خالص مسور
إن الصراع المستفحل بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني وخاصة في الشهور المنصرمة والمستمرة حتى اليوم، أدى إلى تدخل الجيش التركي بأعداد كبيرة إلى كردستان العراق بكامل خبرته وعدته وعتاده، للقضاء نهائياً على عناصر الحزب هناك، حيث جرت بين الطرفين معارك عنيفة وبمختلف أنواع الأسلحة الحديثة، كمعركة الزاب الشهيرة التي جرت في بداية الشتاء المنصرم، بين المقاتلين الكرد في مناطق الدفاع المشروع – كما يسميها الكرد- والجيش التركي المهاجم بأعداده الضخمة وأسلحته المتطورة، تلك المعركة التي قارنها مراسل فضائية الجزيرة بأعنف معارك الحرب العالمية الثانية، وهي التي سطر فيها المقاتلون الكرد بطولات نادرة..!
إن الصراع المستفحل بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني وخاصة في الشهور المنصرمة والمستمرة حتى اليوم، أدى إلى تدخل الجيش التركي بأعداد كبيرة إلى كردستان العراق بكامل خبرته وعدته وعتاده، للقضاء نهائياً على عناصر الحزب هناك، حيث جرت بين الطرفين معارك عنيفة وبمختلف أنواع الأسلحة الحديثة، كمعركة الزاب الشهيرة التي جرت في بداية الشتاء المنصرم، بين المقاتلين الكرد في مناطق الدفاع المشروع – كما يسميها الكرد- والجيش التركي المهاجم بأعداده الضخمة وأسلحته المتطورة، تلك المعركة التي قارنها مراسل فضائية الجزيرة بأعنف معارك الحرب العالمية الثانية، وهي التي سطر فيها المقاتلون الكرد بطولات نادرة..!
مما أدى إلى إرباك الجيش التركي وهزيمته مع كل ما يملكه من قوة وجبروت وأعتدة وطائرات أمريكية متقدمة، وقبلها في معارك أورامار كانت العسكرتارية التركية قد تلقت ضربات موجعة انتهت بأسر عدد من جنود هذا الجيش الذي يعد ثاني جيش في الحلف الأطلسي بدون منازع، وأخيراً وليس آخراً معركة بيدرة الشهيرة قرب مدينة دياربكر، والتي هاجم فيها المقاتلون الكرد في 14/أوكتوبر الحالي /2008م، قافلة عسكرية تركية كبيرة وتمكنوا من قتل العشرات من الجنود وجرح آخرين غيرهم.
ورغم أننا لابؤيد الحرب والحل العسكري للقضية الكردية ونطالب بوقف الحرب الدائرة منذ أعوام طويلة ومنع إراقة الدماء وحل القضية الكردية بالطرق السلمية الأخوية، ليسود السلام والوئام بين الشعبين الشقيقين بين الكرد والترك.
إلا أنه يمكن القول بأن هذه الإنتصارات الكردية المتميزة جاءت لمصلحة أكراد العراق قبل غيرهم.
فقبل هذه الأحداث والإنتصارات العسكرية على الجيش التركي، كان الحكام الأتراك يمتنعون عن لقاء زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين الحاكمين في كردستان العراق، وبعتبرونهما رئيسي عشيرتين لاغير، وذلك حتى لايعترفوا بهما وبحكومة الإقليم كقوة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فيدرالية مع الحكومة المركزية في العراق، وحتى لايشكل الكرد هناك خطراً على تركية – كما يزعمون- لأن العسكر التركي والحكومة التركية يتوجسان خيفة من أن يقوم أكراد العراق بدعم حزب العمال الكردستاني بالأسلحة والعتاد، بالإضافة إلى الغيوم الملبدة في سماء قضية كركوك التي لايريد الأتراك ضمها مع بترولها الغني إلى حكومة الإقليم، حتى لا يشكلوا إقليماً كردياً شبه مستقل وبموارد إقتصادية هامة في المستقبل.
ولذلك كانت الدولة التركية تمتنع عن الجلوس مع رئيسي الحزبين الكرديين أو مع ممثلي حكومة الإقليم سواء بسواء.
