بقلم: دلژار بيكه س
استناداً للنظام الداخلي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) وتنفيذاً لبنوده , من المقرر أن يعقد الحزب مؤتمره الاعتيادي السادس في الفترة المقبلة , هذا المؤتمر الاعتيادي ينعقد في ظروف استثنائية بامتياز , فالملفات والأزمات الإقليمية والدولية مازالت ملتهبة وقابلة للانفجار في أي لحظة لتشمل تأثيراتها كل المنطقة وسوريا في قلبها , فلبنان بالرغم من انتخاب الرئيس مازال التعطيل الذي يمارسه البعض داخلياً بتوجيهات خارجية يحول دون تشكيل حكومته, والمصادمات المتفرقة بين الموالاة والمعارضة تطلّ بين الفترة والأخرى وفي أماكن عدة , لتدل على مدى هشاشة الوضع فيه
استناداً للنظام الداخلي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) وتنفيذاً لبنوده , من المقرر أن يعقد الحزب مؤتمره الاعتيادي السادس في الفترة المقبلة , هذا المؤتمر الاعتيادي ينعقد في ظروف استثنائية بامتياز , فالملفات والأزمات الإقليمية والدولية مازالت ملتهبة وقابلة للانفجار في أي لحظة لتشمل تأثيراتها كل المنطقة وسوريا في قلبها , فلبنان بالرغم من انتخاب الرئيس مازال التعطيل الذي يمارسه البعض داخلياً بتوجيهات خارجية يحول دون تشكيل حكومته, والمصادمات المتفرقة بين الموالاة والمعارضة تطلّ بين الفترة والأخرى وفي أماكن عدة , لتدل على مدى هشاشة الوضع فيه
ولتدل أيضاً على أن اتفاق الدوحة لم يكن إلا تهدئة مدفوعة الثمن بالمفاوضات غير المباشرة بين النظام السوري وإسرائيل , أما ملف المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري , فإنه يتقدم بخطوات ثابتة , رغم ارتباط انطلاقتها كغيرها من الملفات بانتخاب الإدارة الأمريكية الجديدة بداية العام القادم .
وفي إيران مازال النظام فيه مستمراً بتعنته ورفضه القاطع لجميع الحوافز الدولية المقدمة له للتنازل عن تخصيب اليورانيوم ، ليتقدم بذلك الحل العسكري بشكل كبير في ظل إجماع دولي لمنع اكتساب إيران لأسلحة الدمار الشامل , أما في فلسطين فانقسام فتح وحماس تعمّق أكثر ليضعف بذلك الجانب الفلسطيني في مفاوضاته مع إسرائيل للوصول إلى حل نهائي قائم على أساس الدولتين ووعود الإدارة الأمريكية بذلك , والتي ربما تذهب أدراج الرياح بذهاب الإدارة الحالية , والتي يعوّل على ذهابها النظامان السوري والإيراني كثيراً وخاصةً بعد تصريحات أوباما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية بالانفتاح عليهما وإتباع الأساليب الدبلوماسية معهما , وربما هذا ما يفسر التهدئة الحاصلة حالياً على جميع تلك الجبهات.
