صلاح بدرالدين
لا يسجل التشابك الحاصل بين عاملي الدين والقومية في تجربة شعب كوسوفا الاستقلالية الحالة الأولى من هذا النمط في التاريخ البشري ودون العودة بعيدا الى الماضي السحيق فقد ظهرت نماذج مماثلة خلال عهود الخلافة العثمانية الاسلامية التي امتدت امبراطوريتها الى قلب أوروبا المسيحية وتعاملت بقسوة بالغة مع بعض شعوبها انطلاقا من العصبية الدينية الممزوجة بالمشاعر القومية التركية المتعالية مما دفعت المواجهة شعوب البلقان السلافية من بلغار وصرب وكروات ومكدونيين وكذلك اليونان الى رفع راية التحرر من النير العثماني وتحديات احتلاله لأراضيها وتهديدات اذابتها في بوتقة القومية التركية ومن ثم أسلمتها بقوة الحديد والنار بسلوك طريق المقاومة وحرب الأنصار تحت شعارات متنوعة ممزوجة بمشاعر الدفاع عن المصيرين الديني والقومي
لا يسجل التشابك الحاصل بين عاملي الدين والقومية في تجربة شعب كوسوفا الاستقلالية الحالة الأولى من هذا النمط في التاريخ البشري ودون العودة بعيدا الى الماضي السحيق فقد ظهرت نماذج مماثلة خلال عهود الخلافة العثمانية الاسلامية التي امتدت امبراطوريتها الى قلب أوروبا المسيحية وتعاملت بقسوة بالغة مع بعض شعوبها انطلاقا من العصبية الدينية الممزوجة بالمشاعر القومية التركية المتعالية مما دفعت المواجهة شعوب البلقان السلافية من بلغار وصرب وكروات ومكدونيين وكذلك اليونان الى رفع راية التحرر من النير العثماني وتحديات احتلاله لأراضيها وتهديدات اذابتها في بوتقة القومية التركية ومن ثم أسلمتها بقوة الحديد والنار بسلوك طريق المقاومة وحرب الأنصار تحت شعارات متنوعة ممزوجة بمشاعر الدفاع عن المصيرين الديني والقومي
وهذا ما لمسناه في دور الكنيسة الأرثوذوكسية في دعم واسناد حركات المقاومة في تلك البلدان الى درجة أن الكنيسة البلغارية التي وضعت الحروف الأبجدية القومية السلافية كانت المنطلق الأول والأساس في حرب التحرير ضد العثمانيين وهزيمتهم وفي نيل استقلال بلغاريا في ما بعد كما أن تصدي الامبراطورية النمساوية للعثمانيين اللذين وصلوا عاصمة آل هابسبورغ لم يكن بمعزل عن دوافع وقف الزحف الاسلامي الذي استهدف المسيحية في عقر دارها الى جانب الحفاظ على السيادة القومية والتراب الوطني , وفي بلدان المغرب العربي تميزت حركاتها الاستقلالية من أجل التحرر والاستقلال بارتداء أثواب دينية اسلامية ولو شكليا شعاراتيا ودون أي أساس فكري أو سياسي مبرمجين ضد الغرب المسيحي قبل أن تتبلور الفكرة القومية المنفتحة في خضم التطور في البنية الاقتصادية الاجتماعية وظهور الجنين الرأسمالي لدى نخبها الثقافية والسياسية كما هي عامل توحيد في سبيل تحقيق التحرر والديموقراطية والتقدم وهناك في التاريخ الحديث تجارب استقلالية عديدة تمخضت عنها دولا وكيانات اختلط فيها الديني بالقومي من حيث المظهر الخارجي والبنى الفوقية مالبثت أن استكملت بمرور الزمن شروط انتقالها الى طور تشكل القوم والشعب على حساب انحسار الغطاء الديني بعد اتمام مهمته وحتى يتم الانسجام مع سمات الظروف الدولية ودرجات التطور البشري وتستجيب لشروط العولمة الاقتصادية وضرورات الانفتاح على العالم المتعدد القوميات والأديان وفي هذا المجال تأتي نماذج اسرائيل وجنوب السودان وتيمور الشرقية وآخرها حالة كوسوفا الوليدة وفي جميعها ورغم التباعد الزمني والجغرافي والاختلاف الديني والقومي حاولت وستحاول الحركات الأصولية لدى كل الأديان تعميق الصراع الديني والحضاري بعكس النهج العلماني القومي والوطني الديموقراطي السائرنحو حل الصراع بين المختلفين على قاعدة حق تقرير مصير الشعوب والقوميات والاتحاد الاختياري والتعايش السلمي والاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة بعيدا عن نزعات التكفير والاقصاء والاذلال وفرض الشروط كدفع الجزية والانصياع للشعائر والخرافات المتخلفة الظلامية .
