د. محمود عباس
قنديل مقابل
بنزين الطائرات
بنزين الطائرات
لا يمكن لتركيا أن تتخلى عن داعش، إلا لغايتين: قومية،
وهي الرئيسة، بعد حصلوها على مبتغاها في غربي كردستان، وبتأييد كامل من أمريكا
وأوروبا، حيث عملية تطبيع القضية الكردية في سوريا وتركيا، وهو ما تعلمه الدول
الكبرى. ودينية-مذهبية، تتعلق بسياسة وأجندات الرأسمالية العالمية، مع الإسلام
السياسي: وهو الصراع ما بين الإسلام الليبرالي الذي يعرض حكومة أردوغان ذاته كممثل
عنها، والتيارات التكفيرية الجهادية المتطرفة كداعش، وهذه لن تحدث مادامت القضية
الكردستانية في غربي كردستان غير محلولة.
وهي الرئيسة، بعد حصلوها على مبتغاها في غربي كردستان، وبتأييد كامل من أمريكا
وأوروبا، حيث عملية تطبيع القضية الكردية في سوريا وتركيا، وهو ما تعلمه الدول
الكبرى. ودينية-مذهبية، تتعلق بسياسة وأجندات الرأسمالية العالمية، مع الإسلام
السياسي: وهو الصراع ما بين الإسلام الليبرالي الذي يعرض حكومة أردوغان ذاته كممثل
عنها، والتيارات التكفيرية الجهادية المتطرفة كداعش، وهذه لن تحدث مادامت القضية
الكردستانية في غربي كردستان غير محلولة.
ولحاجة أمريكا التكتيكية والاقتصادية لقاعدة إنجرليك التابعة لناتو والمستعمرة
من قبل السلطة التركية والساكتة عليها أمريكا منذ عملية إسقاط صدام حسين، وبسبب
قضايا مرتبطة بالعلاقات الرأسمالية العالمية والإسلام الليبرالي كما ذكرنا آنفاً،
لم تواجه أمريكا الحظر التركي وتقبلت ضغوطاتها على مضض، وهي الأن تجد ذاتها رابحة
في صفقة الموافقة التركية باستخدامها لقاعدة إنجرليك، لضرب داعش، كانتصارها في
اتفاقيتها مع إيران (إنجرليك-المفاعل النووية) وتعتبر إدارة أوباما الصفقتين من ضمن
نجاحاتها في السياسة الخارجية، ولهذا يتخبط بعض مسؤولي الإدارة، عند مواجهتهم حقيقة
تخليهم عن الكرد أو بعضهم مقابل التوفير ببعض الأطنان من بنزين الطائرات، على خلفية
المسافات الطويلة لطيرانها عن المنطقة، من البحرين وأساطيلها المتواجدة في البحر
الأبيض المتوسط والخليج، وينفون أن يكونوا قد وافقوا على القصف التركي لمناطق
العمال الكردستاني في العراق، خاصة وأنها دولة لا تزال شكلية تابعة للسيطرة
الأمريكية، لكنهم لم يذكروا بأنهم لم يعترضوا عندما عرضت تركيا عليهم الخطة، وعلى
الأغلب هناك موافقة شفهية بين الطرفين على اتفاقية ما.
من قبل السلطة التركية والساكتة عليها أمريكا منذ عملية إسقاط صدام حسين، وبسبب
قضايا مرتبطة بالعلاقات الرأسمالية العالمية والإسلام الليبرالي كما ذكرنا آنفاً،
لم تواجه أمريكا الحظر التركي وتقبلت ضغوطاتها على مضض، وهي الأن تجد ذاتها رابحة
في صفقة الموافقة التركية باستخدامها لقاعدة إنجرليك، لضرب داعش، كانتصارها في
اتفاقيتها مع إيران (إنجرليك-المفاعل النووية) وتعتبر إدارة أوباما الصفقتين من ضمن
نجاحاتها في السياسة الخارجية، ولهذا يتخبط بعض مسؤولي الإدارة، عند مواجهتهم حقيقة
تخليهم عن الكرد أو بعضهم مقابل التوفير ببعض الأطنان من بنزين الطائرات، على خلفية
المسافات الطويلة لطيرانها عن المنطقة، من البحرين وأساطيلها المتواجدة في البحر
الأبيض المتوسط والخليج، وينفون أن يكونوا قد وافقوا على القصف التركي لمناطق
العمال الكردستاني في العراق، خاصة وأنها دولة لا تزال شكلية تابعة للسيطرة
الأمريكية، لكنهم لم يذكروا بأنهم لم يعترضوا عندما عرضت تركيا عليهم الخطة، وعلى
الأغلب هناك موافقة شفهية بين الطرفين على اتفاقية ما.
