “غلا” “زاد وارتفع وجاوز الحد “.
ويقال الغلو في الأمر والدين .
التطرف مصطلحاً يضاد مصطلح “الوسطية” الذي هو من الوسط ” الواقع بين طرفين “, كما يقول الأصبهاني في مفردات غريب القرآن .وهو يحمل في طياته معنى “العدل”.
والتوجيه القرآني كان دوماً يحث على الاعتدال,فالله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها.وهو يعلي من شأن اليُسر .وهو ينهى عن البخل والشح ,لأنهما تطرف في التعامل مع المال.كثيرة هي الأحاديث النبوية التي تشرح ذلك وتدعو إلى الرفق”إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق.ولن يشاد أحد إلا غلبه ” .
والتطرف يرتبط عادة بالانغلاق والتعصب للرأي,ورفض الآخر وكراهيته وازدرائه وتسفيه آرائه وأفكاره.والمتطرف فرداً كان أم جماعة ينظر إلى المجتمع نظرة سلبية , فلا يؤمن بتعدد الآراء والأفكار ووجهات النظر ,ويرفض الحوار مع الآخر أو التعايش معه ومع أفكاره , ولا يبدي استعداداً لتغيير آرائه وقناعاته , وقد يصل به الأمر إلى تخوين الآخرين وتكفيرهم دينياً أو سياسياً , وربما إباحة دمهم .
وعادة ما يكون التطرف السلوكي والمادي نتيجة وانعكاساً للتشبع بتطرف سابق في الفكر والقناعات والاعتقاد .(1)
وهو عام له صور كثيرة وتعدى حدود الشرع في الاعتقاد أو العبادة أو السلوك أو الاخلاق والمشاعر أو غير ذلك فقد وقع في مسلك التطرف المشين .
رغم شيوع ربط التطرف بالإسلام لدى أمريكا والغرب إلا أن الإسلام قد حذر أكثر من غيره من أخطار هذه الظاهرة وانعكاساتها السلبية على أصحابها وعلى مجتمعاتهم ,والقراءة الواعية للنصوص الشرعية الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية ,توضح مدى إدراك الإسلام لخطورة الظاهرة,بل إن الإسلام أنكر على أتباع بعض الديانات مظاهر التطرف والتشدد في السلوك والعبادة ,قال رسوالله (ص) “إياكم والتعمق في الدين ” إلا أن هذا الكلام يدعو إلى التساؤل كيف يكون التعمق في الدين مذموماً؟! وماالمقصود بالتعمق في الدين ؟هل المراد به التعمق في فهمه أو التشدد في تطبيقه ؟قال ابن منظور : “المتعمق :المبالغ في الأمر ,المتشدد فيه ,الذي يطلب أقصى غايته”ونحوه ماذكره ابن الأثير في النهاية .
المسألة إذن ليست حكراً على تطرف ديني ,فكما أن هناك تكفيراً دينياً ,هناك تكفير سياسي وعلماني .ومثلما أن هناك توجهات إسلامية متطرفة ترفض الاعتراف بالاخرين وتعمل على إلغائهم ,هناك في المقابل علمانية متطرفة تستخف بالدين وتتجرأ على الثوابت الدينية ,وترفض محاورة من يخالفونها الرأي ,وتصنفهم على أنهم خارجون على الصف الوطني ,وتمارس بحقهم سياسة القمع والاستئصال .
كما أن التطرف ليس حكراً على المجتمعات العربية والاسلامية ,فكل المجتمعات عانت أو تعاني من أشكال مختلفة من التطرف الديني والسياسي ,سواء في الفكر والمعتقد ,أو في الممارسة والسلوك .فمثلاً كان اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق إسحق رابين أحد أشكال التطرف الديني الاسرائيلي .لكن اليوم وللاسف التطرف الإسلامي المتثل بتنظيم القاعدة والتنظيمات الاخرى المرتبط بها باتت تهدد العالم الحضاري والمجتمعات الانسانية في كل مكان وتمارس الارهاب بدون رحمة .
