فائق اليوسف – الشارقة
بدعوة من آل الفقيد المناضل محمد نذير مصطفى “سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا” أقيم أمس الخميس 25 ديسمبر / كانون الأول 2008 في إمارة الشارقة وفي قاعة الاتحاد النسائي مجلس عزاء للراحل الكبير، من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة العاشرة، وبحضور كثيف لأبناء الجالية الكردية المتواجدين في دولة الإمارات وسط حضور مشهود له من الشخصيات السياسية والثقافية والدينية العربية والكردية.
كما تخلل مجلس العزاء إلقاء كلمات لشخصيات كردية وعربية، منهم الشيخ الدكتور معاذ حقي، والشيخ حيدر ميزر المدلول “أحد شيوخ عشائر الشمر”، وقرأ الحضور سورة الفاتحة مرات عديدة على روح المرحوم الطاهرة، بالإضافة إلى تلاوة القرآن بصوت الشيخ معتز الخزنوي.
وأخيراً أهدت مؤسسة سما كرد للثقافة والفنون بانر مجلس العزاء للاستاذ سربست مصطفى، وبدوره أهدى الأستاذ سربست مؤسسة سما صورة للراحل الخالد.
فيما يلي نص الكلمات التي وصلتنا وجانب من صور الندوة ومجلس العزاء:
– كلمة الأستاذ وليد حاج عبد القادر في عزاء الراحل محمد نذير مصطفى
أل الفقيد … الحضور الكرام …
في هذه اللحظات المؤلمة و نحن مجتمعون هنا ليعزي كل منا الأخر في هذا المصاب الجلل ..
تعجز في الحقيقة الجمل و العبارات أن تفي الراحل الكبير حقه إن كانسان مثقف واع ..
مهني بارع ..
أب حنون ..
سياسي و مناضل محترف ..
صلب من الطراز الأول قضى جل عمره في خدمة قضايا شعبه المضطهد ..
أيها السادة :
من ديريك تلك البلدة الصغيرة القابعة في أقصى الأقاصي من سوريا ..
هذه البلدة المنسية استحالة ..
الغائبة الحاضرة أبدا ولد المناضل الكبير ..
و اذكر و قد كنت طفلا تلك البقعة القريبة من // بخجي بلدية // و ذينك الدارين الكبيرين / دار عمر و مصطفى شمس الدين / ..
و مع الجرعات الأولى للروح الوطنية التي كنا نتلقاها من ذوينا على هدير الطائرات العراقية القاذفة آنذاك و هي تخطئ في سمتاتها فتخترق أجواء بلدتنا و أصوات المدافع و الدبابات التي كانت تأتينا مساءات ديريك الهادئة آنذاك علمنا بأن هذه العائلة هم سليل قادة ثورة صاصون الكردية في كردستان تركية ..
و كذلك ابنهم الشاب الذي يدرس الحقوق و على أبواب أن يصبح محاميا ..
صدقوني آنذاك كنت أتطلع إلى هامته ..
و أنا الطفل كمن يقف في أسفل الوادي يتأمل قمة الجبل … أجل أبا بسام ..
ما خاب الظن فكنت الجبل و أضحيت القمة … و أصبحت المثل لنا و نحن لم نصبو بعد و كبرت و كبر حلمنا فيك فغدوت القدوة في مجال النضال و بحكم العلاقات الأسرية أيضا / كان عمه المرحوم عمر شمس الدين من معتقلي الستينات برفقة والدي و صورتهما ما زالت تزين غرفة الوالد للآن / … كنا على تماس مع أخبارك أثناء اعتقالك في السبعينات و يشهد لك معتقلوك قبل رفاقك و أصدقاءك مدى صمودك و تحديك و من ثم إصرارك على مواقفك و جميعنا نعلم بأنك رفضت و بتحد و إصرار على عدم توقيع أي تنازل أو تعهد و لعلها الأولى في حياتك كنت الأخر و لكن في إطلاق سراحك …
كبرت أكثر – نظري – عندما خضت أنا تجربتي المتواضعة في التحقيقات الأمنية و من ثم فترة الاعتقال و عرفت بالتجربة كم كنت مناضلا قويا و لم أستغرب حين قررنا نحن المعتقلين الثمانية في الزنزانة الواحدة و الحصار يطوقنا أن يكون // محمد نذير مصطفى – دهام ميرو – المرحوم محمد فخري – المرحوم كنعان عكيد – و خالد مشايخ / مثالنا ..
نعم لقد اتفقنا نحن الثمانية أن نبلغكم قرارنا هذا في أول زيارة ..
و هذا ما حصل …
أيها الفقيد الكبير : أنحني بهامتي إجلالا لتاريخك المليء بالنضالات و التضحيات و أنا على ثقة تامة بأن شعبنا الكردي سيتذكر مسيرتك النضالية و ستتناقلها الأجيال لبعضها البعض ..
حقا لقد مضت السنين طويلا أبا بسام ..
كنا نلمحك عن بعد و نؤشر بأصابعنا صوبك ذاك هو المحامي نذير و لم تسعدنا اللحظات للقياك و الجلوس معك إلا هنا في دبي و كأنك كنت قررت الوداع ..
الفقيد الغالي ..
المناضل الكبير : ..
غادرتنا و في قلبك حسرة على شعبك الكردي إن من ناحية تشتت حركته السياسية أو من كثرة المشاريع العنصرية المتراكمة عليه ..
و هنا نعاهدك كما عاهدتك الألوف المؤلفة التي خرجت وراء جثمانك الطاهر إلى مثواك الأخير ..
