Shengo76@hotmail.com هو نفس الزائف الرعديد، لكن، باسم زائفٌ آخر.
والأكثر إثارة الشفقة عليه، إذ أنه حين اتهمني بالدونكيشوتيَّة، يَعترفُ بالأصالة عن نفسه، وبالوكالة عن معشرُ أحزابه الـ99، بأنهم طواحين هواء، نسمع جعجعتها منذ نصف قرن، ولا نرى إلا طحين شقاقها وغبار بؤسها، ودخان فشلها.
كما هي حال “أحزابهم”، تنتحل صفة الحزب، وهي الأقرب لمنطق القبيلة، ومسلك المشيخة.
وكذا همُ أيضاً، إذ ينتحلون صفة المثقَّفين الحريصين على همِّ الأمَّة الكرديَّة وغمَّها، ويسعون لسؤددها، ويتوارون خلف أسماءٍ مستعارة.
ما أشجعكم من فرسانٍ بواسل، تثيرون غبار الدجل والزيف، خلف أسماء مستعارة!!؟.
وللقارئ الكريم أقول: كاتب هذه السطور، يعرف ثلَّة الزائفين هذه، بالاسم والرسم والكسم والهيئة والمشرب الحزبوي.
وهذه الثلَّة تعرف بأنني أعرفها حقَّ اليقين.
لكن، لن أمنحها شرف إيراد أسمائها الحقيقة أو الزائفة في سياق مقالاتي.
أمَّا بعد…
فممن خان حزب العمال، نذرٌ من الأكراد السوريين، بنسبة قلقة، لا يمكن ذكرها.
ولكن، هنالك كردٌ سوريون، هم الآن، في أعلى هرم قيادة حزب العمال، عسكريَّاً وسياسيَّاً.
ومن الذين خانوا حزب العمال، أكراد من تركيا، وأكراد إيران، لكن، الشعب الكردستاني، لا زال على قراره، في المضي على نهج حزب العمال، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
هذا منطق التاريخ والثورات، وبخاصة الشعب الكردي.
دائماً، أبرز انهيار الانتفاضات والثورات الكرديَّة، كان الخيانة والطعن من الخلف.
الملا مصطفى بارزاني، خانه ولداه، عبيدالله ولقمان.
وأوجلان، خانه شقيقه.
يقول الدعيُّ الدجَّال: “أن ملايين الكرد هُجُِّروا وهاجروا الى الداخل التركي بسبب العمليات العسكرية فتركوا أرض آبائهم وأجدادهم إلى أبد الآبدين ونسوا لغتهم الكردية والتي من المفترض لها ان تكون اللغة الرسمية لكردستان بعد أن يحررها ويوحدها…”: إذن، تعالوا لنحسب كلفة حمل الملا مصطفى بارزاني للسلاح وجه النظام العراقي سنة 1961؟ وتعالوا نحسب كلفة استسلام، وليس هزيمة الملا مصطفى بازراني على خلفيَّة اتفاقيَّة الجزائر، وإلقائه للسلاح دون قيد أو شرط، والفرار على طهران، التي كانت تقف وراء طعن الثورة، وتركها تواجه مصريها.
نعم، ما وجود كل مقومَّات استمرار المقاومة وقتئذ، أكثر 100 ألف مسلَّح، وعشرات الآلاف من الميليشا، ومدافع ثقيلة، وعلاقات دوليَّة، مع أمريكا وإسرائيل، ماذا يعني إعلان نعي الثورة، وإلقاء السلاح، دون قيد أو شرط، والفرار إلى طهران، وترك الشعب يواجه مصيره، ماذا يعني كل هذا، عدى عن كونه استسلاماً!!؟.
لنعترف بالحقيقة المرَّة.
ما جرى في 1975، لم تكن نكسة، كما حاول العرب تبرير هزيمة 1967، ولا نكبة، كما حاول العرب تبرير هزيمة 1948.
ولم تكن هزيمة، لأنها لم تأتِ نتيجة حرب طاحنة، وميزان القوى كان لصالح الملا مصطفى، لذا، ما جرى في 1975 هو استسلام، بكل ما للكلمة من معنى.
ثم تعالوا نضيف كلفة معاودة حمل السلاح في وجه النظام العراقي البائد مطلع الثمانيات، وكلفة حرب اكراد العراق على الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وكلفة حلبجة وكلفة الأنفال، وكلفة الانتفاضة، دون أن نضيف إليها كلفة الاقتتال الكردي _ الكردي العراقي منذ 1966 ولغاية 1998….
