إلى من يهمُّه الأمر ومن لا يهمُّه..
هوشنك أوسي
كتب الأخ الفاضل والأستاذ العزيز كوركين ملا حسن كرد، نجل المتنوِّر والمثقف الجليل الراحل ملا حسن كرد “حسن هشيار”، ردَّ على ما أوردته في مقالي، نقلاً عنه.
ويطيب لي، وضع القارئ العزيز في صورة ما يلي، ولو كان في ذلك شيء من الإسهاب والخوض في التفاصيل:
لا يسعني إلا أن أقدِّم، جزيل الشكر والامتنان، للأخ الفاضل كوركين “أبو ديسم”، على ما طواه، في ردِّه ذاك، من إطراء لشخصي وكتاباتي، إلى جانب بعض العتب الذي وصل لتخوم التجريح، أقبله منه، فقط لأنه صادرٌ من شاهدٍ على عصر، أتمنَّى له دوام الصحَّة والعافيَّة، والعمر المديد، كي يكشف لنا الكثير من الحقائق والمواقف التي يقولها في جلساته، ويتجنَّب ذكرها، تدويناً وتحريراً.
ومن المؤسف القول: إن نماذج من شاكلة العم الجليل، أبو ديسم، مثلهم مثل الصندوق الأسود الموجود في الطائرات.
هذا الصندوق، يختزن الكثير من المعلومات، يتمُّ العودة إليها، بعد تحطُّم الطائرة.
ولكن، إن تعرَّض الصندوق للتلف، فكيف لنا معرفة أسباب الكوارث في الملاحة الجويَّة!.
يعني، أرجو من كلِّ الذين بلغ منهم السنَّ مبلغه، وعايشوا مراحل حساسة من تاريخ شعبنا الكردي في سورية، تدوين مشاهداتهم، ومتابعاتهم لسير الأحداث، إن كان يمتلك المقدرة على الكتابة.
وإن لم يكن ذلك، يرجى الاستعانة بمن يقوى على الكتابة، كي يتمَّ تفريغ المعلومات المختزنة لديهم، كيما تضيع، وتتلف بالتقادم.
إن هذا النفر من الوطنيين الطاعنين في السنّ، من حقِّ هذه الأجيال عليهم، أن يصارحوها ويكاشفوها بما جرى وقتئذ، دون مواربة ومحاباة، أو طيّ أو ليّ للمعلومة.
ولَعمري إنَّ أبا ديسم، ليس من تلك الطينة، التي تبخل على شعبنها بالمعلومة والموقف الجريء الصريح الواضح، مهما كانت الأكلاف والضغوط المعنويَّة التي قد تمارس عليه.
ولأنَّ الخراب والعطب والتلف السياسي الكردي في سورية وصل لمرحلة قاسية، بات الصمت عليها، جريمةً عن سبق الإصرار والترصُّد، بحقِّ الشعب الكردي وقضيته، واصطفافاً إلى جانب الظلم والقمع الممارس بحقِّ هذا الشعب المغبون.
كتبتُ مقالاً بعنوان: قاطعوا الحركة الكرديَّة في سورية، ردَّاً على بيان الحداد المزعوم، الذي أعلنته الحركة الحزبيَّة الكرديَّة في سورية، على خلفية اغتيال 3 من شباب قامشلوا.
وأعطيت نسخة من هذا المقال لأبي ديسم، فقرأه.
ثم كتبت مقالاً آخر بعنوان: أحزاب كرديَّة سوريَّة، تناسل منخزٍ وأداء معطوب، ونشرته الحياة اللندنيَّة.
وأعطيت نسخة منه لأبي ديسم وقرأه.
وأبدى تأييده على موقفي في المقاطعة، وقال: أنا معك.
ولن أحضر الأمسيات الثقافيَّة التي تنظمِّها ثلاثة أحزاب كرديَّة سورية في ركن الدين، ولن أقبل من هذه الأحزاب أي بيان أو مطبوعة، إلا بعد إصدار بيان اعتذار من الشعب الكردي وشهداء نوروز.
وكنت أطلع أبو ديسم، بكل تفاصيل كتاباتي، والردود والتعليقات السفيهة التي تأتيني من أناس، أعرف بعضهم شخصيَّاً، وما يمتلكونه من دجل ونفاق وبلادة لدرجة السخف، ومدى الجُّبن المعشش فيهم، إذ يتجنَّبون المجاهرة بأسمائهم الحقيقيَّة المعطوبة.
وكان أبو ديسم دائماً يشدُّ من عزيمتي، ويشدُّ أزري، ويقول: استمر، ولا تتراجع، واصفاً الأحزاب الكرديَّة بأوصاف من العيار العامودي (نسبة إلى مدينة عامودة) الثقيل، لا ولن أذكرها.
وكلما كنت ألتقي به، كان الحديث مركَّز على مقالاتي، وما تشيعه بعض الأحزاب الكرديَّة عنِّي في دمشق، من قيل وقال، نتيجة كتاباتي، وكيف أن أبو ديسم كان يردُّ عليهم، ويمنعهم.
