تجمع الملاحظين
ينسى الناعت أن وقوفه في وجه المحتلين في عفرين، لم ينتج منه شيء، ولم يؤثر على المعتدي قيد أنملة. وناعتنا يعلم علم اليقين أن قوتنا وإمكانياتنا ومكانتنا بين الأمم لا تضاهي ما عليه المحتل. فألهانا هذا الناعت عن الوقوف في وجه المسبب؛ حتى أضفنا إلى عفرين شرق الفرات.
لا يرغب صاحبنا حتى بالإشارة إلى المسبب لماما؛ وكيف لا إنها خدمة للمحتل وعمالة له؟ أما جلب الكارثة الثانية ليست عمالة وخيانة من قبل المسبب، بل هي وطنية وبطولة؟ وحتى الإشارة إلى المسبب تعتبر خيانة وعمالة تستوجب المعاقبة والمحاسبة؟
هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم، وسيمضي هذا الوقت أيضا، دون أي ردع للمسبب؛ مثلما لم تردعه كارثة عفرين. وغدا، وبهذه العقلية سيجلب المسبب كوارث أدهى وأشر من هاتين الكارثتين!
هناك جدث حصل منذ عدة سنوات، عندما صرحت النائبة الكردية في البرلمان السويدي، عن مشاركة أجدادها في إبادة الأرمن، لم نجد باحثا، أو مؤرخا أو صحفيا كرديا ملما حق الإلمام يقدم لنا بما حدث للكرد من إبادة على أيدي الأرمن أثناء تلك الفترة. الوحيد الذي استطعنا أن ننتفع بمجهوده في هذا المجال هو المرحوم محمد الملا، جعله الله في ميزان حسناته. والمستغرب آنئذ لم يتبرع أحد منا لإظهار مآسي الكرد على أيدي الأرمن التي تجاوزت ما لقته الأرمن على أيدي الكرد بالضعف. وحصل أن ثارت في وجهها ضجة، لم تستند بشكل عملي على وثائق دامغة، وكانت أكثر الكتابات تدور وتلف في حيز اللوم والعتاب، وأن الكرد كانوا مأمورين ولم يكونوا آمرين.
وهذا عين واقعنا ماضيا وحاضرا. لو أننا آنئذ قدمنا كتيبا وبعدة لغات مهمة، عما فعله الأرمن بنا في تلك الأثناء، إلى الجهات الدولية مستغلين الثغرة التي أحدثتها تلك النائبة، ووفرناه في الشبكة العنكبوتية لقراء الجهات المعنية ولقراء العربية والكردية؛ علاوة على الفارسية والتركية، لكانت إفادة ثمينة للقضية. معلومات كتلك على قدر كبير من الأهمية تعين الملمين والمتتبعين والمراقبين للشأن الكردي على مساندتنا.
يتبع
تجمع الملاحظين، عنهم:
كاوار خضر