saajabar@gmail.com
وإذا كان هذا الموقف لا تفهمه السلطة وتناستهم قرارات القيادة القطرية وهم كانوا ينتظرون المزيد من الإصلاح ليس لأن النظام وطني، ومخلص لشعبه بل لأنه آيل للسقوط، وكان في أول هذه المطالب: الاعتراف الدستوري بالكرد- وإطلاق سراح معتقليهم وكل معتقلي سورية، وإلغاء المرسوم الجائر 49 العنصري فورا لا تعديله، وإلغاء نتائج الإحصاء الشوفيني 1962 والإقرار بالمفعول الرجعي للظلم بحق الكرد في كل المظالم ضده، ومن ذلك فتح الملفات والاعتذار عن توجيه الرصاص إليهم في 2004 وما بعد وقتل ما يقارب 100 شخص من أبنائهم، ومحاكمة المجرمين الذين قاموا وأمروا ونفذوا ذلك فوراً
وبالمقابل فإن كان هناك أعداد من الشرفاء والشباب المتحمس يقوم بذلك، فقد ظهر البعض يحكي همسا أو بصوت عال: لماذا لا تتحرك الحركة والبعض من هؤلاء لم يسبق أن تحدث بأي دعوة ضد النظام، وهذه الفئة نادرة جدا، وهي تفكر بحصتها في “الكعكة الكردية” المقبلة في معادلة ما بعد السقوط، إلا أن 99 بالمئة من الذين يحتجون على الصمت هم من الثوار الكرد الشرفاء، ويمثلون نبض الحركة التي هي في جوهرها معادية للنظام بسبب سياساته العنصرية التطهيرية بحقه، وهو رأي كل الشارع الكردي، إنه رأي 4 مليون كردي منهم نسي لغته الأم لكنه كردي، فقد قالت أم لأولدها وهي لسان حال كل أم كردية: عندي كذا ولد نصفهم لي ونصفهم للثورة مع أهلنا في درعا، وهذا النموذج وطني ينسى نفسه ويفكر سورياً، هذه الام لا تقول: لم لم يقف أهل درعا ضدي، ولماذا آذى الشباب الفلاني شبابنا في المدن الجامعية وغيرها، مع أن الكرد ثاني أكبر قومية في سورية، ومع أن ما يلاقيه الكردي في سورية لا يلاقيه الفلسطيني من إسرائيل، إلا إذا حمل الفلسطيني السلاح، والكردي يدعو للتغير السلمي ككل أهل سورية.
الكرد السوريون لا يريدون مواجهة أخوتهم من القوميات الاخرى المتواجدين معهم لئلا يكونوا بين بطش النظام وسكين الظهر أو سكين الغدر- ويجب توجيه نداء لهؤلاء ليس من قبل الكرد بل من قبل لجان تمثل كل الطيف الجزراوي – إن هذه السكين قد يوجهها لهم بعض أزلام السلطة، وهم الآن بما “يتوهمه” البعض بالصمت المخزي إنما هم يفشلون سياسات النظام الذي أخرج بعض جنجويده من السذج الجائعين يوم الخميس الماضي، يهتفون بحياة النظام، ويطلقون العيارات النارية استفزازاً للكرد، وهو ما لن يفعلوه إن تم نضوج حالة هؤلاء وانخرطوا مع الكرد، ويجب ألا يؤدي التفكير بالنضوج إلى الإجهاض فالمعادلة حساسة.
النظام بدأ منذ يوم أمس يغير لغته ليسبغ طابعاً طائفياً وغير ذلك على ما يتم، وهو محاولة تبرير لممارسة المزيد من العنف، فمن جهة “عناصر الأمن المدنية” تطلق الرصاص على المتظاهرين، ومن جهة أخرى تريد تشويه التظاهرات بتوجيه الرصاص لصدور عناصر الشرطة: فلماذا لم يقتل رجل أمن والأمن معروف للكل؟ وأنا ضد القتل وأدينه وحتى ضد القاتل الذي يقتلني.
إن هذا التوجه مطلوب فضحه من قبل أهلنا ومثقفينا في الداخل والخارج، وعلى الأهل في الخارج اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم الالتفاف على الثورة بل ضمان ديمومتها، وهي متعددة الجوانب وأولها الجانب الإعلامي لأن هذا النظام أكثر هستريا من نظامي القذافي والطالح المسمى بهتانا بالصالح
ولكن هذا مجرد رأي شخص مراقب للحالة لا علاقة له بأحزاب الحركة الكردية تنظيمياً، وأجد لا بد من أن تواصل الحركة إدانتها للنظام، وقطع أي أسلوب للمفاوضة المنفردة، ومخطئ من يقول: إن الكرد لن يتحركوا لأن أخوتهم في المحافظات الأخرى لم يقفوا معهم، بل إن هؤلاء “مررت” عليهم سياسات السلطة وانخرطوا للحديث ضد الكرد في داخل سورية وفي البلدان العربية بالكامل، وعلى الشباب الكردي في أوربه أن يقوم بما لا يتمكن أهلهم به الآن في الداخل بسبب عوامل الفرقة بينهم والمكونات الأخرى، وبسبب الاستبداد، عليهم بتكوين لجان تحتج يوميا وتتحرك لفضح هذا النظام الدموي، وعلى الكرد أن لا يفوتو الفرصة، لينهض الشعب السوري هبة رجل واحد ضد النظام ، دون أن تعاد سيناريوات : ليبية – اليمن ولئلا يراق المزيد من دماء السوريين الأبرياء، وقد تم ” كر” المسبحة والدور على كل أنظمة الاستبداد.
كما أن حركة الشباب الكرد تتصرف حتى الآن بشكل ممتاز، وبرأيي أن عليها أن تواصل احتجاجاتها، في المناطق غير الكردية بوتيرة أعلى كثيراً، وهم أملنا الكبير، ولن نتركهم لوحدهم، وأدعوا إلى نبذ الإشارات التشكيكية بالكرد ومن بين ذلك أرجو عدم استغلال أحد يوم عيد نيروز فالكرد قالوا: لا للنظام، وإن كنت مع عدم استقبالهم في مواقع احتفالهم، كما أن ما نبهت إليه: التقاط اللحظة التاريخية هو ضروري كما أن عدم التهور مكشوفي الظهر ضروري، وليكن الشعار الأول : نبذ العنف والاحتجاج السلمي وضبط النفس في لحظات الشدة، وعدم الإساءة إلى أحزاب الحركة لأن الآن ليس وقت هذا، ولننقد الحركة في الوقت المناسب إن كان هناك نقد.
ملاحظة: على الأهل في الخارج تأسيس موقع إلكتروني للشباب الكردي الثائر وإدارته ونشر بياناته وبيانات الحركة، لأن المواجهة بالكلمة تبقى ضرورية لشرح الموقف.