ويرى البعض أن ظاهرة التطرف تنشأ في العادة نتيجة أربعة عوامل أساسية هي :-الفقر-الجهل والأمية-مناهج التعليم “المتشدّدة” –وجود أنظمة حكم متطرفة تمارس العنف .
والتشدّد أو التطرف موجود داخل كل مجتمع وحزب وجماعة فالتعصب للرأي والقناعات , وعلى إلغاء الآخر ونفيه , والتعامل معه بتشدد وجدّة فكرية أو سلوكية , ليس بالنهج الجديد , ولا يختص بفترة زمنية دون أخرى ,ولا بمجموعة بشرية معينة , بل هو ظاهرة بشرية موجودة طبيعية منذ وجد الإنسان , وستظل موجودة مادامت الحياة البشرية , لأنه يتعلق بطبائع البشر وميولهم ونفسياتهم.
وهذا ما يفسر التصنيفات الشائعة سياسياً داخل كل جماعة أو حزب , من متشددين ومعتدلين , صقور وحمائم, محافظين وإصلاحيين .وإذا فشل أي حزب أو جماعة في احتواء وجهات النظر الداخلية المتباينة ,ولم تستطع هذه الأطراف التعايش مع بعضها البعض , فإن ذلك يفضي في كثير من الأحيان إلى انشقاقات وانقسامات.
ولو رجعنا إلى تعريف التطرف الذي سقناه من قبل ,باعتباره يمثل أنشطة عن معتقدات , واتجاهات ,ومشاعر,وأفعال, واستراتيجيات تبناها شخص أو جماعة بطريقة تبعده عن الأوضاع السائدة بين الناس ,فقد تستطيع الاقتراب من جوهر التطرف الديني الذي يقوم عادة على مجموعة من المعتقدات التي قد تتفاوت في مرونتها أو جمودها , وتختلف في سطحيتها أو عمقها ,وتتنوع في آليات عملها.
ويتم من خلال برنامج للحشد والتعبئة تغذية مشاعر أعضاء الجماعات الذين تم تجنيدهم بكراهية الواقع الاجتماعي الذين يعيشون فيه ,تمهيداً لاقناعهم باستراتيجية الانقلاب على الاوضاع ,واقناعهم بالقيام بالافعال الارهابية المنوط بهم تنفيذها .
يتمثل الإرهاب الألماني بما فعلته الحكومة النازية في عهد هتلر , حيث قامت النازية في بادئ الأمر بالقضاء على الشيوعيين والإشتراكيين الديمقراطيين والنقابات العمالية,مفتعلة حريق الرايخستاغ “Reichstagabrand “في 27 شباط 1933م, حيث تم القبض بتهمة إشعال الحريق على الهولندي الجنسية ووصفه بأنه ينتمي للحزب الشيوعي ,لتسويغ لقضاء على الحزب الشيوعي الالماني.وصدر في اليوم التالي 28 شباط مرسوم عطل الحريات الشخصية وحرية الصحافة والاجتماع ,بحجة حماية الدولة والشعب , فوجهت السلطات النازية الإرهاب ضد الحزب الشيوعي والحزب الإشتراكي وبقية الأحزاب , وقامت السلطات بإغلاق مقرات هذه الأحزاب ,وقامت السلطات بإغلاق مقرات الأحزاب ,وأغلقت الصحف وإمتلات السجون ومعسكرات الإعتقال ,حيث في اليوم التالي للحرق تم حبس 5000 شخص .وقاد الإرهاب النازي إلى هجرة كبيرة بحثاص عن الأمن والحرية والديمقراطية .وأمتد الإرهاب النازي إلى اليهود فوقعت الإعتداءات على محلاتهم التجارية وإرتفعت الهتافات في الشوارع ضدهم إلى أن وصل الحد إلى الحوادث المفجعة “إبادة جماعية ” التي ارتكبت ضدهم .