في ظل كل هذه الأوضاع المشحونة والمحتقنة مازال النظام السوري المعزول إلى حد كبير عربياً ودولياً مستمراً في تخبطه وتصرفاته غير المفهومة داخلياً وخارجياً والتي تزيد حالة الاحتقان وتهدد السلم الأهلي والاستقرار وتزيد الأوضاع سوءاً, فبدلاً من البحث عن الحلول الناجعة لمعالجة تأثيرات الأزمة العالمية الحاصلة نتيجة نقص الغذاء وارتفاع أسعار النفط , والتي من المفترض أن لا تتأثر بها كثيراً دولة كسوريا غنية بمواردها الطبيعية التي تعتمد عليها أصلاً في سياساتها الاقتصادية, وبدلاً من البحث عن أفضل الطرق لمساعدة مواطنيها وخاصةً في المناطق الزراعية التي تضررت كثيراً لقلة الأمطار والجفاف الذي تعرضت له سوريا هذا العام , بدلاً من كل ذلك تفاجئ الناس بقرار رفع الدعم عن المحروقات وخاصة المازوت ليرتفع سعره بنسبة تصل إلى (350% ) وليسبق ذلك القرار ويلحقه زيادة جنونية في أسعار معظم المواد الأساسية , مبرراً مصيبته تلك بارتفاع الأسعار العالمية ومقارنةً بالدول المجاورة , في استخفاف لا معقول بعقول الناس , فهل يقدم هذا النظام نصف ما تقدمه حكومات الدول المجاورة من رواتب وخدمات…الخ لمواطنيها حتى تقارن أوضاعها بها, ترافق كل ذلك بضغط كبير وحملات اعتقال وترهيب ومنع مغادرة بحق المعارضة السورية ورموزها اعتبرتها منظمات حقوقية عربية ودولية بالأسوأ منذ عام 2000م , لإسكات أي صوت معارض أو مخالف أو منتقد, وكان لحزب الوحدة (يكيتي) نصيبه من هذه الحملات وخاصةً قيادته السياسية , فمن اعتقال للسكرتير ثم لرئيس الحزب وقبلها الحكم على عضو آخر بسنتين ونصف مع الأشغال الشاقة وتجريده من الحقوق المدنية ونفي طوعي إلى منع المغادرة التي شملت مؤخراً معظم أعضاء القيادة السياسية للحزب ,…لهذا كله يكتسب هذا المؤتمر أهمية استثنائية تلقي بذلك أعباءً إضافية على عاتق أعضاءه , من دراسة كل تلك الملفات وغيرها إلى مراجعة ودراسة مسيرة الحزب خلال الفترة التي امتدت بين المؤتمرين , ومعالجة الأخطاء التي رافقتها إلى إقرار البرنامج السياسي والنظام الداخلي الجديدين , ووضع الخطط والبرامج واتخاذ القرارات التي تسهم في تطوير وتفعيل أداء الحزب على مختلف الأصعدة والمجالات , ولذلك لابد من عدة ملاحظات واقتراحات ربما تكون ذات فائدة وتجد طريقها للمناقشة .
أولاً : على مستوى الحركة الكردية ووضعها الحالي , التأكيد على قرار الاجتماع الموسع بتكليف اللجنة السياسية للحزب للاتصال والتواصل مع الأحزاب الكردية الرئيسية والفاعلة للتحضير والإعداد للمؤتمر الوطني الكردي لتنبثق عنه المرجعية الكردية المنتظرة , والتأكيد على عدم الانجرار أو الدخول في سياسة المحاور ( كردياً وكردستانياً ) , والمحافظة على استقلالية قرار الحزب المنطلق أصلاً من مصلحة شعبنا , حيث كان الحزب رائداً في هذا المجال من خلال توجيه أنظار واتجاه النضال صوب دمشق وابتعاده دوماً عن الصراعات الجانبية والمهاترات المجانية التي تقع بين بعض أطراف الحركة أحياناً .
أما على مستوى الحزب : ثانياً : تعميق وترسيخ اللامركزية التي ينتهجها الحزب منذ المؤتمر الثالث والذي تجسد أيضاً في المسودة المقترحة للنظام الجديد من خلال إقامة الدوائر التنظيمية , والتي يجب التركيز على إعطاءها حرية العمل والمبادرة واتخاذ المواقف والقرارات دون الخروج عن السياسة العامة للحزب , بالإضافة إلى إعداد خطة عمل مركزية على مستوى كل دائرة تشرف عليها وتتابع تنفيذها الهيئة القيادية للحزب بحيث تغطي جميع المناسبات , ليتم إحياء كل مناسبة أو حدث في جميع المناطق , والاستفادة القصوى من حجم التنظيم الكبير ومن طاقات وإمكانات الرفاق وتوزيع المهام والأعمال بينهم لتوظيفها بالشكل الأنسب , وتشجيع المبادرات والنشاطات ( الفردية , هيئات , ..
