ليس هكذا يعاد اعمار «كوباني»

صلاح بدرالدين 

 
 

من البنود الستة عشر التي خرج به ماسمي ( بكونفرانس
آمد – ديار بكر –  لاعادة اعمار كوباني ) في
بداية الشهر الجاري نتوقف فقط عند البندين الأول والثاني لأن البقية عبارة عن تفاصيل
انشائية تستكملهما ولاتزيد عليهما شيئا لنستنتج أن العملية برمتها التي استغرقت
جلستين لاتعدو كونها لعبة حزبية دعائية مسيسة لاصلة لها من قريب أو بعيد بتعمير عين
العرب – كوباني المهدمة وعودة أهلها النازحين في بلدان الشتات وتأمين سكناهم وحياتهم
الكريمة ومستقبل أطفالهم ودليلنا في ذلك الحقائق التالية : 

 الأولى : ان أية منطقة أو مدينة
أو بلدة سورية من القامشلي وانتهاء باللاذقية وحوران والقنيطرة مرورا بدير الزور والرقة
وعين العرب – كوباني وحلب وعفرين وادلب وحماة وحمص ودمشق والتي مازالت تمر بمرحلة الثورة
الوطنية الديموقراطية وتجري فيها المواجهات مع نظام الاستبداد والصراع بين أهل الثورة
وهم غالبية السوريين من جهة وأهل النظام وهم قلة من الجهة الأخرى لم تنتقل بعد الى
مرحلة إعادة بناء ماتهدم وهي لن تتم الا بعد اسقاط النظام وتفكيك سلطته الأمنية – العسكرية
الفئوية الجائرة وتحقيق السلم والاستقرار أما مسألة إعادة مادمر وبناء الإدارات على
أنقاض النظام فهي قضية كبرى وستأخذ أعواما أوعقودا من الزمن . 
 الثانية
: كما أن الثورة السورية وعملية التغيير الديموقراطي من الشؤون الوطنية الجامعة لكل
المناطق والمكونات والتيارات والأطياف ومن ضمنها المكون الكردي السوري في جميع مناطقه
فان المرحلة التي تلي التحرير وفي مقدمتها إعادة الأمن واعمار ماتهدم من مدن وبلدات
في صلب المسألة الوطنية ولن تعالج بمحاولات حزبية جانبية هنا وهناك بل تحتاج أولا الى
هيئة وطنية مركزية لعموم البلاد ومشاركة المواطنين من السكان الأصليين وتعاون وطني
– إقليمي – دولي من ضمنه مساهمات منظمات هيئة الأمم المتحدة  والبنك الدولي والدول المانحة وتعاون الجميع
بالتكافل والتكامل على غرار مشروع مارشال بخصوص إعادة اعمار أوربا مابعد الحرب
الكونية .
 الثالثة
: ان أية محاولة جانبية من أية جهة كانت في طرح مسألة إعادة الاعمار بصورة انفرادية
لمنطقة دون أخرى تعتبر فاشلة ومضيعة للوقت أولا وخرقا للمبادىء الوطنية وتكريسا لمبدأ
الانقسام والعزلة بدرجة ثانية والخروج من الصف الوطني وعليه لمصلحة نظام الاستبداد
ثالثا تماما كما يحصل الآن والذي سيلحق الضرر البالغ بالكرد عموما وأهلنا في عين
العرب – كوباني خصوصا. 
 الرابعة
: ماحصل في ديار بكر – آمد لايعدو كونه دعاية حزبية هابطة في بلد أجنبي وليس على الأراضي
السورية الى جانب كونه فضيحة من العيار الثقيل للقيمين على الكونفرانس من حزب ( ب ي
د ) حيث أثبتوا مرة أخرى وعلى مرأى ومسمع المتابعين أنهم جزء من أجندة ( ب ك ك ) ومستمرون
في تجيير قضية كرد سوريا لمصلحة ذلك الحزب الكردي – التركي بل يرغبون في حركتهم المريبة
هذه باطلاق الوعود السخية في توزيع مغانم ( اعمار كوباني ) على أعضاء المنظمات الكردية
– التركية الرسمية ومجالس البلديات من رجال الأعمال وشركائهم الرأسماليين من حلفائهم
من الحزب الحاكم في أنقرة . 
 الخامسة
: من جانب آخر ومن أجل – ذر الرماد بالعيون – والتلاعب بالعاطفة القومية أوحى القيمون
على – الكونفرانس – بحصول مشاركة أفراد من أجزاء كردستان العراق وايران في حين أن من
شارك لم يكن سوى أناس هامشيين لايمثلون إرادة الكرد في بلدانهم بل أنهم حاولوابذلك
تكريس اصطفاف سياسي قائم بين نهجين بالحركة القومية الكردية ودعم الطرف الأكثر قربا
من الدوائر الإيرانية والمعادي لارادة حكومة ورئاسة إقليم كردستان العراق التي لم تتمثل
بذلك الكونفرانس . 
 السادسة
: ماتم في دياربكر – آمد يؤكد على مضي جماعات – ب ك ك – السورية في نهجها الانقسامي
الانعزالي المنفرد فكما عملت على عزل الكرد عن الثورة والقيام بدور الثورة المضادة
في مناطق نفوذها وتحت سلطتها الأمر واقعية الشريكة لسلطة نظام الأسد والمدعومة من فيلق
القدس الإيرانية فانها تستمر في محاولة عزل الكرد السوريين عن شركائهم وحلفائهم حتى
في مسألة الاعمار وقضايا المستقبل والمصير . 
السابعة
: اذا لم تكن تصرفات الجماعات السورية التابعة ل – ب ك ك – عبثية في ماذهبت اليه بذلك
الكونفرانس لكانت أخذت الدرس السياسي الابتدائي التحضيري على الأقل من تجارب الأشقاء
في كردستان العراق فبالرغم من وجود نظام فدرالي معترف بدستور العراق وبرلمان وحكومة
وبيشمركة كجيش وطني ورئيس يحظى بالاحترام فان الإقليم لن يستطيع تخطي القوانين الدولية
في بيع نفط كردستان مثلا أو استلام المساعدات العسكرية مباشرة رغم اتفاق الكل على
محاربة ارهابيي داعش فكيف بحزب على شاكلة – ب ي د – مرتبط بحزب آخر مدان بالإرهاب دوليا
وتابع لأوساط الأجهزة السورية – الإيرانية المدانة بدورها بالإرهاب كنظامين مارقين
والمعزول من الشعب الكردي السوري ولايتمتع بالاجماع القومي الكردي والوطني السوري والكردستاني
حيث نقض العهود في تنفيذ اتفاقيات موقعة نقول كيف لحزب بتلك المواصفات أن يخترق القوانين
الوطنية والدولية ويتصدر شرف إعادة اعمار ولو منزل واحد ناهيك عن مدن وبلدات وقرى ومساكن
بمئات الآلاف .

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…