يرتبط الإرهاب في إيطاليا ارتباطاً وثيقاً بالفاشية,ويرجع ذلك إلى عام 1945 حيث تنتهي الحرب العالمية الثانية,وتنتهي التجربة المرة التي عاشتها أوروبا مع النازية والفاشية , وتبدأ إيطاليا الطريق الصعب لإعادة البناء وتعمير ما دمرته الحرب ,وتعيد الأحزاب تكوين نفسها توطئة لإقامة نظام ديمقراطي.
ظهرت منظمة “ايتا” ومعناها “بلاد الباسك والحرية” على مسرح الأحداث في الخمسينات ,حيث تأسست عام 1959 م وبدأت العمل المسلح عام 1961 م ,ثم تزايد نشاطها في أعقاب موت الجنرال فرانكو عام 1975 م.كان ظهور ايتا بمثابة رد فعل مضاد للطابع الاستبدادي الذي اتسم به حكم فرانكو.
وكانت ايتا تبدو عند نشأتها حركة قريبة من حزب الباسك الوطني ,ولكنها ابتعدت عنه في الستينات منتهجة الخط الماركسي اللينيني مستهدفة تحقيق استقلال إقليم الباسك وتوحيد مقاطعاته السبعة في دولة واحدة ذات اتجاهات شعبية اشتراكية لغتها الرسميية هي اللغة الباسكية .
تسيطر على ايرلندا مشكلتان رئيسيتان هما مشكلة العلاقة بين البروتستانت والكاثوليك ,ومشكلة العلاقة مع انكلترا .فقد نجح الايرلنديون –بعد كفاح –في التوصل عام 1920 م إلى اتفاق مع حكومة انكلترا ثم بمقتضاه تكوين دولة ” ايرلندا” إلا أن المقاطعات الست الشمالية ظلت خارج نظاق تلك الدولة , ثم اسفرت التطورات عن إعلان الجمهورية بدون ايرلندا عام 1949 م ولم تعد منذ ذلك الحين تابعة للتاج البريطاني .
تأسست إسرائيل على الإرهاب,وأصبحت ممارستها له أمراً عادياً,ولايوجد في العالم كله ما يماثلها في ممارسة الإرهاب ,فقامت بإغتصاب الأرض والوطن,ورأت أن هذا الإغتصاب لن يكتب له النجاح إلا بالإعتماد على الإرهاب .وقد تفوق الإرهاب الإسرائيلي على الإرهاب النازي,في جوهر الفكرة القائمة على الإرهاب وفي تنفيذها بإستخدام شتى الأدوات بما في ذلك سلطة الدولة الإرهابية.
من أهم أبرز هذه المنظمات الإرهابية الصهيونية هي : الهاجناه ,الاتسل ,ليحي وشتيرن, ومنظمات عديدة أخرى .كان الإرهاب والعنف سفك الدماء وسيلة هذه المنظمات الإرهابية وغايتها لتحقيق حلم الصهيونية في إنشاء الكيان الصهيوني بدليل المجازر المتعددة وأعمال الإرهاب والقتل والتنكيل التي ارتكبتها هذه المنظمات ضد أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين .وبعد قيام دولة إسرائيل في 15 مايو 1948 م تأسست منظمات إرهابية صهيونية أخرى هي: حركة غوش ايمونيم,منظمة”امانا” رابطة تقدم الإسكان والاستعاب في يهودا والسامرة وغزة ووادي الأردن,رابطة الأمن على طريق يهودا والسامرة ,منظمة ماعتس, الحشمونيون,حركة الإستيلاء على المسجد الأقصى,المخلصون لجبل البيت, جمعية صندوق جبل البيت, حركة هتحيا ,حركة تسومث,حركة اليمين الإسرائيلي الجديد منظمة الإرهاب ضد الإرهاب ,حركة كاخ .
