حاوره: عزالدين ملا
قال سعود الملا سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا ورئيس المجلس الوطني الكوردي في حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» بشأن عقد مؤتمر الحزب المرتقب: مؤتمرنا الماضي كان مؤتمراً توحيدياً، ومنذ ست سنوات ظلَّ الحزب محافظاً على نهجه القويم، وما زال مستمرّا في طريقه، ونعتبره إنجازاً عظيماً، في وقتٍ تمرُّ الحركة الكوردية بمرحلة انشقاقات، أما حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا بقي مُحافظاً على وحدته وتماسكه.
وعن وحدة الصف الكوردي قال الملا لصحيفتنا «كوردستان»:
وحدة الصف الكوردي من أولوياتنا، هذه قناعاتنا وأهدافنا ودائماً ننادي بها، نحن مع وحدة الكورد وعلى هذا الأساس قمنا بتأسيس المجلس الوطني الكوردي، لم ينضم «ب ي د» إلى المجلس، بل عمل بشكل منفرد على تشكيل إطار له، نعلم جميعا أننا و«ب ي د» لم نفكر بنفس الطريقة، ولا حتى من الناحية الإيديولوجية.
هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة الهامة وجهناها للسيّد الملا، وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
– لنبدأ سؤالنا الأول بالتالي: مرّ على انعقاد المؤتمر التوحيدي ست سنوات، هل هناك بوادر على انعقاده في المدى المنظور؟ أم سيتم تأجيله؟ ولماذا؟
* قبل كل شيء نشكر طاقم صحيفة «كوردستان» وجهودهم المبذولة في خدمة القضية والنهج القويم، واستمراركم في عملكم محل تقدير واحترام.
قبل ست سنوات انعقد مؤتمرنا التوحيدي، لكن الظروف التي مررنا بها والأهوال التي مرّت بها سوريا والإمكانيات التي بين يدينا كانت من أسباب تأجيل المؤتمر، في كل عام نعقد اجتماع اللجنة المركزية العام، ونقوم بدراسة وضع حزبنا، أيضاً وحسب النظام الداخلي وحسب التركيبة التنظيمية وحسب اختيار المندوبين حدث تغيير أدى إلى تضخم عدد المندوبين، قد يصل عددهم ما بين ألفين إلى ألفين وخمسمائة عضو، هذا العدد يلزمه امكانيات ضخمة، قمنا من خلال اجتماع اللجنة المركزية الموسّع بتشكيل لجان من القيادة من أجل دراسة هذه النقاط، ووضع آليات جديدة لاختيار مندوبين للمؤتمر، لجنة من أجل وثائق الحزب والمؤتمر، ولجنة سياسية وتنظيمية ولجنة من أجل التقرير السياسي العام القادم. ولكن مع الأسف الظروف والصعوبات التي مررنا بها خلقت عدم قدرة تلك اللجان القيام بعملها ومهامها وتنفيذها، مثل هكذا ظروف واجهت الكثير من الأحزاب، حيث تم تأجيل مؤتمراتهم سنوات عديدة. نحن نعمل بجد، ونحاول أن نعقد مؤتمر حزبنا في أقرب وقت من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة.
مؤتمرنا الماضي كان مؤتمراً توحيدياً، منذ ست سنوات ظلَّ الحزب محافظاً على نهجه القويم، وما زال مستمرّاً في طريقه، ونعتبره إنجازاً عظيماً، في وقتٍ تمرُّ الحركة الكوردية بمرحلة انشقاقات، أما حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا فقد بقي مُحافظاً على وحدته وتماسكه، وأيضاً هذا التهجير الحاصل للشعب وتشتته في العالم، مازالت تنظيماتنا موجودة في كل مكان. نحن لا نؤمن بعقد مؤتمرات على السكايب أو الزوم، ونعتبرها غير ناجحة، نريد مؤتمراً يحضره جميع المندوبين، ويقررون مصير شعبهم وحزبهم ومستقبل الحركة الكوردية في سوريا، وهم في قاعة واحدة، يناقشون جميع النقاط مع بعضهم ليصلوا إلى قرارات تكون في مصلحة شعبنا، ونتمنى أن يكون المؤتمر القادم داخل الوطن وعلى أرض كوردستان سوريا.
