محمد مندلاوي
اطلعت اليوم على منشور مرئي قصير المدة ظهرت فيه امرأة كوردية من شرق كوردستان، لقد وجهت باللغة الكوردية كلاماً قاسياً لنجل جلال طالباني “بافيل طالباني = Pafil Talabani ” قالت له وهي تمد يدها وتؤشر إلى وجهه.. بالسبابة: “بێ شەرەف= عديم الشرف” حقاَ أنها صفعة مؤلمة من لبوة كوردية على وجه “بافيل” تلقاها في وسط الجماهير الكوردية في بلاد المهجر وهي غير آبهة بما يترتب على كلامها الجارح له. ثم سمعت صوت رجل ما بين الجموع سب بافيل ووالده الذي هو جلال طالباني، وهذا لا يجوز، انتقد كما تشاء الأحياء والأموات، لكن دون سب الأموات والخروج من منظومة القيم الأخلاقية. ثم استمرت المرأة الثائرة بتوجيه سيل من الاتهامات والكلام القاسي لبافيل عندما حشرته السيدة في زاوية ضيقة تمنى فيها الموت:”بێ عیزەت= ليس لك عزت نفس؟” وقالت أيضاً: “تۆ جاشی = أنت مرتزق”.
لمن لا يعلم، أن الكورد يصفون من يخون شعبه ووطنه ويرتمي بحضن المحتل أو العدو بالجحش وهو صغير الحمار. هنا أتذكر قولاً سديداً للزعيم النازي أدولف هيتلر قال:” أكثر الناس احتقاراً عندي أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم” لنعود لتلك اللبوة الكوردية التي تسمى باللغة الكوردية “دەڵەشێر” قالت لبافيل بصوت عالي كان يصدح في الشارع العام كأنها تقول: من له أذان فليسمع:” تۆ کوڕەکانی ئێمە دەکوژێ= أنت تقتل أبنائنا” تۆ ئیتلاعاتی = أنت مخابرات ” للعلم، أن جهاز الأمن في إيران يسمى إطلاعات، السيدة الكوردية تتهم بافيل بأنه عنصر في جهاز الأمن الإيراني، واتهمته بأنه يسلم الشباب الكوردي من شرق كوردستان إلى النظام الإيراني ويتم هناك تصفيتهم جسدياً بدم بارد. لقد تسمر لحظتها بافيل في مكانه ولم تترك له مجالاً كي يسبك الكلمات ويصوغها لتبرير خيانتهم في 16 أكتوبر عام 2017 حين باعوا كركوك التي سماها والد بافيل بقدس كوردستان نكاية بالبارزاني الذي سمى قبل جلال كركوك بقلب كوردستان. وتذهب أكثر من هذا، حيث تتهم كل حزب الاتحاد الوطني الكوردستان الذي تمدد عائلة جلال طالباني في فراغاته بالخيانة والارتزاق قائلة: ئێوە خۆ فرۆشن= أنتم خونة” كما أسلفت، تقصد قيادة الحزب المذكور، الذي يعاني من انقسامات كبيرة عمودياً وأفقياً عرضاً وطولا. لقد ارتفع من بين الجموع التي احتشدت على الرصيف صوت أحدهم قال: کەچەڵ سەگ..= أقرع كلب..” وقال له الآخر: أحمق. وعادت المرأة الكوردية ثانية وقالت له بحرقة قلب سيدة فقدت عزيز لها على أيدي النظام الإيراني: تۆ لە گەڵ ئێرانی= أنت عميل إيراني” وأضافت: ” ئێوە تەعزیب کوڕەکانمان ئەدەن= أنتم تعذبون أبنائنا” تقصد أنهم يعتقلون شباب الكورد من شرق كوردستان الموجودون في جنوب كوردستان ويعذبونهم في معتقلاتهم. وبرز صوت رجولي آخر قائلاً بألم:” ئێوە شەرم ناکەن= أنتم لا تستحون” كيف يستحي وهو لا يعرف معنى الاستحياء؟ أضف لهذا أنه أصلاً يعاني من ضيق أفق سياسي لا يعرف ماذا يترتب على ما قام ويقوم به من أفعال يلحق الضرر الكبير بالشعب الكوردي. وقالت السيدة له: تەواوتان بێ شەرمن= جميعكم لا تستحون” كما أسلفت، تقصد أن قيادة حزب الاتحاد لا تستحي، لا تخجل. وكررت السيدة: جاش، جاش، جاش نەفام= مرتزق، مرتزق، مرتزق، غبي” وتستمر بإطلاق حقدها المقدس في وجه بافيل: تەواو کوڕەکانمان و کچەکانمان ئێعدام کران= لقد أعدموا جميع فتياتنا وفتياننا” تعني أن النظام الإيراني..