– الثانية في 28-4-2007 والتي توجت بالمؤتمر العشر 16-5-2007 وما كان قبلها من تحرك ثلاثة وفود رسمية , ما عدا عشرات المحاولات , هذه الوفود كانت :
1- مكونة من رفاق وكوادر حزبية وصديقة من ديريك والقامشلي إلى جانب وفد من المثقفين ولجنة حقوق الإنسان الكوردية maf)).
2- لجنة ثلاثية من أصدقاء الحزب من الأطباء الوطنيين , دامت محاولاتها نحو ستة أشهر , وفي فترة وحدتنا مع الأستاذ نصر الدين إبراهيم.
3- اللجنة الوطنية التي أشرف عليها (خمسة من الوطنيين) إضافة إلى طبيب وصيدلاني , أتموا اللجنة , وساهموا بشكل فعال في دفع الطرفين إلى التوقيع على اتفاق الوحدة , ضمن أطر محددة , بإشراف هذه اللجنة في 28-4-2007 في مدينة القامشلي ..
والتي كان عملها ثمرة جهود مضنية وتتمة لجهود اللجنتين المذكورتين أعلاه ..
على الرغم من عشرات العثرات والتصريحات المؤذية التي خرجت من أفواه المسؤولين عن الطرف الآخر , وتحملنا لكل ذلك ..
وكان التوقيع على مذكرة التفاهم , والانطلاق إلى الانتخابات التحضيرية للمؤتمر , وبعلم مباشر من اللجنة الوطنية , بمثابة بشرى إلى كل رفاق ومؤيدي وجماهير البارتي .
وقد بدأت الخروق ونقض العهود منذ بداية التحرك للتحضير لانتخاب مندوبي المؤتمر , إذ سرعان ما بدت النوايا وتكشفت عن محاولات الالتفاف وإنقاص أعداد المندوبين , وبدا الغرض واضحا من الوحدة , والذي تجلى في أكثر من موقف , وأكثر من تصريح , بل في عشرات الأدلة والأقوال من مسؤولين , حتى كان ما نطق به أحد أعضاء المكتب السياسي , مبديا اعتراضه – منذ البدء على كل شيء – “لا بارك الله في هذه الخطوة : be Ne ser xêrê” ليتوجه أحد أعضاء اللجنة المركزية إليه : “عار أن تقول هذا” , بل بلغ الأمر أن بلغت المنطقيات بضرورة (شطب كل رفاق عبد الرحمن , وعدم إنجاحهم في القيادة) مع أن تعهدنا كان كاملا بإنجاح كل رفاق الطرف الآخر دون استثناء , وبقينا على هذا التعهد حتى آخر لحظة في المؤتمر ..
وبدأت كل مظاهر عدم الاعتبار بالوحدة , أو تنفيذ أبسط تعهد قطعوه على أنفسهم – من خلال الاستفادة من عشرات الأعضاء والمندوبين ممن غزوا المؤتمر حتى بلغ عددا لم يبلغه في تاريخ مؤتمرات الحزب , ودون أن نعلم من أمرهم شيئا – وقد تجلى ذلك في :
1- عدم إشراكنا في رئاسة الجلسة.
2- عدم الترحيب بقرار الوحدة التاريخي , سوى رسالة من قبل الأستاذ نذير مصطفى جاء فيها : ” إن رفيقنا عبد الرحمن دعا إلى الوحدة سرا وعلانية , لذا أرجو اعتبار ذلك في أعمالكم ..” أو ما في معناه ..
3- تشكيل قوائم إضافية (11+9+5 احتياط) وشطب كل رفاقنا , وبعبارات مشينة يعلمها القاصي والداني , لا تليق بإيرادها حياء وأدبا.
كل ذلك , في غيبة من إمكانية استفزازنا, والذي كان مقررا سلفا , لنخرج من المؤتمر , وندان من أجل ذلك , إذ تحملنا – بصبر كبير – كل هذه الأمور , وأدركنا أن الوحدة كانت بغرض تشتيت رفاقنا , وضربهم , وإهانتنا , وقد صرح عن ذلك أكثر من مسؤول عن هذه الكارثة المحدقة بالبارتي منذ 7-5-2003 , وما قبل ذلك , وأثناء وقبل المؤتمر التاسع ..