القصف على مواقع
العمال الكردستاني مستمر، والتصعيد السياسي على محاربة حزب (ديمقراطية الشعوب)
متزايد، والأسباب معروفة لكل محلل سياسي، لكن الأبشع أنه بين تلك الأسباب يوجد سبب
متعلق بشخص أردوغان وعنجهيته المتزايدة لبلوغ سدنة الخلافة العثمانية، والتي مهد
لها ببناء قصر الخلافة، وخسرها في الانتخابات الأخيرة، وخسر معها كرئيس جمهورية
بصلاحيات واسعة، ويلام في هذا تزايد شعبية حزب(شعوب الديمقراطية) وبشكل غير مباشر
العمال الكردستاني ونجاحات حليفهم السوري في حربها ضد داعش، وانتصاراتهم المتواصلة
على طول حدود تركيا، ويتغاضى معظم المسؤولين الأتراك والأمريكيين عن هذه المعضلة
الأنانية، التي تجر تركيا والعمال الكردستاني إلى حرب قد لا تكون أقل تدميرا من حرب
الثلاثين سنة الماضية بينهما، وقد تكون أقسى، فلا يستبعد ولوج قوى كردية أخرى إلى
الصراع. وعمليات الاعتقال مستمرة ومتزايدة، ومن بين كل مئة من الحزبين، ربما يوجد
إسلامي واحد مؤيد لداعش وليس داعشي، وتباطأت وتيرة محاربة داعش منذ تصعيد أردوغان
القصف على مواقع العمال الكردستاني، إعلاميا وميدانيا، وتغمض أمريكا وأوروبا عيونهم
عن العمليتين، ولم يظهر حتى اللحظة أي تصريح من البيت الأبيض عن هدم عملية السلام
بين العمال الكردستاني وتركيا، والمتهم فيه العمال الكردستاني على أنه البادئ، دون
دراسة الأسباب التي دفعت بظهور أعضاءه في الساحات، ويتغاضون عن عمليات التحريض
والخطط التي افتعلتها الحكومة التركية وأجهزة أمنها لقطع مسيرة عملية السلام، والتي
بدأت بالحظر على مقابلة قائد الحزب الموجود في السجن، ولا شك عند بروز هذه النيات
على السطح تتدخل الدول الإقليمية المستفيدة من تدمير العملية، لتفاقم الوضع بين
الحزب و الحكومة التركية لأجندات خاصة، وتسيير استراتيجية عامة في المنطقة،
وبالتأكيد الحركة الكردستانية بشكل عام هي المعنية والمستهدفة في هذه المؤامرات
الإقليمية، وعليه فتدخلات إيران وسلطة بشار الأسد على الخط حالة طبيعية، في الظروف
والمسيرة التي تلكأت بحلها الحكومة التركية، المتشدقه لإعادة الانتخابات المبكرة في
حال عدم حصول أردوغان على موافقة الحزب المتحالف لتشكيل الحكومة، في إجراء
التعديلات المرجوة على الدستور، وهو والهدف والحلم الذي أخرجه من رئاسة الوزراء إلى
رئاسة الجمهورية.
العمال الكردستاني مستمر، والتصعيد السياسي على محاربة حزب (ديمقراطية الشعوب)
متزايد، والأسباب معروفة لكل محلل سياسي، لكن الأبشع أنه بين تلك الأسباب يوجد سبب
متعلق بشخص أردوغان وعنجهيته المتزايدة لبلوغ سدنة الخلافة العثمانية، والتي مهد
لها ببناء قصر الخلافة، وخسرها في الانتخابات الأخيرة، وخسر معها كرئيس جمهورية
بصلاحيات واسعة، ويلام في هذا تزايد شعبية حزب(شعوب الديمقراطية) وبشكل غير مباشر
العمال الكردستاني ونجاحات حليفهم السوري في حربها ضد داعش، وانتصاراتهم المتواصلة
على طول حدود تركيا، ويتغاضى معظم المسؤولين الأتراك والأمريكيين عن هذه المعضلة
الأنانية، التي تجر تركيا والعمال الكردستاني إلى حرب قد لا تكون أقل تدميرا من حرب
الثلاثين سنة الماضية بينهما، وقد تكون أقسى، فلا يستبعد ولوج قوى كردية أخرى إلى
الصراع. وعمليات الاعتقال مستمرة ومتزايدة، ومن بين كل مئة من الحزبين، ربما يوجد
إسلامي واحد مؤيد لداعش وليس داعشي، وتباطأت وتيرة محاربة داعش منذ تصعيد أردوغان
