إبراهيم اليوسف
كتب إلي صديق عزيز، علم أني أشتغل على مقال مطول عن القرار الجائر للإدارة الذاتية – حسناً لأقل للإدارة الذاتية- وقال لي بفرح كبير: لقد خسرت المقال، فها هم أصدروا بياناً بتوقيف القرار، وما عليك إلا شكرهم!. استغربت من صيغة حديث صديقي وهو يبتهج بقرار تجميد القرار الظالم، إذ رحت أقرأ له الأسطر الأخيرة، قائلاً: يبدو أنك لم تلاحظ أن الجماعة – جمدوا- القرار، ليكون سلاحاً بأيديهم، في مواجهة استحقاقات الناس التي لا يمكن إلغاؤها، إذ إنه كان على الجهة المتفهمة في ” ب ي د” الإعلان عن طي القرار، نهائياً، والاعتذار على الملأ من هذا الخطأ الرهيب وتقديم من هم في اللجان القانونية، والقيمين عليهم إلى المحاكمة، لما خلقوه من بلبلة، و بداية فتنة واضحة أساءت إلى اسم الإدارة. إلى دماء الشهداء، إلى اسم الكرد، إذ إن آلاف الشهداء الذين اختاروا طريقهم -بوعي وإرادة- لم يتوقع أحد منهم أنه سيتم استثمار دمائهم من أجل ترسيخ سطوة القوة ضد أصحاب الحق، والفقراء من ذويهم، وهنا أعني الأنفار الذين وراء هذا القرار منذ2017 وحتى الآن، لا الشرفاء في كل مكان. الشرفاء الذين يبدو وأنهم باتوا يتلمسون الجرح الرهيب في جسدنا بوعي.
سألني، في السياق ذاته، أكثر من ممثل لجهات إعلامية، ومنها جهات تلفزيونية: هل البيان الذي وقعت عليه منظمات حقوقية كردية محترمة، و زج فيها اسم: منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، في ما إذا كانت هي منظمة ماف التي انطلقت ميدانياً في العام 2004، وكلفنا زميلاً سابقاً لنا أن يرخصها في بلد أوربي، إلا أنه أساء استخدام الرخصة، ولايزال، يقدم ذاته باسم منظمة ذات تاريخ نضالي لا علاقة ميدانية له بها، وهو المنشق، فقلت:
عتبي على الموقعين – ومن بينهم أصدقاء أو أصحاب خبرات- وهم ينتمون إلى مؤسسات حقوقية محترمة بعضها معروف وبعضها مستحدث إذ تكرر إشراكهم شخصاً واحداً انشق عن منظمة حقوقية هي: ماف، وأكثرهم على علم بذلك، إلا أن هناك من يريد -تسويقه- بالرغم من أن فضيحة ما قد تمت، وأضفت: بالنسبة إلينا لا نوقع على أي بيان تعتمد فيه لغة السياسة التي باتت ظاهرة في أكثر من بيان لهؤلاء الزملاء، ناهيك عن أننا: لا نستدر رجاء جهة ما: الإدارة أو سواها، بالرغم من أن جوهر البيان انبنى على الفكرة ذاتها. فكرة إدانة سرقة ممتلكات الناس.
أجل، إن هذه المنظمات ذاتها، وأذكر القائمين الأعزاء عليها – بهذه المناسبة- بأن من يوقع معها باسم منظمتنا إنما هو معتد على رخصة المنظمة، مستغل للثقة التي أوليناه إياها، وليضع أي منهم ذاته في موقعنا لير أية قرصنة تمت، بحق منظمة حقوقية تاريخية عريقة، ولهذا فإنهم لن يقبلوا بأن تكون منظماتهم الحقوقية أداة لمساعدة شخص ساط على اسم وتاريخ منظمة لذاته فقط، وله أن يعمل بأي اسم آخر غير اسم منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، وسنتابع هذا الموضوع مع هؤلاء الزملاء.
وأخيراً، أتمنى من قلبي، صحوة، بل إعادة تشكيل ملامح الجهة المسيرة لشؤون الإدارة الذاتية، بعد أن تنتنت رائحة سلوكيات بعض المتحكمين بها، مع أهلنا الكرد، بعقلية “عصملية” لا تمت لأخلاق الكردي، وذلك في هذه الفترة الحرجة التي يفتح جنرالات تركيا ومعلمهم الرئيس المجنون أردوغان أفواههم، ضد الكرد لابتلاعهم، مرة أخرى، ولاتزال دماء ضباط كرد – من كردستان الجنوبية- استهدفتهم طائرة أردوغانية، مسيرة، على التراب، يوم أمس، ناهيك عما نقرؤه من بيانات لعشائر في المنطقة، لم يصدر أحد منهم بياناً ضد داعش، من قبل، وها هم أيتام بعثيون في-فرع ديرالزور- يصدرون تهديداتهم في مواجهة-قسد- وهي في جوهرها ضد أن يكون ثمة كردي على مسرح الوجود.