بيان إلى الرأي العام من القيادة المؤقتة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا

منذ ما يقارب أربع سنوات ونحن مجموعة الجيل الصاعد داخل تيار المستقبل الكوردي نطالب بإعادة اللحمة والتكاتف  ضمن هيكلية التيار ، وتنظيم صفوفه وفتح باب الحوار بين جميع أطرافه رغم تفاعل الأخوة ( ريزان شيخموس وسيامند حاجو) مع المبادرات المطروحة بشكل إيجابي إلا أن جهودنا كانت دائما تصطدم مع مجموعة معينة داخل مكتب العلاقات العامة في الداخل ، و الذي بات عمله جلياً في تعطيل عجلة “التيار ” للإرتقاء به إلى المستوى المنشود وحدود الطموحات ، حتى أضحى التيار متكوراً ومتخصصاً ببرقيات ( التعازي ) والأمور الثانوية البعيدة عن الآمال والأهداف . 
وفي هذا الإطار توسط العديد من الساسة في الوسط الكوردي ومن بينهم عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي السيد ” فؤاد عليكو ” الذي قام هو أيضاً بمبادرة لإعادة توحيد صفوف التيار إلا أن جميع تلك الجهود ضُربت بعرض الحائط بسبب تمسك السيد ” فادي مرعي ” برئاسة مكتب العلاقات العامة المنتهية الصلاحية بعد أن تم تكليفه لمدة ستة أشهر فقط في عام 2017 م كحالة طارئة ، كان من خلال بيان رسمي بعد إستقالة السيدة “نارين متيني” ، وهذا لم يتحقق حتى الآن .
رغم حرصنا وإصرارنا في هذه المجموعة على المضي قدماً والتفاعل الإيجابي مع الجهود المبذولة منذ أيام بإعادة المياه إلى مجاريها إلا أن هناك أيادي خفية تعرقل إعادة توحيد جميع أطراف التيار ضمن هيكلية واحدة ، والذي لم ينعقد مؤتمره منذ ما يقارب ثماني سنوات ، فقط أنعقد إجتماع ” مجلس الإدارة ” وهو بمثابة ” إجتماع موسع ” منذ ما يقارب ثلاث سنوات . 
 