تلقيتُ بأسف، خبر وفاة المناضل والسياسي الكردي السوري البارز محمد باقي ملا محمود.
كنت أودُّ حضور مراسيم الدفن.
اتصلت بأبي ديسم، واتفقنا على نذهب معاً.
ولكنه، لم يأتِ.
وتخلَّفت عن حضور الجنازة بكلِّ أسف.
وحين التقيت أبو ديسم، اعتذر الرجل، وقال أن أحد محازبي الحركة الحزبيَّة أخذوه على عجل، كي يلحقوا مراسيم الدفن، رغم أنه قال له بأن هوشنك بانتظاره.
على كل حال، كان لي شرف الإسهام في التغطية الإعلاميَّة في الفضائيَّة الكرديَّة روج، وفي صحيفة آزاديا ولات الصادرة في آمد، لحدث وفاة المناضل الشيخ باقي.
وهذا أقلُّ واجبٍ أقوم به، تجاه مناضل كردي، كان صريحاً ونزيهاً وواضحاً.
وقررت والصديقين الدكتور أحمد، والأستاذ فنر، ويرافقنا أبو ديسم، قررنا الذهاب إلى منطقة شبعا، لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقد، ونجله الأستاذ جمال، الذي أكنُّه له، دوناً عن رموز الحركة الحزبيَّة، كلَّ تقدير واحترام.
وأثناء الذهاب والإياب لشبعا، كان الحديث حول مقالاتي.
وكان أبو ديسم يعاضدني ويشدُّ من عزيمتي.
وبل أورد انتقادات لوالده الراحل ملا حسن، وكيف كان يصف الأحزاب الكرديَّة وقتئذ.
فقلت له: سأوظِّف هذا النقد اللاذع في مقال لي، وسأذكر المعلومات التي تحدثت عنها، حول نشأة الحزب الكردي الأول في سورية سنة 1957، والتي ذكرت أن والدك أوردها في كتابه، “فلسفة الكفاح من أجل الوطن”.
فأبدى أبو ديسم سروره، وموافقته الكاملة على ذلك.
قلت له: أبو ديسم، لقد وافقت على توظيفي لأقوال وانتقادات ملا حسن كرد، ويشهد على ذلك الدكتور أحمد والأخ فنر.
وأردت وجهي صوب الصديقين العزيزين، وقلت لهما: اشهدا ها، على ذلك.
وفعلاً وظَّفت وصف الراحل ملا حسن، والمعلومات التي أخذتها من نجله السيد كوركين، حرفيَّاً، في مقالاتي.
بعد أيام، زارني أبو ديسم، وبصحبته الصديق فنر.
وذكر لي، أن مسؤولي بعض الأحزاب الكرديَّة، قد عاتبوه بشدَّة، لأنه يمدُّ هوشنك بالمعلومات، ويجب أن تكون انتقادات أبو ديسم لأداء الأحزاب الكرديَّة، ضمن الدائرة، وليس على الملأ، كيما يستفيد منها أحد، كهوشنك مثلاً.
طبعاً، توقَّعت من هذه الأحزب المرتعبة من الحقيقة، هذا المسلك الذين ينمُّ عن شجاعة وبراعة لا مثيل لها، في ثني الناس عن قول الحقيقة.
وقلت: وبما ردَّيت عليهم؟.
أجابني: طبعاً رفضت، ونهرتهم وزجرتهم، كيف تسمحون لأنفسكم التضييق عليَّ، ومنعي من قول أرائي.
بل سأقول لهوشنك ما هو أكثر.
مساء يوم 26/5/2008، التقيت بأبو ديسم عند فنر.
وبدى لي مشغولاً وغير طبيعي.
ولم يخبرني بأنه كتب تعليق أو ردّ على مقالي.
وظهيرة 27/5/2008، هاتفني أحد الأصدقاء، ذاكراً لي بأن قرأ ردَّاً يحمل اسم كوركين ملا حسن كرد، سائلاً عن الشخص.
فقلت: مش معقول، أبداً.
حتَّى أنت يا أبو ديسم!!؟.
ربما تكون فبركة.
وفوراً اتصلت به، وتأكَّدت من أنه كاتب ذلك الردّ.
وطبعاً، دار بيننا، حديث طويل، لا مجال لذكره.
فتحت النت، وقرأت فحوى الردّ، وتفاجأت.
واتصلت مرَّة أخرى بأبو ديسم، ودار بيننا حديث أطول من سابقه، بدأته بالشكر والتقدير على ما كتبه، وذكرته له: إن تقنيَّة الكتابة، تنمُّ عن خبرة، لم أكن أعهدها في أبو ديسم.
مع الاحترام لتجربته.
وهذا يضعه أمام مسؤوليَّة الاستمراريَّة في الكتابة.
وعرضت عليه الخدمة، وهو يعلم أنني سبق وأن قدمت له خدمات متواضعة، ولا أتهرَّب من خدمته.
