مات البعث يا أيها الإيتام، المشكلون لـ (التجمع الوطني العربي في المنطقة الشرقية) – الجزء الأول

 د. محمود عباس
  من المؤلم أن يختلط الوطني السوري العربي الشريف بالبعثي والتكفيري في خضم الدمار والمجاعة التي تسود الوطن، ويتيه في سرداب الهجرة والضياع، فتحول المافيات الدولية شريحة منهم وبألم إلى مرتزق يقودهم تكفيري منافق، والبعثي الذي كان يفتخر بعروبته إلى خائنا لقوميته من أجل لقمة العيش.
  فهؤلاء الذين شكلوا هذا التجمع، وقبلها أصدروا البيان وأجبروا البعض التوقيع على نداء الخيانة، لا بد وأنهم شريحة من السهل لها بيع الوطن في أقرب سوق للنخاسة، وتقبل العبودية لأسيادهم الأتراك الذين يعبثون بمصير الشريحة الوطنية السورية الشريفة المهاجرة، ويفرضون عليهم الإملاءات، فيتقبلونها على مضض لضنك الحياة، فكيف لا ومافيا التركية المجندة من قبل الميت التركي، تسخر الشريحة الخائنة من المعارضة السورية لتتحكم بمصير المهاجرين السوريين وبمعيشة عوائلهم. ولولا السلطة التركية لما تمكنت هذه المعارضة المنافقة وتجار السلطة الإجرامية، تجنيد هذا الكم من الشرفاء السوريين، وإرضاخهم ليصبحوا عبيدا لدى أردوغان، ويوقعوا مع الخونة البيان والنداء ضد جزء من المجتمع السوري، ويشاركوا في التجمع المذكور ضد الكورد، ويدعموا المتاجرين بالوطن وبمستقبل سوريا، ويتقبلوا فرض التطوع في القوات المرتزقة التركية ليفرزوا تحت الطلب إلى حيث مصالحها.
  فأين ذاك الكاتب الذي دافع عن حفنة المنافقين، أصحاب نداء الخيانة، ما به وهو ساكت، ووطنه الذي تبجح به تنتهك حرماته، جف قلمه وأبن سوريا يراق دمه على منصات أصنام أردوغان؟!
  تباهى أحد السياسيين الكورد المعروفين، في تلك المناسبة كفرصة سانحة، إما أنه أخطأ التصويب، أو أنه أمل بقفزة على منصات المعارضة، فأعاد وضع الوطنية السورية قبل القومية الكوردية، ساند من ساندوا نداء الخيانة، الصادر عن مما سموا ذاتهم الآن بالتجمع الوطني العربي (الداعشي)، المتمخض عن السلسلة التي بدأت باجتماعات سرية بين رئيس وزراء سوريا الأسبق (رياض حجاب) مع الميت التركي، وفيما بعد مع المجموعة التركية التي بيدها ملف المعارضة والقضية السورية في أنقرة وغازي عنتاب وكتبت عن هذه الحوارات بعض الجرائد المعروفة، وعلى أثرها صدر من بين السلسلة بيان الكراهية، وكان عرابها في الواجهة المذكور أسمه، وفي الخفاء الميت التركي، رغم عرضهم لأسماء من أبناء المنطقة لا وزن لهم، سياسيا ولا ثقافيا ولا اجتماعيا، فقط كانوا جوكر التغطية على من هم وراء البيان وغايته.
 ومن المؤسف له، العمى التي أستخدمها السياسي الكوردي لعدم رؤية هذه الجدلية الخبيثة والتي لا يمكن أن تخفى عن أمثاله، وموقفه لا يزال محل ريبة، ما بين الخطأ أو مكسب سياسي؟ فنقده بعض المثقفين الكورد الذين وقفوا في وجه هؤلاء المرتزقة وخونة الوطن، بطريقة أقل ما يقال عنها ساذجة، أو ما يقال بالعامية (مسح الجوخ) لأحد الكتاب المختفين تحت غطاء الوطنية، والمعروف بمنابعه البعثية، وهو المنتقل من أحضان سلطة الأسد إلى أحضان أمير قطر، ويتعاشى مع أمثال محمد جمال باروت وعزمي بشاره من صدقات المركز العربي للإستراتيجيات ودراسة السياسات، والتي أصبحت من أحد أهم مهماتها تحريف تاريخ الأمة الكوردية، وضرب قضيتهم القومية إرضاء لتركيا وإشباعا للعنصرية العروبية التكفيرية، خاصة بعدما بدأت سكرات الموت تسري في جسم البعث، ودليلنا ما نراه من السفاهات ضد الكورد والتي كان يقودها البعث سابقا، واليوم أيتامه المرتزقين من تركيا وقطر.
  وفي الواقع لا يهمنا ما يفضيه حثالة البعث، من الحقد، ولا ما يبثه خلايا داعش من الكراهية، المختفين تحت عباءة الوطنية أو الإسلام، فلقد أصبحت أكثر من واضحة بيعهم للوطن في وضح النهار لأردوغان الطامح لريادة الأمة الإسلامية والعربية، فهم في النهاية أعداءنا وخونة الوطن، وسيقدمون يوما ما للمحاكمة أمام الشعب بتهمة بيع الوطن، حتى ولو لبسوا كل الأغطية الدينية والوطنية، لأن الصادق في رؤيته ومفاهيمه، لا يحتاج إلى كل هذا النفاق. بل يهمنا السوريين الشرفاء الذين يعيشون الويلات، ما بين معاناة المهجر والجوع ودمار الوطن، الذي أصبح العودة إليه حلماً، ومستقبل الوطن ومصيره يقررهما الحثالة الانتهازية المرتزقة على دمائهم المهدور بيد الميت التركي، أو القطري أو الفارسي الخسيس عراب سلطة الإجرام. ويهمنا معرفة دور الخونة في سوريا القادمة، الذين شكلوا التجمع المذكور والمرفق مع البيان الذي يترحم على موت مفاهيم البعث بضحالة التناقضات وجهالة الطروحات.
 كما ويحز في النفس مكانة ذاك الكوردي الذي يغير من جلده، ويتملق لهذه الحثالة وهو يدرك تماما ديدنهم وغاياتهم وعنصريتهم، فكتاباتهم الملتوية والملوثة، أكثر من واضحة ولأبسط قارئ، وبهذه المناسبة، توضحت لنا وللمجتمع السوري، أن الكاتب المنوه إليه، أو الذين دعوه لمتابعة حوار التعرية للمثقفين الكورد، أكثر وطنية من أبسط قومي كوردي، فيوم كان المثقف الكوردي يناضل من أجل الوطن كانت هذه الشريحة مع ذاك الكاتب يتمرغون في مفاهيم البعث، واليوم وبعدما بدأوا يشعرون أن منابع ثقافتهم تجف، وأصبح طوطمهم يعيش أيامه الأخيرة، يحاولون البقاء على الحياة أطول فترة ممكنه، وذلك بإلقاء اللوم على الكورد ومحاربتهم، وترديد مصطلحات البعث المنتهية صلاحياتها، كالتقسيم والانفصال والوطن للجميع تحت عباءة العروبة، وغيرها، ومن الغرابة أن كل التباهي الماضي بالحنكة الفكرية والسياسية، حيث مفاهيم البعث، بدأت تظهر على أنها لم تكن أكثر من ضحالة عكرة، ووباء فكري قضى عليهم قبل أن يبلغوا مآربهم من الكورد، فأصبحوا يبحثون عن ربيب لارتزاقهم، للبقاء على الحياة…
يتبع…
  
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
20/7/2020م

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…