– لماذا يتم تأجيل انعقاد مؤتمر المجلس الكوردي؟ هل من معوّقات معينة؟
* يعقد المجلس الوطني الكوردي، ومنذ تأسيسه كل عام مؤتمره، كما جاء في نظامه الداخلي ليتمكن وبالتماشي مع التطوُّرات والظروف التي تمر بها الثورة السورية لوضع قرارات جديدة على ضوء تلك التطورات والتعامل معها، أما في المرحلة الأخيرة ونتيجة الصعوبات والظروف القاسية الذي افتعلها حزب «ب ي د»، من حرق للمكاتب واعتقال قياداته وكوادره ومنع المجلس من القيام بنشاطاته جعل من عقد مؤتمره صعباً، ورغم ذلك قررنا عقده، وقمنا بتجهيزات للمؤتمر وتم تحديد المكان والمندوبين، وفي يوم المؤتمر وقبل ان يبدأ قام عناصر «ب ي د» بمنعنا، وحصلت مشادات كلامية، واستخدمت حجارة وعصي، ودخلوا قاعة المؤتمر، ونحن ومن مسؤوليتنا بالحفاظ على سلامة المندوبين وشعبنا قررنا تأجيل المؤتمر.
– الآن الحركة الكوردية في وضع صعب نتيجة الحجم الهائل من الأحزاب، لماذا؟
* بالنسبة للأحزاب الكوردية في عام 2011 وعندما أردنا ضم كافة الأحزاب مع بعضها في إطار واحد وذلك لتوحيد الحركة الكوردية في سوريا، وكُنا عشرة أحزاب وعند مجيء «ب ي د» أصبحنا أحد عشر حزباً، وعلى هذا الأساس أعلنا المجلس الوطني الكوردي، هكذا بدأنا العمل، وعندما قام النظام بتحويل الثورة السورية من سلمية إلى عسكرية، مدَّ يده إلى داخل الحركة الكوردية لتقسيمها، وكذلك طغت الصراعات الشخصية والمصالحية لبعض الشخصيات أدت إلى حدوث انشقاقات، خلق ذلك حالة فوضى داخل الحركة الكوردية، للأسف، كان للمجلس و«ب ي د» بعض الذنب في ذلك عندما حاول كل منهما استقطاب هذه الأحزاب تجاهه، أدى ذلك إلى زيادة عدد الأحزاب، حيث وصل الرقم الى حوالي مئة حزب كردي.
– كيف تنظرون في المجلس الكوردي إلى ما يحدث في المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة، عفرين وسري كانييه وكري سبي من انتهاكات بحق الكورد من قتل وخطف وتهجير.
* النظام السوري عمل بجد على ضرب الثورة وكسرها، في ذلك الوقت، لعبت أجهزة المخابرات بشكل كبير، خرجت جماعات وميليشيات وفصائل مسلحة. نحن كُنا نريد ثورة سلمية، وهذه كانت رغبة جميع أحزاب الحركة الكوردية، وأن نصل سلمياً إلى بناء سوريا برلمانية ديمقراطية.
عن طريق هؤلاء الفصائل والجماعات امتدت أياد خارجية إن كانت دولية أو إقليمية إلى داخل سوريا، ودخلت أفكار متطرّفة، كـجماعات دينية أو إيديولوجية، مثل القاعدة وداعش وحزب الله، وجعلوا من سوريا مستنقعاً وساحة لتصفية الحسابات، ممّا دفع قطاعات واسعة من المواطنين إلى المغادرة، وفتح الطريق لدخول صراع المصالح، دخلت روسيا وإيران وتركيا وأمريكا وكل دولة دعمت بعض الفصائل، بشكل أو بآخر امتدت تصفية حساباتهم إلى داخل سوريا.