وقلت له: نحن بحاجة لأمثالك، كي تكتب.
وإنا مستعد لمساعدتك في أمور التنضيد والإرسال للنت.
وقلت له أيضاً: سأعلِّق على ردِّك الذي نشرته.
فقال: أتمنى أن لا تنزعج منَّي.
وذكر أن لا يمانع في الاستمرار على نقد الأحزاب…الخ.
وكتابة ردِّي هذا.
كتب السيد كوركين في معرض ردِّه: “وقد شكوت أنت من بعض المتطفلين بالتهجم عليك , من خلال نشاطات لك في مجال الانترنيت , وعزوت ذلك إلى بعض الأحزاب الكردية المختبئة وراء أسماء مستعارة ….؟ اعتقد جازماً أن هؤلاء هم من الحاسدين لك على الصعيد الثقافي والأدبي والنقدي …ليس إلا, ولكنهم على الرغم من أنهم سواسية بك حزبياً وأمامهم متسع من المجالات الأدبية والصحفية الحزبية المتوفرة , وحتى الشفوية من خلال اللقاءات … لِمَ ينشروا غسيلهم على مشاجب العنترنت في ردودهم …؟”.
يا سيدي، عندما قلت أنهم من محازبي الأحزاب الكرديَّة، فلأنني اعرف بعضهم، على الصعيد الشخصي.
وأعرف منسوب حقدهم ودجلهم وجبنهم وبؤسهم وبلادتهم…، وكيف يتحدثون عنِّي هنا وهناك.
وكيف مرروا لي بعض الرسائل الالكترونيَّة.
وكيف لا يكتفون بكتابة المقالات تحت اسماء مستعارة، وبل إرفاق مقلاتي بتعليقات سفيه، سخيفة…الخ.
وكيف كانوا يتوددون لحزب العمال سابقاً.
وأعرف مشربهم وانتماءهم الحزبي أيضاً.
ولأن ما كتب ردَّاً عليَّ، يتقاطع مع تثيروه الأحزاب عنِّي في مجالسها الموبوءة.
لذا، فليس من باب التجنّي القول: إنها صادرة عن محازبي الأحزاب وليس من الأحزاب.
والأمر سيَّان.
لأن كلَّ إناء بما به ينضح.
لقد ذكرت عشرات المرَّات للسيد أبو ديسم، وللكثير من قيادات الأحزاب الكرديَّة بأنني لست منتمٍ لأيّ حزب كردي.
وإعجابي بأفكار السيد أوجلان، لا يعني أن منتمٍ لحزب العمال الكردستاني، أو الاتحاد الديمقراطي.
وذكرت لأبو ديسم على الهاتف: كم مرَّة قلت لك بأنني لست منسباً للحزبين المذكورين، فردَّ، لم أكن أعلم بذلك!!!.
فيا سيدي: كم مرَّة استلمت منِّي نشرات PKK وPYD!!!؟.
كم مرَّة، دعوتك لحضور ندوات سياسيَّة نظَّمها الحزبان المذكوران، حتى تقول: “أنهم سواسية بك حزبياً”!!؟.
يا سيدي: يبدو أنك غمزت من ساقية الأحزاب حول ما تثير بأنني منظِّم ضمن العمال الكردستاني او الاتحاد الديمقراطي.
فوالله، هذه تهمة عظيمة، ولا أشرف وأنبل من ذلك، أفتخر بها.
وهذا شرفٌ عظيمٌ، قد منحتني إيَّاه، وويسام ساطع أعلِّقه على صدري.
لكن، للأسف الشديد، لا استحقُّ هذه الفخر والشرف والويسام الذي حاولت إرفاقه بيّ.
لأن الانتساب للعمال الكردستاني، ليس بالأمر الهيّن.
هذا الحزب، بحاجة لثوار ومناضلين ومقاتلين أكفّاء، أين هوشنك أوسي من جسارتهم وقوَّة، إرادتهم.
ذكر أبو ديسم:” أما ما كنت لا أتوقعه من شخص فاعل في الحقل السياسي شأنك أن يتطرق إلى مثل هذه المداخلة ..
وكم من مرة رجوت منك في نشاطاتك الأدبية والثقافية أن تكون الناطق بضمير الشعب كونك من النخبة في هذا الحقل ومن دون إثارة حزازات حزبية , ومداخلتك تلك لا تليق بك من حيث صب جام غضبك على الأحزاب الكردية بسيل من الشتائم والألفاظ النابية دون استثناء”.
يا سيدي: ضمير الشعب الكردي، لا ينبغي أن يكون مستتراً، وفي محلِّ نصب على أنه مفعول به أو مفعول فيه، أو في محلِّ جرٍّ لغير مكانه السياسي والثقافي.
ضمير الشعب الكردي، يجب أن يكون ظاهراً، مرفوعاً، على أنه فاعل، بعيد عن التملُّق والتزلُّف والتلطِّي والتواري أو التراخي، والاحتقار سرَّاً، والاعتذار والاحترام جهراً.