الارهاب العربي -العربي المعاصر في العراق
مرَّ العراقيون في فترات متعددة من تاريخهم الطويل بأنظمة حكمتهم بالحديد والنار والرعب والإرهاب,كما أثبت العراقيون في مختلف العصور أنهم شعب صعب المراس,لايقبل الخضوع لأي نوع من أنواع الحكم,واعتادوا على مقاومة الحكام بالعمل السري,وبالمعارك العنيفة وبعمليات الإرهاب والمؤمرات وغيرها من الأساليب.ولعل أبرز مثال على جو الإرهاب الذي عاشه العراقيون في فجر الإسلام كان أثناء تولي الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق سنة 75 هـ.
وفي عام 1990م , كان عدد أعضاء الحزب يتراوح ما بين حوالي 25,000 إلى 50,000 عضو كامل العضوية ومليون ونصف أعضاء من ذوي الدرجة الأدنى .واخترق أعضاء الحزب كل وحدة عسكرية عراقية,وكل مدرسة,ومكتب ,وكل مصنع ,وكل شارع.ولإحكام السيطرة على الشعب,كان للحزب أجهزته الأمنية الخاصة به وميليشياته الخاصة به كذلك.
1-تفجيرات قنبلة جرحت ثمانية أشخاص في فينا في شهر يوليو 1980 أدى إلى طرد السكرتير الأول والملحق في السفارة العراقية في فينا.
2-اغتيال محمد السلمان,وهو شيعي عراقي وعضو في الحركة الإسلامية المعارضة في دبي عام 1981م.
3-محاولة اغتيال شلومو أرجوف,سفير إسرائيل في لندن في شهر يونيو عام 1982.
4-جرح محمد زكي السويج, وهو رجل دين شيعي عراقي,أثناء تأديته فريضة الصلاة في تايلاند في مايو 1987 م.
5-اغتيال مهدي الحكيم في يناير 1988 وهو أحد زعماء أسرة الحكيم الشيعية,حيث أطلق عليه الرصاص في بهو فندق هلتون في الخرطوم في السودان .ونتيجة لذلك الحادث اضطرت العراق إلى إغلاق سفارتها فيالخرطوم.
6-اغتيال زوج ابنة الرئيس صدام حسين,الفريق حسين كامل وشقيقه بعد عودتهما من الأردن إلى العراق للعيش هناك,وبعد ان تلقى حسين كامل تظمينات من الرئاسة العراقية على حياته وحياة شقيقه,وكان ذلك عام 1996م.
7-إعدام أربعة أردنيين في مطلع شهر ديسمبر 1997م بتهمة تهريب قطع سيارات من العراق للاردن مما أثار سخط الهيئات الرسمية والشعبية الأردنية.(6)
ولعل الجماعات الارهابية الاسلامية أصبحت هي البارزة الآن ,وبشكل أخص تنظيم قاعدة الجهاد أو القاعدة حركة جهادية إسلامية يتزعمها أسامة بن لادن وهي تنظيم يتبنى فكرة الجهاد ضد “الحكومات الكافرة” وتحرير بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي أيا كان .وتصنفها الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الغربية أبرز تنظيم إرهابي عالمي .
ورغم هذه القيادات المعروفة يرى أغلب المراقبين أنه من الصعب تحديد تركيبة هذا التنظيم الذي يعتقد أنه مكون من مئات وربما آلاف التي تعمل بشكل مستقل .
كما يشتبه بعلاقة تنظيم القاعدة بعدد من العمليات والتي من أبرزها:
-أغسطس 1998 :هجوم على سفارتي امريكا بكل من كينيا وتنزانيا وسقوط 224 قتل.
-أكتوبر 2000 : هجوم بزورق على المدمرة الامريكية بعدن في اليمن يوقع 17 قتيلاً و38 جريحاً في صفوف قوات المارينز الأمريكية.
-أبريل 2002 :هجوم على كنيس يهودي بجزيرة جربة التونسية يوقع 21 قتيلاً وثلاثمائة جريح .
