د. محمود عباس
حول مقالته (مسعود البرزاني من بيشمه ركه
إلى خط أحمر فاقع) …
إلى خط أحمر فاقع) …
التطرف في الأفكار، أو المفاهيم، أو النقد، يظهر عندما
تغيب الحجة المنطقية في تبيان الخطأ، وهي حالة يبين عن عجز المهاجم أمام الحدث، أو
المشكلة، وفي الكلمة ينتج المثيل المضاد، المؤدي إلى تعميق الخلافات، والنعرات،
والأحقاد. وفي الواقع الكردي، يزيد من تأزيم القضية، ويكثر من العوائق أمام الحركة
التحررية. واستخدام النقد المتشنج، يساعد على إثارة الصراع بين الأطراف
الكردستانية، وتؤدي إلى إضعاف الذات قبل الأخر، وكلما قل الاعتدال في النقد، وتهاوت
سوية النبرة المستخدمة، نقصت معها رزانة الناقد، وقل تأثير النقد، وكثيرا ما يسقط
المهاجم المتهافت ضحية كلماته أو يظهر على المنصة كمجرم وبيده أداته، وهو القلم.
تغيب الحجة المنطقية في تبيان الخطأ، وهي حالة يبين عن عجز المهاجم أمام الحدث، أو
المشكلة، وفي الكلمة ينتج المثيل المضاد، المؤدي إلى تعميق الخلافات، والنعرات،
والأحقاد. وفي الواقع الكردي، يزيد من تأزيم القضية، ويكثر من العوائق أمام الحركة
التحررية. واستخدام النقد المتشنج، يساعد على إثارة الصراع بين الأطراف
الكردستانية، وتؤدي إلى إضعاف الذات قبل الأخر، وكلما قل الاعتدال في النقد، وتهاوت
سوية النبرة المستخدمة، نقصت معها رزانة الناقد، وقل تأثير النقد، وكثيرا ما يسقط
المهاجم المتهافت ضحية كلماته أو يظهر على المنصة كمجرم وبيده أداته، وهو القلم.
من السذاجة الخوض في عراك ثقافي سياسي بالسوية المذكورة، والطلب موجه إلى جميع
الكتاب الكرد الملتزمين أو المستقلين، في الحالة المعروضة حاليا أو غيرها، وخاصة
أمام ما قدمه الأخ إبراهيم إبراهيم في مقالته المنشورة في إيلاف بتاريخ 12-8-2015م
تحت عنوان(مسعود البرزاني من بشمه ركه إلى خط أحمر فاقع) والمطلب هو بعدم الرد بنفس
اللهجة والتي قد سهى عن نتائجها، والابتعاد عن استخدام المنطق ذاته والتي ربما لم
يتمعن فيها بالشكل المطلوب، ويرجى الحذر من استدراج نقد مشابه، فالقضية الكردستانية
أعلى من أن تقزم بمثلها، والشعب الكردي أثمن وأنقى من أن نسمعه هذا النوع من
الثقافة، فتوعيته أو تعريفه بقياداته ومساوئهم أو مشاكل الحركة السياسية
الكردستانية عامة، والتي هي وبلا شك كثيرة وعميقة ومستعصية، يستحيل خلقها بمثل هذه
النوعية من التهجم، والتي وبالتأكيد ستؤدي إلى تلويث سمعة، ليس فقط قيادة معينة،
أو حزب كردستاني دون آخر، بل ستبتلي بها كل القيادات الكردستانية والشعب الكردي
عامة. فعرض نقاط الخلاف والاختلاف بهذه الطريقة لن تجلب الفائدة ولا الدعم للحركة
المحتضنة للكاتب، بل مؤذية للجميع، وانتقاص لكل الأطراف والقيادات، وسنبينها
لاحقاً. فالنقد القويم تنير الدروب، وهو ما نحتاج إليه في واقع الحركة الكردستانية
عامة، والتهجم الخاطئ يدمر الذات قبل الآخر.