سنصل إلى فاتورة فلكية من التضحيات، سببها الرئيس هو لجوء الملا مصطفى، ومن بعده قادة كردستان العراق للقتال ضد النظام العراقي.
فلولا هذه الحرب، لكان أكراد العراق في نعيم “الحكم الذاتي” الذي منحه العراق لكردستان العراق!!.
نعم، حمل أكراد العراق السلاح في النظام العراقي، مع وجود الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي، وإعلان حكم ذاتي للإقليم الكردي، وما نجم عن حمل هذا السلاح، هذه مسألة فيها نظر، أم حمل حزب العمال السلاح في وجه النظام الأتاتوركي الفاشي، ومع إنكاره لحقوق الكرد حتى في المرِّيخ، وما نجم عن الثورة الكردستانيَّة في تركيا، جريمة لا تغتفر!؟.
هل رأيتم في حياتكم، حقداً وغباءاً بهذا القدر من الصلافة والصفاقة!!؟.
يتحدثون عن عمالة حزب العمال للنظام السوري، والمجازر التي ارتكبها بحق الكرد السوريين، بدليل أنه، إيّ حزب العمال، (اغتال 13 سكرتير وأمين عام لهذه الاحزاب.
واغتال 30 من مثقفي وكتبة هذه الأحزاب، لمجرَّد أنهم انتقدوا أوجلان.
وأصابوا 300 شخص بجراح…).
هذه حصيلة افتراضية، لما يزعم هؤلاء الدجَّالين.
والسؤال: ما الذي رد حزب العمال لفعل ذلك، وهو المدعوم من النظام السوري، الذي كان يحرِّض حزب العمال على الأحزاب الكرديَّة، على حدِّ زعم هؤلاء المستعارين، الذين يحيلون أسباب هشاشتهم وفشلهم لحزب العمال!؟.
ما الذي كان يخلق حصانة هؤلاء الامناء العامين الـ99، من “شرِّ وبطش” حزب العمال!؟.
إمَّا النظام السوري، أو أخلاق حزب العمال.
وإن كان السبب الأول، فهذا يعني نسف كل مزاعم الأحزاب الكرديَّة عن محاربة حزب العمال لهم، بتحريض من النظام.
لأن النظام السوري، كان ولا زال بحاجة هذه الأحزاب، بغية إحكام السيطرة على الشارع الكردي السوري.
أمَّا حزب العمال، فكان ولا زال مشغولاً بإدارة ثورة كردستانيَّة، تحسب لها الدوائر الدوليَّة والدول الكبرى ألف حساب، وليس لديه الوقت الكافي، للالتفافة نحو أحزاب كرتونيَّة _ قبليَّة _ شلليَّة، لم يهزّ “نضالها” العظيم والعريق، طلية خمسين سنة، ولو شعرة واحدة في النظام السوري!!.
يقول الحكواتي البائس، بكامل صلافته وبلادته، جالساً في مقهى دَجَلِه: “ألا تعلم أنه في سالف العصر والأوان كانت كردستان وحدة جغرافية وبشرية كما يؤكده ويؤمن به كل كردي، وعندما كان الكردي يهاجر من ماردين الى نصيبين فإنه كان مهاجرا داخل حدود كردستان، أما دمشق فهي خارج كردستان، ولايجوز للدونكيشوت الحقيقي المتمتع بصفاتك الريادية ان يضع كرد القامشلي وكوباني وعفرين في خانة الكرد الدمشقيين الذين أصبحوا شركاء في وطن ما بعد سايكس بيكو “سوريا”، وتشطح بشكل دونكيشوتي بمقارنة حالة “الكرد القامشليين والكوبانيين والعفرينيين” المتواجدين على أرض كردستانية تاريخيا مع حالة الكرد الدمشقيين المهاجرين حتى قبل سايكس بيكو”.
ياله من سردٍ تاريخيٍّ بائس، يتماهى والسرد البعثي للتاريخ: “كان يما كان، في سالف العصر والأوان: كان الوطن العربي وحدة جغرافيَّة وبشرية متجانسة موحَّدة…”!!.
يخبرنا التاريخ: إن موجات الهجرة الساميَّة كانت من الجنوب إلى الشمال.
أمَّا موجات الهجرة الآريَّة فبالعكس.
نتيجة ظروف عدَّة، معروفة تحدث الهجرة.
