وفي اليمن اليوم ألم يكن ضوءا أخضر أمس لعلي عبد الله صالح , حين أعلنت أمريكا أن ما قدمه صالح للمحتجين يكفي للحوار , وبالتأكيد رفض المنتفضون ذلك , ولكن صالح فهم تصريحات المسئولين الأمريكيين كضوء أخضر , فلم يضيع الفرصة للضرب مع الفجر وليوقع عشرات الضحايا , دون تأنيب من ضمير , وحتى لايتهمني القارئ بمعاداة أمريكا أنقل هنا بعضا من مقالة ل “هنري كيسنجر” في لوس أنجلس تايمز , تاريخ( 5أيار 1991 ) بعنوان “الالتزامات الأمريكية في الخليج” يقول : “لا أحد يمكن أن يشاهد المناظر التي تقطع نياط القلوب من معاناة اللاجئين الأكراد على حدود تركيا وايران , دون أن يرحب بأي خطوة قد تبشر بتفادي الكارثة المحدقة بهم , لكنني أرى أن الموقف المبدئي الذي اتخذه الرئيس بوش “الأب” بقصد تجنب التورط العسكري في المنطقة كان تعبيرا صحيحا …اذ لا يوجد اي خطر يهدد الأمن القومي الأمريكي ….بامكاننا الابقاء على العقوبات والمقاطعة حتى تحقيق الحكم الذاتي للأكراد …… علينا اذا كنا لا نريد أن نكون محسنين دائمين أو شرطيين دائمين , أن نعد قائمة أولويات تجيد ربط الغايات والوسائل” , طبعا لم يعتبر السيد كيسنجر حرب الكويت تورطا عسكريا في المنطقة !!, أليس هذا ما يفعله الأمريكان اليوم مع الشعبين الليبي واليمني !!.
نعود مرة أخرى الى ثورتي تونس ومصر , ومع كل الثقة في حذرهم مما يحاك ضدهم من مؤامرات , بدت واضحة خلال الأيام الماضية ومحاولات نشر النعرات الطائفية بعد الثورة التي وحدت جميع فئات المجتمع المصري , ليخرج غول الطائفية رأسه من جديد , صحيح أن الثوار كانوا أسرع من أن يؤخذوا على حين غرة فوقفوا لتلك المؤامرة وعروها , ولكن ليعلم الثوار في البلدين , أن الثورة لم تنجح بعد , وأن المحافظة على تلك المنجزات أصعب من النجاح الذي حققوه , وأن إسرائيل لن تقبل بأنظمة ديمقراطية على حدودها , وفي المنطقة , ليس لأنها تخشاهم وانما لخشيتها أن هكذا أنظمة ستعريها وتعري ادعاءها المستمر بأنها واحة ديمقراطية في صحراء من الديكتاتوريات أولا , ولأنها تغذت من خلال الحروب الخاسرة معها , ثم أن اللاحرب واللاسلم خدم تجييشها المستمر , لتلك الأسباب , فان الديمقراطية في دول الجوار يعني نهاية تلك الدولة كنظام عنصري “ديموغرافيا” خلال أعوام قليلة , وقد فضح القذافي نفسه ومن حوله حين قال أن رحيله سيسبب أكبر الضرر لإسرائيل والغرب , وهذه أول كلمة صادقة نطق بها القذافي في حياته , وهو يقصد أن في رحيل الأنظمة الاستبدادية , خسارة كبرى لإسرائيل .
الحسكة في 12/03/2011
Hussein.isso@gmail.com