-تشرين الأول 2002 :هجوم على ملهى ليلي ببالي في إندونيسيا يوقع 202 قتيل وثلاثمائة جريح.
-أيار 2003 :سلسلة هجمات انتحارية بالمتفجرات تستهدف مصالح غربية بمدينة الدار البيضاء المغربية تخلف أكثر من ثلاثين قتيلاً.
-تشرين الثاني 2003 :هجوم على كنيسين يهوديين بمدينة إسطنبول التركية يخلف 27 قتيلا ونحو ثلاثمائة جريح.
-آذار 2004:هجمات على قطارات الضواحي في العاصمة الإسبانية مدريد يوقع 191 قتيلا و1500 جريح.
-تموز 2006 : هجمات على منتجع شرم الشيخ بمصر تخلف 88 قتيلا.
وإذا كان القضاء عليها –بصورة مطلقة –صعباً عزيز المنال,فإن الحد منها وتقليص أخطارها ولآثارها السلبية على المجتمعات يبقى أمراً مطلوباً بصورة مستمرة.(8)
من خلال اطلاعنا على ظاهرة التطرف الديني والارهاب ومتابعتنا لكم من الكتب والدراسات والمقالات التي نشرها كتاب ومؤلفون وندوات حوارية حول هذه القضية .ظهر لنا بروز مشكلات التطرف والارهاب كطابع مميز ومؤثر في مجريات الامور على الساحة الدولية .وهذا يعد من الأمور المهمة والخطرة في مختلف المجالات والتي تهدد الأمن والسلام العالميين .
خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط والتي افرزت تدهور واضطراباً سياسياً من خلال أعمال العنف والتعصب فيها.وحاولنا التعرف على جزء من القضية ومخاطرها على شعوب العالم والانسانية.
و يمكن استنتاج العوامل والاسباب التي تؤدي إلى مثل هذه السلوكيات الخطرة في المجتمعات وهي :
2-الفقر والبطالة التي يعاني منها الناس واحياناً التعمد من قبل الدولة في خلق هذه الحالة بهدف ابادة الجنس البشري للتخلص من عرق أو جماعة معينة غير موالية للنظام السياسي القائم .
3-الظلم والعدوان واستعمال القسوة ضد البشر وخصوصاً في الأنظمة الدكتاتورية التي تصادر حقوق الإنسان الاساسية .
4-مطلب تحقيق المصير الذي يواجه دائماً الرفض من قبل الانظمة السياسية المنغلقة .
5-فقدان النظام المؤسساتي في آساليب الحكم وغياب الطابع المدني .(9)
وما كانت هجمات 11 سبتمبر الإرهابية الشهيرة و تفجيرات القطارات في مدريد في 11 آذار وتفجيرات لندن في تموز 2005 الا أمثلة واضحة على حجم مخاطر التطرف والارهاب الذي يمارسه هذه التنظيمات والتي راح ضحيتها اكثر 5000 مابين قتيل وجريح ,وتبنى تنظيم “القاعدة “الإرهابي المسؤولية عنها ,وهذا كان بمثابة الإنذار الكبير للولايات المتحدة الامريكية وللعالم ,عن المخاطر التي تتعرض لها عالمنا المعاصر, وأن هذه الهجمات أدت إلى استنفار جميع الدول بلا استثناء ,للوقوف صفا واحدا للرد على المسئولين عنه ,ومواجهة آثاره وتداعياته.
فلم يعد ممكناً مواجهة ظواهر التطرف والتشدد والإحباط ,بذات الوسائل القديمة التي كان البعض يصرّ على اللجوء إليها وأثبتت التجربة العملية فشلها.
في البداية لابد هنا التوقف عند نقطتين هامتين :
الأولى :عند العمل على معالجة المشكلة يجب ضرورة التمييز بين التعامل مع التطرف في إطاره الفكري الذي يقتصر على الأفكار والقناعات والتوجهات,وبين التطرف الذي انتقل إلى دائرة الممارسة المادية السلوكية العنفية.