أما نحن الكورد فقد عملنا بجدّ حتى نكون على حياد، ولا ندخل في صراعات دموية مع المكوّنات الأخرى من عرب ومسيحيين وآشوريين، ودائماً كنا ننادي بوحدة سوريا التي تضمُّ كافة المكوّنات، وهذا كان من أهداف المجلس الوطني الكوردي، وعملنا على هذا الأساس. لكن مع الأسف، حزب «ب ي د» لم يلتزم بتلك الأهداف ودخل في حرب مع داعش الذي سيطر على مناطق واسعة.
أما المناطق الكوردية فقد كانت مستقرة وآمنة، وكانت ملاذاً آمناً لكافة المكوّنات الأخرى القادمة من مناطق الصراع في حلب وحمص وحماة وريف دمشق، وكُنا نُظهِر على الإعلام ان المناطق الكوردية آمنة للنازحين، هدفنا بناء سوريا المستقبل، نظام برلماني تعددي ديمقراطي، تتمتّع جميع المكوّنات بحقوقها، وهذه المطالب كُنا وما زلنا نطالب بها في كل المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي نحضرها بشكل واضح.
تم استغلال دخول «ب ي د» في الحرب، واعتمدت أمريكا عليهم في محاربة داعش في سوريا باعتبارهم القوة الوحيدة ودعمتها، حيث تم تطوير تلك القوة من «ي ب ك» إلى قسد، تركيا استغلت الفرصة وعارضت ظهور قوة كوردية بهذا الحجم، ولها علاقات مع حزب «ب ك ك» على امتداد حدودها، حصل اتفاق بينها وبين روسيا، واحتلت عفرين عن طريق الفصائل المسلحة الإرهابية التي حاربت الكورد وقسد من خلال تلك الحجة، كافة الأعمال والممارسات الإرهابية من خطف وتعذيب وقتل وتشريد تقوم بها تلك الفصائل بمسمياتها المختلفة أمام أنظار تركيا.
تركيا تريد فرض سيطرتها على جميع المناطق الكوردية، كما أن أمريكا إلى حد ما سلمت منطقتين كورديتين سري كانييه وكري سبي إلى تركيا، تحاول تركيا دائما استغلال الفرص لفرض سيطرتها على باقي المناطق. هنا ننادي شعبنا بالوحدة والتماسك وعدم خلق حجج للأتراك لدخول أراضينا وتدمير مدننا وقرانا وإدخال الإرهابيين إلى مناطقنا من أجل التخريب والتدمير والتشريد، ونحن في المجلس الوطني الكوردي، ومنذ البداية طالبنا واستنكرنا تلك الأعمال التي تمارس في المناطق التي سيطرت عليها تلك الفصائل، هذه الأعمال غير أخلاقية وغير إنسانية، ونقف ضدها، ونطالب بوقف تلك الأعمال الإرهابية والخروج من مناطقنا، ونكرّر دائماً أن الشعب الكوردي لم يقف إلى جانب التخريب، كما وجّهنا نداءنا إلى المجتمع الدولي، علماً، العديد من هذه الفصائل المسلحة دخلت تحت اسم الائتلاف الوطني، وقد قمنا في ذلك الوقت بتجميد عملنا داخل الائتلاف، وعقدنا لقاءات ثنائية مع الائتلاف، وأكدوا انهم ليسوا خلف تلك الفصائل، وطالبنا القيام بتعديل موقفهم والوقوف ضد تلك الأعمال، وأيضا عند احتلالهم لسري كانييه قمنا بتشكيل وفد للتباحث مع الائتلاف وتركيا، وعقد وفدنا لقاء مع وزير خارجية التركية ووضح الوفد لهم ان تلك الأعمال لا تدخل في خدمة القضية الكوردية ولا خدمة سوريا ولا حتى تدخل في خدمة الدولة التركية.