) , وتنظيمها لضمان استمرارها وتعميم المفيدة منها على الهيئات واللجان الأخرى مع مراعاة ظروف وأوضاع كل منظمة أو منطقة , وتعميق مبدأ التخصص في جميع المجالات وتشكيل لجان تخصصية (ثقافية , إجتماعية , إعلامية , نشاطات ,…), تعتمد على برنامج عمل وأهداف واضحة ومحددة ، ولبعض منظمات الحزب أمثلة جيدة في هذا المجال بحاجة إلى تعميمها , بالإضافة إلى التغطية الإعلامية (الإنترنيتية المتوفرة حالياً , … ) , لأي نشاط , حيث أن أكثر من نصف نجاح أي عمل أو نشاط يأتي من التغطية الإعلامية والدعاية الجيدة له.
ثالثاً : الاهتمام بالقواعد الحزبية ورفع مستوى وعيها وثقافتها والانطلاق من الخلية الحزبية , من خلال إفهام المنتسبين الجدد بحقيقة أن الحزب هو أداة نضالية يمارس كل شخص من خلاله قناعاته ومبادئه ويدافع عنها وعن قضية وأهداف ومطالب شعبه , وقد تخطئ أحياناً في بعض المواقف أو الممارسات , وقد لا تتفق مع آراءه ومواقفه دائماً , ولذلك فالأسلوب الوحيد لحلها هو باعتماد لغة الحوار والتفاهم والنقاش الحضاري وممارسة النقد ضمن الأصول والقواعد الحزبية المتفقة عليها دون تجاوز الخطوط العريضة والسياسة العامة للحزب التي لا يستطيع أحد تجاوزها أو تغييرها إلا المؤتمر العام .
رابعاً : عقد ندوات سياسية جماهيرية فصلية تشرف عليها اللجنة السياسية لشرح وجهة نظر الحزب حول الأحداث والمتغيرات المتسارعة ولتحقيق التواصل المستمر بين القيادة والقواعد الحزبية من جهة وبينها وبين جماهيرها من جهة أخرى , في ظل غياب البديل الأفضل عنها حالياً واستكمالاً لتوجه الحزب العام في إشراك المستقلين في صياغة توجهات الحزب وبالتالي المساهمة في إعادة السياسة إلى صفوف المجتمع .
خامساً : لتفعيل دور لجنة الثقافة والإعلام والتي لم يكن لها دور مميز أو أعمال ملموسة باستثناء إصدارها لكتاب أحداث آذار , الذي كان عبارة عن تجميع للبيانات والمقالات في تلك الفترة (رغم أهمية التوثيق التي نفتقر إليها كثيراً ) , نقترح إصدار طبعة جديدة للكتاب تنشر صور وتتحدث عن حياة كل شهداء 12 آذار و شهيد 2007 وشهداء وجرحى نوروز 2008 , وتشكيل لجنة سنوية مختلطة من لجنة الثقافة والإعلام وعدد من الكتاب والشخصيات المعروفة تكون مهمتها اختيار كتاب لطبعه ونشره تحت اسم لجنة الثقافة والإعلام (كل سنة كتاب على الأقل) , واستكمال إصدار سلسلة كراس ” دفاعاً عن قضية عادلة ” , وأن يكون موضوع العدد الجديد التضامن الذي حصل مع سكرتير ورئيس الحزب أثناء فترة اعتقالهما, لأن التضامن الذي حصل معهما كان تضامناً مع القضية التي اعتقلوا من أجلها , ودراسة أسباب التقصير الشديد الذي حصل مع موقع الحزب الالكتروني ( نوروز) , الذي بدء بداية جيدة وكان موقعاً متزناً ومعروفاً ومميزاً ينشر الثقافة والفكر ويبتعد عن المهاترات وكان صورة جيدة للحزب, ولذلك نتمنى وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة في أسرع وقت , لأن المقياس الذي يعتمده الشارع في تقييمه هو أن موقع يديره شخص أو شخصان أفضل من موقع يديره حزب، فكيف بحزب كحزب الوحدة كان أول حزب أفتتح له موقعاً إلكترونياً ويمتلك المئات من الأعضاء المهتمين بالنت , بل أن بعضهم يديرون وبجدارة مواقع فرضت احترامها, ولذلك لابد من تحديث الموقع يومياً على الأقل وأن يكون له هيئة تحرير ومراسلين في جميع المناطق لتغطية الأحداث والنشاطات.