فالأساليب المجدية في التعامل مع الأول ,لاتجدي بالضرورة في التعامل مع النوع الثاني .وماهو ضروري للتعامل مع الشكل الثاني قد لايكون ضرورياً للتعامل مع الشكل الأول.
1-الأسلوب الأمني البوليسي:وهو المفضل لدى غالبية الأجهزة الرسمية والمؤسسات الأمنية العربية والإسلامية.
2-الأسلوب السياسي والفكري :عن طريق الاستيعاب ,وفتح قنوات الحوار,لاقناع من يحمل فكراً متطرفاً بأن أبواب التأثير والإصلاح بالطرق السلمية بعيداً عن العنف وإراقة الدماء ,متيسرة أمامه وليست مغلقة.
وان أفضل الطرق لمواجهة المشلكة هي :
1-إنهاء حالة التفرد السياسي الذي تمارسه كثير من الحكومات والأنظمة,والتوقف عن سياسة القمع وتكميم الأفواه ,والتوجه لفتح أبواب الحريات المسؤولة في كافة الجوانب.
وإذا كانت بعض الأطراف الخارجية تتحدث عن الإصلاح السياسي كضرورة تخدم مصالحها, فإن مصلحة الأمة وشعوبها,بل وحتى حكوماتها, أن تباشر عملية إصلاح ذاتية حقيقية , وأن تقنع الجميع بأن إمكانية التغيير والإصلاح بالوسائل السلمية متاحة.وان يتم ذلك دون تأخير أو إبطاء .
لاسيما أن قناعة تسود لدى أوساط شعبية واسعة بأن الفساد واستغلال المناصب والمواقع للإثراء غير المشروع هي التي تقف وراء ما تتمتع به نخبة مهيمنة محدودة من مكتسبات .
واشاعة حرية التفكير والوقوف ضد سياسة التمييز الطائفي وضرورة ايجاد قواعد للتداول السلمي للسلطة وفقاً للدستور وطبقاً للالتزامات الدولية .
فالعنف لا يولد إلا عنفاً مضاداً , وسرعان ما يتحول الأمر إلى حلقة مفرغة لا نهاية لها .وما لم تتم معالجة الأسباب التي تشكل أرضاً خصبة لانتشار الأفكار المتشددة في العالم العربي والغربي ,فإن أي معالجات أمنية ستكون قاصرة عن مواجهة الظاهرة,بل قد تشكل الأفكار سبباً إضافياً لتناميها.
المصادر:
1 -ظاهرة التطرف الأسباب والعلاج –المحامي منتصر الزيات من موقع الكاتب نفسه www.alzayat.com
2 -المصدر السابق نفسه www.alzazat.com
3 -كتاب الاسلام والعنف قراءة في ظاهرة التكفير للكاتب الشيخ حسين الخشن ص 110-115
4 – التطرف يميناً والتطرف يساراً –المفكر محمد عابد الجابري www.aljabriabed.net/gauche3.htm
5 -تشريح لظاهرة الفكر المتطرف –السيد ياسين –موقع العربية الالكتروني
6 -كتاب الارهاب الدولي –الكاتب خالد عبداللطيف http://.
alerhab com/page1.html
7 -الإرهاب في العالمين العربي والغربي ص159-176
8 -كتاب الإرهاب في العالمين العربي والغربي إعداد الدكتور أحمد يوسف التل ص 11-17
9 -تشريح لظاهرة الفكر المتطرف للكاتب السيد ياسين –موقع العربية الالكتروني www.alarabiya.net
10 -بحث عن مفهوم الارهاب ومعناه من الانترنت
11 -الموسوعة الجغرافية -أولويات السياسة الخارجية الامريكية بعد احداث 11 سبتمبر د.اسماعيل شاهر اسماعيل
12 -ظاهرة التطرف الأسباب والعلاج –المحامي منتصر الزيات من موقع الكاتب نفسه www.alzayat.com
13 -ويكيبيديا ,الموسوعة الحرة.