ونتيجة عدم الإلتزام بروح المسؤولية ، وتغلغل بعض الشخصيات المعطّلة و المعروفة داخل إطار التنظيم فقد أستقال العديد من الشخصيات القيادية ومن بينهم مسؤول العلاقات الخارجية المحامي عبد الحميد التمو ، ومسؤول منظمة أوربا عبد الرزاق التمو ، إضافةً إلى كل ذلك فإن العشرات من كوادر التيار لايزالون خارج التنظيم نتيجة تهرب مجموعة فادي مرعي ( مكتب التعازي واللامبالاة ) من إنجاح الجهود لإعادة التوحيد بين جميع أطراف التيار .
وبناء عليه نحن  في تيار المستقبل الكوردي كنا ولا زلنا نؤكد على إلتزامنا وحرصنا الدائم في التمسك بثوابتنا ومبادئنا ، و العمل على تحقيق أهداف التيار و المحافظة على الخط السياسي لمشروع الشهيد مشعل التمو إلا أنه ومنذ تكليف السيد “فادي مرعي”  بقيادة التيار وعلى مدار السنوات المنصرمة بقي التيار جسداً هامداً ، و لم يصدر منه  أي خطوة أو موقف سياسي أو بلاغ أو بيان باستثناء ثلاثة فقط ، وكانت آخرها في ذكرى تأسيس تيار المستقبل في 29/5/2020 وترجمنا هذا الموضوع بأن هناك  تدخلات خارجية تقف عائقاً أمام إصدار أي موقف سياسي حيال ما يحصل في سوريا عامةً والمناطق الكوردية خاصةً ، و مؤخراً تم نسخ بيان قديم للتيار الذي أكل عليه الدهر و صدر قبل عشرة سنوات ليتم إعادة تكريره وتدويره من جديد ونشره بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على تأسيس التيار ، وذلك دون بلورة المواقف السياسية الجديدة و إبراز الجرأة في الطرح وتقديم رؤية التيار حول الأحداث الجارية ، ومن هنا بدأت الخلافات وانقسم التيار إلى طرفين حول مضمون البيان الأخير ، إلا أن البعض ركنوا إلى مصالحهم الشخصية وتنازلوا عن مواقفهم بما فيه السيد “فادي مرعي ” الذي تقدم باستقالته نتيجة عدم تبني البيان الذي أعده للنشر ، وأصرينا نحن كمجموعة في القيادة بأن البيان لا يرتقى إلى الخط السياسي لتيار المستقبل ، وأنه فاضح ويبين عجز التيار ووهنه السياسي في الآونة الأخيرة ، ونتيجة إصرارنا على ذلك وتعمّق الخلافات بيننا إجتمع مجموعة من ستة أعضاء على “سكايبي ” وأصدروا قرار مجحف بحق بعض رفاقنا ، في سيناريو يعيد نفسه من جديد لمحاولة تبديد الصفوف وزيادة الشرخ و التشظي من جديد لأسباب غير معروفة لدينا حتى اللحظة .
وبناء على ما ذكر فإننا مجموعة قيادية صاعدة داخل تيار المستقبل الكوردي نؤكد للرأي العام بأن القرارات الصادرة من ( هذه المجموعة)  غير قانونية وهو خرق فاضح للنظام الداخلي والذي يؤكد في فقرة العقوبات بأن المؤتمر العام واجتماع مجلس الإدارة هما فقط مخولين باتخاذ القرارات ضد القيادات في حال خروجهم عن الهرم التنظيمي والسياسي .
ومن منطلق حرصنا والمحافظة على وحدة التيار فقد تريثنا قدر الإمكان لإفساح المجال أمام الخيرين ، إلا أن جميع هذه الجهود بائت بالفشل نتيجة  تلقيهم أوامر باستبعاد الكوادر النشطة خدمة لأجندات باتت معروفة لدينا .
ومن هنا نوضح للرأي العام بأن السيد “فادي مرعي ” تم تكليفه لستة أشهر فقط وهو دخل السنة الثالثة من التكليف ، ويقيم حالياً في إقليم كوردستان ولا يرغب بالعودة إلى الداخل على خلاف سكرتارية أحزاب المجلس الوطني الكوردي ، وهو بمثابة الخروج عن النظام الداخلي ، والذي ينص بأنه في حال خروج رئيس مكتب العلاقات لمدة ستة أشهر متواصلة خارج جغرافية  سوريا ولم يعد إلى الداخل عندها يتم عزله تلقائياً من الصلاحيات ، وهذا لم يحصل حتى الآن.
وبناء عليه نتوجه إلى هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكوردي بأننا كمجموعة من القيادات داخل التيار لسنا معنيين بالقرارات الصادرة من ( هذه المجموعة )  ونؤكد للجميع على إلتزامنا بالخط السياسي للمجلس الوطني ، ونضع أنفسنا تحت تصرف هيئة الرئاسة لتحكم بالعدل بين الطرفين ، ونعتبر أنفسنا جزء من ممثليات ومجالس المحلية التابعة للمجلس الوطني الكوردي  ، وسنستمر بعملنا ريثما يتم إتخاذ القرارات المناسبة بحق الطرفين ، ونناشد جميع الرفاق المستبعدين بالعودة إلى التنظيم ونحن على الإستعداد للدخول في حوار بناء   مع أي طرف من “التيار ” والشخصيات المستبعدة من التنظيم لتأخذ دورها في خدمة مشروع التيار السياسي و تحت سقف المجلس الوطني الكوردي ، فما يهمنا هو توحيد الجهود والتحلي بروح المسؤولية والإرتقاء به ، والسير على خطى وأهداف الشهيد مشعل التمو .
– عاشت سوريا حرة لجميع أبناءها 
– المجد والخلود لشهداء الحرية وفي مقدمتهم القائد مشعل التمو
 تيار المستقبل الكوردي في سوريا/ القيادة المؤقتة 
5 يونيو 2020

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف بعد أن قرأت خبر الدعوة إلى حفل توقيع الكتاب الثاني للباحث محمد جزاع، فرحت كثيراً، لأن أبا بوشكين يواصل العمل في مشروعه الذي أعرفه، وهو في مجال التوثيق للحركة السياسية الكردية في سوريا. بعد ساعات من نشر الخبر، وردتني رسالة من نجله بوشكين قال لي فيها: “نسختك من الكتاب في الطريق إليك”. لا أخفي أني سررت…

مع الإعلان عن موعد انعقاد مؤتمر وطني كردي في الثامن عشر من نيسان/أبريل 2025، في أعقاب التفاهمات الجارية بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأحزابه المتحالفة ضمن إطار منظومة “أحزاب الاتحاد الوطني الكردي”، والمجلس الوطني الكردي (ENKS)، فإننا في فعاليات المجتمع المدني والحركات القومية الكردية – من منظمات وشخصيات مستقلة – نتابع هذه التطورات باهتمام بالغ، لما لهذا الحدث من أثر…

فرحان كلش   قد تبدو احتمالية إعادة الحياة إلى هذا الممر السياسي – العسكري ضرباً من الخيال، ولكن ماذا نقول عن الابقاء على النبض في هذا الممر من خلال ترك العُقَد حية فيه، كجزء من فلسفة التدمير الجزئي الذي تتبعه اسرائيل وكذلك أميركا في مجمل صراعاتهما، فهي تُسقط أنظمة مثلاً وتُبقى على فكرة اللاحل منتعشة، لتأمين عناصر النهب والتأسيس لعوامل…

شفيق جانكير في زمن تتزاحم فيه الأصوات وتتلاشى المعايير، يبقى صوت الأستاذ إبراهيم اليوسف علامة فارقة في المشهد الثقافي والإعلامي الكردي، لا لبلاغة لغته فحسب، بل لما تحمله كلماته من وفاء نادر وموقف مبدئي لا يهادن. في يوم الصحافة الكردية، حين تمضي الكلمات عادة إلى الاحتفاء العابر، وقفت، عزيزي الاستاذ إبراهيم اليوسف، عند موقع متواضع في شكله، كبير بما يحمله…