نعم السيدة منى واصف – الشعب السوري ما ينداس ـ

وليد حاج عبدالقادر

لعله اللاشعور في تجلياته ومقدمة هذا المقال فما أن ألمح صورة هذه الفنانة القديرة ـ منى واصف ـ أو أسمع صوتها وإسمها حتى يتوارد الى ذهني تلك الكاتبة الرائعة حميدة نعنع وروايتها ـ الوطن في العينين ـ وقد استدركت كما استوعبت السبب ومنذ سنين، فهي تلك الدماء الزرقاء التي تسري في عروقهما كونهما تنحدران من أصول كردية ـ كإنتماء جيني لا أقل ولا أكثر ـ حيث لم تبدر من أية واحدة منهن سوى تلك الإفصاحات المبتورة بالرغم من آلاف المصائب والآلام التي ألمت بالشعب الكردي في أجزاء كردستانه الأربعة ، ولعلها ـ سوريا ـ جملة الأساليب والممارسات المتتالية والتي ماانتهت بالمطلق ومجزرة سليم كبول في انتفاضة قامشلو سنة 2004
 ـ ولست ـ بصدد إجراء محاسبة هذه الفنانة التي اجتهدت وابرعت وبالتالي أخلصت لفنها فكان لها ما حازته من موقع  متميز لم يمنن عليها أحد بشيء أو حتى وسام سوى التي استحقتها بجهدها وأداءها المشهودة لها وإنما سأسيّل عليها جمرات النقد من خلال قراءتي السريعة للمقابلة التي أجريت معها في موقع ـ ب .

ب .

سي .

نت ـ على أرضية البيان الذي وقعه مجموعة من الفنانين بخصوص الثورة الملتهبة في سورية ، وبالرغم من تميز البيان بمفردات ما تعودت عليها السلطة السورية ـ ولكنها الحقيقة ـ يجب أن تقال ، غمز ولمز وبالتالي ضبابية مبهمة في الموقف وإن سادها ـ البيان ـ بعض من مفردات الثورة وبالتالي أيتها الفنانة القديرة ـ أظن ـ أن الأمر ليست بأية حال هي في وقف المظاهرات بقدر ماهو الملح في إيقاف زحف الدبابات وإن لم تكن رأفة بالنساء والشيوخ فبشوارعنا المهترئة أصلا وحفاظا على البيئة وشجيراتها التي لم يتم بيعها او سلخها ـ لا كسرها فقط ـ حتى الآن وثانية وببساطة شديدة ـ سيدتي ـ لا نحتاج الى ـ شارلوك هولمز ـ ولا ـ بدري أبو كلبجة ـ أو أية هيئة تحقيق جنائية لمعرفة القتلة ..

الأمر بسيط أيتها الفنانة الكبيرة : أن القتلة صريحون وواضحون للشعب لا بل ومعروفون حتى أن بعضهم لا يتلثمون ، وإن كان غالبية الشهود يؤكدون على سواد ثيابهم المموهة ، وببساطة أسأل السيدة منى واصف : ترى هل ينطلي علينا نحن السوريين جميعا جعجعة التكروري الذي حتى اسمه ملّ منه !! وبالتالي صفاقة أحمد حاج علي ودجله التافه كما فحيح عبود ونهيق شحادة البائس ..الخ ..

أو ليسوا هم ـ الشبيحة ـ من أوصل البلد إلى ما هي عليه ؟ نعم درعا جائعة ، أطفالها بحاجة الى ماء ، خبز ، حليب ، دواء ..

كبار السن أدويتهم قربت أن تنفذ ..أما هزّتكم ـ معشر الفنانين ـ صرخة تلك المرأة السورية والمتزوجة في الأردن أمام وسائل الإعلام وهي تلوح بزجاجات الأنسولين التي تحتاجها والدتها المريضة في درعا وهي تبحث عن طير ، دابة ، عابر سبيل يستطيع إيصالها لها ؟ ! .

الفنانة القديرة : أنت أكثر الناس معرفة بعاطفية الشعب الذي تنتمين له ، وبالتالي صدقه وأحاسيسه الوجدانية وهو يتفاعل ـ الشعب ـ مع أدوارك يصفق لتلك المرأة الصابرة المثابرة وهي تكافح من أجل حقوقها أو الأم التي فقدت أولادها في أدوار مختلفة والمرأة المقاومة للمستعمر كما في باب الحارة ، أدوارك هي التي علت من شأنك لا النياشين التي لربما هي ـ أقل ـ مما تستحقينها حتى !! ..

الشعب هو من يصفق لك ، ويهلل لنجاحاتك ، وبالتالي هم شهود حقيقيون لمجدك الفني / مجدكم الفني أيها الفنانون القديرون أنتم ومن هنا توسمنا وكان أملنا أن تدركوا أن درعا كما قامشلو أو بانياس بحاجة الى الحرية … سورية كلها بحاجة الى الحرية ، وقد صدقت فنانتنا القديرة في قولها ـ الشعب السوري ما ينداس ـ ولكنها !! هاهي ضجيج قرقعة الدبابات وأظنها لم تخرج الى شوارع مدننا في نزهة بريئة ، كما الطلقات الغادرة وسقوط هذا الكم المفزع من الشهداء ليست حالة ـ إكشن ـ تمثيلية ولا الدماء المسالة بخدعة سينمائية ، من هنا كان المؤمّل في خطابكم أن يكون منحازا الى الشعب لا موجها الى وزارة صحة لا حول لها ولاقوة أو ولربما لو تم توجيهها الى وزارة الإعلام تطلبون منهم أن يكفوا استهتارا بعقول الشعب السوري, وأن تنضم أصواتكم الى المنادين بإعادة الجيش الى ثكناته .

أعلم يقينا ـ أنني ـ أطلب المستحيل ـ الآن ـ وأعلم أيضا حجم الضغوط الممارسة عليكم !! ولكنها كلمة حقّ ومودة وموقف ـ نتوخاها ـ من أناس صادقين ـ أقله ـ ما فعلوا فعلة دريد لحام على أقل تقدير !!!
السيدة منى واصف ، السادة الفنانون : هناك دائما أمور أسمى وأرقى من الخبز ، ولعلها هي اللازمة التي نختلف فيها وسلوكية النظام : أجل أنها الحرية ومن بعدها فقط ..فقط تتالى الأمور الأخرى وإلا فاشطبوا من تواريخكم الفنية ـ حتى وإن كان تمثيلا ـ أية أدوار تجسد مفاهيم وقيم الشهادة ؟؟!!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…