حالة كوسوفا: استقلال الاقليم ذي الرقم التسلسلي الكوني 193 ومن قبله حق تقرير مصيرعدد من الشعوب في اوروبا وآسيا وافريقيا وما يخبئه المستقبل لجماعات أخرى على درب الاستقلال ماهو الا افرازات نتائج انتهاء الحرب الباردة كعصر انتهى وانحسار الآيديولوجيا الشمولية وهزيمة الفكر الشوفيني العنصري واعادة الاعتبار لقضايا الشعوب وهوياتها الثقافية وتقرير مصائرها وحقوق الانسان ودب الحياة من جديد في دور هيئة الأمم المتحدة وميثاقها ومسؤوليتها في الاستجابة لأرادة شعوب العالم التي مازالت تعاني الاضطهاد والمعاناة بمختلف أشكاله والتجاهل من جانب المجتمع الدولي , لقد عانى شعب الاقليم ولخمسة قرون وضمن ألبانيا حكم الامبراطورية العثمانية بكل تبعاته ونتائجه وفي ظل دولة يوغسلافيا الاتحادية وتحت سلطة – تيتو – نال الاقليم الحكم الذاتي ثم جاء الدكتاتور – ميلوسوفيتش – ليلغيه ويلحقه بصربيا التي أذاقت شعب الاقليم الذي يتكون بغالبيته الساحقة من المسلمين الألبان كتمايز ديني – أثني عن الأغلبية الحاكمة صنوف العذاب وصولا الى عمليات التطهير العرقي التي باتت معروفة للمجتمع الدولي ومن المعلوم أن القضية الألبانية ومن ضمنها كوسوفا كانت تتفجر طوال التاريخ تحت عناوين الصراع الديني أو النزعة المسيحية المتطرفة ضد وجود كيان في القارة الأوروبية يدين شعبه بالاسلام ولكن من الملاحظ ومنذ تسعينات القرن المنصرم بدأت الحركة الاستقلالية لشعب كوسوفا تتخذ طابعا يغلب عليه القومي العلماني المتنورعلى حساب انحسار النزعة الدينية الأصولية وتمسك بالديموقراطية والانتماء الحضاري الأوروبي واحترام حقوق الآخر الديني والقومي ومواجهة الارهاب وتمتين العلاقة مع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الدولة الأولى التي حمت هذا الشعب من مخاطر الابادة العرقية قبل حوالي عقد من الزمن والتي اعترفت باستقلاله رغم تردد البعض من الدول الأوروبية والعربية والاسلامية .
تيمور الشرقية كمقاربة :
من المفيد الاحاطة بهذه الحالة التي ظهرت حديثا أيضا بعد توقف مرحلة الحرب الباردة كتجربة حقق فيها اقليم ذو غالبية مسيحية في بحر مسلم وخصوصية أثنية في طور التشكل القومي تقرير المصير ونيل الاستقلال هذا الاقليم الذي اكتشفه البرتغاليون في القرن السادس عشر وبقيت تحت هيمنة البرتغال على مدى أربعة قرون حيث ضمتها اندونيسيا عام 1976 لتصبح الإقليم الـ27 في البلاد.