الكتاب الكرد الملتزمين أو المستقلين، في الحالة المعروضة حاليا أو غيرها، وخاصة
أمام ما قدمه الأخ إبراهيم إبراهيم في مقالته المنشورة في إيلاف بتاريخ 12-8-2015م
تحت عنوان(مسعود البرزاني من بشمه ركه إلى خط أحمر فاقع) والمطلب هو بعدم الرد بنفس
اللهجة والتي قد سهى عن نتائجها، والابتعاد عن استخدام المنطق ذاته والتي ربما لم
يتمعن فيها بالشكل المطلوب، ويرجى الحذر من استدراج نقد مشابه، فالقضية الكردستانية
أعلى من أن تقزم بمثلها، والشعب الكردي أثمن وأنقى من أن نسمعه هذا النوع من
الثقافة، فتوعيته أو تعريفه بقياداته ومساوئهم أو مشاكل الحركة السياسية
الكردستانية عامة، والتي هي وبلا شك كثيرة وعميقة ومستعصية، يستحيل خلقها بمثل هذه
النوعية من التهجم، والتي وبالتأكيد ستؤدي إلى تلويث سمعة، ليس فقط قيادة معينة،
أو حزب كردستاني دون آخر، بل ستبتلي بها كل القيادات الكردستانية والشعب الكردي
عامة. فعرض نقاط الخلاف والاختلاف بهذه الطريقة لن تجلب الفائدة ولا الدعم للحركة
المحتضنة للكاتب، بل مؤذية للجميع، وانتقاص لكل الأطراف والقيادات، وسنبينها
لاحقاً. فالنقد القويم تنير الدروب، وهو ما نحتاج إليه في واقع الحركة الكردستانية
عامة، والتهجم الخاطئ يدمر الذات قبل الآخر.
إن كان الأسلوب المستخدم في
التهجم عن وعي وبتخطيط، فستكون الغاية منها حتما لاستدراج الطرف الثقافي الآخر إلى
صراع مشابه، وهي محاولة لتأجيج الأطراف الأخرى من الحركة الكردستانية الملتزمة،
وعليه فالشعب الكردي أمام جريمة قومية. وإن كان عن عدم وعي فالجريمة أبشع، وأوسع
لأنها تشمل الأطراف المحيطة بالكاتب، لسماحهم له باستخدام هذا المنطق الحافز
للأحقاد الموجودة أصلا في العمق الكردستاني. وهذا النوع من التهجم تنتظرها القوى
الإقليمية المعادية للكرد وقضيته وسيزيدون من أوارها قدر المستطاع ولا يستبعد أن
يكون لهم يد فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، أو لربما أنخدع كاتبنا بمشورة قدم له
وتقبلها بدون دراسة دقيقة لأبعادها المستقبلية. وجر الحركة الثقافية والسياسية إلى
هذا النوع من التهجم وبهذا الأسلوب سيقزم من هيبة الحركة الكردية بشقيها أمام القوى
الدولية، فمن المتوقع أن يكون رد الفعل غير عادي من الجهة المقابلة، لأن التهجم
تجاوز كل الخطوط المحظورة والمسموحة للنقد البناء، ولا نستبعد أن تنجرف أطراف من
الحركة الثقافية الكردستانية إلى سجال رخيص، وهو ما يتنماه العدو.
التهجم عن وعي وبتخطيط، فستكون الغاية منها حتما لاستدراج الطرف الثقافي الآخر إلى
صراع مشابه، وهي محاولة لتأجيج الأطراف الأخرى من الحركة الكردستانية الملتزمة،
وعليه فالشعب الكردي أمام جريمة قومية. وإن كان عن عدم وعي فالجريمة أبشع، وأوسع
لأنها تشمل الأطراف المحيطة بالكاتب، لسماحهم له باستخدام هذا المنطق الحافز
للأحقاد الموجودة أصلا في العمق الكردستاني. وهذا النوع من التهجم تنتظرها القوى
الإقليمية المعادية للكرد وقضيته وسيزيدون من أوارها قدر المستطاع ولا يستبعد أن
يكون لهم يد فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، أو لربما أنخدع كاتبنا بمشورة قدم له
وتقبلها بدون دراسة دقيقة لأبعادها المستقبلية. وجر الحركة الثقافية والسياسية إلى
هذا النوع من التهجم وبهذا الأسلوب سيقزم من هيبة الحركة الكردية بشقيها أمام القوى
الدولية، فمن المتوقع أن يكون رد الفعل غير عادي من الجهة المقابلة، لأن التهجم
تجاوز كل الخطوط المحظورة والمسموحة للنقد البناء، ولا نستبعد أن تنجرف أطراف من
الحركة الثقافية الكردستانية إلى سجال رخيص، وهو ما يتنماه العدو.