– تشكلت لجنة متابعة الانتهاكات والعودة في عفرين وكري سبي وسري كانييه، تضمّ شخصيات من المجلس الوطني الكوردي والائتلاف السوري المعارض، أين وصلت في عملها؟
* نتيجة الانتهاكات والممارسات غير الأخلاقية التي حصلت في مناطقنا عفرين وسري كانييه وكري سبي، توجّه وفد من المجلس إلى اسطنبول واجتمع مع الإئتلاف وقدم وثائق وثبوتيات وتسجيلات تؤكّد انتهاكات تلك الفصائل في مناطقنا، وقررنا تشكيل لجنة متابعة من الطرفين للوقوف على ما يحصل، حتى الآن لم يتم تنفيذ سوى إجراءات بسيطة، لأن متابعة الائتلاف لتلك النقاط ليست بالشكل الجدي والمطلوب، والفصائل المسلحة لا يهتمون، ولا ينفذون قرارات الائتلاف، نحن نعلم خلفيات تلك الفصائل، ودائما نضع الإئتلاف في صورة أن تلك الفصائل تمارس أعمالا إرهابية تحت اسم الائتلاف ضد شعبنا الكوردي.
– لماذا سير المفاوضات الكوردية الجارية بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية بطيء؟
* وحدة الصف الكوردي من أولوياتنا، هذه قناعاتنا وأهدافنا، ودائماً ننادي بها، نحن مع وحدة الكورد وعلى هذا الأساس قمنا بتأسيس المجلس الوطني الكوردي، لم ينضم «ب ي د» إلى المجلس، بل عمل بشكل منفرد على تشكيل إطار له، نعلم جميعا أننا و«ب ي د» لم نفكر بنفس الطريقة ولا حتى من الناحية الإيديولوجية، ومع مرور الأيام والسنوات هذا المرض تغلغل في جسد الكورد وتوسّع، وبات من الصعوبة التخلص منه، ووصل إلى حد خلق عداء.
بعد أن خسرنا عفرين، صدرت مبادرة من قسد بتوحيد الحركة الكوردية، ونحن كـ مجلس رحبنا بالمبادرة التي تبناها قائد قسد مظلوم عبدي، وأكدنا وقوفنا مع هذه الوحدة. وما لاحظناه من مواقف «ب ي د» والذين أحكموا سيطرتهم على مفاصل الإدارة غير مرحبين بهذه المبادرة، ومن ثم خرجت مبادرة فرنسية، والتي عملت جاهدة لتقريب الطرفين الكورديين، وبعد دخول المبادرة الأمريكية أعلنت فرنسا دعمها لها، ونحن دائماً كنا مرحبين بأي مبادرة تؤدّي إلى توحيد الرؤى الكوردية، أعلنّا موافقتنا ورغبتنا بالحوار، هذه المصالحة الكوردية وتحت رعاية وضمانة أمريكية سيكون لها دفع قوي في المستقبل، بدأت حواراتنا، وقمنا بتشكيل لجان الحوار، وكان باستطاعتهم تحقيق انجازات كبيرة وسريعة، ولكن القضايا الخلافية أعاقتها، منها قضية المعتقلين وتدخلات «ب ك ك» في تقرير مصير شعبنا، والنقطة الخلافية الثالثة قضية التعليم، والرابعة التجنيد والخامسة العقد الاجتماعي، نرى حل هذه القضايا من الضروريات.
في الحوار وكلّما أنجزنا ملفاً وضعناه جانباً، وبدأنا بمناقشة وحل ملفات ونقاط تالية وهكذا، أما القضايا الخلافية فيتم مناقشتها باستمرار، ويجب وضع حلول لتلك النقاط، وأن تكون هذه الحلول محل ثقة وقبول الجميع، كـ مسألة المعتقلين يجب معرفة مصيرهم، وكذلك التجنيد الإجباري، وأيضاً التعليم، من المفترض ألا يكون مؤدلجاً، ونضع أمام أبنائنا منهاجاً تعليمياً وشهادات جامعية معترفة بها دوليا، وأن يكون التعليم تحت إشراف منظمة اليونسكو، نحن اليوم بحاجة إلى العلم، نحن نريد وحدة كوردية شاملة وكاملة، سوف نستمر حتى نصل إلى الإنجاز الشامل.