القصف على مواقع العمال الكردستاني، إعلاميا وميدانيا، وتغمض أمريكا وأوروبا عيونهم
عن العمليتين، ولم يظهر حتى اللحظة أي تصريح من البيت الأبيض عن هدم عملية السلام
بين العمال الكردستاني وتركيا، والمتهم فيه العمال الكردستاني على أنه البادئ، دون
دراسة الأسباب التي دفعت بظهور أعضاءه في الساحات، ويتغاضون عن عمليات التحريض
والخطط التي افتعلتها الحكومة التركية وأجهزة أمنها لقطع مسيرة عملية السلام، والتي
بدأت بالحظر على مقابلة قائد الحزب الموجود في السجن، ولا شك عند بروز هذه النيات
على السطح تتدخل الدول الإقليمية المستفيدة من تدمير العملية، لتفاقم الوضع بين
الحزب و الحكومة التركية لأجندات خاصة، وتسيير استراتيجية عامة في المنطقة،
وبالتأكيد الحركة الكردستانية بشكل عام هي المعنية والمستهدفة في هذه المؤامرات
الإقليمية، وعليه فتدخلات إيران وسلطة بشار الأسد على الخط حالة طبيعية، في الظروف
والمسيرة التي تلكأت بحلها الحكومة التركية، المتشدقه لإعادة الانتخابات المبكرة في
حال عدم حصول أردوغان على موافقة الحزب المتحالف لتشكيل الحكومة، في إجراء
التعديلات المرجوة على الدستور، وهو والهدف والحلم الذي أخرجه من رئاسة الوزراء إلى
رئاسة الجمهورية.
وتعلم أمريكا وتركيا أن لرأي عبد الله أوجلان تأثيرا على:
عملية السلام، وما يجب أن تقوم به حزب العمال الكردستاني، مع ذلك فالحظر عليه طال،
وهو على الأغلب مخطط لضمانة عملية هدم مسيرة السلام، وإلا فإن قطع صلاته مع الخارج
منذ أكثر من أربعة أشهر لا تحليل آخر له، فاستمرار قصف الطيران التركي المتواصل
والمكثف لمواقع العمال الكردستاني والذي هو في عمقه وبعده الوطني ضرب للقضية
الكردستانية المتصاعدة في المحافل الدولية، ولم يسمح لقائد الحزب بإصدار أي تصريح
على مجريات الأحداث المتسارعة، وبالمقابل هناك عودة للتكتم من قبل حكومة العدالة
والتنمية على حركة داعش ضمن الأراضي التركية ومطاراتها، وعلى طول حدودها، والذي لا
يستبعد بعد هذه التطورات، في المستقبل القريب، انضمام جبهة النصرة إليهم، أو العودة
إلى التحالف الماضي.
عملية السلام، وما يجب أن تقوم به حزب العمال الكردستاني، مع ذلك فالحظر عليه طال،
وهو على الأغلب مخطط لضمانة عملية هدم مسيرة السلام، وإلا فإن قطع صلاته مع الخارج
منذ أكثر من أربعة أشهر لا تحليل آخر له، فاستمرار قصف الطيران التركي المتواصل
والمكثف لمواقع العمال الكردستاني والذي هو في عمقه وبعده الوطني ضرب للقضية
الكردستانية المتصاعدة في المحافل الدولية، ولم يسمح لقائد الحزب بإصدار أي تصريح
على مجريات الأحداث المتسارعة، وبالمقابل هناك عودة للتكتم من قبل حكومة العدالة
والتنمية على حركة داعش ضمن الأراضي التركية ومطاراتها، وعلى طول حدودها، والذي لا
يستبعد بعد هذه التطورات، في المستقبل القريب، انضمام جبهة النصرة إليهم، أو العودة
إلى التحالف الماضي.
وقد كان لنا قولا في هاتين المؤامرتين سابقا:
1-
مؤامرة ضرب القضية الكردستانية بشكل عام، وما يظهر الأن من نقل الصراع بين الكرد
وحكومات الدول المستعمرة لكردستان، إلى صراع كردي – كردي، والمتصاعدة سويات التهجم،
على بعضهم، حدود مرعبة، كالتشهير بالقيادات الكردستانية دون تحفظ، وضرب المصالح
الذاتية الكردستانية، كعملية تفجير خط أنابيب نفط الإقليم الكردستاني، وتدمير مصالح
شرائح من الشعب المنتمي لجغرافية سلطة الأحزاب المتعادية، وهي مؤامرة تؤدي إلى
نسيان العدو الحقيقي، وإضعاف الذات.