أغلب المثقفين
الكرد يدركون أن الاعتدال في الطرح، والمحاورة الدبلوماسية المرنة بين الأطراف
الكردستانية، هي الأنسب للقضية الكردية الغارقة بين الأزمات، وأن القضية الوطنية لن
تبلغ غاياتها بدون ردم هوة الخلافات بين أطراف الحركة، أو يتخلوا عن صراعاتهم
مؤقتا والتي تحرضهم عليها القوى الإقليمية، ومن المهم التحكم إلى لغة الحوار، في
مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة بشكل عام، وتصاعد أسم الكرد، وعلى
الكاتب والمثقف الكردي أن يكونوا القدوة في بسط هذه اللغة على الساحة الكردستانية،
خاصة وأنها تكاد تنعدم بين الأطراف السياسية، وفي مقدمتهم الأحزاب الكردستانية
الرئيسة، وإذا انعدمت هذه اللغة عند مالك القلم فعلى القضية والغاية الكردستانية
السلام.
الكرد يدركون أن الاعتدال في الطرح، والمحاورة الدبلوماسية المرنة بين الأطراف
الكردستانية، هي الأنسب للقضية الكردية الغارقة بين الأزمات، وأن القضية الوطنية لن
تبلغ غاياتها بدون ردم هوة الخلافات بين أطراف الحركة، أو يتخلوا عن صراعاتهم
مؤقتا والتي تحرضهم عليها القوى الإقليمية، ومن المهم التحكم إلى لغة الحوار، في
مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة بشكل عام، وتصاعد أسم الكرد، وعلى
الكاتب والمثقف الكردي أن يكونوا القدوة في بسط هذه اللغة على الساحة الكردستانية،
خاصة وأنها تكاد تنعدم بين الأطراف السياسية، وفي مقدمتهم الأحزاب الكردستانية
الرئيسة، وإذا انعدمت هذه اللغة عند مالك القلم فعلى القضية والغاية الكردستانية
السلام.
ليس دفاعا عن السيد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان الفيدرالي
وعائلته، وتاريخهم الحافل، فهم بغنى عن دفاعي، والكاتب يدرك تماما الجغرافية التي
تعرض لها، وقدرات حماتها، ولسنا هنا أيضا في واقع التنقيب عن الخطأ والصواب في نقاط
التهجم أو النقد، فهو مجال كان بالإمكان المشاركة فيه، ولنا رؤية على مسيرة هذا
الطرف من الحركة الكردستانية أو الأطراف الأخرى، لكن تجاوز كاتبنا كل الأبعاد في
مقالته خلق نوع من النفور لسطوره وبدت كلماته وكأنها تبعث برائحة مقيته، فظهر
تهجمه رخيصا، ونقده بدون فائدة، وبها ساند الهجمة الخاطئة على أطراف الحركة
الكردستانية، والتي أثارها قيادة منظومة المجتمع الكردستاني في الفترة الأخيرة،
علماً أن أخطاء ومساوئ هذه المنظومة بكل أطرافها أبشع وافظع من الجهة التي هاجمها
الكاتب، وعلاقاتهم التكتيكية والاستراتيجية أقل وطنية وقومية من علاقات الجهة
المهاجمة، ومعظم الأطراف الكردستانية استخدمتها القوى الإقليمية كأدوات، وسخرتها
وتسخرها حتى اللحظة لأجنداتها، فلا يوجد نزيه بينهم. لذا كان عليه ككاتب وملتزم أن
يهدأ من الصراع لا أن يلهبها، ويحاول غلق الأبواب التي نشر خلالها السياسيون
الأوبئة بين الكرد، ومن ضمنها ابتذال الشخصية الكردية بقادتها، ولا يهم أن كنا معهم
أو ضدهم، فالقيادات الكردستانية كثيرة هي أخطاؤها، ومن المهم مطالبتهم بتصحيح
مساراتهم أو إقناعهم بالتنازل عن قيادة الحركة الكردستانية للأجيال الشابة الواعية،
وتبيان أخطائهم بالأساليب المنطقية، لكن وللأسف المقالة تعرضت إلى الذات الأخلاقية
في الشخصية الكردية، بطريقة ساذجة، والكاتب على دراية تامة بما فعل، ولا شك فعلها
قبله آخرون، فكان الأولى بالكاتب إبراهيم إبراهيم التقيد بالبعد الوطني ودراسة
الواقع، وعدم الانجراف إلى المستنقع الضحل، فهو وبالتأكيد بطريقته هذه لم يخدم أي
طرف كردستاني، بل أفسد الكثير، وكان حري به ككاتب ملتزم، ويمثل جهة سياسية كردية،
أن ينتبه إلى المقابل بما يملك من القوة والقدرات، وفي كل الأبعاد، وكان عليه عرض
أخطاء قيادة الإقليم بالسوية المنطقية، دون استخدام التشنج الحزبي، مع ذلك لم
يفعلها، فغابت عنه الغاية الوطنية، وخرج النقد بغطاء حزبي، فألهب النار في الهشيم،
أو ساهم في تأجيجها. كان بإمكان كاتبنا العزيز صرف هذا الجهد لإلقاء الضوء على
المؤامرة التي تشترك فيها القوى الإقليمية على كردستان، وتعرية مخططات أردوغان،
وخباثة أئمة ولاية الفقيه، وإجرام سلطة بشار الأسد وطرق معاملتهم مع الكرد، وليس
على تسعير الصراع الكردي الكردي. ونأمل أن نكون على خطأ في حكمنا، والقادم سيكون
غير الحاضر. فعلينا الانتباه أن التاريخ لن يرحم، والشعب سيحاكم الكثيرين الذين
ساهموا في إضاعة فرص التآلف والتقارب بين أطراف الحركة الكردستانية.
