عبدالرحمن كلو
قرن كامل من الزمن والمشروع الوطني
الكردستاني يتنقل بين أعاصير الممانعات وحقول ألغام المؤامرات الدولية والإقليمية،
وعلى الرغم من بعض اللحظات التاريخية التي كانت تفصل بين الخطوة والخطوة كبوة، إلا
أن المشروع بقي صامداً وتابع المسار بفضل قوة مشروعية القضية وإرادة الأمة التي لم
تبخل بدماء مئات الآلاف من الشهداء والقادة العظام، وتلك البطولات كانت أشبه بالحرب
مع طواحين الهواء في مناخات دولية ممانعة فرضتها الاتفاقات الاستعمارية وتقسيم
مناطق النفوذ، إذ كان من الصعوبة بمكان تجاوز المعادلة الدولية وفك رموزها المبنية
على قاعدة المصالح مع الأنظمة الدكتاتورية والفاشية المتطرفة، والتي كان الارهاب
بأشكاله القوموية والاسلاموية والطائفية وليدها الشرعي،
الكردستاني يتنقل بين أعاصير الممانعات وحقول ألغام المؤامرات الدولية والإقليمية،
وعلى الرغم من بعض اللحظات التاريخية التي كانت تفصل بين الخطوة والخطوة كبوة، إلا
أن المشروع بقي صامداً وتابع المسار بفضل قوة مشروعية القضية وإرادة الأمة التي لم
تبخل بدماء مئات الآلاف من الشهداء والقادة العظام، وتلك البطولات كانت أشبه بالحرب
مع طواحين الهواء في مناخات دولية ممانعة فرضتها الاتفاقات الاستعمارية وتقسيم
مناطق النفوذ، إذ كان من الصعوبة بمكان تجاوز المعادلة الدولية وفك رموزها المبنية
على قاعدة المصالح مع الأنظمة الدكتاتورية والفاشية المتطرفة، والتي كان الارهاب
بأشكاله القوموية والاسلاموية والطائفية وليدها الشرعي،
حتى بات هذا الارهاب خطراً حقيقياً في عقر دار الولايات المتحدة الأمريكية والدول
الأوربية، يهدد أمنها ومصالحها، حينها فقط أدركت هذه الدول أن لا مناص من إعادة
النظر في الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط وبدأت بالعمل الجاد والاسراع بوضع الشرق
الأوسط تحت المجهر والتشريح من جديد يعيده إلى حالة التوازن الجيوسياسي
والاستقرار.
الأوربية، يهدد أمنها ومصالحها، حينها فقط أدركت هذه الدول أن لا مناص من إعادة
النظر في الخارطة الجيوسياسية للشرق الأوسط وبدأت بالعمل الجاد والاسراع بوضع الشرق
الأوسط تحت المجهر والتشريح من جديد يعيده إلى حالة التوازن الجيوسياسي
والاستقرار.
ولكون الكرد الطرف الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار واللاتوازن
في الشرق الأوسط القديم، فرضت الحالة الكردية نفسها كأحد أهم عنصر للاستقرار
والحالة التوازنية التي يجري البحث عنها في الشرق الجديد، وبذلك أصبحت حل المسألة
القومية الكردية في الأطر الديمقراطية إحدى مهام المجتمع الدولي من خلال إحياء
مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعود فكرته إلى أربعينيات وستينيات القرن الماضي
بعنوان آخر سمي بالشرق الأوسط الكبير من لدن المفكرين والساسة الأمريكان، وعليه
أصبحت الحركة الوطنية الكردية جزءاً حيوياً من معادلة التغيير، هذا في الوقت الذي
لم تستسلم فيه المشاريع الاقليمية الممانعة للطموح القومي الكردي، ومن أبرز وأخطر
هذه المشاريع هو المشروع الشيعي العقائدي بقيادة إيرانية حيث حاول ويحاول حتى
اللحظة استثمار فضاءات الحرب على الارهاب ليمرر مشروعه التاريخي، واستطاع استنهاض