– في غرب كوردستان وضع اقتصادي متدهور، ما تقييم المجلس الوطني الكوردي لهذا الوضع؟
* الأزمة السورية أنتجت تدهوراً كبيراً وخطيراً في الوضع الاقتصادي، حيث استنفذت وأهدرت جميع مواردها على يد مختلف الأدوات والأذرع من أجل مكاسبهم الضيقة، المساعدات الدولية كانت تتناقص نتيجة الصراعات بين القوى الموجودة على الأرض، وكانت تخلق صعوبات في كيفية توصيل تلك المساعدات إلى مستحقيها. الوضع الاقتصادي في تراجع وتدهور مستمر وخاصة بعد تطبيق قانون قيصر حيث زاد من العبء الاقتصادي والمعيشي على كاهل المواطن السوري. الوضع الاقتصادي لن يتحسن إن لم تكن موارد سوريا في أيدي أصحابها الحقيقيين الأمناء، ومن خلالها نستطيع بناء سوريا جديدة، سوريا ينعم فيه الجميع بالخير والوئام.
– منذ أيام تم تشكيل تحالف جديد، وأنتم جزء من هذا التحالف، هل يمكن ان تلقوا الأضواء عليه باختصار؟
* الحركة الكوردية منذ انطلاق الثورة السورية مع الوحدة السورية بكافة مكوناتها من عرب وكورد ومسيحيين وآشوريين، والعمل معاً من أجل بناء سوريا ديمقراطي برلماني، وقبل الثورة أيضا كانت الحركة الكوردية تناضل في هذا الإتجاه كـ إعلان دمشق وغيرها، من أجل خلق حالة تفاهم وتعاون بين كل المكوّنات وإزالة الأفكار المشوّهة والمغلوطة عن طبيعة ورغبة الكورد.
الكورد كانوا دائما يد العون للجميع، ولم يغدروا بأحد في أي وقت كان، كانوا دائما مصدر التسامح والعيش المشترك.
كانت علاقاتنا مع المنظمة الآثورية وتيار الغد متواصلة وقوية قبل هذا التحالف، وقد ارتأت مصالحنا أن نقوّي علاقاتنا أكثر، ونكون على تواصل أكثر قُرباً، ووجدنا أن نؤسس هذه الجبهة، ونحن بحاجة إليها لبناء سوريا الحديثة، ولن نقف عند هذا الحد بل سنعمل على توسيعها لتضم كافة المكونات والقوى السياسية، وتصبح دعماً لأي تحالف أكبر، ودعما ودفعا للحوارات الكوردية وأيضا لمفاوضات جنيف.
– ما يحدث في مناطقنا من ضغوطات خارجية وداخلية تبعث الخوف لدى عامة الشعب خوفاً من تكرار سيناريو عفرين وكري سبي وسري كانييه، كيف ينظر المجلس الوطني الكوردي إلى ذلك؟
* هذا الموضوع حساس ودقيق، سوريا كلها مترابطة، أما المناطق الكوردية فلها خصوصية، لنفرض أن الأمم المتحدة وأمريكا انسحبت من مناطقنا فنحن أمام خطر كبير إن كان من طرف تركيا أو من طرف النظام، هناك عداء حقيقي على مناطقنا الكوردية، لذلك ننادي بالحلول السياسية وتطبيق قرارات جنيف 2254 وتحت إشراف الأمم المتحدة لبناء سوريا القادم سوريا ديمقراطي تعددي برلماني، أما الحلول العسكرية سيكون مصيرنا نحو المجهول. نتمنى حل القضية السورية تحت إشراف الأمم المتحدة ومن خلال الحوار السلمي في جنيف وبرعاية قرارات دولية، عندها الشعب الكوردي سينعم بحقوقه وتُزال جميع مخاوفه.
