عدنان بوزان *
لاشك أن الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط توحي باليأس المدقع ويتحول في كثير من الأحيان إلى غليان طوفاني غير متوقع لتصل بمشكلات المجتمع إلى أزمة مستفحلة وجارفة تتطلب حلاً جذرياً لمشاكلها المعقدة وذلك من خلال مثقفيها وأولي الأمر منهم إن أمكن وبما أن مجتمعنا السوري يحتل جزءاً هاماً من هذه المنطقة فهو يحمل أيضاً الكثير من أجندات هذه المعضلات الصعبة التي تريد حلولاً جذرية لمشاكلها وقضاياها على أسس عقلانية حيث الحكمة والمنطق يسندان تعابير ومعالجات الحل الصحيح وهذا يتطلب أيضاً جهداً كبيراً من هؤلاء المثقفين الذين يملكون قرارات بعيدة عن التزلف وغير منحازة لطرف ما
لاشك أن الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط توحي باليأس المدقع ويتحول في كثير من الأحيان إلى غليان طوفاني غير متوقع لتصل بمشكلات المجتمع إلى أزمة مستفحلة وجارفة تتطلب حلاً جذرياً لمشاكلها المعقدة وذلك من خلال مثقفيها وأولي الأمر منهم إن أمكن وبما أن مجتمعنا السوري يحتل جزءاً هاماً من هذه المنطقة فهو يحمل أيضاً الكثير من أجندات هذه المعضلات الصعبة التي تريد حلولاً جذرية لمشاكلها وقضاياها على أسس عقلانية حيث الحكمة والمنطق يسندان تعابير ومعالجات الحل الصحيح وهذا يتطلب أيضاً جهداً كبيراً من هؤلاء المثقفين الذين يملكون قرارات بعيدة عن التزلف وغير منحازة لطرف ما
ولعل هؤلاء المثقفون قليلون جداً إن لم يكن معدودون على الأصابع هذه الأيام بالتالي فهم مهمشون بالمطلق وبالتمحيص الفكري العميق ومن خلال ما سرد نرى بأن الكثيرين من هؤلاء النخبة يمرون بظروف قاهرة وأحياناً يصل بهم المطاف إلى أزمة ذاتية حقيقية نتيجة عدم وجود العنصر الأهم الذي يكنى بالديمقراطية (أي غياب الديمقراطية) وتتفرع منها الرأي والتعبير وغيرها من الأركان الأساسية للمساواة والعدل لذلك تبقى الثقافة مرهونة ومعلبة في علب تستخدم فيها القوى المسيطرة أجندتها الجاهزة والغير مقبولة ضد الآخر وبالتالي تصبح المعادلة ناقصة وغير متوازنة ويشابه ما كان يفعله شعراء البلاط لصنع أمجاد وشخصية العلية من القوم في حقبة من الزمن الماضي .
وكما أن شعبنا الكردي وحركته السياسية ومثقفيه جزء هام وأساسي من مجتمع الشرق الأوسطي بشكل عام والسوري بشكل خاص وبالتالي ما يقع على هذا المجتمع يقع عليهم أيضاً بل هم يحصدون حصة الأسد من أجندات هذه المعضلات الصعبة بالإضافة أنهم يحملون تبعات ظروف أكثر شيطانية من غيرهم إن صح التعبير والأمثلة كثيرة فمن خلال تعرض النخبة المثقفة للملاحقة والتعذيب والسجن والتنكيل وكذلك تعرضهم للمسآلات من خلال تفوههم بزلة لسان أو بالنطق بكلمات مخالفة أو استشفوا بجملة جبرتهم القلم إليها سبيلاً أو أنهم طرحوا مجرد اقتراحاً مفيداً قد يكون هذا الاقتراح مفيد للجميع وجراء ذلك اتهموا باللاوطنية وغيرها من المسميات المخترعـة من جوانب مختلفة لأن هذه مقاييس لا تخدم أجندة صاحب القرار القهار الأوحد .