المجاميع والميليشيات الشيعية بمسمياتها المختلفة كأدوات تنفيذية لهذا المشروع في
كردستان العراق أولاً ومن ثم في لبنان وسوريا والعراق واليمن ثانياً، ولم يعد
خافياً على أحد أن الارادة الدولية التي لن تقف أمام المشروع الوطني الكردستاني بل
وتسانده وكان هذا واضحاً من خلال تصريحات القادة الأمريكيين بعد زيارة الرئيس
بارزاني الأخيرة إلى واشنطن، كما ومن خلال قرار الكونغرس القاضي بتسليح البيشمركة
دون العودة إلى بغداد، وهذا القرار لما له من أهمية فهو يأتي في إطار توفير
مستلزمات القوة القادرة على إعلان استقلال جنوب كردستان لاحقاً، وتأتي الاصطفافات
الوطنية الكردية حول هذا المشروع نتيجة حتمية لتراكمات النضال التاريخي للأمة
ومشروعها القومي والوطني، لذا فهذا الاصطفاف لا يشكل بدعةً حزبية بقدر ماهي نتاج
لعملية تاريخية تأطرت في مشروع إعلان الدولة بقيادة أحد الرموز التاريخيين لهذا
المشروع، ولا يوجد أي هامش للمناورة من جانب بعض أطراف الحركة الكردية بين
المشروعين، لأن قواعد اللعبة باتت في أيدي الكبار وليس بمقدور أحد من الصغار اللعب
على أوتار الحيادية أو الادعاء بأنه يمثل المشروع الثالث، وبعيداً عن الشعارات
التضليلية ومحاولات الاختباء وراء عناوين قومية فأصحاب نظرية الأمة الديمقراطية
أعلنوها صراحةً وبوضوح شفاف أنهم ضد إعلان الدولة الكردية دون الخوض في التفاصيل،
أي أنهم ضد المشروع الوطني الكردستاني أياً كان شكل الدولة وفي أي جزء من كردستان،
لذا لم يعد الخلاف بيننا وبين تنظيمات منظومة المجتمع الديمقراطي على مسائل خدمية
وإدارية أو إغاثية بل أصبح الخلاف والاختلاف صميماً في استراتيجية الطرح القومي
والوطني، وهذا هو مضمون المشروع الشيعي العقائدي الذي يلغي البعد الوطني ويقسمه إلى
ولايات وكانتونات، ويعتبر الشيعة أمة واحدة أينما وجدت ومنوط بها سيادة العالم،
ولهذا بالذات نجد التجاذبات الطائفية في بعض أطراف الحركة الكردية المتحالفة مع
المشروع الشيعي – من خلال شخصيات شيعية – هي صاحبة الفعل والقرار، وهنا لابد من
التذكير أنه وبالرغم من الخلاف التاريخي بين إيران وتركيا إلا أن تركيا تتقاطع مع
المشروع الشيعي بشقه الكردي فقط لتتخلص من مشكلتها في قنديل “والهمّ” القومي الكردي
أولاً ومن ثم القضاء على أي طموح قومي في غربي كردستان، أي أنها تحاول تنفيذ هدفين
اثنين معاً، وهذا ما يبدو جلياً في التسهيلات التركية المقدمة لحزب العمال
الكردستاني بالانتقال إلى الغرب والجنوب والشرق، ولهذا السبب بالذات نرى تعقيدات
المسألة الأمنية عندما تطفو على السطح يصعب فهمها وفك الألغاز فيها، وبعيداً عن
التعقيدات الأمنية والتكتيك العملياتي على الأرض، يمكن القول أن هناك مشروعان فقط
يسيران على طرفي نقيض: مشروع الطموح الوطني والقومي الكردستاني المتمثل بإعلان
الدولة والذي يعيش اللحظة الانتقالية إلى حيز التنفيذ، والمشروع الايراني بعقائديته
الطائفية الممانع لمشروع الدولة الكردية، والحديث عن محور ثالث ما هو إلا جزء من
امتدادات المشروع الثاني وأدواته بقيادة حزب العمال الكردستاني PKK ومجموعة القوى
المتحالفة معه وما هو إلا خرافة ابتدعها البعض من قبيل ذر الرماد في العيون.