لذلك نقول لكم أيها الأخوة أننا لم نقاطع المؤتمر العاشر , ولقد عقدنا كل عزمنا على إنجاحه, والتحضير له , وكان هدفنا الأعلى توحيد صفوف الحزب , ولم شمل قاعدته , ولكن التآمر كان أكبر من كل محاولاتنا , فكان خروجنا إلى المؤتمر في أوائل تموز 2007 ضرورة ملحة للم هذه القوة التي تمتد من ديريك إلى دمشق , بمئات الكوادر المتقدمة , حفاظا على مصداقية البارتي, وسلامته , ودقة مواثيقه , وآدابه وأخلاقياته وتأكيدا على الثابت الوطني والقومي , ومنطلقات الحزب وتراثه , ونهجه الذي مضينا – مع أساتذتنا ومرشدينا – زمنا طويلا لترسيخه وإعلاء شأنه , لأقول لكم : إننا لم ننشئ حزبا , ولم نعلق عن أي تمرد أو انشقاق , لأنا – كنا على الدوام – رعاة هذا النهج , ودعاة وحدته , والساعين إلى لم صفوف الحزب وعدم الانخراط في أية محاولة تستهدف النيل من كيانه , أو الإساءة إلى تركيبته الصارمة , وبنيته التنظيمية ووحدته الفكرية , بل كنا نحافظ -على الدوام- على إعلامه والإشراف عليه , ورفع سوية كوادره الثقافية , وشرح أفقه السلمي والمدني والديمقراطي بتفان ٍ يعلمه الرفاق , وتعلمه الجماهير التي أحاطت بالبارتي , وكانت انتخابات مجلس الشعب 1998 م شاهدا عمليا وميدانيا على حجم ودرجة وقوة هذا الالتفاف , وثمرة نضال تاريخي طويل قاده رفاقنا بقوة وجدارة , ليأتي مؤتمرنا العاشر مؤكدا على ذلك وعلى الاعتبارات التي تعيد للحزب هيبته ومصداقيته , وسلامة توجهه , وبعده عن ذل الارتماء , وبطر التهور في شجاعة متزنة , وموقف مبدئي صارم , وقد اختط المؤتمر لذلك :
1- إعادة بناء المكاتب الاجتماعية , ورفع سوية الاتصال الجماهيري
2- إخراج الحزب من حالة فقدان الثقة والاضطراب الفكري والسياسي , والبلبلة الهائلة التي وقع فيها , بما حمل من آثار غريبة ممارسات وتصرفات كوادر وخبرة مناضليه في الإشاعة والمهاترة والتضليل والافتراء على خيرة هؤلاء , حتى وصل ببعض القياديين إلى درجة التشهير والتخوين والاتهام المشين .
3- إحياء وتثبيت دعائم النهج , والتأكيد عليه في المنهاج , وإعادة كل الوثائق والمستندات التاريخية والمتعلقة بتراث البارزاني الخالد , والوقوف عليها , والإفاضة في بيانها , وتفصيل المواقف الميدانية , وترجمة ذلك إلى تحرك واقعي موضوعي لا يقع في إطار المزايدة والادعاء , ورفع سقف الرؤية العاطفية والانفعالية .
4- بيان كل أشكال الارتزاق والمطبات والترهلات التنظيمية , والمنزلقات السياسية الخطيرة , ومحاولة التحذير منها , ورفد الكادر الإعلامي بكل إمكانات التطوير والتخصص , ونقل ذلك إلى مكاتب المنطقيات والفروع.
5- الاهتمام الجاد بكل مفاصل العمل الديمقراطي والمجتمع المدني , وإيلاء الجانب التطوري في الثقافة والعلوم والبحث والمنهجية كل الإمكانات المتاحة , وفي حدود الظروف القاهرة التي يجتازها الحزب.
6- إيلاء الجانب التاريخي واللغوي والتراثي الأهمية التي تستحق لأن قوام العمل النضالي يستند إلى حد كبير إلى (تاريخ الأمة ولغتها وثقافتها وإرثها) وهو ما أصبح واضح المعالم في فكر الحزب وممارسته , وخطوطه المعرفية وأدبياته, ولقاءاته وندواته المتواصلة.
7- إيلاء جانب القواسم المشتركة , والهموم الكبرى , والطموحات المشروعة للحركة الكوردية في سوريا جانبا أساسيا في تشكيل المرجعية والخطاب السياسي الموحد , بعد أن أفشل الممزقون كل محاولات الوحدات التنظيمية , وذلك تخفيفا لحالة التشرذم , وتقديرا للوضع الدقيق والبالغ الأهمية للمنطقة والعالم , وما يشهدانه من غليان وتحرك محموم يستوجب توحيد الكلمة ولم الشمل , وتحقيق الطموحات الأساسية في هذا الخطاب التوحيدي الذي يجهد الحزب بكل قوة لتأكيده ورفع سويته والعمل من أجله وعدم خوض أي مهاترة من شأنها أن تمس هذا النضال الجوهري.
لقد كانت المداخلة تتمحور حول هذه المسائل الحيوية والهامة , وبخاصة حول ضرورة إعادة البناء والثقة والمصداقية للبارتي , بعد طول غدر وتنكر وسحق لتطلعات القاعدة , وزعزعة إيمانها بمصداقية قول لا يكاد يطرح اليوم إلا وينتقض غدا أو بعد غد.
