وبعد استفاضة لا مبرر لها يأتي السيد خوري إلى موضوع عتبة مقالته ليحدثنا عن أنصار الإسلام فيعرض معلوماتٍ غيرَ دقيقة، ولا أدري من أي مصدر استقى معلوماته؟؟ فهو يخلط تنظيم أنصار الإسلام مع جند الإسلام، وهذه مغالطة لأن جماعة جند الإسلام هي جزء من أنصار الإسلام، وهذه الجماعة مكونة من جند الإسلام وحماس الكردية وحركة التوحيد، ويقودها الملا كريكار واسمه الحقيقي نجم الدين فرج وهو مقيم حالياً في النرويج.
وفيما يخص البنية العشائرية للمجتمع الكردي إذ ذهبت المقالة على أن هذه البنية ساهمت في” تبني النهج التكفيري عند عديد من الشباب السلفيين فالمساجد الكثيرة جداً في إقليم كردستان تقدم صورة واضحة على مدى التدين في هذا الإقليم الذي يقال عنه أنه علماني بحكم الحزبين العلمانيين الحاكمين له”.
مقدمة البنية العشائرية ليس من الضرورة أن توصلنا إلى نتيجة تبني النهج التكفيري، فالحياة الاجتماعية في كردستان العراق تغيرت كثيراً في الخمس عشرة سنة الماضية، واستطاع الكرد أن يشكلوا نواة نظام أقرب إلى العصرنة منه إلى العشائرية، والمساجد موجودة بكثرة في مجمل البلاد الإسلامية، وليس في كردستان وحدها، وكانت وزارة الأوقاف في كردستان العراق قد اشترطت أن يكون الفاصل بين مسجد ومسجد لا يقل عن كيلو متر مربع ضمن المدن.
ولا أعلم كيف توصل خوري إلى استنتاجه الفظيع وهو« ولعل تقارب الحزبين مؤخراً من بعضهما أديا إلى تزايد الفساد في هذا الإقليم» إذ ما علاقة التقارب بين الحزبين بالفساد؟؟ ولم يخبرنا كاتب المقالة ماهي معايير الحكم الرشيد؟؟
وطالما أن البيشمركة يمارسون معهم التصفية كما ورد فكيف يقبلون أن تعمل هذه المنظمة بحرية تامة في كردستان و” تغض حكومة كردستان العراق الطرف عن سياسات التصفية والتهجير القسري تجاه مسيحي الموصل”
يعلم المتتبع للأحداث أن الكرد لا قوا الأمَّرين على يد هذه الجماعة، ولعل أسوأ الحوادث كانت المجزرة التي لحقت بالحزبين الكرديين والتي راح ضحيتها أكثر من مئتي شهيد من خيرة كوادر وقيادات الصف الأول في الحزبين في صبيحة عيد الأضحى 1 شباط 2004 فيما سمي بغزوة أربيل، وورد عن الجماعة البيان التالي: “لقد قام اثنان من إخواننا الاستشهاديين – نسأل الله تعالى أن يتقبلهم – بمداهمة وكرين من أوكار الشياطين في مدينة أربيل في شمال العراق، فاجتمعت بذلك فرحتنا في عيدنا – عيد الأضحى – بفرحتنا بالنيل من أعوان اليهود والنصارى”
كيف سيتحالف الكرد مع هؤلاء ضد المسيحيين؟؟ وهم- أعني المسيحيين- معززون مكرمون في كردستان العراق ..
بل حاصلون على جميع حقوقهم الدستورية والقانونية، ولهم أحزابهم السياسية ومؤسساتهم الثقافية و مشاركون في السلطة التنفيذية وبرلمان كردستان، يتمتع المسيحيون في إقليم كردستان العراق بحرية العمل السياسي والحزبي والثقافي , ومشاركتهم في السلطة التنفيذية والبرلمان( لهم خمسة نواب في المجلس الوطني لكردستان العراق- و ثلاثة وزراء في حكومة إقليم كردستان- ووزيران في حكومة المالكي- نائبان في المجلس الوطني العراقي) وهذه النسبة مقبولة جداً قياساً لتعدادهم السكاني.
إذا: ضعف واضح وشح في معلومات الأستاذ خوري ..
وربما تسرُّعُه في كتابة مقالته أصاب فيها مقتلاً..
وتبرئ هذه المساهمة ساحة جماعة أنصار الإسلام من أية شراكة مع حكومة كردستان العراق، وأبشر الأستاذ خوري بأن هذه الحركة لن ” تجد بنية خصبة بين الشباب الكردي الملتزم دينياً في حال ضعف سلطة الحزبين الكرديين أو تنامي فسادهما”