ففي كانون الأول (ديسمبر) 1975 وبعد عشرة أيام من إعلان الجبهة الثورية لاستقلال تيمور الشرقية جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، اجتاح الجيش الأندونيسي المستعمرة السابقة وضمها لجاكرتا لكن الأمم المتحدة لم تعترف بهذا الضم حيث سكانه حوالي المليون نسمة وهم شعب بين مئات القوميات والأثنيات المقيمة على آلاف الجزر في الأرخبيل الأندونيسي غالبية ساحقة من شعب تيمور كما ذكرنا مسيحييون كاثوليك في منطقة مسلمة وبوذية .وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً سقط أكثر من 200 ألف قتيل جرّاء التمرد المسلح والثورات التي كانت تقوم في الاقليم وفي عام 1996 عادت قضية تيمور الشرقية إلى الضوء دولياً بعد منح جائزة نوبل للسلام إلى المونسينيور كارلوس فيليبي بيلو أسقف مدينة يدلي وإلى جوزيه راموس هورتا ممثل المقاومة التيمورية في الخارج وفي 5 أيار 1999 وقعت البرتغال واندونيسيا تحت إشراف الأمم المتحدة اتفاقاً يمهد الطريق لاستقلال تيمور الشرقية وينص على تنظيم استفتاء شعبي حول تقرير المصير كما حصل تماما في اقليم كوسوفا .
توضح لنا مجريات الأحداث في تاريخ مسيرة التجربتين التي وقعت احداهما في آسيا والثانية في أوروبا جملة من الاستخلاصات والحقائق ومنها :
أولا – معاناة الشعوب والأثنيات والأقوام والأقليات الدينية لاتنشأ من استبداد الأنظمة الشوفينية العلمانية الحاكمة فقط بل من قوى وتيارات دينية سياسية اسلامية ومسيحية ويهودية وبوذية وكونفوشيسية وغيرها متى ما رأت الى ذلك سبيلا وقد يكون وقعها أشد قساوة وهمجية خاصة عندما تجتمع دوافع الحقد والكراهية الدينية منها والعنصرية كما في الحالتين التيمورية والكوسوفية الى جانب حقيقة عجز الآيديولوجيا والعقائد الدينية عن ايجاد الحلول الديموقراطية السليمة العادلة لقضاياها لافي آسيا ولا في أوروبا ولا في افريقيا .
ثانيا – مهما غطت الشعارات الدينية قضايا حق تقرير المصير واستقلال الشعوب فان الجوهر الأساسي يبقى هو العامل القومي – الأثني حتى لو تأخر ظهوره أو جرى تجاهله من جانب الاصوليين لأهداف مبيتة هذا ما حصل لدولة اسرائيل وما تم في جنوب السودان وما تحقق في تيمور الشرقية وما هو منتظر من كوسوفا .
ثالثا – عامل توفر اللغة القومية الموحدة كشرط للاستقلال وتقرير المصير وبناء الدولة والكيان حسب النظريات الألمانية والستالينية وبعض الحركات القومية في الشرق الأوسط التي ازدهرت في القرن التاسع عشر بدأ دوره بالتراجع من خلال تجربة قيام اسرائيل دون توفر لغة موحدة لسكانها من المهاجرين والمستوطنين في البداية ومن ثم تشكل تلك اللغة الموحدة في مناخ الدولة والكيان والعملية الاقتصادية خلال نصف قرن وكذلك في الحالة التيمورية حيث اللغة الرئيسية كانت ومازالت البرتغالية وفي كوسوفا تشكل السلافية لغة الثقافة والسوق والمؤسسات .