مؤامرة ضرب القضية الكردستانية بشكل عام، وما يظهر الأن من نقل الصراع بين الكرد
وحكومات الدول المستعمرة لكردستان، إلى صراع كردي – كردي، والمتصاعدة سويات التهجم،
على بعضهم، حدود مرعبة، كالتشهير بالقيادات الكردستانية دون تحفظ، وضرب المصالح
الذاتية الكردستانية، كعملية تفجير خط أنابيب نفط الإقليم الكردستاني، وتدمير مصالح
شرائح من الشعب المنتمي لجغرافية سلطة الأحزاب المتعادية، وهي مؤامرة تؤدي إلى
نسيان العدو الحقيقي، وإضعاف الذات.
2- ومؤامرة تقسيم غربي كردستان، والدارج
باحتمالين لعملية التقسيم، وتحت الحجج السياسية المعروضة لحل القضية السورية، فلا
يستبعد في القادم من الزمن ضرب قوات الحماية الشعبية، وهو ما ترفضه أمريكا لأنها
القوة الأكثر ثقة من بين جميع أطراف المعارضة السورية المحاربة لداعش والمنظمات
التكفيرية الأخرى، رغم ما هي عليه من علاقات تكتيكية واستراتيجية مرفوضة من أطراف
كردية وأمريكا، وعند البديل لا يستبعد أن تبيعهم أمريكا مثلما باعت قنديل مقابل
إنجرليك، وبعدة أطنان من بنزين الطائرات.
باحتمالين لعملية التقسيم، وتحت الحجج السياسية المعروضة لحل القضية السورية، فلا
يستبعد في القادم من الزمن ضرب قوات الحماية الشعبية، وهو ما ترفضه أمريكا لأنها
القوة الأكثر ثقة من بين جميع أطراف المعارضة السورية المحاربة لداعش والمنظمات
التكفيرية الأخرى، رغم ما هي عليه من علاقات تكتيكية واستراتيجية مرفوضة من أطراف
كردية وأمريكا، وعند البديل لا يستبعد أن تبيعهم أمريكا مثلما باعت قنديل مقابل
إنجرليك، وبعدة أطنان من بنزين الطائرات.
تضع مجريات الأحداث الكرد أمام دربين،
إما العودة إلى عتمة قرن آخر من الضياع، أو اليقظة والتماسك والجلوس على طاولة
الحوار، والتحرر مسبقا من الإملاءات الخارجية، إنها مرحلة مليئة بالمصاعب وشائكة،
يحتاجون إلى شراكة لاختيار الدرب الأصوب، والتخلي مؤقتا عن الخلافات الداخلية، وأول
المعنين بهذا النداء هم الأحزاب الكبرى، وقيادات قنديل وهولير والسليمانية، على
المستوى الكردستاني، وال ب ي د والديمقراطي واليكيتي والتقدمي، والمجلسين التابعين
لهم، دون النظر إلى من الملام أكثر، أو من عليه التحرر من الإملاءات الإقليمية،
فالكل معني بالقضية، ويتطلب من الكل عدم الانجرار مع الوعود الخبيثة، وتكثيف جهودهم
لمواجهة القادم المرعب، وإلا فالتاريخ سيعيد ذاته، ولن يلام أحد أكثر ما سيلامون هم
ذاتهم، وحينها سيدخلون في دوامة الاتهامات والتخوين والخلافات المؤلمة، والتي ستكون
قمة أحاديث وانتقادات أحفادنا على مدى القرن القادم.
إما العودة إلى عتمة قرن آخر من الضياع، أو اليقظة والتماسك والجلوس على طاولة
الحوار، والتحرر مسبقا من الإملاءات الخارجية، إنها مرحلة مليئة بالمصاعب وشائكة،
يحتاجون إلى شراكة لاختيار الدرب الأصوب، والتخلي مؤقتا عن الخلافات الداخلية، وأول
المعنين بهذا النداء هم الأحزاب الكبرى، وقيادات قنديل وهولير والسليمانية، على
المستوى الكردستاني، وال ب ي د والديمقراطي واليكيتي والتقدمي، والمجلسين التابعين
لهم، دون النظر إلى من الملام أكثر، أو من عليه التحرر من الإملاءات الإقليمية،
فالكل معني بالقضية، ويتطلب من الكل عدم الانجرار مع الوعود الخبيثة، وتكثيف جهودهم
لمواجهة القادم المرعب، وإلا فالتاريخ سيعيد ذاته، ولن يلام أحد أكثر ما سيلامون هم
ذاتهم، وحينها سيدخلون في دوامة الاتهامات والتخوين والخلافات المؤلمة، والتي ستكون
قمة أحاديث وانتقادات أحفادنا على مدى القرن القادم.
د. محمود
عباس
عباس
الولايات المتحدة
الأمريكية
الأمريكية
31/7/2015