وماذا عن دماء الشعب السوري د . إدريس.. رد على د . محمد السعيد إدريس

 وليد حاج عبد القادر

بين الفينة والأخرى يتحفنا بعض من الكتاب القومويين بآراء محنطة  تظلم جموع الشعب السوري بشرائحه وتشعباته المختلفة ، وذلك فقط لأنه تجرأ ـ هذا الشعب ـ وانتفض يصرخ في وجه مستبده بأدواته المختلفة ، من شبيحة وأجهزة بوليسية مرورا بالناطقين بحوله وقوته أن ـ الشعب السوري ما ينذل ـ .

فيصيغ ويزّيف ـ هؤلاء الكتاب !! ـ  الأمور بمشيئتهم ضاربين بعرض الحائط ذاكرة الشعوب وبصيرتها فيطالعنا ـ أحدهم مثلا ـ بموضوع وقد صاغه لشعوب الهنولولو، أو لربما لمجتمع سوري افتراضي يعيش الكاتب فيها فقط بذهنيته التي لم تنصف السوريين ـ على أقل تقدير ـ .
 لا بل ويتمسك بنظرية المؤامرة التي أكل عليها الدهر كما الدم الغزير الذي سفك ظلما بسببه وينسى ، مع السلطة المستبدة أنهم ـ السوريون الذي ـ ناجوا جلّق ورسم من بانوا ـ وأنهم من غنى وصفّق يهلل ـ و للحرية الحمراء باب … ـ فيفاجئنا د .

محمد السعيد إدريس بمقاله في جريدة الخليج ـ العدد 11695 تاريخ 27 / 5 / 2011 عدد الجمعة ص16 ـ بعنوان / الحوار الوطني والخط الأحمر / فيقول / مؤشرات كثيرة تتراكم …أن سورية مقبلة على كارثة … هناك المؤشرات كثيرة بعضها يؤكد وبالدليل القاطع أن هناك مخططا خارجيا يستهدف سوريا ليس من أجل إسقاط النظام الذي ربما يكون قد استنفذ اغراضه من منظور تلك الأطراف الخارجية التي تقف وراء هذا المخطط ولكن من أجل اسقاط سورية الوطن والدور والتاريخ وإعادة إحياء مشروع التفكيك والتقسيم واستنزاف حركة الثورة العربية !!؟ / ..

ليصل إلى مقولته / ..

مؤامرة اسقاط سورية خط أحمر … وتجاهل حقوق الشعب السوري خط أحمر / ويحاول بماهوية وبراعة منقطعة النظير ربط تلك المقولات المعلبة والتي فاحت ريحها وانتشرت في جميع الأصقاع / أن ـ نظم الممانعة والصمود والتصدي ودول المواجهة الى صريح المواقف والممارسات غير المعلنة بوقوفهم كطوابير تحمي ـ حمى الحدود ـ صونا لمن بسببهم أوغلوا في قيودهم الضيقة على معاصم شعوبهم فتتساقط أوراق التوت بجميع أصنافها بدءا من نظرية دول الطوق الى شعار ـ كل شيء من أجل المعركة ـ وبلوى البلاوي ـ وحدة الصف الوطني فإذا بها أيضا أضغاث أحلام وبدا الوطن والمواطن مسبية مهدورة الدم والسلم الأهلي أصبح في خبركان فيما إذا تجرأ وقال للسيد رفقا بالجواري والعبيد ..أن يتسامى المرء ـ أي امرء ـ بالوطن فهو شيء جميل .

أن يزهو بوطنه قامة عليا .

أمر رائع ولكن عمرها الأوطان ما كانت دون قامة حاكميها فالحاكم فان والوطن سرمدي قائم ، من هنا د .

إدريس : فراعنة تغيروا وملوك غادروا عرش مصر ، وتهاوى الإمبراطور مبارك مترنحا أمام هدير الأصوات التي تعالت في ميدان التحرير بوسط القاهرة .والمؤسف حقا وأنتم من بلد صنعت فيه الثورة السلمية ما صنعت وهاأنت تراكم كل الطواطم ـ بقوالبها الشعاراتية الجامدة ـ فتدمغ ما تدمغ وبالترافق مع طاحونة الكذب الرسمية التي تلوثت يديها بدماء شعبها أولا وتنال من وطنية الثائرين طلبا للحرية !! ولكنها حقيقة هي المعجزة ، التي أناطت اللثام عن ممارسات السلطة وسياستها ـ فرق تسد ـ من جهة ، وصحوة السوريين من جهة أخرى فتلتحم الحناجر تردد بهدير واحد آزادي / الحرية ..وهنا سؤال بسيط وبديهي يطرح نفسه د .إدريس ؟ أو قتل السوريين واسترخاص دمهم وبالتالي نعتهم بالخونة والمندسيين أو السلفيين والإرهابيين ..كل هذه الأمور إضافة إلى زج الآلاف منهم في المعتقلات أوليست خطا أحمرا قانيا !! تفريغ مستودعات الذخيرة التي قربت مدة انتهاء صلاحيتها ولم تستخدم ضد أي ـ عدوان خارجي ـ وحتى لاتتعذب اللجنة المشرفة على اتلافها بالطرق الأصولية !! هاهي تفرغ في صدور أو رؤؤس السوريين لايهم الموضع بقدر النجاعة في القتل والإصابة !! .