، الذي يأتمر حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني (حزب جلال طالباني) بأوامره يعدم يومياً أعداداً من فتيات وفتيان الكورد في شرقي كوردستان. وتختم كلامها: مردن بۆتان باشە = الموت أشرف لكم” وتضيف إبان تعريتها له: سلێمانی پڕ کردنە لە پاسداران و ئیتلاعاتی ئێران= لقد جعلتم مدينة السليمانية تغص بالحرس الثوري الإيراني ومخابراته” وختمت: بەرەوە دەرەوە= أخرج من هنا” تقصد أحزم أمتعتك وارحل من بريطانيا أنها تلفظك لفظ النواة، مثلك ليس له الحق أن يعيش في بلد يعتبر أم الديمقراطيات في العالم، وكانت المارة والحاضرون ينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار شديد. ثم جاء شاب كوردي لف نفسه بعلم كوردستان، قال لبافيل بلهجة اتهامية كأنه يقول له بلغة الجمع أنتم أدنياء:” مێژوو داد پەروەری تەواو لێتان ئەکا تەواو= بلا شك سيصدر التاريخ حكمه عليكم في النهاية” بينما كان بافيل طالباني يتلقى الكلام القاسي من أبناء الشعب الكوردي في الخارج، كان هناك بعض الأقزام من كورد الجنسية مشغولون بالالتقاط الصور التذكارية معه! بينما بافيل في تلك الأثناء كان يتلقى الإهانة على أيدي تلك السيدة الكوردية. هنا انتهى التسجيل المرئي وأنا نقلته بكل تفاصيله، لم أرد أن يبقى هذا الكلام حبيس التسجيل، لذا وضعته على الورق كي يبقى كوثيقة تشهد لشجاعة تلك اللبوة الكوردية.
عزيزي القارئ الكريم، أخلص إلى القول: أنا أنقل الكلام وما يجيش في داخلي دون تحفظ، لأنه لا يوجد عندي سقف محدد للكتابة يحدد لي ما أريد قوله. يا حبذا كل الجاليات الكوردية في بلاد المهجر وعلى وجه الخصوص في بلدان أوروبا الغربية التي تنعم شعوبها بالديمقراطية ورغد العيش أن تشكل الجاليات الكوردية جماعات تقوم بمثل ما قامت بها هذه السيدة المناضلة بتعرية بافيل، حيث تستطيع أن تقوم هذه الجماعات بمراقبة من يأتي من هؤلاء المسئولين الكورد، الذين باعوا إقليم كوردستان بثمن بخس وسرقوا قوت الشعب الكوردي إلى أوروبا للراحة والاستجمام أو من منهم جاء بعائلته واستقرت في بلد أوروبي كي تكون في مأمن إذا انتفض الشعب الكوردي الجريح في كوردستان في وجههم ونفذ فيهم حكم الشعب العادل مثلما نفذ الشعب العراقي حكمه “بعبد الإله” في صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958. لقد جاء هؤلاء المسئولون الكورد سراق قوت الشعب منذ بداية التسعينات القرن الماضي بعوائلهم إلى أوروبا وهو يأتي كل كذا شهر لأخذ قسط من الراحة بين أفراد عائلته التي تأكل مال السحت. كما قلت، تستطيع الجاليات الكوردية في بلدان أوروبا أن تصطادهم في الشارع أو في الأسواق وتعريهم أمام الناس كتلك السيدة بكلام لا يليق إلا بهؤلاء الأوغاد من الأحزاب الكوردية دون استثناء، ومن ثم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي حتى يطلع عليه العالم ويكونوا عبرة لمن يعتبر.
” كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه فعل الصواب”
19 07 2019