أما اليوم وبعدما أيقن الجنرالات الأتراك أن من المستحيل القضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني بعد المعارك الطاحنة التي خاضوها مع عناصر الحزب في المناطق الآنفة الذكر، وبعدما قالت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أن تركية لاتستطيع إنهاء حزب العمال الكردستاني حتى ولو أزالت جبال قنديل من أساسه، ولذا بدأ الجنرالات الترك وكعادتهم في المناورة والمراوغة وحبك الدسائس والمؤامرات، بالرضوخ لحكومة الإقليم والركوع عند أقدام ساستها حتى تتفق معهم في شن حملة صاعقة على عناصر الحزب والقضاء عليهم دفعة واحدة، مقابل وعود يطلقها هؤلاء الجنرالات وحكام الدولة التركية، وربما مقابل الإعتراف بحكومة الإقليم لا أكثر ولا أقل.
ولهذه الغاية، فقد زار وفد تركي هام العراق مؤخراً والتقى بالسيدين رئيس إقليم كردستان ورئيس حكومته، وبعد ارفضاض الإجتماع كان هناك تصريح للوفد التركي يقضي بأن محادثاتهم مع حكومة الإقليم كانت إيجابية، بينما لمح السيد نجيرفان البرزاني بأن إجتماعهم مع الوفد التركي كان للقيام بما يؤدي إلى ماهو خير، ولكن ماالمقصود بكلمة خير أو الفعل الخيري؟ وهنا لا أحد يستطيع التكهن بأي شيء حتى تنجلي الأمور أكثر في الأيام القادمة لدى الطرفين.
ولكن على القادة الكرد في كردستان العراق – وهم أعلم الناس بذلك – ألايقعوا في أحابيل السياسة التركية وألا يكرروا مسألة دعم الشاه لثورة القائد الكردي الشهير مصطفى البارزاني، وأن يأخذوا من حوادث التاريخ العبر والدروس، وألا يقدموا على أي عمل غير محسوبة النتائج، وألا يرتكبوا الخطأ القاتل الأشبه بخطأ المنقب عن الألغام والذي لايخطيء سوى مرة واحدة في حياته، لأن خطأه قاتل وسيودي بحياته وإلى الأبد.
ودرس آخر يجب تعلمه من المعارك الأخيرة والإنتصارات التي يحققها المقاتلون الكرد على ساحات القتال في أورامار والزاب وبيدرة، وهو أنه وبدون وجود هؤلاء المقاتلين سوف لن يتعرف قادة الأتراك على أي من الحزبين الرئيسيين وسوف لن يعترفوا بحكومة الإقليم مطلقاً، لا بل إنهم يعملون وسيعملون على تقويض هذا الإقليم من أساسه، ولن يسمح الحكام الاتراك بتحقيق لافيدرالية كردية في كردستان العراق ولاحتى بالقليل من المكتسبات السياسية لهم.
ومن الأفضل والحقيقة التي لايجب أن يغيب عن بال أحد بأن من مصلحة أكراد العراق وكل الأكراد هو في إنشاء نوع من مؤسسة وطنية كردستانية تجمع كافة التنظيمات والشخصيات المستقلة على الساحة الكردية في جبهة واحدة متراصة في جميع أجزاء كردستان، في سبيل وحدة الكرد وتلاحمهم بدلاً من تركهم كل يغني على ليلاه أو العمل بمفرده.
ومن عجب العجاب أن يستغل الأتراك وبعكس ماهو مألوف هزائمهم المتوالية لتحقيق إنتصارات وتنازلات من الجانب الآخر المنتصر، في الوقت الذي يجب فيه أن يستغل كرد العراق هذه الهزائم الباشبوغية (نسبة إلى الجنرال باشبوغ رئيس الأركان التركي) في أورامار والزاب وبيدرة لصالحهم وتحقيق مكاسب من الدولة التركية التي جاءتهم إلى بغداد راكعة متوسلة لمساعدتها ضد عناصر الحزب الكردستاني.
ومن هنا يتوجب على القيادات الكردية التحلي باليقظة والتعقل حتى لايجرهم الترك إلى اقتتال داخلي لن يستفيد منه سوى من لايريدون الخير للأكراد أنفسهم، كما هو حال إسرائيل ونشرها الفرقة والخصام بين مكونات الشعب الفلسطيني المضطهد في أرضه وسمائه.
