كيف يمكن للحركة الكردية التغلب على أزمتها وتستقطب الجماهير ؟

حسن برو

بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على تأسيس الحركة الكردية في سورية، لاتزال الخلافات تعصف بها مما جعل الكثير من أبناء الشعب الكردي يحس باليأس من هذه الحركة حتى بات الكثير منهم غير مهتم البتة بما يعانيه الشعب الكردي من ظلم واضطهاد، ويحاول التهرب من هذا الواقع الأليم ليلتحق بالبديل الممكن سواء أكان هذا البديل تياراً دينياً أو عدم المبالاة بالمرة والتحلل من كل القيود والقيم التي آمن بها أبناء الشعب الكردي لقرون ، ومن هنا سأتعرض إلى نقطتين هامتين أولهما – واقع الأحزاب الكردية وثانيهما –كيفية الخروج من دوران على النفس لربما تستطيع هذه الحركة أن تعيد الثقة بها ،وتحاول لملمة ما يتساقط من أبناء الشعب الكردي في المهالك الممكنة.
-واقع الأحزاب الكردية: أن الأحزاب الكردية موزعة في الواقع الحالي إلى خمس مجموعات وهي (1-التحالف الديمقراطي وهو بدوره أنقسم إلى قسمين أ- مجلس العام ب- اللجنة العليا -2- الجبهة الديمقراطية 3- لجنة التنسيق 4- أحزاب كردية غير منتمية إلى المجموعات الخمسة السابقة يمكن القول بأنها متفقة على عدم الاتفاق مبدئياً بالرغم من أن غالبيتها اتفقت على رؤية كردية مشتركة منذ المايقارب العام حيث تنادي كل الأحزاب الكردية في المجموعات الخمسة بالمطالبة ببناء مرجعية كردية تضم معظم الأحزاب الكردية ولكنها تختلف في مواقع كثيرة وتتفق في مواقع قليلة ، فالبعض يحاول أن يعزل البعض الأخر من بناء هذه المرجعية بحجج وأقاويل البعض منها صحيح والأخر غير صحيح وكأن السياسية هي كيفية ممارسة (فن الكذب) فمثلاً البعض يحاول أن يعزل الحزب الديمقراطي التقدمي ،متهمةً إياه بأنه يمثل الاتجاه المهادن والمساوم في الحركة الكردية ، والبعض الأخر يحاول عزل اليكيتي الكردي على أنه اتجاه يعمل في إطار التحزب القاتل على حساب الشعب الكردي ومابين هذا وذاك ولأجل (عدم) بناء المرجعية الكردية فان بعض الأحزاب الأخرى تقوم بتمسك بحجج أخرى ومنها (عدم نشر الرؤية المشتركة المتفق عليها إلا بعد عقد مؤتمر وطني كردي –أو تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر قبل عقده – أوتشكيل مجلس سياسي –والأخر يرى بأن هذه الأمور شكلية لاتؤثر على روح العمل إنما ماينقص بناء المرجعية هي الإرادة الصادقة – والبعض يحاول أن يشرك في القرار السياسي الكردي البعض من المستقيلين ليكونوا شركاء مع الأحزاب ، البعض يضع الفيتو على البعض الأخر ،والبعض يتحفظ بوجود الأخر) مع وجود أزمات داخلية لكل حزب تجعل هذا الحزب ينتقل من موقع لأخر بمبرر أو دون مبرر إلا أن الشارع الكردي بطبيعته يربط الأمور مع بعضها البعض ويتفهم أن بعض الرموز من القيادات الكردية الموجودة لن تتفق أبداً إلا إذا شد الخناق على رقابها مثلما حصل في (12أذار 2004 وليلة نوروز21/3/2008 وأخرها اعتقال محمد موسى سكرتير اليساري الكردي) ، بالاضافة إلى ولاءات أخرى لأحزاب كردستانية مثل الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني (في العراق) ، ومايزيد هذه الحالة تعقيداً هو وجود بعض الأحزاب ا الكردية في ائتلاف إعلان دمشق مثلاً وانتقاد الغير منضمين إليها…..

