المحامي عبدالرحمن نجار
أعتقد أن النقد والنقد الذاتي البناء صعب التطبيق في زمن الفوضى والجهل .
ولا يجدي غير الثورة ضد المفاهيم البالية التي تم غرسها في رؤوس الكثيرين من خلال الثقافة الأنانية وحب الذات والتسيب والإنتهازية والوصولية التي نشرتها الأنظمة الديكتاتورية، وقيادات الأحزاب التقليدية على أبناء شعبنا والشعوب الأخرى بدلاً من نشر الثقافة العلمية والمعرفة التي بهما تتمكن الشعوب إيجاد الحلول والمخارج والمعالجة الناجزة للخروج من أزماتها وإنتكاستها .
ومن أهم شروط قدرة الشعوب للنهوض وتجاوز المحن :
– النظر إلى الأمام ووضع حلول جديدة وفق أسس معرفية وعلمية، وثورة على الجهل والإنشقاقات ( السلوك المشين والممارسات البالية وإستنساخ زعامات قديمة جديدة والإستمرار في السياسات الفاشلة ) .
وحيث أن الولادات الكثيرة للأحزاب واللجان والجمعيات والروابط الكوردية في الجزء الغربي من كوردستان الملحق بسوريا والتي تجاوز عددها مقياس كينس العالمية، وآخرها ولادة رابطة أبناء عفرين التي أضاف عدد آخر للعدد المتجاوز لمقياس كينس العالمية .
والمؤسسين لهذه الرابطة يبنون أحلاماً وردية كسابقاتها من الجمعيات واللجان والروابط من أجل منطقة عفرين ويظنون بأن بولادة هذه الرابطة سوف تنحل كافة الصعاب والأمور مثل :
– رضوخ تركيا فوراً والقبول بوصول قوافل الإغاثة والصليب الأحمر الدولي والإعلام والصحافة والمنظمات واللجان الدولية لحقوق الإنسان والبيئة وكل ذي صلة .
– إعتذار قيادة PYD من أبناء شعبنا ولقيادة هذه الرابطة على ما أرتكبوه في عفرين قبل وأثناء الإحتلال البغيض لتركيا والمرتزقة التابعة لها، وبعدها منع النازحين من العودة إلى ديارهم وأملاكهم في منطقة عفرين .
وستسارع PYD إلى فتح الطريق فوراً أمام النازحين في مخيمات، القهر والذل والتعتير للعودة إلى منطقة عفرين .
– إعتذار قيادة الأحزاب الكوردية الأخرى من أبناء شعبنا ومن قيادة هذه الرابطة العتيدة لما تسببوا لأبناء شعبنا من ويلات بسبب إهمالهم وقرأتهم الخاطئة .
وذلك لما لهذه الرابطة ومؤسسيها ومن خلفهم من قوة قانونية وسياسية وإقتصادية ودولية…إلخ! ولأنهم الآن في خضم هذه الأحلام لذلك لم يقبلوا النقد وليس لهم آذاناً صاغية .
أما بالنسبة للتوضيح الذي صدر منهم تحت أسم دودري (Duderî) لايوضح إلا الناحية الشكلية !
ومع الأسف أرى من الكثير وخاصة من اللذين يعتبرون أنفسهم سياسيين، علقوا يكتبون هربجي، وسركفتن وبالنجاح .
وكأنه إفتتاح محل تجاري أو دكانة، ومعظم اللذين يعلقون لايعلمون عنها سوى ما قرأوه في البيان، ولايعرفون ما الجهة التي خلفها ولا الأهداف الحقيقية التي دفعتهم لتشكيل هذا الكيان الجديد .
علماً أن البعض منهم أنشقوا من كيان سابق كان بأسم إنقاذ عفرين، ولد قبل هذا الكيان وأيضاً كانت أهدافها مدنية!
وحيث أنه نشأ كيانات أخرى سميت بأسماء مختلفة من أجل القيام بوظائف مدنية من أجل عفرين .
أعتقد أن كل تلك الكيانات ذات الأسماء المنمقة واللوكويات الجميلة لم ولن تستطيع فعل شيء من أجل عفرين سوى بعض المحاولات والدعايات من خلال اللايفات وو…إلخ لماذا؟ لأن عفرين تحتاج إلى مشروع سياسي :
١- إلى عمل سياسي جامع ومشترك يضم جميع القانونيين السياسيين وباقي الفئات والأحزاب اللذين يريدون الدفاع السياسي عن الجزء الغربي من كوردستان الملحق بسوريا بشكل عام وتكثيف الجهود بشكل خاص من أجل عفرين ويجلسون على طاولة مستديرة ويطرح كل طرف مابحوزته من مشروع سياسي من أجل كوردستان سوريا ومن أجل عفرين، ومن هذا اللقاء التشاوري سوف يتوحد الخطاب السياسي وتتوحد الجهود وتنبثق اللجان القانونية السياسية، والمدنية ( الإغاثية والطبية، والصليب الأحمر، والمالية…إلخ ) .
ولم يتم تحرير كوردستان سوريا بشكل عام ومنطقة عفرين بشكل خاص .
ولم يتم معالجة مشاكل بتشكيل كل ثلاثة أشخاص أو خمسة أشخاص لهم علاقات غير علنية ونوايا شخصية غير واضحة .
وأجندات لايعلمها إلا من خلفه، وكل واحد انتسب لحزب ما لمدة ستة أشهر يرى نفسه فيلسوف العصر وبوسعه حل معضلة الشرق الأوسط برمته وليس الملف السوري المعقد وحده وموضوع كوردستان سوريا المتشعب الذي عجز أنظمة المنطقة كلها فهم أو حل جزء من هذه القضايا .
ومن صفات الشعوب المتخلفة إذا تعقدت أمامه الأمور يقدم على أفعال يضر بها نفسه بدلاَ من أن يستفيدوا من الأخطاء السابقة ويفكروا بحل لتجاوز محنتهم .
وما كثرة الأحزاب والجمعيات واللجان والروابط إلالتجزأة المجزأ خلق الفوضى لعدم معرفة المسبب ومحاكمته ولعدم إبجاد حل مناسب .
لذلك يستغل بعض الأشخاص المريضة التي تريد تلميع أنفسهم كزعماء مثل قدوتهم السابقين اللذين فضلوا الزعامة على القضية، وأصلوا شعبنا إلى هذه الهاوية .
ولم يعترفوا بذلك لأن أولئك الديكتاتوريين دائماً يتظاهرون بالنصر ولو أنتكسوا!.
أما الأغبياء اللذين يتظاهرون بالذكاء ويمسكون العصى من المنتصف حتى ينضم لصف المنتصر وينتفع ظناً منهم بأنهم في مثل هذه الفوضى!.
وكثير منهم أسرعوا في تشكيل كيانات بأسماء حديثة ووسطية …إلخ .
هل هكذا تورد الإبل أيها الهربجيون؟
أعتقد نحن بحاجة إلى ثورة شاملة ضد الثقافة السلبية القاتلة للشعوب، وضد الفوضى والفوضويين ومن خلفهم من الأحزاب العميلة والمدجنة، وتصحيح المفاهيم والبرامج والممارسات الخاطئة .
والحد من الإنشقاقات الكثيرة، ومنع ظاهرة اللايفات التي تتقصد سلوك المعايير الساقطة للضرر لمجتمعنا وإساءة سمعة شعبنا الكوردي . المجد والخلود لشهداء شعبنا . النصر لقضية شعبنا . الحرية والحماية الدولية للجزء الغربي كوردستان الملحق بسوريا. الحرية لمنطقة عفرين .
فرنسا : 2019/3/26