وعائلته، وتاريخهم الحافل، فهم بغنى عن دفاعي، والكاتب يدرك تماما الجغرافية التي
تعرض لها، وقدرات حماتها، ولسنا هنا أيضا في واقع التنقيب عن الخطأ والصواب في نقاط
التهجم أو النقد، فهو مجال كان بالإمكان المشاركة فيه، ولنا رؤية على مسيرة هذا
الطرف من الحركة الكردستانية أو الأطراف الأخرى، لكن تجاوز كاتبنا كل الأبعاد في
مقالته خلق نوع من النفور لسطوره وبدت كلماته وكأنها تبعث برائحة مقيته، فظهر
تهجمه رخيصا، ونقده بدون فائدة، وبها ساند الهجمة الخاطئة على أطراف الحركة
الكردستانية، والتي أثارها قيادة منظومة المجتمع الكردستاني في الفترة الأخيرة،
علماً أن أخطاء ومساوئ هذه المنظومة بكل أطرافها أبشع وافظع من الجهة التي هاجمها
الكاتب، وعلاقاتهم التكتيكية والاستراتيجية أقل وطنية وقومية من علاقات الجهة
المهاجمة، ومعظم الأطراف الكردستانية استخدمتها القوى الإقليمية كأدوات، وسخرتها
وتسخرها حتى اللحظة لأجنداتها، فلا يوجد نزيه بينهم. لذا كان عليه ككاتب وملتزم أن
يهدأ من الصراع لا أن يلهبها، ويحاول غلق الأبواب التي نشر خلالها السياسيون
الأوبئة بين الكرد، ومن ضمنها ابتذال الشخصية الكردية بقادتها، ولا يهم أن كنا معهم
أو ضدهم، فالقيادات الكردستانية كثيرة هي أخطاؤها، ومن المهم مطالبتهم بتصحيح
مساراتهم أو إقناعهم بالتنازل عن قيادة الحركة الكردستانية للأجيال الشابة الواعية،
وتبيان أخطائهم بالأساليب المنطقية، لكن وللأسف المقالة تعرضت إلى الذات الأخلاقية
في الشخصية الكردية، بطريقة ساذجة، والكاتب على دراية تامة بما فعل، ولا شك فعلها
قبله آخرون، فكان الأولى بالكاتب إبراهيم إبراهيم التقيد بالبعد الوطني ودراسة
الواقع، وعدم الانجراف إلى المستنقع الضحل، فهو وبالتأكيد بطريقته هذه لم يخدم أي
طرف كردستاني، بل أفسد الكثير، وكان حري به ككاتب ملتزم، ويمثل جهة سياسية كردية،
أن ينتبه إلى المقابل بما يملك من القوة والقدرات، وفي كل الأبعاد، وكان عليه عرض
أخطاء قيادة الإقليم بالسوية المنطقية، دون استخدام التشنج الحزبي، مع ذلك لم
يفعلها، فغابت عنه الغاية الوطنية، وخرج النقد بغطاء حزبي، فألهب النار في الهشيم،
أو ساهم في تأجيجها. كان بإمكان كاتبنا العزيز صرف هذا الجهد لإلقاء الضوء على
المؤامرة التي تشترك فيها القوى الإقليمية على كردستان، وتعرية مخططات أردوغان،
وخباثة أئمة ولاية الفقيه، وإجرام سلطة بشار الأسد وطرق معاملتهم مع الكرد، وليس
على تسعير الصراع الكردي الكردي. ونأمل أن نكون على خطأ في حكمنا، والقادم سيكون
غير الحاضر. فعلينا الانتباه أن التاريخ لن يرحم، والشعب سيحاكم الكثيرين الذين
ساهموا في إضاعة فرص التآلف والتقارب بين أطراف الحركة الكردستانية.
د.
محمود عباس
محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
8/12/2015