يا سيدي: لست من وصف الأحزاب الكرديَّة في جلساته بأشنع الأوصاف، وأكثرها انزلاقاً للبذاءة والألفاظ النابيَّة.
والله، ضميري الكردي، لا يسمح لي أن أبهدل الأحزاب الكرديَّة قياماً وعقوداً في الجلسات، وأوجُّه لها الاعتذار والاحترام على الملأ!.
يا سيدي، علمتني الحياة، وعلى قِصر تجربتي، أن أكون متصالحاً مع أفكاري وقناعاتي.
فكل ما أقوله في مشافهاتي، أدوِّنه.
ولا أخشى في هذا، لومة لائمٍ لئيم.
يقول أبو ديسم: “وضعتني في موقف حرج أمام أصدقاء شرفاء من الحزبيين وما أكثرهم إذا استثنينا منهم الانتهازيين والوصوليين حيث استخدمتني والوالد المرحوم في مقدمة مداخلتكم كأداة من خلال إيراد بعض أقواله الحكيمة الساخرة والناقدة بالتزام ومسؤولية.
مع العلم أن الوالد لم يلجأ مطلقاً الى تدوين مثل هذا النقد في أدبياته وإنما قالها شفوياً وفي مناسبات موضوعية , ولا أحبذ التطرق إليها في هذه العجالة ,وأضفت ببراعة الى تلك الأقوال التحريف والذم لتشن فيما بعد حرباً شعواء لا هوادة فيها على الأحزاب الكردية متناسياً انك من الحزبيين بجلاء في الساحة”.
أمَّا عن حزبيَّتي، فقد ردِّيت عليها بجلاء.
ولا أعلم كيف استجلا أبو ديسم حزبيَّتي، رغم أنني لم أقدِّم له شيئاً يدعم هذا الجلاء!.
لسبب بسيط، كوني لست حزبيَّاً.
وأمَّا عن التوظيف، فقد استأذنته في ذلك، ولدي الشهود.
ولم يمنع قبل وبعد النشر.
وأمَّا عن الحرب التي تحدَّث عنها، فقد ألمحت إلى تأييده لي في كتبت وفيما ذهبت.
وأمَّا عن التحريف، فليذكر لنا أبو ديسم ما قاله الراحل الكبير ملا حسن في الأحزاب الكرديَّة، حتَّى يتبيَّن منسوب التحريف!.
وإلى القارئ العزيز العبارة باللغة الكرديَّة، كي يقوم المترجم الحصيف بالترجمة الأمينة على اللفظ والمعنى: (partiyên kurdî, weke gola genî ya beqane, ji xeynî qurqurê ji wan nayê.
وفي قول آخر: partiyên kurdî weke kêzikên ku di hindirê tenekak zingarî de bin, hema xiştxiştê dikin.
Dixwazin derkevin lê nikarin).
هذا ما أخذته من السيد كوركين، وترجمته للعربيَّة.
فليبيّن لنا مكمن التحريف؟.
ثمَّ لماذا لم يعلَّق أبو ديسم على المعلومة التي أعطاني إيَّاها عن نشأة الحزب الكردي الأول، وحسب ما قال لي أن والده كتبها في كتاب له، موسوم بـ”felsefa xebata welat”..؟!.
هل هذه المعلومة أيضاً كانت محرَّفة.
ثمَّ أيُّ إحراج سببته لك، وأنت العارف بحقيقة هذه الأحزاب، وكيف انها أهملت وتهمل وتتجاهل نتاج والتركة الثقافيَّة للراحل ملا حسن كرد؟!.
أما آن الأوان لتضع الأحزاب الكرديَّة أمام مهامها السياسيَّة والثقافيَّة، والتعاطي الصحي والمسؤول مع الراحل ملا حسن كرد!؟.
ألم تذكر لي مرَّات عديدة، كيف أهملوا توزيع كتاب الراحل الذي قمت بطباعته على نفقتك الشخصيَّة، وكيف تعرَّضت للنصب والاحتيال في عملية الطبع!؟.
يقول أبو ديسم: “واعتذر هنا شخصياً إلى الأحزاب الكردية وبتواضع ولست هنا أيضا من المغالين ولا من الانبطاحين وهنا يحلو لي أن أورد مثلا آخر ((فلان لا يرى المسلّة في عينيه بل يحاسب الآخرين على قشةٍ في عيونهم)).
وأخيراً أرجو أن تكف عن إدخالي في متاهات أمسيتُ في عنىً عنها”.
أعجبُ من شخصٍ يعتذر من أحزاب ارتكبت كل هذه المفاسد والقبائح والخراب بحقِّ الشعب الكردي السوري والقضيَّة الكرديَّة في سورية.
لماذا الاعتذار؟!.
وما الذي ارتكبته أنت في حقِّ هذه الأحزاب حتى تعتذر منها؟!!.
هذه الأحزاب، التي قتلت على الهاتف بأنها ليست أحزاب، هي من عليها الاعتذار منك ومن الراحل ملا حسن كرد، ومن الشعب الكردي.