حالة كوسوفا: استقلال الاقليم ذي الرقم التسلسلي الكوني 193 ومن قبله حق تقرير مصيرعدد من الشعوب في اوروبا وآسيا وافريقيا وما يخبئه المستقبل لجماعات أخرى على درب الاستقلال ماهو الا افرازات نتائج انتهاء الحرب الباردة كعصر انتهى وانحسار الآيديولوجيا الشمولية وهزيمة الفكر الشوفيني العنصري واعادة الاعتبار لقضايا الشعوب وهوياتها الثقافية وتقرير مصائرها وحقوق الانسان ودب الحياة من جديد في دور هيئة الأمم المتحدة وميثاقها ومسؤوليتها في الاستجابة لأرادة شعوب العالم التي مازالت تعاني الاضطهاد والمعاناة بمختلف أشكاله والتجاهل من جانب المجتمع الدولي , لقد عانى شعب الاقليم ولخمسة قرون وضمن ألبانيا حكم الامبراطورية العثمانية بكل تبعاته ونتائجه وفي ظل دولة يوغسلافيا الاتحادية وتحت سلطة – تيتو – نال الاقليم الحكم الذاتي ثم جاء الدكتاتور – ميلوسوفيتش – ليلغيه ويلحقه بصربيا التي أذاقت شعب الاقليم الذي يتكون بغالبيته الساحقة من المسلمين الألبان كتمايز ديني – أثني عن الأغلبية الحاكمة صنوف العذاب وصولا الى عمليات التطهير العرقي التي باتت معروفة للمجتمع الدولي ومن المعلوم أن القضية الألبانية ومن ضمنها كوسوفا كانت تتفجر طوال التاريخ تحت عناوين الصراع الديني أو النزعة المسيحية المتطرفة ضد وجود كيان في القارة الأوروبية يدين شعبه بالاسلام ولكن من الملاحظ ومنذ تسعينات القرن المنصرم بدأت الحركة الاستقلالية لشعب كوسوفا تتخذ طابعا يغلب عليه القومي العلماني المتنورعلى حساب انحسار النزعة الدينية الأصولية وتمسك بالديموقراطية والانتماء الحضاري الأوروبي واحترام حقوق الآخر الديني والقومي ومواجهة الارهاب وتمتين العلاقة مع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الدولة الأولى التي حمت هذا الشعب من مخاطر الابادة العرقية قبل حوالي عقد من الزمن والتي اعترفت باستقلاله رغم تردد البعض من الدول الأوروبية والعربية والاسلامية .
تيمور الشرقية كمقاربة :
من المفيد الاحاطة بهذه الحالة التي ظهرت حديثا أيضا بعد توقف مرحلة الحرب الباردة كتجربة حقق فيها اقليم ذو غالبية مسيحية في بحر مسلم وخصوصية أثنية في طور التشكل القومي تقرير المصير ونيل الاستقلال هذا الاقليم الذي اكتشفه البرتغاليون في القرن السادس عشر وبقيت تحت هيمنة البرتغال على مدى أربعة قرون حيث ضمتها اندونيسيا عام 1976 لتصبح الإقليم الـ27 في البلاد.
ففي كانون الأول (ديسمبر) 1975 وبعد عشرة أيام من إعلان الجبهة الثورية لاستقلال تيمور الشرقية جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، اجتاح الجيش الأندونيسي المستعمرة السابقة وضمها لجاكرتا لكن الأمم المتحدة لم تعترف بهذا الضم حيث سكانه حوالي المليون نسمة وهم شعب بين مئات القوميات والأثنيات المقيمة على آلاف الجزر في الأرخبيل الأندونيسي غالبية ساحقة من شعب تيمور كما ذكرنا مسيحييون كاثوليك في منطقة مسلمة وبوذية .وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً سقط أكثر من 200 ألف قتيل جرّاء التمرد المسلح والثورات التي كانت تقوم في الاقليم وفي عام 1996 عادت قضية تيمور الشرقية إلى الضوء دولياً بعد منح جائزة نوبل للسلام إلى المونسينيور كارلوس فيليبي بيلو أسقف مدينة يدلي وإلى جوزيه راموس هورتا ممثل المقاومة التيمورية في الخارج وفي 5 أيار 1999 وقعت البرتغال واندونيسيا تحت إشراف الأمم المتحدة اتفاقاً يمهد الطريق لاستقلال تيمور الشرقية وينص على تنظيم استفتاء شعبي حول تقرير المصير كما حصل تماما في اقليم كوسوفا .