ورغم أننا لابؤيد الحرب والحل العسكري للقضية الكردية ونطالب بوقف الحرب الدائرة منذ أعوام طويلة ومنع إراقة الدماء وحل القضية الكردية بالطرق السلمية الأخوية، ليسود السلام والوئام بين الشعبين الشقيقين بين الكرد والترك.
إلا أنه يمكن القول بأن هذه الإنتصارات الكردية المتميزة جاءت لمصلحة أكراد العراق قبل غيرهم.
فقبل هذه الأحداث والإنتصارات العسكرية على الجيش التركي، كان الحكام الأتراك يمتنعون عن لقاء زعيمي الحزبين الكرديين الرئيسيين الحاكمين في كردستان العراق، وبعتبرونهما رئيسي عشيرتين لاغير، وذلك حتى لايعترفوا بهما وبحكومة الإقليم كقوة قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فيدرالية مع الحكومة المركزية في العراق، وحتى لايشكل الكرد هناك خطراً على تركية – كما يزعمون- لأن العسكر التركي والحكومة التركية يتوجسان خيفة من أن يقوم أكراد العراق بدعم حزب العمال الكردستاني بالأسلحة والعتاد، بالإضافة إلى الغيوم الملبدة في سماء قضية كركوك التي لايريد الأتراك ضمها مع بترولها الغني إلى حكومة الإقليم، حتى لا يشكلوا إقليماً كردياً شبه مستقل وبموارد إقتصادية هامة في المستقبل.
ولذلك كانت الدولة التركية تمتنع عن الجلوس مع رئيسي الحزبين الكرديين أو مع ممثلي حكومة الإقليم سواء بسواء.
أما اليوم وبعدما أيقن الجنرالات الأتراك أن من المستحيل القضاء على عناصر حزب العمال الكردستاني بعد المعارك الطاحنة التي خاضوها مع عناصر الحزب في المناطق الآنفة الذكر، وبعدما قالت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أن تركية لاتستطيع إنهاء حزب العمال الكردستاني حتى ولو أزالت جبال قنديل من أساسه، ولذا بدأ الجنرالات الترك وكعادتهم في المناورة والمراوغة وحبك الدسائس والمؤامرات، بالرضوخ لحكومة الإقليم والركوع عند أقدام ساستها حتى تتفق معهم في شن حملة صاعقة على عناصر الحزب والقضاء عليهم دفعة واحدة، مقابل وعود يطلقها هؤلاء الجنرالات وحكام الدولة التركية، وربما مقابل الإعتراف بحكومة الإقليم لا أكثر ولا أقل.
ولهذه الغاية، فقد زار وفد تركي هام العراق مؤخراً والتقى بالسيدين رئيس إقليم كردستان ورئيس حكومته، وبعد ارفضاض الإجتماع كان هناك تصريح للوفد التركي يقضي بأن محادثاتهم مع حكومة الإقليم كانت إيجابية، بينما لمح السيد نجيرفان البرزاني بأن إجتماعهم مع الوفد التركي كان للقيام بما يؤدي إلى ماهو خير، ولكن ماالمقصود بكلمة خير أو الفعل الخيري؟ وهنا لا أحد يستطيع التكهن بأي شيء حتى تنجلي الأمور أكثر في الأيام القادمة لدى الطرفين.
ولكن على القادة الكرد في كردستان العراق – وهم أعلم الناس بذلك – ألايقعوا في أحابيل السياسة التركية وألا يكرروا مسألة دعم الشاه لثورة القائد الكردي الشهير مصطفى البارزاني، وأن يأخذوا من حوادث التاريخ العبر والدروس، وألا يقدموا على أي عمل غير محسوبة النتائج، وألا يرتكبوا الخطأ القاتل الأشبه بخطأ المنقب عن الألغام والذي لايخطيء سوى مرة واحدة في حياته، لأن خطأه قاتل وسيودي بحياته وإلى الأبد.
ودرس آخر يجب تعلمه من المعارك الأخيرة والإنتصارات التي يحققها المقاتلون الكرد على ساحات القتال في أورامار والزاب وبيدرة، وهو أنه وبدون وجود هؤلاء المقاتلين سوف لن يتعرف قادة الأتراك على أي من الحزبين الرئيسيين وسوف لن يعترفوا بحكومة الإقليم مطلقاً، لا بل إنهم يعملون وسيعملون على تقويض هذا الإقليم من أساسه، ولن يسمح الحكام الاتراك بتحقيق لافيدرالية كردية في كردستان العراق ولاحتى بالقليل من المكتسبات السياسية لهم.