يا سيدي: يا ليتك لو تحدَّثت قليلاً عن المسلَّة الموجودة في عيني، والقشَّة الموجودة في عين الأحزاب الكرديَّة!!!؟.
كي نعرف أكثر عن فحوى هذه المقاربة والمثل العشبي الذي أوردته.
مع خالص الودِّ والتحيَّة
ــــــــــــ
ملاحظة: أعطيت نسخة من هذه المادة للسيد كوركين ملا حسن كرد، قبل إرسالها للنشر.
منعاً للفّ والدوران والقيل والقال، واصطياد البعض في المياه الآسنة للأحزاب الكرديَّة.
هذا الصندوق، يختزن الكثير من المعلومات، يتمُّ العودة إليها، بعد تحطُّم الطائرة.
ولكن، إن تعرَّض الصندوق للتلف، فكيف لنا معرفة أسباب الكوارث في الملاحة الجويَّة!.
يعني، أرجو من كلِّ الذين بلغ منهم السنَّ مبلغه، وعايشوا مراحل حساسة من تاريخ شعبنا الكردي في سورية، تدوين مشاهداتهم، ومتابعاتهم لسير الأحداث، إن كان يمتلك المقدرة على الكتابة.
وإن لم يكن ذلك، يرجى الاستعانة بمن يقوى على الكتابة، كي يتمَّ تفريغ المعلومات المختزنة لديهم، كيما تضيع، وتتلف بالتقادم.
إن هذا النفر من الوطنيين الطاعنين في السنّ، من حقِّ هذه الأجيال عليهم، أن يصارحوها ويكاشفوها بما جرى وقتئذ، دون مواربة ومحاباة، أو طيّ أو ليّ للمعلومة.
ولَعمري إنَّ أبا ديسم، ليس من تلك الطينة، التي تبخل على شعبنها بالمعلومة والموقف الجريء الصريح الواضح، مهما كانت الأكلاف والضغوط المعنويَّة التي قد تمارس عليه.
ولأنَّ الخراب والعطب والتلف السياسي الكردي في سورية وصل لمرحلة قاسية، بات الصمت عليها، جريمةً عن سبق الإصرار والترصُّد، بحقِّ الشعب الكردي وقضيته، واصطفافاً إلى جانب الظلم والقمع الممارس بحقِّ هذا الشعب المغبون.
كتبتُ مقالاً بعنوان: قاطعوا الحركة الكرديَّة في سورية، ردَّاً على بيان الحداد المزعوم، الذي أعلنته الحركة الحزبيَّة الكرديَّة في سورية، على خلفية اغتيال 3 من شباب قامشلوا.
وأعطيت نسخة من هذا المقال لأبي ديسم، فقرأه.
ثم كتبت مقالاً آخر بعنوان: أحزاب كرديَّة سوريَّة، تناسل منخزٍ وأداء معطوب، ونشرته الحياة اللندنيَّة.
وأعطيت نسخة منه لأبي ديسم وقرأه.
وأبدى تأييده على موقفي في المقاطعة، وقال: أنا معك.
ولن أحضر الأمسيات الثقافيَّة التي تنظمِّها ثلاثة أحزاب كرديَّة سورية في ركن الدين، ولن أقبل من هذه الأحزاب أي بيان أو مطبوعة، إلا بعد إصدار بيان اعتذار من الشعب الكردي وشهداء نوروز.
وكنت أطلع أبو ديسم، بكل تفاصيل كتاباتي، والردود والتعليقات السفيهة التي تأتيني من أناس، أعرف بعضهم شخصيَّاً، وما يمتلكونه من دجل ونفاق وبلادة لدرجة السخف، ومدى الجُّبن المعشش فيهم، إذ يتجنَّبون المجاهرة بأسمائهم الحقيقيَّة المعطوبة.
وكان أبو ديسم دائماً يشدُّ من عزيمتي، ويشدُّ أزري، ويقول: استمر، ولا تتراجع، واصفاً الأحزاب الكرديَّة بأوصاف من العيار العامودي (نسبة إلى مدينة عامودة) الثقيل، لا ولن أذكرها.
وكلما كنت ألتقي به، كان الحديث مركَّز على مقالاتي، وما تشيعه بعض الأحزاب الكرديَّة عنِّي في دمشق، من قيل وقال، نتيجة كتاباتي، وكيف أن أبو ديسم كان يردُّ عليهم، ويمنعهم.
تلقيتُ بأسف، خبر وفاة المناضل والسياسي الكردي السوري البارز محمد باقي ملا محمود.
كنت أودُّ حضور مراسيم الدفن.
اتصلت بأبي ديسم، واتفقنا على نذهب معاً.
ولكنه، لم يأتِ.
وتخلَّفت عن حضور الجنازة بكلِّ أسف.
وحين التقيت أبو ديسم، اعتذر الرجل، وقال أن أحد محازبي الحركة الحزبيَّة أخذوه على عجل، كي يلحقوا مراسيم الدفن، رغم أنه قال له بأن هوشنك بانتظاره.