توضح لنا مجريات الأحداث في تاريخ مسيرة التجربتين التي وقعت احداهما في آسيا والثانية في أوروبا جملة من الاستخلاصات والحقائق ومنها :
أولا – معاناة الشعوب والأثنيات والأقوام والأقليات الدينية لاتنشأ من استبداد الأنظمة الشوفينية العلمانية الحاكمة فقط بل من قوى وتيارات دينية سياسية اسلامية ومسيحية ويهودية وبوذية وكونفوشيسية وغيرها متى ما رأت الى ذلك سبيلا وقد يكون وقعها أشد قساوة وهمجية خاصة عندما تجتمع دوافع الحقد والكراهية الدينية منها والعنصرية كما في الحالتين التيمورية والكوسوفية الى جانب حقيقة عجز الآيديولوجيا والعقائد الدينية عن ايجاد الحلول الديموقراطية السليمة العادلة لقضاياها لافي آسيا ولا في أوروبا ولا في افريقيا .
ثانيا – مهما غطت الشعارات الدينية قضايا حق تقرير المصير واستقلال الشعوب فان الجوهر الأساسي يبقى هو العامل القومي – الأثني حتى لو تأخر ظهوره أو جرى تجاهله من جانب الاصوليين لأهداف مبيتة هذا ما حصل لدولة اسرائيل وما تم في جنوب السودان وما تحقق في تيمور الشرقية وما هو منتظر من كوسوفا .
ثالثا – عامل توفر اللغة القومية الموحدة كشرط للاستقلال وتقرير المصير وبناء الدولة والكيان حسب النظريات الألمانية والستالينية وبعض الحركات القومية في الشرق الأوسط التي ازدهرت في القرن التاسع عشر بدأ دوره بالتراجع من خلال تجربة قيام اسرائيل دون توفر لغة موحدة لسكانها من المهاجرين والمستوطنين في البداية ومن ثم تشكل تلك اللغة الموحدة في مناخ الدولة والكيان والعملية الاقتصادية خلال نصف قرن وكذلك في الحالة التيمورية حيث اللغة الرئيسية كانت ومازالت البرتغالية وفي كوسوفا تشكل السلافية لغة الثقافة والسوق والمؤسسات .
رابعا – دشن القرن الحادي والعشرون سابقة حديثة في وسائل انتزاع حق تقرير مصير الشعوب والأقوام في حالتي – تيمور الشرقية وكوسوفا – بامكانية اعلان الاستقلال من جانب واحد خاصة بعد جواز مبدأ التدخل الانساني من جانب الأمم المتحدة أي من طرف الجماعة المضطهدة – بفتح الهاء – دون موافقة أو اعتراف الطرف المضطهد – بكسر الهاء – وقد تسري السابقة مستقبلا في حالات أخرى مثل فلسطين وجنوب السودان وكردستان خاصة وأن هذه السابقة تحظى بدعم وتشجيع الغالبية العظمى من المجتمع الدولي المتحضر من أمريكا الى أوروبا كما تجلى في مسألة استقلال كوسوفا والتي تتعامل مع قضايا الشعوب بواقعية وتتقبل بل وتحافظ على نتائج وافرازات مرحلة مابعد توقف الحرب الباردة بكل تجلياتها المتفاعلة مع روح العصر ومنطق التطور وقد تعتمد كمبدأ ثابت في وثائق هيئة الأمم المتحدة في المستقبل القريب تمشيا مع عملية تشكل النظام العالمي الجديد التي بدأت خطوتها الأولى منذ سنوات نهاية القرن الماضي.