ونتيجة لكل ما سبق فإن هذا المؤتمر رغم كونه اعتيادياً فإنه يكتسب صفة استثنائية , فهل يستطيع الحزب به ومن خلاله تجاوز الضغوطات والمضايقات الكبيرة الممارسة ضده وخاصةً من قبل النظام , وهل سيكون نقطة انطلاق جديدة للحزب تعمق سياساته الواقعية وطروحاته المعتدلة وتقربه أكثر فأكثر وتزيد أواصر الثقة بينه وبين جماهيره وشعبه,…هل سيكون مؤتمراً لترسيخ اللامركزية ومبدأ التخصص والحرية والديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب للوصول به أخيراً إلى حزب (مؤسساتي) , يتصدى للعمل والنضال دفاعاً عن حقوق ومطالب وأهداف هذا الشعب الوفي المضحي الذي لم يتقاعس يوماً عن أداء دوره والمطلوب منه دوماً , أسئلة كثيرة برسم أعضاء المؤتمر والقيادة الجديدة للحزب.
—–
عن جريدة الوحدة – العدد 179
وفي إيران مازال النظام فيه مستمراً بتعنته ورفضه القاطع لجميع الحوافز الدولية المقدمة له للتنازل عن تخصيب اليورانيوم ، ليتقدم بذلك الحل العسكري بشكل كبير في ظل إجماع دولي لمنع اكتساب إيران لأسلحة الدمار الشامل , أما في فلسطين فانقسام فتح وحماس تعمّق أكثر ليضعف بذلك الجانب الفلسطيني في مفاوضاته مع إسرائيل للوصول إلى حل نهائي قائم على أساس الدولتين ووعود الإدارة الأمريكية بذلك , والتي ربما تذهب أدراج الرياح بذهاب الإدارة الحالية , والتي يعوّل على ذهابها النظامان السوري والإيراني كثيراً وخاصةً بعد تصريحات أوباما المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية بالانفتاح عليهما وإتباع الأساليب الدبلوماسية معهما , وربما هذا ما يفسر التهدئة الحاصلة حالياً على جميع تلك الجبهات.
في ظل كل هذه الأوضاع المشحونة والمحتقنة مازال النظام السوري المعزول إلى حد كبير عربياً ودولياً مستمراً في تخبطه وتصرفاته غير المفهومة داخلياً وخارجياً والتي تزيد حالة الاحتقان وتهدد السلم الأهلي والاستقرار وتزيد الأوضاع سوءاً, فبدلاً من البحث عن الحلول الناجعة لمعالجة تأثيرات الأزمة العالمية الحاصلة نتيجة نقص الغذاء وارتفاع أسعار النفط , والتي من المفترض أن لا تتأثر بها كثيراً دولة كسوريا غنية بمواردها الطبيعية التي تعتمد عليها أصلاً في سياساتها الاقتصادية, وبدلاً من البحث عن أفضل الطرق لمساعدة مواطنيها وخاصةً في المناطق الزراعية التي تضررت كثيراً لقلة الأمطار والجفاف الذي تعرضت له سوريا هذا العام , بدلاً من كل ذلك تفاجئ الناس بقرار رفع الدعم عن المحروقات وخاصة المازوت ليرتفع سعره بنسبة تصل إلى (350% ) وليسبق ذلك القرار ويلحقه زيادة جنونية في أسعار معظم المواد الأساسية , مبرراً مصيبته تلك بارتفاع الأسعار العالمية ومقارنةً بالدول المجاورة , في استخفاف لا معقول بعقول الناس , فهل يقدم هذا النظام نصف ما تقدمه حكومات الدول المجاورة من رواتب وخدمات…الخ لمواطنيها حتى تقارن أوضاعها بها, ترافق كل ذلك بضغط كبير وحملات اعتقال وترهيب ومنع مغادرة بحق المعارضة السورية ورموزها اعتبرتها منظمات حقوقية عربية ودولية بالأسوأ منذ عام 2000م , لإسكات أي صوت معارض أو مخالف أو منتقد, وكان لحزب الوحدة (يكيتي) نصيبه من هذه الحملات وخاصةً قيادته السياسية , فمن اعتقال للسكرتير ثم لرئيس الحزب وقبلها الحكم على عضو آخر بسنتين ونصف مع الأشغال الشاقة وتجريده من الحقوق المدنية ونفي طوعي إلى منع المغادرة التي شملت مؤخراً معظم أعضاء القيادة السياسية للحزب ,…لهذا كله يكتسب هذا المؤتمر أهمية استثنائية تلقي بذلك أعباءً إضافية على عاتق أعضاءه , من دراسة كل تلك الملفات وغيرها إلى مراجعة ودراسة مسيرة الحزب خلال الفترة التي امتدت بين المؤتمرين , ومعالجة الأخطاء التي رافقتها إلى إقرار البرنامج السياسي والنظام الداخلي الجديدين , ووضع الخطط والبرامج واتخاذ القرارات التي تسهم في تطوير وتفعيل أداء الحزب على مختلف الأصعدة والمجالات , ولذلك لابد من عدة ملاحظات واقتراحات ربما تكون ذات فائدة وتجد طريقها للمناقشة .