أجل نعاهدك عهد المناضلين أيها الراحل الكبير أن نبقى أوفياء لمثلك و مبادئك و ستزفها الأجيال إلى قبرك قريبا إن ما صبوت إليه قد تحقق بصمود رفاقك و إخوتك و تلامذتك و كل الغيورين من أبناء شعبك
و في الختام :
يقولون بأنها شمعة و قد أطفئت و أقولها بأعلى صوتي … إنها شعلة و قد اتقدت ..
لك الرحمة في مثواك الأخير ..
و لنا جميعا الصبر و السلوان
و السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم
إلى الشعب الكردي العظيم في الوطن وفي المهجر
إلى كل من شارك من الأحزاب والمنظمات والفعاليات والشخصيات السياسية والثقافية والحقوقية الكردية والعربية والأجنبية .
نتقدم إليكم وبكل فخر واعتزاز باسم آل علي يونس وباسم عائلة الفقيد محمد نذير مصطفى بخالص الشكر والامتنان على تلك المشاعر النبيلة والجياشة التي إن دلت على شيء إنما دلت على مدى صدقها ومصداقيتها تجاه هذا المصاب الأليم الذي ألم بنا جميعاً دون استثناء .
هذه الالتفاتة الكريمة قد أظهرت في طياتها العديد والعديد من المعاني والعبر ، لعل أجلها هو تماسك وتلاحم ووحدة الشعب الكردي بكل فئاته وتوجهاته وانتماءاته الفكرية والسياسية ، وهذا ما تمناه بحق الراحل نذير مصطفى وبقي شغله الشاغل عقوداً من السنين متخذاً من حق الشعب الكردي في العيش الكريم ، إصراره في كفاحه ، ومستمداً من الكوردايتي شعلة نضاله الدءوب التي حملها بكل شرف وأمانة حتى الرمق الأخير .
كما لا بد لنا للوقوف والتركيز على أمر بغاية من الأهمية ألا وهو مشروع الوحدة الوطنية الحقيقية في سوريا التي كانت أيضاً تحتل جزءاً كبيراً من إستراتيجية نضاله ، فأراد أن يقدم القضية الكردية في كافة المحافل السياسية والثقافية في سورية بعيداً كل البعد عن كافة أشكال التشنجات والتعصب المفرط ، بل على العكس وبكل اعتدال ، على أنها قضية شعب أراد العيش المشترك جنباً إلى جنب مع شقيقه الشعب العربي يشاركه بكل همومه ومآسيه ، أفراحه وأحزانه ، فما هو إعلان دمشق إلا ثمرة تواصل مشترك بين الشعبين العربي والكردي سعى من خلاله كلا الطرفين إقامة أرضية تفاهم سياسي اجتماعي تقوم على أساس حق الشعب السوري في العيش الكريم وحقه في التعبير واعتبار أن الكرد جزءاً أساسي لا يتجزأ من النسيج السوري لا يمكن تهميشه بأي حال من الأحوال .
السادة والسيدات المحترمين :
الألم واحد والعزاء واحد بلا شك ، فلندعو للباري عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وفسيح جنانه ، وأن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون
آل علي يونس
آل الفقيد الكبير المناضل محمد نذير مصطفى
الأخوة الإعزاء في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا-البارتي
أيها الحضور المفجوع بالرحيل الصاعق لمناضلنا الكبير أبي بسام.
مساء الخير…!
ها نحن الليلة نلتقي معاً في مجلس العزاء الذي أقمناه في الجالية الكردية للراحل الكبير المغفور له المحامي الأستاذ محمد نذير مصطفى “سكرتير الجزب الديمقراطي الكردي في سوريا-البارتي”، وثمة حيرة بادية على وجوهنا جميعاً، فبالإضافة إلى أن الحركة الكردية في سوريا قد خسرت مناضلاً مجربا ذا حنكة، مبدئياً عرف السجن ولم تلن قناة، إلا أنه تكاد حيرتنا تزداد لأن لا أحد منا يعرف لمن يقدم العزاء، رغم وجود نجله الكريم، وذوويه بيننا، وهذا هو شأن الأشخاص العظام، حيث يحس كل من حولهم أنهم المعنيون به، وأنهم أسرته، وهو ماتوصل إليه فقيدنا اليوم، ولم يأت ذلك إلا من خلال ما قدمه مناضلنا الكبير خلال هقود حياته الحافلة بخدمة قضيته، إذا تشرّب مبادئ الكردايتي منذ نعومة أظفاره، وكيف لا وهو حفيد مدرسة ساسون، إحدى العلامات الباردة في التاريخ القومي على الإطلاق!
أيها الحضور الكريم ..
لايمكننا بصراحة، وعبر عجالة هذه أن نتحدث عن كل سجايا وخصال أبي بسام، فهو المحامي الناجح ، والأب العطوف، والصديق المخلص والمتحدث البارع، والساسي الفذّ، والقائد المخضرم، ولقد كان الوسام الأكبر الذي ناله هو:
دخوله السجن لمدة ثماني سنوات، مرفوع الهامة، دون أن يساوم، مفضلاً الخيار المرّ ليكون هذه الشخصية الكارزمية التي أحبها أبناء شعبه، واكدوا ذلك من خلال مراسيم تشييع جنازته إلى مثواه الأخير، كي يبقى اسمه محفوراً في سجل الخالدين، مع القامات العالية التي كرّست كل حياتها من أجل نصرة قضايا أبناءها.
طوبى لروحك أيها الكردي، حتى النخاع، وأنت تؤدي رسالتك على أكمل وجه، مسلِماً الراية، راية النضال للملايين من أبناء شعبك، لإحقاق حقوق شعبٍ مظلوم يعيش على ترابه.
وعزاؤنا في أسرتك الصغيرة والكبيرة في الاستمرار في آداء الرسالة
عارف رمضان
مدير مؤسسة سما كرد للثقافة والفنون