(ولاتي مه – خاص) أجرى مراسلنا الحوار التالي مع الكاتب والإعلامي الكوردي كرم اليوسف, الذي نجى من الموت بأعجوبة بعد اصابته برصاصة غادرة في ليلة نوروز الدامية.
الزميل كرم, باسم العاملين في موقع (ولاتي مه) نتمنى لكم الشفاء العاجل, ونرجو أن تحدثنا عما رأيته في ليلة العشرين من آذار.
توجهت مع أصدقائي إلى الشارع الرئيسي في الحي الذي أسكن فيه, لممارسة طقوس نوروز بإشعال الشموع والرقص تعبيراً عن فرحتنا بيوم نوروز.
لم أكن أتصور مطلقاً أن يطفئوا شموعنا بأقدامهم, ويفرقوا حلقات دبكاتنا بالطلقات والرصاصات, لم أكن اتوقع ذلك بتاتاً.
كنت أرى نفسي أكبر من تلك الرصاصات, وكنت مؤمناً بأنها لن تخيفني ولن تستطيع أن توقفني من متابعة السير, إلا أن تلك الرصاصة الغادرة, هزت كياني, ولا زلت أشعر بالخوف من جراء الصدمة, ولا أعلم أنني في المستقبل أستطيع التحرر منها أو لا, والى الآن لا أستطيع النوم لأني شممت رائحة الموت, وعظامي اغتسلت بالدم.
لا ليس بسبب الجرح, بل كنت أرغب في تقديم خدمات أفضل وأكبر لشعبي المضطهد, أشعر وكأن تلك الطلقة تحاول إيقاف مسيرتي, وتمنعني من الاستمرار في النضال من أجل شعبي, لذلك أشعر بالخجل وأخاف أن لا أتمكن على تقديم المزيد لشعبي, ليس بسبب الإصابة أو خوفي على حياتي, عندما أعلم بأني قدمت إنجازات وخدمات كبرى, عندها سأواجه تلك الرصاصات بصدرٍ رحب, في الحقيقة كنت خائفاً أن أرحل دون أن أقدم شيئاً لشعبي.
هذه الزيارات من قبل أبناء شعبي التي أراها تزيدني قوة وتصميم على المتابعة, وتشعرني بأن تلك الطلقة التي أصابت رأسي وكأنها أصابتهم كلهم, وأعلم جيداً صدمة أهالي الشهداء ومصيبتهم, كما شعور أهلي عندما تلقوا نبأ استشهادي, أقول لذوي الشهداء لا تحزنوا, بل ارفعوا هاماتكم, فأبناؤكم لم يرتكبوا إثماً وسيخلدون في سجل تاريخ شعبنا الكوردي, أبناؤكم ليسوا بإرهابيين ومخربين, بل كانوا يودون التعبير عن فرحتهم بيوم نوروز العظيم, اليوم الذي تحرر فيه شعبنا منذ آلاف السنين من الظلم والقتل على يد القائد كاوا الحداد, ومهما حاولوا إيقاف مسيرتنا من أجل الحرية فإنهم لم ولن يفحلوا أن يطفئوا شمعة الحرية ورقصات السلام.
ابراهيم اليوسف: أتمنى أن تتبدد الخلافات, وتتوحد كلمتنا وموقفنا ككورد, لنحقق آمالنا وأهدفنا
الأستاذ إبراهيم اليوسف, نحب أن تحدثنا عن الزميل كرم في اللحظة الأولى من يقظته بعد فقدان الوعي جراء إصابته بطلق ناري في العشرين من آذار ؟
بالطبع الكلمات الأولى التي سطرها على الورقة لا زالت محفوظة لدى عمه أحمد, دون فيها بلغته الأم (ez ji jiyanê hez dikim), أي (أنا أحب الحياة), هذه هي العبارة التي سطرها, وأول ما نطق قال: (أتمنى أن تكملوا عني كتاباتي الإعلامية).
ماذا كان يقصد بكلماته تلك؟
كان يقصد من ذلك أن يستمر العمل الإعلامي من أجل نقل الحقيقة, فزميلكم كرم كان في البيت, وعندما سمع أزيز الطلقات انطلق مسرعاً نحو مصدرها, ليكون شاهداً على ما يجري, والتحق به إخوانه,
هل تعرض آراس للتعذيب ومتى أفرج عنه؟
أنتم تعلمون أن من يعتقل يتعرض لأبشع أنواع التعذيب, ولم يسلم منها آراس, وأفرج عنه بعد أربع وعشرين ساعة.
لماذا اعتقلوا آراس فقط, ولم يعتقلوا آخرين؟
أعتقد أن هدفهم كان ترويعنا وبث الخوف في نفوس الشباب المحتفلين, وهم كانوا يخشون من استشهاد أخيه كرم, لذا أرادوا اعتقاله لأجل تخويفنا.
في بداية وصول نبأ إطلاق الرصاص على المحتفلين, توجهت إلى المشفى للاطمئنان على الجرحى, وزرت الجميع, فسحبني أحدهم وسألني: هل نسيت ابنك كرم, أم انك لن تطمئن عليه؟, كان كرم آخر من زرته في المشفى, بالنسبة لي فكل الشهداء هم أبنائي وأخوتي.