على كل حال، كان لي شرف الإسهام في التغطية الإعلاميَّة في الفضائيَّة الكرديَّة روج، وفي صحيفة آزاديا ولات الصادرة في آمد، لحدث وفاة المناضل الشيخ باقي.
وهذا أقلُّ واجبٍ أقوم به، تجاه مناضل كردي، كان صريحاً ونزيهاً وواضحاً.
وقررت والصديقين الدكتور أحمد، والأستاذ فنر، ويرافقنا أبو ديسم، قررنا الذهاب إلى منطقة شبعا، لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقد، ونجله الأستاذ جمال، الذي أكنُّه له، دوناً عن رموز الحركة الحزبيَّة، كلَّ تقدير واحترام.
وأثناء الذهاب والإياب لشبعا، كان الحديث حول مقالاتي.
وكان أبو ديسم يعاضدني ويشدُّ من عزيمتي.
وبل أورد انتقادات لوالده الراحل ملا حسن، وكيف كان يصف الأحزاب الكرديَّة وقتئذ.
فقلت له: سأوظِّف هذا النقد اللاذع في مقال لي، وسأذكر المعلومات التي تحدثت عنها، حول نشأة الحزب الكردي الأول في سورية سنة 1957، والتي ذكرت أن والدك أوردها في كتابه، “فلسفة الكفاح من أجل الوطن”.
فأبدى أبو ديسم سروره، وموافقته الكاملة على ذلك.
قلت له: أبو ديسم، لقد وافقت على توظيفي لأقوال وانتقادات ملا حسن كرد، ويشهد على ذلك الدكتور أحمد والأخ فنر.
وأردت وجهي صوب الصديقين العزيزين، وقلت لهما: اشهدا ها، على ذلك.
وفعلاً وظَّفت وصف الراحل ملا حسن، والمعلومات التي أخذتها من نجله السيد كوركين، حرفيَّاً، في مقالاتي.
بعد أيام، زارني أبو ديسم، وبصحبته الصديق فنر.
وذكر لي، أن مسؤولي بعض الأحزاب الكرديَّة، قد عاتبوه بشدَّة، لأنه يمدُّ هوشنك بالمعلومات، ويجب أن تكون انتقادات أبو ديسم لأداء الأحزاب الكرديَّة، ضمن الدائرة، وليس على الملأ، كيما يستفيد منها أحد، كهوشنك مثلاً.
طبعاً، توقَّعت من هذه الأحزب المرتعبة من الحقيقة، هذا المسلك الذين ينمُّ عن شجاعة وبراعة لا مثيل لها، في ثني الناس عن قول الحقيقة.
وقلت: وبما ردَّيت عليهم؟.
أجابني: طبعاً رفضت، ونهرتهم وزجرتهم، كيف تسمحون لأنفسكم التضييق عليَّ، ومنعي من قول أرائي.
بل سأقول لهوشنك ما هو أكثر.
مساء يوم 26/5/2008، التقيت بأبو ديسم عند فنر.
وبدى لي مشغولاً وغير طبيعي.
ولم يخبرني بأنه كتب تعليق أو ردّ على مقالي.
وظهيرة 27/5/2008، هاتفني أحد الأصدقاء، ذاكراً لي بأن قرأ ردَّاً يحمل اسم كوركين ملا حسن كرد، سائلاً عن الشخص.
فقلت: مش معقول، أبداً.
حتَّى أنت يا أبو ديسم!!؟.
ربما تكون فبركة.
وفوراً اتصلت به، وتأكَّدت من أنه كاتب ذلك الردّ.
وطبعاً، دار بيننا، حديث طويل، لا مجال لذكره.
فتحت النت، وقرأت فحوى الردّ، وتفاجأت.
واتصلت مرَّة أخرى بأبو ديسم، ودار بيننا حديث أطول من سابقه، بدأته بالشكر والتقدير على ما كتبه، وذكرته له: إن تقنيَّة الكتابة، تنمُّ عن خبرة، لم أكن أعهدها في أبو ديسم.
مع الاحترام لتجربته.
وهذا يضعه أمام مسؤوليَّة الاستمراريَّة في الكتابة.
وعرضت عليه الخدمة، وهو يعلم أنني سبق وأن قدمت له خدمات متواضعة، ولا أتهرَّب من خدمته.
وقلت له: نحن بحاجة لأمثالك، كي تكتب.
وإنا مستعد لمساعدتك في أمور التنضيد والإرسال للنت.
وقلت له أيضاً: سأعلِّق على ردِّك الذي نشرته.
فقال: أتمنى أن لا تنزعج منَّي.
وذكر أن لا يمانع في الاستمرار على نقد الأحزاب…الخ.
وكتابة ردِّي هذا.