وقد كانت المداخلات من الحضور كثيرة ومنوعة ومتشعبة ومجدية في غالب الأحيان , إلا من أحد رفاقنا القياديين ممن اعترف بنفسه وأمام كوادرنا بأنه خرق الاتفاق , ومزق كل الأوراق , كما أنه اعترف لي شخصيا بالافتراء عليّ عند قيادة الحزب الديمقراطي الكودرستاني- العراق , وشخص المناضل الرئيس مسعود البارزاني, حيث كانت مداخلته معكرة لكل الأجواء , ومساهمة في توتير الندوة , بما عرف به من مزاجية مفرطة , وإساءة بالغة وعبارات لا تليق بمقام اللقاءات والندوات التي يمكن أن تشكل عامل إيضاح , ومثار اختبار للحركة , ودفع لها , ورفع لسويتها , وقد جاء ردنا عليه بعبارات منه من مثل ما شهد عليها الناس كقوله :” أنت أستاذنا ودليلنا ومرشدنا” في الوقت الذي يتحول فيه هذا الأستاذ إلى “عميل ومتآمر ومتخلف وبائس” في لحظة غضب منه, وفي حالة مزاجية محددة , كما تحوّل بدوره إلى مسؤول اللجنة المحكمة ليتهمه بأبشع الصفات , في الوقت الذي كان هذا الوطني يرافقه ويعقد معه لقاءات , ويسعى بكل قوة إلى توحيد البارتي, لا لشيء إلا لأنه (خرج عن بيان توضيحي يلقي بكل التبعة عليه وعلى رفاقه في فشل الوحدة ..)
والذي أغنى الجلسة وأتحفها بملاحظاته الأخ ﺷﭭﮔﺮ والأخ يادو, أحمد علي و عمر داود , وسوى هؤلاء من الأخوة الذين ركزوا على خطر وخطأ الانشقاقات وتمزق الحركة , ودعوا إلى مراجعة جادة لإعادة الثقة بها والوصول إلى قيم وأخلاقيات البارتي , مؤكدين أن نهج البارزاني الخالد يكمن في الوحدة الوطنية والأخلاق الرفيعة , والمثل الخالدة , والمواقف الوطنية الرائدة , والمصارحة والمصالحة , وقد أكدت ُ على ذلك وركزت على أن هذا النهج كان يعمل عمله في تاريخنا وفي عوائلنا وأسرنا وتجمعاتنا , وكان من صلب عملنا النضالي , وأننا لم نزاود عليه , بدليل أنه كان نهجا يوم كان مطاردا وغريبا , ومحل سخرية واستهزاء بعض الجلاوذة والجلادين والمرتزقين , وأننا لم نتخلّ عنه في أشد اللحظات , وأكثر الحالات الحرجة , والتي كان للتآمر دور كبير في الإعراض عنا , وتركنا لرحمة أعدائنا ولكنا صمدنا وسوف نصمد ونرفع لواء نهج أصبح الآن واقعا , بعد أن كان حلما عذبا لنا , حتى وصل إلى درجة كونه رمزا للسلام في أكبر عواصم العالم .
وكانت مداخلة الأخ محمد سعيد آلوجي تتركز حول شروط ومساعي الوحدة , وما بذل في ذلك من جهد ومحاولات , مؤكدا على المساعي الطيبة والخيرة في سوريا وأوروبا , متأسفا على ما حصل..
وقد أكد الأخ أبو جودي على أننا قمنا بما قمنا به من عقد المؤتمر العاشر بغرض الكرسي , وتدارك الخسارة , فكان الجواب :
لقد حاولنا خلال أربع سنين أن نوحد – بكل ما أوتينا من قوة – صفوف البارتي , ولما لم نستطع فعل ذلك آثرنا ترك العمل السياسي نهائيا , ولكن ضغط رفاقنا وكوادرنا وقاعدتنا كان بالمرصاد , فاضطررنا مع رفاقنا الآخرين والقدامى , وبعض الكوادر المثقفة من الخروج إلى المؤتمر , بشكل ديمقراطي مشهود , وكان الانتخاب طبيعيا , وقد ركز المؤتمر على الخروج من حالات المطلق والقيادة المطلقة بدءا من تحديد سقف العمل للسكرتير واللجنة المركزية والمكتب السياسي, وترك الباب مفتوحا لرفاقنا القدامى ورفاق البارتي , ولا نزال نحقق مكاسب سياسية وتنظيمية هامة يوميا.
وقد أطال الأخ (يادو) في إبدائه الأسف على ما آل إليه الأمر وأبدى رغبته في ضرورة حفاظ المحاضر على دروسه وندواته التاريخية حول قضية شعبه وركز ﺷﭭﮔﺮ على هذه المسألة أيضا.
وقد ركز الأخ سيبان على ضرورة توحيد الحركة , وبذل كل الجهود في إعادة لم الشمل , والتأكيد على وحدة الحزب فكان الجواب :
أما توحيد خطاب الحركة فقد ركز عليه مطولا , وأما توحيد البارتي فهو يتحقق من خلال هذا الباب المفتوح أولا , ولا يمكن لصناع الانشقاق أن يحققوا إلا ما خططوا له ثانيا.