أولاً : على مستوى الحركة الكردية ووضعها الحالي , التأكيد على قرار الاجتماع الموسع بتكليف اللجنة السياسية للحزب للاتصال والتواصل مع الأحزاب الكردية الرئيسية والفاعلة للتحضير والإعداد للمؤتمر الوطني الكردي لتنبثق عنه المرجعية الكردية المنتظرة , والتأكيد على عدم الانجرار أو الدخول في سياسة المحاور ( كردياً وكردستانياً ) , والمحافظة على استقلالية قرار الحزب المنطلق أصلاً من مصلحة شعبنا , حيث كان الحزب رائداً في هذا المجال من خلال توجيه أنظار واتجاه النضال صوب دمشق وابتعاده دوماً عن الصراعات الجانبية والمهاترات المجانية التي تقع بين بعض أطراف الحركة أحياناً .
أما على مستوى الحزب : ثانياً : تعميق وترسيخ اللامركزية التي ينتهجها الحزب منذ المؤتمر الثالث والذي تجسد أيضاً في المسودة المقترحة للنظام الجديد من خلال إقامة الدوائر التنظيمية , والتي يجب التركيز على إعطاءها حرية العمل والمبادرة واتخاذ المواقف والقرارات دون الخروج عن السياسة العامة للحزب , بالإضافة إلى إعداد خطة عمل مركزية على مستوى كل دائرة تشرف عليها وتتابع تنفيذها الهيئة القيادية للحزب بحيث تغطي جميع المناسبات , ليتم إحياء كل مناسبة أو حدث في جميع المناطق , والاستفادة القصوى من حجم التنظيم الكبير ومن طاقات وإمكانات الرفاق وتوزيع المهام والأعمال بينهم لتوظيفها بالشكل الأنسب , وتشجيع المبادرات والنشاطات ( الفردية , هيئات , ..
) , وتنظيمها لضمان استمرارها وتعميم المفيدة منها على الهيئات واللجان الأخرى مع مراعاة ظروف وأوضاع كل منظمة أو منطقة , وتعميق مبدأ التخصص في جميع المجالات وتشكيل لجان تخصصية (ثقافية , إجتماعية , إعلامية , نشاطات ,…), تعتمد على برنامج عمل وأهداف واضحة ومحددة ، ولبعض منظمات الحزب أمثلة جيدة في هذا المجال بحاجة إلى تعميمها , بالإضافة إلى التغطية الإعلامية (الإنترنيتية المتوفرة حالياً , … ) , لأي نشاط , حيث أن أكثر من نصف نجاح أي عمل أو نشاط يأتي من التغطية الإعلامية والدعاية الجيدة له.
ثالثاً : الاهتمام بالقواعد الحزبية ورفع مستوى وعيها وثقافتها والانطلاق من الخلية الحزبية , من خلال إفهام المنتسبين الجدد بحقيقة أن الحزب هو أداة نضالية يمارس كل شخص من خلاله قناعاته ومبادئه ويدافع عنها وعن قضية وأهداف ومطالب شعبه , وقد تخطئ أحياناً في بعض المواقف أو الممارسات , وقد لا تتفق مع آراءه ومواقفه دائماً , ولذلك فالأسلوب الوحيد لحلها هو باعتماد لغة الحوار والتفاهم والنقاش الحضاري وممارسة النقد ضمن الأصول والقواعد الحزبية المتفقة عليها دون تجاوز الخطوط العريضة والسياسة العامة للحزب التي لا يستطيع أحد تجاوزها أو تغييرها إلا المؤتمر العام .