كتب السيد كوركين في معرض ردِّه: “وقد شكوت أنت من بعض المتطفلين بالتهجم عليك , من خلال نشاطات لك في مجال الانترنيت , وعزوت ذلك إلى بعض الأحزاب الكردية المختبئة وراء أسماء مستعارة ….؟ اعتقد جازماً أن هؤلاء هم من الحاسدين لك على الصعيد الثقافي والأدبي والنقدي …ليس إلا, ولكنهم على الرغم من أنهم سواسية بك حزبياً وأمامهم متسع من المجالات الأدبية والصحفية الحزبية المتوفرة , وحتى الشفوية من خلال اللقاءات … لِمَ ينشروا غسيلهم على مشاجب العنترنت في ردودهم …؟”.
يا سيدي، عندما قلت أنهم من محازبي الأحزاب الكرديَّة، فلأنني اعرف بعضهم، على الصعيد الشخصي.
وأعرف منسوب حقدهم ودجلهم وجبنهم وبؤسهم وبلادتهم…، وكيف يتحدثون عنِّي هنا وهناك.
وكيف مرروا لي بعض الرسائل الالكترونيَّة.
وكيف لا يكتفون بكتابة المقالات تحت اسماء مستعارة، وبل إرفاق مقلاتي بتعليقات سفيه، سخيفة…الخ.
وكيف كانوا يتوددون لحزب العمال سابقاً.
وأعرف مشربهم وانتماءهم الحزبي أيضاً.
ولأن ما كتب ردَّاً عليَّ، يتقاطع مع تثيروه الأحزاب عنِّي في مجالسها الموبوءة.
لذا، فليس من باب التجنّي القول: إنها صادرة عن محازبي الأحزاب وليس من الأحزاب.
والأمر سيَّان.
لأن كلَّ إناء بما به ينضح.
لقد ذكرت عشرات المرَّات للسيد أبو ديسم، وللكثير من قيادات الأحزاب الكرديَّة بأنني لست منتمٍ لأيّ حزب كردي.
وإعجابي بأفكار السيد أوجلان، لا يعني أن منتمٍ لحزب العمال الكردستاني، أو الاتحاد الديمقراطي.
وذكرت لأبو ديسم على الهاتف: كم مرَّة قلت لك بأنني لست منسباً للحزبين المذكورين، فردَّ، لم أكن أعلم بذلك!!!.
فيا سيدي: كم مرَّة استلمت منِّي نشرات PKK وPYD!!!؟.
كم مرَّة، دعوتك لحضور ندوات سياسيَّة نظَّمها الحزبان المذكوران، حتى تقول: “أنهم سواسية بك حزبياً”!!؟.
يا سيدي: يبدو أنك غمزت من ساقية الأحزاب حول ما تثير بأنني منظِّم ضمن العمال الكردستاني او الاتحاد الديمقراطي.
فوالله، هذه تهمة عظيمة، ولا أشرف وأنبل من ذلك، أفتخر بها.
وهذا شرفٌ عظيمٌ، قد منحتني إيَّاه، وويسام ساطع أعلِّقه على صدري.
لكن، للأسف الشديد، لا استحقُّ هذه الفخر والشرف والويسام الذي حاولت إرفاقه بيّ.
لأن الانتساب للعمال الكردستاني، ليس بالأمر الهيّن.
هذا الحزب، بحاجة لثوار ومناضلين ومقاتلين أكفّاء، أين هوشنك أوسي من جسارتهم وقوَّة، إرادتهم.
ذكر أبو ديسم:” أما ما كنت لا أتوقعه من شخص فاعل في الحقل السياسي شأنك أن يتطرق إلى مثل هذه المداخلة ..
وكم من مرة رجوت منك في نشاطاتك الأدبية والثقافية أن تكون الناطق بضمير الشعب كونك من النخبة في هذا الحقل ومن دون إثارة حزازات حزبية , ومداخلتك تلك لا تليق بك من حيث صب جام غضبك على الأحزاب الكردية بسيل من الشتائم والألفاظ النابية دون استثناء”.
يا سيدي: ضمير الشعب الكردي، لا ينبغي أن يكون مستتراً، وفي محلِّ نصب على أنه مفعول به أو مفعول فيه، أو في محلِّ جرٍّ لغير مكانه السياسي والثقافي.
ضمير الشعب الكردي، يجب أن يكون ظاهراً، مرفوعاً، على أنه فاعل، بعيد عن التملُّق والتزلُّف والتلطِّي والتواري أو التراخي، والاحتقار سرَّاً، والاعتذار والاحترام جهراً.
يا سيدي: لست من وصف الأحزاب الكرديَّة في جلساته بأشنع الأوصاف، وأكثرها انزلاقاً للبذاءة والألفاظ النابيَّة.
والله، ضميري الكردي، لا يسمح لي أن أبهدل الأحزاب الكرديَّة قياماً وعقوداً في الجلسات، وأوجُّه لها الاعتذار والاحترام على الملأ!.
يا سيدي، علمتني الحياة، وعلى قِصر تجربتي، أن أكون متصالحاً مع أفكاري وقناعاتي.
فكل ما أقوله في مشافهاتي، أدوِّنه.
ولا أخشى في هذا، لومة لائمٍ لئيم.