هنا يبقى المسكين المثقف الذي لا حول ولا قوة له يبحث عن مكان ليريح ضميره ويطمئن ضالته لكنه يخسر رهانه ويتعرض للخطر والضياع الحقيقيين في هذا الواقع المأسوي الذي يرثى له ويعالج الخطأ بالخطأ أحياناً كثيرة حتى تصل به هذه الأخطاء إلى اللا معقول اكتساباً وتنخر عظامه المنهوكة فيعكس للشعب جل مقترحاته دفعة واحدة ودون مقدمات حتى في كثير من القضايا ينتحل صفة المبالغ والمنافق أو يصل به المطاف إلى أن يقدح الشخص أو الفصيل الذي كان يكن له الاحترام في زاوية من زوايا العمر الضائع أو في وقت من الأوقات كان لحم أكتافه ملكاً لهذا الفصيل ويتحول المثقف الحمل إلى ذئب مفترس أو مارد ثقيل يستخدم الألفاظ النابية تجاه الآخر ويجرده من حقوقه الإنسانية ريثما يتمكن من ذلك وبالمقابل يشد الآخر المذعور أحزمته ويفتش في القاموس عن كلمات أكثر نابية ليقذف بها رفيق الأمس وعزيز الروح الخالد والمقدس وبصفعة واحدة من كفتيه تنقلب الموازين وتتحول حلبة الصراع من صراع الحقوق والأمنيات الذي ينتظره شعبه إلى صراع الأهداف الخالية وبنظرة ثاقبة من المشاهد يتحول المشهد إلى ديكين يتصارعان على حفنة من القمح وينصدم هذا المواطن الخجول بحيرة جامحة وينحاز مع الأقوى تارة ومع الضعيف تارة أخرى وتتضاعف الأرقام طولاً وعرضاً وتشد الفصائل أحزمتها وتتلمظ لكسب الوقت ولتقسيم الإرث إن تتمكن من ذلك أحدهم قبل غيره بالفوز الساحق حصل بذلك على شهادة حسن السلوك في القضايا المعلقة وكأن الشعب وقضيته مهمشان ولا علاقة لهما به وغير مهم لهم لأن فصيله هو الذي انتظر الانتصار العظيم وهاهو الآن يسحق الآخر بكل بطش وحان أن يشفي منه غليله الهائج وينسى أن المنتصر الأول والأخير هو الآخر المشترك الذي سخر جميع طاقاته ليتهنى بمثل هذا اليوم العظيم .
ولنسأل أنفسنا كمتابعي الشأن العام ونوازن المعادلة ولو بلمسة بسيطة من الضمير الذي نمتلكه لنحصل على المطلوب الذي نتمناه إن كنا غيورين ونحمل إستراتيجية تمس روح المسألة وبالتالي نطرح على هذا الغيور المثقف الذي يمتلك عقلية جبارة وعملية ويحمل ثقافة تؤمن بالمساواة والعدل والإنصاف ويحمل في طيات عصابينه روح الديمقراطية الخلاقة التي تؤمن بمبدأ الاحترام وحرية المناقشة والتي لا تمس إرادة التعصب الذاتي والأنانية القاتلة ونقول له هل ترى المسألة بهذا الشكل والنموذج فعلاً وهل أنك لا تمتلك القدرة على المسامحة والرجوع إلى الواقع أم أن طوابير جيوش التنظيمات السياسية الكردية في سوريا قليلة وليست كافية وتتطلب منك جهداً بأن تجد الكم لهم لئلا ينزعج أولياء الأمر منك أم أن دور المثقف الكردي بات مرهوناً ومقيداً بأصفاد فولاذية وتحمل جرثومة الأنا الذاتية لتشخيص الذات هول الكتابة وتخترع أمهات الكلمات من الفكر وخفايا أنين الآخر وتنثر ما في الحقيبة من أصناف الكلمات لتدر بالتالي المستور والمكشوف كالبرق الصاعق على حلبة المصارعة الحرة وتصنع من الديمقراطية عمقاً لجروحات الغير وتسقطها كما تشاء لئلا ترشق بالكلمات النابية وتنفضح أمرك في يوم من الأيام أم أنك تجرب طاقاتك الهائلة على الانترنيت حباً لذاتك الأبدية وبالتالي تريد أن تسطر لعائلتك وتثني على قبورها حباً ينتظر التمجيد الوراثي.