إن الإستخفاف والإستهجان بسوية وعقل السوريين عن طريق تلك الأبواق المسعورة وأقلام كنا نتوخى منها ـ أقله ـ إنصافا للدماء التي تسفك أن تتجرأ لقول الحقيقة ليس إلا ، كما كان من المفروض عليها أن تتأمل المشهد السوري وثورته المتصاعدة وكيف استطاعت وبزمن قياسي أن تردم الهوة والتباعد بين شرائح المجتمع ، وتهد كل الجدران التي شادها النظام ليقطعها ـ كما يفعل بالمدن الآن ـ الى ملل ونحل متخاصم فكان الكردي يتوجس من العربي والدرزي من المسلم وذاك من المسيحي ، أو تعلم د .إدريس أن تلكم الجموع ثارت تطلب الحرية والحياة الكريمة ؛ فتوصفها ـ أنت ـ بالمؤامرة الخارجية التي تستهدف النيل من الموقف السوري !! وكأنني بالمواقف والممانعة وبالتالي الصمود هي صنيعة الأنظمة لاالشعوب هي من تؤصل لذلك فتبدو فرق الحراسات الجمهورية هي للتحير والحفاظ على تراب الوطن ، لا القصور الرئاسية !! وتتناسى أن ـ مواقف النظام ـ فيها مافيها ومقاربات مسرحيات دريد لحام هدفها فقط لفت الأنظار والدعابة الإعلامية ليس إلا ؟ إن اتهام الأحرار بما هم ليسوا بها وبالتالي هدر دمهم وسفكها بأبشع الطرق فهم مندسون ، سلفيون ، إرهابيون ، عملاء … الخ وإنفصاليون تقسيميون !! فهل سمعت د .

إدريس وانت الأب غن طريقة تصفية ـ المندس ، السلفي ، الإرهابي ، ولربما الإنفصالي ، المتآمر مع جهات خارجية وكلها سمات للشهيد الطفل رمز البراءة السورية المغتالة !! ـ أو دريت ما قاله المجرم سليم كبول محافظ الحسكة سنة 2004 وهو يصيح في عناصر أمنه قائلا لهم / رشّوا الكلاب ـ أو تدري من هم كانوا بعرفه الكلاب ؟؟ أنهم المدنيون الكرد ، من كانت المستشارة الرئاسية وبمعية خبراءها الأمنيين ، قد طبخوا على نار هادئة  لهم تهمة الإنفصال وتقسيم البلاد ،إلا أن يقظة الكرد وحركتها الوطنية ـ أفشلتها ـ ولو إلى حين فإذا لم تكن الأمور وهكذا توصيف ؟ ! فبالله عليك د .

إدريس لو أنها مجرد حركات سلفية فلماذا اعتقال قادة التجمع الآثوري في سورية وهم على حد علمي إخوة مسيحيون !! وبالتالي ما مبرر اعتقال نشطاء علمانيين لهم باعهم الطويل في الحركة الشيوعية كما سجون النظام ـ والمناضل الشيوعي أبو عبدو عمر القشاش خيردليل على ذلك ـ وكذلك اعتقال نشطاء عرب في منطقة الجزيرة وغالبيتها الكردية فقط لمجرد تشاركهم والكرد في مظاهرات المطالبة بالحرية !! أو تدري السبب ؟ لأن الدبابات ومجموعات الشبيحة ستسقط حججها الواهية مستقبلا كما تهمها إذا ما أرادت أن تتدخل بآلتها القمعية الأمنية 

د .

محمد السعيد إدريس : في وجه كل خطوطك الحمر ـ أقول ـ لقد حطمت إرادة الجماهير السورية وصرختها المطالبة بالحرية ، كافة الحواجز التي بنتها السلطة وحاولت زرعها في سيكولوجية المواطن السوري وبفعل النداء الذي جبّل بدم سوري غال نقدّر ونعرف جسامتها كسوريين نقول لك ومن خلالك أولئك المبتأسين والحريصين على النظام بشخوصه لا سورية الوطن وشعبه أن الحرية عشقت آزادي وتشابكت أيادي المتظاهرين الأحرار عربا ، كردا ، دروزا ، مسلمين ومسيحيين وتعانقت قلوبهم كما جرس موسيقى لغاتهم في فسيفساء جميل وأصبحت حقيقة ـ لا قولا متلاعبا ـ نسيج عصي على الذل برؤوس وهامات تناطح السحاب نعم ـ فأنا ـ لا أنتشي فقط وإنما إقر : وأنا الكردي حتى العظم وأصرخ نعم أنا سوري وأهتف مع الجموع التي تردد : الله ..

سورية ..

حرية وبس ولك أن ترتب الكلمات حيثما وكيفما شئت ..

د .

إدريس : أن كرامة السوريين خط أحمر !!!  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…