حين نتحدَّث عن هجرة الأكراد من تركيا إلى سورية، هذا لا يعني، إن المهاجرين، ليسوا سوريين، بالتجنُّس، لهم ما للسوريين من حقوق، وعليهم ما على السوريين من واجبات.
لكن، يجب الاعتراف بالحقيقة التاريخيَّة.
فمن المستحيل أن تكون الأرض انشقَّت وانفلقت، وخرج من جوفها الأكراد.
بمعنى، إن غصنا بعيداً في موضوعة الهجرة، وتجاور وتداخل الشعوب.
فمسألة هجرة أكراد تركيا إلى سورية، فقد حدثت، ولكن، لا يعني أن كلّ أكراد سورية أتوا من تركيا.
وهذا ما لم يقلُّه السيّد أوجلان.
بل قال غالبيَّة، ولم يقل الكلّ.
لكن، ما يسجَّل على السيّد أوجلان من نقد، هو عكس مسار الهجرة في ذلك التصريح الصحفي.
ولعله كان تصريح سياسي آني، أكثر منه منهجي فكري.
بدليل توجُّه حزب العمال، والحزب الموالي له، إلى تكثيف نشاطه السياسي، السلمي الديمقراطي في سورية!.
“دمشق ليس ضمن كردستان”.
ياله من كشف جغرافي عظيم!؟.
نحن نتحدث عن الهجرة إلى سورية، يا بني آدم.
والكثير من الجزيريين والكوبانيين والعفرينيين، أيضاً هم مهاجرين.
ماذا تفعل قبيلة شكاكي في عفرين، على سبيل المثال لا الحصر!.
ومعلوم موطن هذه القبيلة.
ثم إن القامشلي وعفرين وكوباني…، هي ضمن الحدود السوريَّة.
وإن كان لديكم أيُّ اعتراض، فغيّروا برامج أحزابكم، وطالبوا بالانفصال.
حاولوا أن تتخلَّوا عن الفصام السياسي والثقافي، إذ تستميتون في الدفاع النظري عن الدولة القوميَّة، وكردستان الكبرى، وتلعنون كل من يتخلَّى عن الدولة القوميَّة، ولا نجد في برامج أحزابهم ما يوازي ويطابق انفعلاتكم وافتعالاتكم الخلَّبية العصبوية، القومويَّة.
يواصل الدعيُّ زيفه بالقول: “وآخر ما توقعته من هوشنك، أو دونكيشوت العصر والأوان، أن يقدم على ارتكاب حماقة غالبا ما يرتكبها بلهاء أو جدبان، فكيف تنتقد طالباني وبارزاني لأنهما زارا بغداد عقب الانتفاضة للتوقيع مع صدام المقبور على اتفاقية الحكم الذاتي، وأنت قلت بعظمة لسانك السليط أن صدام كان متجبرا، وهذا يؤكد بأنه لو لم يكن في الحضيض لما وقع تلك الإتفاقية فكان الطريق الوحيد امامه توقيع الإتفاقية مرغما ذليلا، (وبالمناسبة فإن حالة صدام وقت توقيع الإتفاقية كانت مشابهة لحال بعض زعمائنا وهم يتنازلون عن هدف تحرير وتوحيد كردستان ” الكرد والترك والفرس والعرب السريان والآشوريين والتركمان، إلى هدف تحقيق الديمقراطية في إطار الدولة التركية”
يا شاطر، ونبيه عصرك وأوانك؛ أيَّ اتفاقيَّة وأيُّ توقيع…!!؟.
سنة 1991، رفض صدام التوقيع على اتفاقيَّة الحكم الذاتي، لأن طالباني وبارزاني، أصرَّا على ضم كركوك.
ولو كان صدام بذلك الذل والضعف الذي صورته به، لأجبره طالباني وبارزاني على التوقيع، والقبول بكركوك ضمن حدود كردستان.
لكنه رفض، ولم يوقِّع.
فعن أيّ شيءٍ تتحدثُّ!.
سؤالي كان؛ كيف خرج بارزاني وطالباني من قصر صدام، سالمين، ولم يمسسهما صدام بشره سوءاً!!؟.
عدْ إلى السؤال، وبعد ذاك، تشاطر وتجهبذ كما تشاء.
وأنا أعلم سبب تفاديك لعدم ذكر اسمك الحقيقي، لأنك تعلم تماماً بأنني أعرفك، وأعرف مدى الحقد والزيف الذي يركبك الآن، وأنت تقرأ هذه الأسطر.
وقد واجهتك سابقاً.
نقطة انتهى.
دمشق 12/7/2008