وأخيراً خلاصة القول نقول للمثقف الكردي الذي يحمل بذرة الضمير في جنبات وجدانه أن الساحة مفتوحة أمام الجميع للتحاور والمناقشة الحرة وكما أن النضال يتطلب الرأي السائد والكلمة الحرة الخارجة عن التجريح وأن التعامل مع الكتابة يتطلب أن يأخذ هذا المثقف أو ذاك بعين الاعتبار أنه صاحب رسالة إنسانية وتقع على عاتقه مسؤولية الأجيال القادمة ومسؤولية شعب ينتظر حلولاً جذرية لقضية باتت تصرخ ألماً وحنيناً في وطن بات الديمقراطية واجباً لتصان فيه الحقوق وينشد فيه السلم الأهلي حنجرة الجميع على حد سواء وتعلو أصوات التراتيل لتصافح السماء للأبد.
ويبقى المثقف علماً من أعلامها الغيورين لا كما الغربان ينعق إسفين التهلكة فوق صرخات الزمن.
* كاتب وشاعر كردي سوري
Bave-araz@hotmail.com
وكما أن شعبنا الكردي وحركته السياسية ومثقفيه جزء هام وأساسي من مجتمع الشرق الأوسطي بشكل عام والسوري بشكل خاص وبالتالي ما يقع على هذا المجتمع يقع عليهم أيضاً بل هم يحصدون حصة الأسد من أجندات هذه المعضلات الصعبة بالإضافة أنهم يحملون تبعات ظروف أكثر شيطانية من غيرهم إن صح التعبير والأمثلة كثيرة فمن خلال تعرض النخبة المثقفة للملاحقة والتعذيب والسجن والتنكيل وكذلك تعرضهم للمسآلات من خلال تفوههم بزلة لسان أو بالنطق بكلمات مخالفة أو استشفوا بجملة جبرتهم القلم إليها سبيلاً أو أنهم طرحوا مجرد اقتراحاً مفيداً قد يكون هذا الاقتراح مفيد للجميع وجراء ذلك اتهموا باللاوطنية وغيرها من المسميات المخترعـة من جوانب مختلفة لأن هذه مقاييس لا تخدم أجندة صاحب القرار القهار الأوحد .
هنا يبقى المسكين المثقف الذي لا حول ولا قوة له يبحث عن مكان ليريح ضميره ويطمئن ضالته لكنه يخسر رهانه ويتعرض للخطر والضياع الحقيقيين في هذا الواقع المأسوي الذي يرثى له ويعالج الخطأ بالخطأ أحياناً كثيرة حتى تصل به هذه الأخطاء إلى اللا معقول اكتساباً وتنخر عظامه المنهوكة فيعكس للشعب جل مقترحاته دفعة واحدة ودون مقدمات حتى في كثير من القضايا ينتحل صفة المبالغ والمنافق أو يصل به المطاف إلى أن يقدح الشخص أو الفصيل الذي كان يكن له الاحترام في زاوية من زوايا العمر الضائع أو في وقت من الأوقات كان لحم أكتافه ملكاً لهذا الفصيل ويتحول المثقف الحمل إلى ذئب مفترس أو مارد ثقيل يستخدم الألفاظ النابية تجاه الآخر ويجرده من حقوقه الإنسانية ريثما يتمكن من ذلك وبالمقابل يشد الآخر المذعور أحزمته ويفتش في القاموس عن كلمات أكثر نابية ليقذف بها رفيق الأمس وعزيز الروح الخالد والمقدس وبصفعة واحدة من كفتيه تنقلب الموازين وتتحول حلبة الصراع من صراع الحقوق والأمنيات الذي ينتظره شعبه إلى صراع الأهداف الخالية وبنظرة ثاقبة من المشاهد يتحول المشهد إلى ديكين يتصارعان على حفنة من القمح وينصدم هذا المواطن الخجول بحيرة جامحة وينحاز مع الأقوى تارة ومع الضعيف تارة أخرى وتتضاعف الأرقام طولاً وعرضاً وتشد الفصائل أحزمتها وتتلمظ لكسب الوقت ولتقسيم الإرث إن تتمكن من ذلك أحدهم قبل غيره بالفوز الساحق حصل بذلك على شهادة حسن السلوك في القضايا المعلقة وكأن الشعب وقضيته مهمشان ولا علاقة لهما به وغير مهم لهم لأن فصيله هو الذي انتظر الانتصار العظيم وهاهو الآن يسحق الآخر بكل بطش وحان أن يشفي منه غليله الهائج وينسى أن المنتصر الأول والأخير هو الآخر المشترك الذي سخر جميع طاقاته ليتهنى بمثل هذا اليوم العظيم .