لهذا الائتلاف ، وعدم نجاحها وقدرتها في الانضمام إلى (جبهة الخلاص والتجمع الديمقراطي الموحد)
-كيف يمكن لهذه الأحزاب أن تخرج من حالة الدوران على النفس ؟ يجب عليها اتباع الخطوات التالية :
البدء بالأمور السهلة 1- بالتحاور مع بعضها البعض والجلوس على طاولة واحدة 2- الاتفاق المبدئي على سرية هذه الاجتماعات وعدم نشرها ل (رفاق كل طرف )وان تم النشر فيتم نشر نقاط الاتفاق وعدم الاقتراب من نقاط الاختلاف 3- كتابة نقاط الاتفاق التي توصل إليه المجتمعون والعمل من أجل أنجاز الجزء المتفق عليه وتأجيل العمل أو إرجاء العمل بالنقاط المختلف عليها4-الابتعاد عن المواقف المسبقة 5- تغيير لأسماء بعض الأحزاب أن أمكن لتشجيع الحوار مابين الأطراف وبخاصة المتشابه إسماً 6- خلق نوع من الهدنة على صفحات الجرائد والإعلام وعدم محاربتها لبعضها البعض 7- تشكيل مجالس من مجموع الأحزاب على مستوى المدن والبلدات الكردية ومشاركة الفعاليات الكردية المستقلة 8- التوجه نحو العمل المدني مثل (حل الخلافات الاجتماعية والاهتمام بالنظافة والبيئة والحالة الاقتصادية في إطار مشترك) 9- وضع القضية الكردية فوق أي اعتبار أخر والإجماع أن كل الأحزاب الكردية ذات الخلفية الوطنية تخدمها 10-الاهتمام بالشباب الكردي واللغة الكردية الأم على اعتبارهما يمثلان حالة الحفاظ على المستقبل الكردي 12- تشكيل لجان مدنية مشتركة تساندها الأحزاب من فلاحين وعمال ونساء وطلبة لمراجعة الدوائر الحكومية والمؤسسات والوزارات للمطالبة بحقوقهم على أساس المواطن ومنها (أ- تشكيل لجنة من طلبة الجامعات الأجانب والمكتومين للمطالبة بالجنسية السورية ب- تشكيل لجان فلاحية للمطالبة بالأراضي التي انتزعت منهم بموجب القوانين الاستثنائية جـ- تشكيل لجان نسائية والتواصل مع نساء سورية للمطالبة بحق منح الجنسية د- تشكيل لجان الدفاع عن المعتقلين الكرد من المعتقلين السابقين والمحامين).


13- وضع جداول زمنية لكل عمل والوقوف على ماتم انجازه سلباً وإيجاباً ومحاسبة المقصرين على أساس الأداء وليس الانتماء الحزبي 14- إعطاء الأولوية لذوي الاختصاصات كلاً في مجال عمله بصرف النظر عن الانتماء الحزبي 15- تشكيل لجان مشتركة مع القوى الوطنية المتفقة مبدئناً على الحقوق الكردية ومحاولة كسب المزيد منها في الإطار الوطني 16- الاتفاق على أن الأحزاب الكردية الموجودة على الساحة السورية أحزاب كردية مستقلة وتجمعها التحالفات الندية مع الأحزاب الكردستانية الأخرى ورفض التدخل في شؤونها الداخلية والتنظيمية 17- فتح قناة تلفزيونية لأكراد سورية أو استئجارها في إحدى الدول الأوربية .


أن هذه النقاط لن تمثل أبداً الدواء الشافي للحالة الموجودة ولكن برأيي هذه بعض الخطوات الممكنة للخروج من الأزمة الحالية التي تعاني منها الحركة الكردية ككل ولا يمكن لها النجاح وهي تتعامل بعقلية الخمسينات والستينات من القرن الماضي وعليها النسيان بأنها وليدة صراع الأقطاب القديمة بأن هناك جيلاً قد ترعرع وبات يقبل التغيير السريع عن طريق الأنترنيت والتلفاز ووسائل الاتصال الأخرى …..ولن ينتظروا طويلاً الحركة لتقوم بتغيير تعاملها مع الجماهير .

( كلنا شركاء ) 25/7/2008

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…