يقول أبو ديسم: “وضعتني في موقف حرج أمام أصدقاء شرفاء من الحزبيين وما أكثرهم إذا استثنينا منهم الانتهازيين والوصوليين حيث استخدمتني والوالد المرحوم في مقدمة مداخلتكم كأداة من خلال إيراد بعض أقواله الحكيمة الساخرة والناقدة بالتزام ومسؤولية.
مع العلم أن الوالد لم يلجأ مطلقاً الى تدوين مثل هذا النقد في أدبياته وإنما قالها شفوياً وفي مناسبات موضوعية , ولا أحبذ التطرق إليها في هذه العجالة ,وأضفت ببراعة الى تلك الأقوال التحريف والذم لتشن فيما بعد حرباً شعواء لا هوادة فيها على الأحزاب الكردية متناسياً انك من الحزبيين بجلاء في الساحة”.
أمَّا عن حزبيَّتي، فقد ردِّيت عليها بجلاء.
ولا أعلم كيف استجلا أبو ديسم حزبيَّتي، رغم أنني لم أقدِّم له شيئاً يدعم هذا الجلاء!.
لسبب بسيط، كوني لست حزبيَّاً.
وأمَّا عن التوظيف، فقد استأذنته في ذلك، ولدي الشهود.
ولم يمنع قبل وبعد النشر.
وأمَّا عن الحرب التي تحدَّث عنها، فقد ألمحت إلى تأييده لي في كتبت وفيما ذهبت.
وأمَّا عن التحريف، فليذكر لنا أبو ديسم ما قاله الراحل الكبير ملا حسن في الأحزاب الكرديَّة، حتَّى يتبيَّن منسوب التحريف!.
وإلى القارئ العزيز العبارة باللغة الكرديَّة، كي يقوم المترجم الحصيف بالترجمة الأمينة على اللفظ والمعنى: (partiyên kurdî, weke gola genî ya beqane, ji xeynî qurqurê ji wan nayê.
وفي قول آخر: partiyên kurdî weke kêzikên ku di hindirê tenekak zingarî de bin, hema xiştxiştê dikin.
Dixwazin derkevin lê nikarin).
هذا ما أخذته من السيد كوركين، وترجمته للعربيَّة.
فليبيّن لنا مكمن التحريف؟.
ثمَّ لماذا لم يعلَّق أبو ديسم على المعلومة التي أعطاني إيَّاها عن نشأة الحزب الكردي الأول، وحسب ما قال لي أن والده كتبها في كتاب له، موسوم بـ”felsefa xebata welat”..؟!.
هل هذه المعلومة أيضاً كانت محرَّفة.
ثمَّ أيُّ إحراج سببته لك، وأنت العارف بحقيقة هذه الأحزاب، وكيف انها أهملت وتهمل وتتجاهل نتاج والتركة الثقافيَّة للراحل ملا حسن كرد؟!.
أما آن الأوان لتضع الأحزاب الكرديَّة أمام مهامها السياسيَّة والثقافيَّة، والتعاطي الصحي والمسؤول مع الراحل ملا حسن كرد!؟.
ألم تذكر لي مرَّات عديدة، كيف أهملوا توزيع كتاب الراحل الذي قمت بطباعته على نفقتك الشخصيَّة، وكيف تعرَّضت للنصب والاحتيال في عملية الطبع!؟.
يقول أبو ديسم: “واعتذر هنا شخصياً إلى الأحزاب الكردية وبتواضع ولست هنا أيضا من المغالين ولا من الانبطاحين وهنا يحلو لي أن أورد مثلا آخر ((فلان لا يرى المسلّة في عينيه بل يحاسب الآخرين على قشةٍ في عيونهم)).
وأخيراً أرجو أن تكف عن إدخالي في متاهات أمسيتُ في عنىً عنها”.
أعجبُ من شخصٍ يعتذر من أحزاب ارتكبت كل هذه المفاسد والقبائح والخراب بحقِّ الشعب الكردي السوري والقضيَّة الكرديَّة في سورية.
لماذا الاعتذار؟!.
وما الذي ارتكبته أنت في حقِّ هذه الأحزاب حتى تعتذر منها؟!!.
هذه الأحزاب، التي قتلت على الهاتف بأنها ليست أحزاب، هي من عليها الاعتذار منك ومن الراحل ملا حسن كرد، ومن الشعب الكردي.
يا سيدي: يا ليتك لو تحدَّثت قليلاً عن المسلَّة الموجودة في عيني، والقشَّة الموجودة في عين الأحزاب الكرديَّة!!!؟.
كي نعرف أكثر عن فحوى هذه المقاربة والمثل العشبي الذي أوردته.
مع خالص الودِّ والتحيَّة
ــــــــــــ
ملاحظة: أعطيت نسخة من هذه المادة للسيد كوركين ملا حسن كرد، قبل إرسالها للنشر.
منعاً للفّ والدوران والقيل والقال، واصطياد البعض في المياه الآسنة للأحزاب الكرديَّة.