– عشر سنوات مرّت على الأزمة السورية، وما زالت بوادر الانفراج غير واضحة، برأيكم لماذا؟
* وصلت الأزمة السورية إلى ذروتها من دمار وتهجير وقتل، وأيضاً بالنسبة للمصالح والنفوذ. النظام مُنهار تماماً ومُنقسم على بعضه، وهناك صراع بين أركانه، أما الفصائل والميليشيات المسلحة ففي صراع مستمرّ فيما بينها من أجل مكاسب شخصية، هذا يخلق حالة عدم الرضى لدى الدول الراعية لهم، بعد أن حققت تلك الدول نفوذها ومصالحها من خلالهم على الأرض، ونرى الآن أنه حان الوقت لإيجاد حلول جذرية للمشكل السوري، ويتطلب من الأمم المتحدة والمجتمع الدول وضع حلول جدية لبناء سوريا المستقبل، تضم كافة المكوّنات والأطياف السورية.
– إعلام حزبنا ليس بالقوة التي تمكّنه من وضع الحقيقة كاملة بين أيدي جماهيرنا الكوردية، هل هناك جهود من أجل تطوير اعلامنا إلى الأفضل؟
* طبعاً، نحن دائما بحاجة إلى إعلام قوي ومهني ينقل الحقيقة إلى جماهيرنا الكوردية، لدينا قناة آرك وراديو ريباز وصحيفة كوردستان ومواقع إلكترونية، كما نحن في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، نحاول جاهدين تطوير إعلامنا، وفي كافة اجتماعات اللجنة المركزية نناقش بشكل جدّي الوضع الإعلامي للحزب، وقد وضعنا قرارات خاصة بالإعلام، ونعمل من أجل تطوير إعلامنا في المستقبل القريب.
كما تعلم صحيفة حزبنا «كوردستان» نصف شهرية، وتطبع بطباعة أنيقة، وبتقنية عالية على المستوى الفني والمهني، ويكتب فيها أقلام واعدة ومحترفة، ونفتح المجال لأقلام الرأي الآخر أيضاً، نتمنّى في المستقبل القريب أن نستطيع رفع سوية إعلام حزبنا إلى المستوى المتقدم.
– بدأت الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، كيف تنظرون إلى هذه الإجتماعات؟ وما جدية النظام حول الدستور الجديد؟
* الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية ما ان بدأت، توقفت بسبب وجود إصابات بكورونا ضمن وفد النظام، وهذا كان سيئاً.
حتى الآن ليس هناك جدية من طرف النظام لتشكيل دستور جديد ليصبح الحاكم المطلق لسوريا المستقبل، ومازال يماطل ويعرقل حتى لا يخرج هذا الدستور الى النور. هنا نتمنّى من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يكونوا أكثر حسما في قراراتهم والضغط على النظام، وبعد توقف الاجتماعات الدستورية لأكثر من عام بدأت مرة أخرى.
النظام يبذل كافة الجهود لعرقلة هذه الاجتماعات فوجود النظام على السلطة متوقف على عدم عقد تلك الاجتماعات الدستورية.
– كلمة تريد توجيهها للشعب الكوردي في غرب كوردستان؟
* أرسل شكري وتقدير إلى شعبنا الكوردي الصامد الذين هم في الداخل وتحمّلوا كافة الممارسات والضغوطات وتحمّلوا أيضاً كافة الأعباء المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتمسّكوا بتراب الوطن، وفي نفس الوقت نتمنّى من الشباب الكرد الذين خرجوا اضطرارياً إلى بلاد الغربة بالعودة في أي فرصة تسنح لهم، فالوطن بحاجة إليهم، ووجودهم على أرض الوطن هو فخرهم وعزتهم. وأتمنى أن يتحمل أهلنا في الداخل ما يمرّون بها من صعوبات ومعاناة اقتصادية ومعيشية، وهي قاسية بالتأكيد حتى نصل إلى ما نصبو إليه من خير لشعبنا الكوردي، وشكراً لأسرة تحرير «كوردستان».