ولنسأل أنفسنا كمتابعي الشأن العام ونوازن المعادلة ولو بلمسة بسيطة من الضمير الذي نمتلكه لنحصل على المطلوب الذي نتمناه إن كنا غيورين ونحمل إستراتيجية تمس روح المسألة وبالتالي نطرح على هذا الغيور المثقف الذي يمتلك عقلية جبارة وعملية ويحمل ثقافة تؤمن بالمساواة والعدل والإنصاف ويحمل في طيات عصابينه روح الديمقراطية الخلاقة التي تؤمن بمبدأ الاحترام وحرية المناقشة والتي لا تمس إرادة التعصب الذاتي والأنانية القاتلة ونقول له هل ترى المسألة بهذا الشكل والنموذج فعلاً وهل أنك لا تمتلك القدرة على المسامحة والرجوع إلى الواقع أم أن طوابير جيوش التنظيمات السياسية الكردية في سوريا قليلة وليست كافية وتتطلب منك جهداً بأن تجد الكم لهم لئلا ينزعج أولياء الأمر منك أم أن دور المثقف الكردي بات مرهوناً ومقيداً بأصفاد فولاذية وتحمل جرثومة الأنا الذاتية لتشخيص الذات هول الكتابة وتخترع أمهات الكلمات من الفكر وخفايا أنين الآخر وتنثر ما في الحقيبة من أصناف الكلمات لتدر بالتالي المستور والمكشوف كالبرق الصاعق على حلبة المصارعة الحرة وتصنع من الديمقراطية عمقاً لجروحات الغير وتسقطها كما تشاء لئلا ترشق بالكلمات النابية وتنفضح أمرك في يوم من الأيام أم أنك تجرب طاقاتك الهائلة على الانترنيت حباً لذاتك الأبدية وبالتالي تريد أن تسطر لعائلتك وتثني على قبورها حباً ينتظر التمجيد الوراثي.
وأخيراً خلاصة القول نقول للمثقف الكردي الذي يحمل بذرة الضمير في جنبات وجدانه أن الساحة مفتوحة أمام الجميع للتحاور والمناقشة الحرة وكما أن النضال يتطلب الرأي السائد والكلمة الحرة الخارجة عن التجريح وأن التعامل مع الكتابة يتطلب أن يأخذ هذا المثقف أو ذاك بعين الاعتبار أنه صاحب رسالة إنسانية وتقع على عاتقه مسؤولية الأجيال القادمة ومسؤولية شعب ينتظر حلولاً جذرية لقضية باتت تصرخ ألماً وحنيناً في وطن بات الديمقراطية واجباً لتصان فيه الحقوق وينشد فيه السلم الأهلي حنجرة الجميع على حد سواء وتعلو أصوات التراتيل لتصافح السماء للأبد.
ويبقى المثقف علماً من أعلامها الغيورين لا كما الغربان ينعق إسفين التهلكة فوق صرخات الزمن.
* كاتب وشاعر كردي سوري
Bave-araz@hotmail.com