ومن الأفضل والحقيقة التي لايجب أن يغيب عن بال أحد بأن من مصلحة أكراد العراق وكل الأكراد هو في إنشاء نوع من مؤسسة وطنية كردستانية تجمع كافة التنظيمات والشخصيات المستقلة على الساحة الكردية في جبهة واحدة متراصة في جميع أجزاء كردستان، في سبيل وحدة الكرد وتلاحمهم بدلاً من تركهم كل يغني على ليلاه أو العمل بمفرده.
ومن عجب العجاب أن يستغل الأتراك وبعكس ماهو مألوف هزائمهم المتوالية لتحقيق إنتصارات وتنازلات من الجانب الآخر المنتصر، في الوقت الذي يجب فيه أن يستغل كرد العراق هذه الهزائم الباشبوغية (نسبة إلى الجنرال باشبوغ رئيس الأركان التركي) في أورامار والزاب وبيدرة لصالحهم وتحقيق مكاسب من الدولة التركية التي جاءتهم إلى بغداد راكعة متوسلة لمساعدتها ضد عناصر الحزب الكردستاني.
ومن هنا يتوجب على القيادات الكردية التحلي باليقظة والتعقل حتى لايجرهم الترك إلى اقتتال داخلي لن يستفيد منه سوى من لايريدون الخير للأكراد أنفسهم، كما هو حال إسرائيل ونشرها الفرقة والخصام بين مكونات الشعب الفلسطيني المضطهد في أرضه وسمائه.
وهنا نسأل هل كان الأتراك سيأتون إلى حكومة الإقليم راكعين ساجدين لو لم يستفيدوا من الإتفاقيات التي يأملون عقدها مع الجانب الكردي العراقي ضد بني جلدتهم؟ ولكني أعتقد أن قادة الكرد السياسيون أذكياء بما فيه الكفاية، وليسوا من السذاجة بمكان لأن يلدغوا من جحر عشرين مرة، وبالتأكيد إنهم سيوجهون نحو المفاوضات مع الوفد التركي وما يجري منها مستقبلاً نحو وجهتها الصحيحة، وسيطرحون أنفسهم وسيطاً في مفاوضات سلمية بين حزب العمال والدولة التركية، وحينها ستكون وساطتهم في خدمة الشعبين الكردي والتركي معاً، بل لمصلحة جميع الأطراف المتنازعة في المنطقة عموماً.
وهذه هي الوجهة الصحيحة في معادلة اللعبة السياسية والعسكرية هنا، ولكن وفي الحالة المعاكسة، أي في حال إتفاق كرد العراق مع تركية ضد العمال الكردستاني ولا أعتقد أن هذا سيحدث مطلقاً، وإن حدث فلن يكون سوى ذلك الخطأ القاتل الذي يخطئه منقب الألغام مرة واحدة في حياته! إذ من يضمن أن تركية حين تنتصر على حزب العمال الكردستاني ألا تنقلب على أكراد العراق أيضاً؟ وتاريخ الحكام الأتراك معروف للأكراد في المراوغة والمكر والإنقلاب على الحليف وإنهائه من الوجود ساعة ضعفه، والواجب يقتضي الحيطة والحذر من الألاعيب والدسائس العسكرتارية التركية وألاعيب الساسة الأتراك دون الوقوع في فخ لامهرب منه أبداً.
وهذه هي الوجهة الصحيحة في معادلة اللعبة السياسية والعسكرية هنا، ولكن وفي الحالة المعاكسة، أي في حال إتفاق كرد العراق مع تركية ضد العمال الكردستاني ولا أعتقد أن هذا سيحدث مطلقاً، وإن حدث فلن يكون سوى ذلك الخطأ القاتل الذي يخطئه منقب الألغام مرة واحدة في حياته! إذ من يضمن أن تركية حين تنتصر على حزب العمال الكردستاني ألا تنقلب على أكراد العراق أيضاً؟ وتاريخ الحكام الأتراك معروف للأكراد في المراوغة والمكر والإنقلاب على الحليف وإنهائه من الوجود ساعة ضعفه، والواجب يقتضي الحيطة والحذر من الألاعيب والدسائس العسكرتارية التركية وألاعيب الساسة الأتراك دون الوقوع في فخ لامهرب منه أبداً.