رابعاً : عقد ندوات سياسية جماهيرية فصلية تشرف عليها اللجنة السياسية لشرح وجهة نظر الحزب حول الأحداث والمتغيرات المتسارعة ولتحقيق التواصل المستمر بين القيادة والقواعد الحزبية من جهة وبينها وبين جماهيرها من جهة أخرى , في ظل غياب البديل الأفضل عنها حالياً واستكمالاً لتوجه الحزب العام في إشراك المستقلين في صياغة توجهات الحزب وبالتالي المساهمة في إعادة السياسة إلى صفوف المجتمع .
خامساً : لتفعيل دور لجنة الثقافة والإعلام والتي لم يكن لها دور مميز أو أعمال ملموسة باستثناء إصدارها لكتاب أحداث آذار , الذي كان عبارة عن تجميع للبيانات والمقالات في تلك الفترة (رغم أهمية التوثيق التي نفتقر إليها كثيراً ) , نقترح إصدار طبعة جديدة للكتاب تنشر صور وتتحدث عن حياة كل شهداء 12 آذار و شهيد 2007 وشهداء وجرحى نوروز 2008 , وتشكيل لجنة سنوية مختلطة من لجنة الثقافة والإعلام وعدد من الكتاب والشخصيات المعروفة تكون مهمتها اختيار كتاب لطبعه ونشره تحت اسم لجنة الثقافة والإعلام (كل سنة كتاب على الأقل) , واستكمال إصدار سلسلة كراس ” دفاعاً عن قضية عادلة ” , وأن يكون موضوع العدد الجديد التضامن الذي حصل مع سكرتير ورئيس الحزب أثناء فترة اعتقالهما, لأن التضامن الذي حصل معهما كان تضامناً مع القضية التي اعتقلوا من أجلها , ودراسة أسباب التقصير الشديد الذي حصل مع موقع الحزب الالكتروني ( نوروز) , الذي بدء بداية جيدة وكان موقعاً متزناً ومعروفاً ومميزاً ينشر الثقافة والفكر ويبتعد عن المهاترات وكان صورة جيدة للحزب, ولذلك نتمنى وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة في أسرع وقت , لأن المقياس الذي يعتمده الشارع في تقييمه هو أن موقع يديره شخص أو شخصان أفضل من موقع يديره حزب، فكيف بحزب كحزب الوحدة كان أول حزب أفتتح له موقعاً إلكترونياً ويمتلك المئات من الأعضاء المهتمين بالنت , بل أن بعضهم يديرون وبجدارة مواقع فرضت احترامها, ولذلك لابد من تحديث الموقع يومياً على الأقل وأن يكون له هيئة تحرير ومراسلين في جميع المناطق لتغطية الأحداث والنشاطات.
ونتيجة لكل ما سبق فإن هذا المؤتمر رغم كونه اعتيادياً فإنه يكتسب صفة استثنائية , فهل يستطيع الحزب به ومن خلاله تجاوز الضغوطات والمضايقات الكبيرة الممارسة ضده وخاصةً من قبل النظام , وهل سيكون نقطة انطلاق جديدة للحزب تعمق سياساته الواقعية وطروحاته المعتدلة وتقربه أكثر فأكثر وتزيد أواصر الثقة بينه وبين جماهيره وشعبه,…هل سيكون مؤتمراً لترسيخ اللامركزية ومبدأ التخصص والحرية والديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب للوصول به أخيراً إلى حزب (مؤسساتي) , يتصدى للعمل والنضال دفاعاً عن حقوق ومطالب وأهداف هذا الشعب الوفي المضحي الذي لم يتقاعس يوماً عن أداء دوره والمطلوب منه دوماً , أسئلة كثيرة برسم أعضاء المؤتمر والقيادة الجديدة للحزب.
—–
عن جريدة الوحدة – العدد 179