البكاء والحزن ظاهرة إجتماعية إنسانية
ووجدانية بحتة لايعرفها إلا أصحاب القلوب الطيبة , فعندما يتعرض الوطن والشعب للقتل والدمار تتوحد المشاعر والعواطف وخاصة إذا ماتحَول البلد إلى إرهاب وعنف مستمر .. يصبح الأنا والجماعة جسد واحد ..
فما صرحه السيد عبدالحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي
التقدمي الكوردي في سوريا دليل على إنه بعيد
عن هذه الماساة المميتة القاتلة بل إنها بالمجمل لاتعنيهم
لا من بعيد ولا من قريب حتى إن علامات الحزن والآسى لم تظهر على وجوههم ..لا هو ولا شركائه في المجلس الوطني
الكوردي ..هؤلاء أنتهزوا محنة الفقراء والشرفاء ودموع الثكالى
وركبوا السجاد السحري وأستمتعوا ببطولات السنديباد البحري .. السيد
السكرتير لم يتحمل السر والكتمان أكثر فخرج عن طوره وصمته وهذا لم يكن غريباً أبداً فأيّ مراقب أو متابع للوضع المأساوي والتشرزم السياسي الكوردي في سوريا يلاحظ الخطاب المتدني الضعيف إلى الهزالة التي تعكس حقيقة تلك المخلوقات القيادية المتقلبة اللا مبالة .
المجلس الوطني الكوردي الذين لم يتجرؤوا على قول الحقيقة والقى
وإيجابا لديهم , بل أدخل السرور في قلوبهم وإلا لكانوا بينوا إمتعاضهم ورفضهم
ببيان إحتجاج , وخاصة إنهم شاطرين بكتابة والقاء البيانات المنسوخة الجاهزة ,,
وكذلك بقية الأحزاب الكوردية والإئتلاف السوري المعارض كأنهم متفقين بسكوتهم.
وجميعهم ذاهبون إلى جنيف3 لكي لايحرموا أنفسهم من الطاولة المستديرة اللذيذة
بحجة ومعرفة ماسيجري في الغرف السرية .. كان سيكون لهذا التصريح مردوداً
فعالاَ يُجنب ويقلل من هجرة شبابنا وأهلنا من مناطقهم التي قارب النصف من مجموع
شعبنا الكوردي . وربما كانت ستسجل لصالحهم في وقتها في بداية الثورة عندما
أنتظرتهم طائرة الدعوة من الرئيس الأسد في مطار قامشلي الثائرة , حينها لم
يستجيبوا للدعوة , هو والبعض من قادة الأحزاب الكوردية ,, ورجعت الطائرة فارغة
أدراجها..
في السياسة, أن يجاهر بالحوار دون المبالاة لشعور ودماء الاخرين . علماً
بإن
بلة وقال إن الكورد لايتجاوز عددهم 36 بالمائة في المناطق الكوردية ,, ورفض حتى
الترخيص لحزب عمر أوسي الذي يعتبر من عظام الرقبة للنظام , بحجة إنه يحمل أسم
كوردي ويخالف دستور الجمهورية العربية السورية ويرسخ التمييز على أسس إثنية بين
مكونات الشعب السوري.. علماً بإن اوسي قدم توضيح بإنه سيخدم النظام بدمج
الكورد في الحياة الوطنية السورية .. بإعتقدادي ضاق الأمر بالسيد عبدالحميد
درويش والقيادات الكوردية وحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د أستولى على كل شيئ
ويجوب الملعب بطوله وعرضه . و صار الجمل بما حمل تحت سيطرته و قبضته .. حتى
دخولهم وخروجهم محال إلا بموافقتهم .. وهؤلاء خرجوا من المولد بلا حمص ,وخاصة
إنهم متعودين على الكسل والاتكال والأكل الجاهزْ والعزائمْ وأن يكون لهم في كل
عرس قرص دون جهد أو عناء .
الحلقة بالنظام والرياح الساخنة التي كانت تعم المنطقة تغيرت ببدأ عاصفة الحزم
بقيادة السعودية على اليمن بموافقة امريكية وهي موجهة لكسر شوكة أيران وروسيا
قبل الحوثيين . وتوحي بان النتيجة لن تكون كما أرادها النظام السوري . فقراءة
القيادات الكوردية للأحداث الكارثية داخياً وخارجياً وأولها على شعبنا خاطئة تنم
عن عدم المسؤلية والإكتراث والمتابعة .
الأسطر لولا بعض أقلام تلك الأحزاب أدلت بأفكارها المجزومة والمحسومة
وكأنهم علماء الغيب والبحوث
النظام لإنه باقي . وأتمنى أن لايثير كتابتي هذه غضب وهجوم بعض المريدين
والمتزمتين حتى العظم لقياداتهم . فيبدوا الولاء للأشخاض أصبحت تجني الربح السريع
والوصول إلى الكراسي على حساب الشرفاء والمناضلين الأعزاء.. فغايتي هو الصالح
العام وهو شعبي وقضيتي وسأكون أسعد إنسان عندما تكون أحزابنا الكوردية
وقياداتها بخير وعافية تعمل لشعوبها دون المصلحة الآنية ….