في الشرق الأوسط القديم، فرضت الحالة الكردية نفسها كأحد أهم عنصر للاستقرار
والحالة التوازنية التي يجري البحث عنها في الشرق الجديد، وبذلك أصبحت حل المسألة
القومية الكردية في الأطر الديمقراطية إحدى مهام المجتمع الدولي من خلال إحياء
مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تعود فكرته إلى أربعينيات وستينيات القرن الماضي
بعنوان آخر سمي بالشرق الأوسط الكبير من لدن المفكرين والساسة الأمريكان، وعليه
أصبحت الحركة الوطنية الكردية جزءاً حيوياً من معادلة التغيير، هذا في الوقت الذي
لم تستسلم فيه المشاريع الاقليمية الممانعة للطموح القومي الكردي، ومن أبرز وأخطر
هذه المشاريع هو المشروع الشيعي العقائدي بقيادة إيرانية حيث حاول ويحاول حتى
اللحظة استثمار فضاءات الحرب على الارهاب ليمرر مشروعه التاريخي، واستطاع استنهاض
المجاميع والميليشيات الشيعية بمسمياتها المختلفة كأدوات تنفيذية لهذا المشروع في
كردستان العراق أولاً ومن ثم في لبنان وسوريا والعراق واليمن ثانياً، ولم يعد
خافياً على أحد أن الارادة الدولية التي لن تقف أمام المشروع الوطني الكردستاني بل
وتسانده وكان هذا واضحاً من خلال تصريحات القادة الأمريكيين بعد زيارة الرئيس
بارزاني الأخيرة إلى واشنطن، كما ومن خلال قرار الكونغرس القاضي بتسليح البيشمركة
دون العودة إلى بغداد، وهذا القرار لما له من أهمية فهو يأتي في إطار توفير
مستلزمات القوة القادرة على إعلان استقلال جنوب كردستان لاحقاً، وتأتي الاصطفافات
الوطنية الكردية حول هذا المشروع نتيجة حتمية لتراكمات النضال التاريخي للأمة
ومشروعها القومي والوطني، لذا فهذا الاصطفاف لا يشكل بدعةً حزبية بقدر ماهي نتاج
لعملية تاريخية تأطرت في مشروع إعلان الدولة بقيادة أحد الرموز التاريخيين لهذا
المشروع، ولا يوجد أي هامش للمناورة من جانب بعض أطراف الحركة الكردية بين
المشروعين، لأن قواعد اللعبة باتت في أيدي الكبار وليس بمقدور أحد من الصغار اللعب
على أوتار الحيادية أو الادعاء بأنه يمثل المشروع الثالث، وبعيداً عن الشعارات
التضليلية ومحاولات الاختباء وراء عناوين قومية فأصحاب نظرية الأمة الديمقراطية
أعلنوها صراحةً وبوضوح شفاف أنهم ضد إعلان الدولة الكردية دون الخوض في التفاصيل،
أي أنهم ضد المشروع الوطني الكردستاني أياً كان شكل الدولة وفي أي جزء من كردستان،
لذا لم يعد الخلاف بيننا وبين تنظيمات منظومة المجتمع الديمقراطي على مسائل خدمية
وإدارية أو إغاثية بل أصبح الخلاف والاختلاف صميماً في استراتيجية الطرح القومي
والوطني، وهذا هو مضمون المشروع الشيعي العقائدي الذي يلغي البعد الوطني ويقسمه إلى
ولايات وكانتونات، ويعتبر الشيعة أمة واحدة أينما وجدت ومنوط بها سيادة العالم،
ولهذا بالذات نجد التجاذبات الطائفية في بعض أطراف الحركة الكردية المتحالفة مع
المشروع الشيعي – من خلال شخصيات شيعية – هي صاحبة الفعل والقرار، وهنا لابد من
التذكير أنه وبالرغم من الخلاف التاريخي بين إيران وتركيا إلا أن تركيا تتقاطع مع
المشروع الشيعي بشقه الكردي فقط لتتخلص من مشكلتها في قنديل “والهمّ” القومي الكردي
أولاً ومن ثم القضاء على أي طموح قومي في غربي كردستان، أي أنها تحاول تنفيذ هدفين
اثنين معاً، وهذا ما يبدو جلياً في التسهيلات التركية المقدمة لحزب العمال
الكردستاني بالانتقال إلى الغرب والجنوب والشرق، ولهذا السبب بالذات نرى تعقيدات
المسألة الأمنية عندما تطفو على السطح يصعب فهمها وفك الألغاز فيها، وبعيداً عن
التعقيدات الأمنية والتكتيك العملياتي على الأرض، يمكن القول أن هناك مشروعان فقط
يسيران على طرفي نقيض: مشروع الطموح الوطني والقومي الكردستاني المتمثل بإعلان
الدولة والذي يعيش اللحظة الانتقالية إلى حيز التنفيذ، والمشروع الايراني بعقائديته
الطائفية الممانع لمشروع الدولة الكردية، والحديث عن محور ثالث ما هو إلا جزء من
امتدادات المشروع الثاني وأدواته بقيادة حزب العمال الكردستاني PKK ومجموعة القوى
المتحالفة معه وما هو إلا خرافة ابتدعها البعض من قبيل ذر الرماد في العيون.