فوجئ آل بونجق في اليومين الأخيرين بخبر مفاده، تواجد المدعو شاكر بونجق على الأراضي الليبية، ضمن صفوف مجموعة المرتزقة السوريين، الذين توجهوا للمشاركة في الأعمال القتالية لصالح طرف ضد طرف آخر، وكان لزاماً على أفراد العائلة إجراء ما يلزم من اتصالات وبحث مكثف في شبكات التواصل الاجتماعي، والمواقع الالكترونية، استجلاءً للحقيقة ليس إلاّ. وكانت نتيجة البحث الآنف الذكر، أن العديد من المواقع الإلكترونية والصفحات التي تناولت الحادثة، تعود لمنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السورية لحزب العمال الكوردستاني، كموقع خبر 24 وموقع روج آفا روج آفا ، ناهيك عن منشورات محرري “قسد” على صفحاتهم الشخصية الفيسبوكية،
وتبين لنا بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه المواقع التي من المفترض أن تكون منابر إعلامية احترافية في تناولها للأحداث بروح مهنية عالية، إلاّ أنها لجأت إلى إعداد خلطة من الأكاذيب والتلفيقات والتي تعبّر عن روح وذهنيّة عدائية لعائلتنا، وبعكس ماورد فإن المدعو شاكر لم يُقتل، ولم يؤسر، ولم يتم الحصول على الصور من هاتفه المحمول، وإنما تم استخدام بعض الصور المنشورة على صفحته منذ أكثر من عام من تأريخه، وتم توظيفها ضمن سياق تأكيد الخبر، إذ حصلت العائلة على تسجيل صوتي حديث ومقتضب، للمدعو شاكر عن طريق هاتف زوجته المقيمة في تركيا، ناهيك عن اتهام العائلة بأنها عائلة غير كوردية وذات أصول تركمانية، في الوقت الذي ذهب البعض إلى أبعد من هذا والتي تسِمُ عائلتنا بالتشيع وما إلى ذلك، فقد وجدنا بأنه من المناسب توضيح بعض الملابسات التي رافقت هذه الحادثة، والتي كان مسببها الأول الإعلام اللامسؤول للاتحاد الديمقراطي، وتوابعه.
يدرك القاصي والداني أننا عائلة كوردية، ومن سلالة كوردية، وننتسب لعشيرة كوردية عريقة، وموطننا الأصلي يترامى على امتداد مدن وقرى وبلدات جبال طور عابدين وصولا إلى برية نصيبين، المسماة الجزيرة العليا حاليا، وتحديدا في منطقة “تربسبية” البلدة الكوردية منذ تأسيسها في بدايات القرن الماضي، وصولاً إلى جبل سنجار الذي لايزال يحتضن عديد العائلات من أبناء عمومتنا، ناهيك عن بعض العائلات المتناثرة هنا وهناك ضمن الجغرافية الكوردستانية، كبلدات أو قرى تابعة لمحافظة دهوك، ونُكنى بآل “بكى” وهو جدنا الأول. وقد رأينا بأنه من الضرورة بمكان، إلقاء الضوء ـ وهذا حق وواجب ـ على جزء مهم من حياة المدعو شاكر وأيضاً استجلاءً للحقيقة. وُلِد المدعو لأمٍ مطلقة، ولم يكمل تعليمه الجامعي بعد حصوله على الثانوية العامة، متمرد على ثوابت العائلة الوطنية والقومية، تبرأ منه والده في العام 2016 بعد مشاحنات ومناكفات عديدة، أدت إلى مغادرته لإقليم كوردستان صوب تركيا، وانقطع تواصل والده معه منذ ذلك الحين، إلاّ أن آل بونجق في المهجر دأبوا على تقديم المساعدات المالية له، كمساهمة إنسانية لتربية طفليه، مما دفعه إلى طلب مبالغ إضافية لاحقا، حتى انفضت العائلة من حوله، باستثناء القليل من كبار السن في العائلة.
ومن هنا يمكننا بناء موقفنا كعائلة مما حدث، ونتيجة للمشاورات التي أجرتها العائلة على مدار الأيام القليلة المنصرمة، خلصنا إلى أن المدعو شاكر بونجق قد يكون التحق بمجموعة المقاتلين المرتزقة المتواجدين على الأرض الليبية، وهذا لم يتأكد لنا بالدليل القاطع بعد، وسوف نسعى وبقوة لاستجلاء كافة الملابسات والتي كان الإعلام سبباً مباشرا فيها، وإذا تبين لنا بأنه قد التحق فعلاً بهذه المجموعات، فإن قرار العائلة واضح وصريح ولا لِبس فيه، ويتلخّص بالتبرؤ من المدعو شاكر بونجق وهدر دمه في أي حين، وهذا ما تُقره أعرافنا وتقاليدنا، وإذ تدين العائلة كافة أعمال الارتزاق، فإنها تشدد على خطورة أن يمتهن أحد أفرادها مثل هكذا أعمال مقززة، وفي هذه الحال تتمنى له أسوء العواقب وأقلها الموت، كما تعبّر العائلة بشخصيتها الاعتبارية عن تقديم التقدير المتمثل بالانحناء أمام دماء جميع الضحايا الليبيين في هذه الحرب القذرة، أيّا كانت انتماءاتهم العقائدية أو السياسية أو القبلية، ونسأل المولى القدير أن يتقبلهم شهداء، ويحشرهم مع الصدّيقين والأولياء الصالحين. والله ولي التوفيق.
حرر في 7/4/2020
آل بونجق في الوطن والمهجر