رؤية حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سرويا حول: كوردستان وحلول المنطقة

بعد الخراب والدمار والمآسي التي حلت بعدد من دول التي قامت فيها ثورات ما يسمى
الربيع العربي ضد انظمتها الدكتانورية القمعية, كلف شعوبها الكثير من الضحايا
والمآسي والدماء والدموع كما حصل ويحصل في سوريا التي انهك الازمة شعبها ماديا
واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا مما دفع نصف سكانها للهجرة الداخلية والخارجية الى دول
الجوار واوربا الغربية هربا من المعارك والحروب والقتل والموت والجوع
والفقير.
وفي رحلتهم الى اوربا  اللاجئون اهوال وفظائع يندى لها جبين الانسانية
في حالات الموت في السيارات المغلقة او غرقا في مياه البحار والضياع والموت في
الغابات والطرقات وتعرضهم  للابتزاز واحتيال المهربين.
وانكشف التعامل اللانساني مع اللاجئين خاصة من دول اوربا الشرقية حيث بنت اسوار
ووضعت حواجز على حدودها لمنع دخولهم الى دولها والمرور منها الى اوربا الغربية  مما
زادهم مأساة على مأساتهم في بلادهم التي تحولت الى ساحات وميادين مفتوحة للصراعات
الدولية والاقليمية مع ان الكل يقر باستحالة الحل العسكري بسبب التوازن العسكري بين
الطرفين لكثرة الاسلحة التي تتدفق الى الطرفين وبرأينا ايضا ولانهاء الازمة السورية
وايقاف الحرب لابد من تسوية سياسية وانتقال سلمي للسلطة وهذا يحتاج الى اتفاق الدول
الداعمة للطرفين اولا واجبارهم للرضوخ للحل السلمي.
حيث فقد النظام والمعارضة
امكانيات الحل, ولن تسلم كوردستان مما يجري في جوارها من الداخل السوري والعراقي
فوصلت شرارة الحرب الى اقليم كوردستان وكوردستان سوريا عبر اداة الارهاب والشر
((تنظيم داعش)) , حتى كوردستان تركيا لم تسلم من شرور هذه الحرب القذرة كما حصل في
تفجير سروج انقرة والتي قام بها تنظيم داعش الارهابي والممول من نظام اردوغان والتي
كان ضحاياها من ابناء شعبنا الكوردي ومن ورائها ((خاصة تفجير سروج)).
بدأ نظام
اردوغان بشن غارات جوية على معاقل حزب العمال الكوردستاني في تركيا واقليم كوردستان
وقصفت المدن بالاسلحة الثقيلة وفرضت حصارا امنيا ومنعا للتجوال في المدن الكوردية
وقامت باعتقال المئات من ناشطي ومناضلي شعبنا الكوردي وكل ذلك بسبب خسارة اردوغان
وحزبه في الانتخابات البرلمانية الاخيرة حيث لم يخوله عدد كراسيه في البرلمان تشكيل
حكومة بمفرده والتي من خلالها كان ينوي الانتقال من النظام البرلماني الى نظام
رئاسي دكتاتوري فردي ووصل الى البرلمان في الانتخابات الاخيرة اكثر من ثمانين
برلمانيا كورديا وهو ما لم يرق لاردوغان ونظامه فلجأ الى اجراء اتخابات برلمانية
مبكرة بعد فشله في تشكيل حكومة ائتلافية مع شركائه في البرلمان وعسى ان يعوض ما
خسره في الانتخابات الاخيرة.
فالحل في رأينا ايقاف العمليات العسكرية ضد شعبنا
الكوردي ومدنه ومعاقل الحزب العمال الكوردستاني واجراء حوارات سياسية تؤدي الى
الاعتراف بحقوق اكثر من عشرين مليون كوردي في تركيا.
وفي كوردستان ايران لا يزال
شعبنا يعاني شتى صنوف القهر والذل والحرمان من نظام الملالي والديني الرجعي
الشوفيني.
وتزج بالناشطين المناضلين الكورد في السجون, وتحكم عليهم الاعدام في
ساحات والميادين فعلى هذا النظام الرجعي فصل الدين على الدولة.
وان يتخلى عن
افكاره العائدة الى القرون الوسطى, والاقرار بحقوق جميع مكونات الشعب الايراني خاصة
الكورد والآذر والعرب وتفسح المجال للحرية والديمقراطية والعلمانية والمدنية كنظام
حكم وممارسة.
وفي اقليم كوردستان تعقدت المسألة الرئاسية. والتمديد للرئيس
الحالي السيد مسعود البرزاني.
ووصلت الامور الى اعمال شغب وفوضى وحرق لمكاتب
الحزب الديمقراطي الكوردستاني في بعض المدن, وهذه الاعمال التي ندينها بشدة وندين
من يقف ورائها ومن يمولهم خارجيا.
فنحن مع التمديد للسيد مسعود البرزاني لما
يتمتع به الرئيس من خصال قيادية وسياسية ودبلوماسية اثبت للعالم اجمع اخلاصه وصدقه
في سبيل قضية شعبه.
وفي كوردستان سوريا لا يزال دور الحركة الكوردية ضعيفا مهمشا
بسبب انقسام الحركة الكوردية على نفسها وضعف ادائها السياسي الدبلوماسي لعدم اتفاق
اطراف الحركة على توحيد خطابها السياسي ,لسوريا المستقبل ويتم اشراك بعض اطراف
الحركة في بعض المفاوضات وهيئات المعارضة للاستفادة منها كواجهة ديمقراطية
دبلوماسية فكل مبادرات الحل تتضمن عدم تقسيم سوريا والانتقال السلمي للسلطة مع
الحفاظ على مؤسسات الدولة وينحصر الخلاف بين الاطراف الدولية في مصير بشار الاسد
فقط.
وبرأينا يبقى الحل ناقصا واذا لم يتضمن حلا للمسالة الكوردية في
سوريا.
والحل برأينا ان تكون سوريا ديمقراطية وللشعب الكوردي فيها ان يقرر مصيره
بنفسه.
وان يكون حل المسألة الكوردية في سوريا شرطا اساسيا من شروط حل الازمة
السورية, حيث تعد القومية الكوردية المكون الثاني في البلاد والتي تعيش على ارضها
التاريخية منذ الاف السنين ولعبت ادوارا مهمة ورئيسية في تكوين وانشاء الدولة
السورية وان ارض كوردستان تم تقسيمها بين دول المنطقة باتفاقية سايكس بيكو.
وان
يتم تثبيت هذا الحق في الدستور السوري الجديد وان يوثق دوليا لدى هيئة الامم
المتحدة ومجلس الامن الدولي.
فنحن بالضد ان يقرر مصير شعبنا القومية السائدة
((العربية)) والنظام البديل.
حيث تبين لنا ان قوى المعارضة تتعامل  مع مسالة
شعبنا بنفس منظار النظام الحالي, حيث لا تتقبل الشعب الكوردي كشريك في ادارة البلاد
(( وهذا قبل ان تتسلم السلطة)) وهي بعيدة عن العلمانية والمدنية وروح
العصر.
ويطغى عليها الطابع الديني الشمولي ولا تتبنى الديمقراطية والعلمانية
كفكر ونظام وممارسته في ادارة البلاد مستقبلا.
18/10/2015

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…