قول الحقيقة واجب اخلاقي وإنساني

محمود برو
اذا عملنا سردا سريعا لواقع الحركة التحررية الكردية منذ بزوغ الوعي القومي في غربي كردستان وتاسيس اول حزب كردي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام ١٩٥٧، الذي كان هدفه الرئيسي تحرير وتوحيد كردستان وحتى تاريخ اليوم، فاننا سوف نستخلص بعض الحقائق التي ستكون بمثابة ضربة عصا على انف شريحة اللامبالين والانانيين  وبمثابة صاعقة قويه تهز ابدانهم  وادمغتهم المريضة بمرض جنون العظمة والانانية القاتلة لطموحات شعب تواق للحرية.
من بعض هذه الحقائق هو وجود خلاف طويل الامد بين طرفي المعادلة عموما والذي يثبت انه كلا الطرفين يتحملان المسؤولية وبنسب متفاوتة،  هذا اذا اخذنا نقطة انطلاق من اختيار الايديولوجيات بطريقة صوفية او التبعية لاشخاص بطريقة عبودية او الصراع على من هم الاصدقاء ومن هم  الاعداء  او على من منهم يملك الحق  والعدالة والسير على صراط المستقم والمعصوم عن الخطأ ومن منهم الذي يملك صكوك الوطنية ومن منهم يفتقدها.
الشريحة السياسية لاسيما تلك التي تسمى بالقيادية في الحركة التحررية الكردية و التي تعلم كل شئ  وتجهل تماما ماهية القيادة.
هؤلا يترجمون الشجاعة السياسية بالتعامل على اساس ردود الافعال وليس بالافعال. انهم يترجمون الشجاعة بالمساومة والرضوخ، قلوبهم مليئة بالحقد والكراهية اتجاه شريحة المخلصين في الحركة ويتعاملون بالنفاق والكذب والرياء معهم.
لذلك علينا ان لانتوقع منهم ابدا قول الحقيقة والصدق والاخلاص في العمل.
فعلى سبيل المثال عندما نسأل المهندس الزراعي عن سبب النمو السريع للاعشاب الضارة في الحديقة المنزلية فنرى جوابه يختصر على عدم استخدام المبيدات الكيميائيةوالادوية او السوائل المزيلة لها.
وهذا ينطبق تماما على ازدياد عدد المنافقين والديماغوجيين في حركتنا السياسية بسبب  قلة من يجرؤون ان يعلنوا على الملئ بانهم مختلفين معهم خشية ان يفقدوا بعض الامتيازات الخاصة.
بهذا الشكل يتم خدمة هؤلاء الذين اسميهم اشباه الرجال، ليبقوا على على راس الحركة من المهد الى اللحد، هذا مع تقديري العالي للقلة القليلة التي تملك الشجاعة    والمروءة الذين قدموا بعض التضحيات في سبيل حرية شعبهم وهم معروفين لدى الشعب.
ان هكذا شريحةهي جاهلة بامور القيادة وامية بالعلوم السياسية وخبيرة فقط بالعملات الدولية، بل وانها مناهضة لكل من هو مثقف او يتحلى بالمعرفة ولديه دراية تامة بصيرورة العمل السياسي وكيفية تنظيم المجتمع  وايجاد الاليات الكفيلة لتحقيق الهدف القومي الديمقراطي النبيل وتقرير المصير  بحرية تامة.
تماما مثل الديكتاتو الايطالي موسوليني في قوله المشهور: (عندما اسمع كلمة الثقافة او المثقف اضع يدي على مسدسي).
هؤلاء لايهمهم دماء الشهداء ولا كرامة الشعب ولا قدسية الارض الكردستانية  بقدر مايهمهم جيوبهم ومصلحة عائلاتهم و زيادة مهاراتهم  بازدواجية الرأي وتمييع السياسة وتشويه الحقيقة وخلط الحابل بالنابل واعطاء المجال للمطبلين والمصفقين لهم في الافراح والاتراح ليكونوا ابواقا ماجورة لهم على 
القنوات الاعلامية التي تخدمهم وتخدم اسيادهم فقط ، ولاتخدم  الشعب والقضية.
هذا اضافة الى استخدامهم طريقة النفاق المعروفة بجملة (بيني وبينك بس،ماتقول لحدى)
وهكذ يصبح الجميع ضد الجميع تماما مثل نظرية هوبز المعروفة.
هؤلاء اذا انتقدتهم يوما ما فانهم لاينامون اسابيع معدودة يقعدون متكشرين وغاضبين ويكرهونك كره العمى.
العمل الرئيسي لتلك الشريحة هو عمل المستحيل والقبيح والممنوع والغدر، غايتهم فقط جمع الاكثرية حولهم على قاعدة ان واحد  وخمسون بالمئة هم الاكثر شرعية من تسعة واربعون بالمئة 
.
انهم ديمقراطيون فقط في هذه الحالة الوحيدة  الغير مشرفة والبعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ الاخلاقية والانسانية في الحالة الكردية.
هذا هو السبب الرئيسي الذي ادى بالهبوط التنازلي من هدف نبيل الا وهو تحرير وتوحيد كردستان الى تسمية الشعب بالاقلية وبالمهاجرين وتسمية الدولة القومية الكردية بالفاشية والوقوف ضدها، وصولا الى الهجرة المليونية  وسياسة تصفير القضية الكردية والتعرض لحملات الابادة والمجازر الوحشية المختلفة هنا وهناك ضد شعبنا وسياسة التعريب والتتريك والتغيير الديموغرافي للمنطقة الكردية والازدياد الهائل والغير طبيعي لعدد  الاحزاب وصولا الى سياسة التجوبع   وسياسة الارض المحروقة من قبل الدول الغاصبة لكردستان ومرتزقتها من القوى 
الظلامية والراديكالية في.
فريدريكستاد ٢١/٦/٢٠١٩

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…