المحامي عبدالرحمن نجار
بعد هجوم الجيش التركي والميليشيات التابعة لها على منطقة عفرين الكوردية وقصفها بكافة أنواع اﻷسلحة وبالطيران الحربي، أدى إلى نزوح أبناء شعبنا إلى المناطق اﻷكثر أمناً.
أثناء الهجوم أقدمت ميليشيات سلطة اﻷمر بالوكالة PYD إخراجهم من القرى باﻹكراه وجمعهم في مدينة عفرين بحجة حمايتهم من القصف، وذلك ﻹستخدامهم دروع بشرية وأثناء تطويق الجيش التركي والميليشيات التابعة لها مدينة عفرين حاول شعبنا الخروج منها بإتجاه قراهم، ولكن ميليشيات PYD منعهم من المغادرة.
ولما أصر الشعب الخروج والهرب من جحيم القصف، أقدمت تلك الميليشيات على فتح طريق عفرين حلب من جهة باسوطة جنوب عفرين أمامهم.
ولكن بسبب اﻹزدحام الشديد والخوف والبرد توفي على الطريق بين عفرين وقرية كيمار التي تبعد سبعة كيلومترات حوالي300 شخص، وبعد إنسحاب ميليشيات PYD إلى خارج منطقة عفرين.
ودخول الجيش التركي والميليشيات المرافقة لها عفرين ووقوف القصف بدأ النازحون بالعودة إلى قراهم وديارهم، ولكنهم فوجئوا بحواجز ميليشيات PYD المسلحة في قرية تنب القريبة من كفرجنة، أقدموا على منعهم من العودة بحجة أنهم سيضع الناس في مخيمات، وبعد تحرير عفرين سيعيدوهم.
ولكن الناس سأموا من أكاذيبهم ورفضوا أضاليلهم الجديدة القديمة وأصروا العودة، عندها أستخدمت الميليشيات الرصاص الحي ضد اﻷهالي وتصويبها على دوالبب السيارات والجرارات.
وكذلك بين أرجل النساء واﻷطفال والشيوخ الكورد النازحين، مما أضطر النازحون إختيار طريق آخر وهذه المرة أبتلوا بحواجز جيش النظام والميليشيات الشيعية اللذين منعوهم من العودة فيما لم يدفعوا رشوة، وصاروا بأخذوا على كل سيارة عائدة مئات اﻵﻻف من الليرات السورية !.
ومنذ ستة أيام خلت وبعد إجتياز حوالي ثلاثمائة سيارة للنازحين لحاجز نظام بشار اﻷسد في قرية صوغانك، ودفعهم رشاوي العودة إلى ديارهم، ولكنهم تفاجأوا بمنعهم من حاجز الميليشيات المسلحة للإئتلاف السوري التابع لتركيا، في قرية كيمار.
وعندما وحاول البعض إتباع طرق جبلية مشياً على اﻷقدام من بين الصخور، ولما علموا بذلك، صاروا يلاحقوا أهلنا وأطلقوا الرصاص الحي من فوقهم، ومنعوهم من العودة.
ومازال أهلنا معلق على ذلك الحاجز يفترش اﻷرض وينام في العراء شيوخاً ومرضى ونساءً وأطفال منذ ستة أيام وليالي، ولقد نفذ لديهم الماء والغذاء وليس لديهم الدواء، وهذا ينذر بموتهم بسبب الجوع والبرد والمرض ووقوع كارثة إنسانية، وخاصة لعدم وجود لجان ومنظمات إنسانية وإغاثية هناك.
لذلك نناشد جميع القوى والمنظمات والجمعيات الدولية واﻷهلية لحقوق اﻹنسان وفي مقدمتهم اﻷمم المتحدة، للتدخل الفوري وحماية النازحين المدنيين العزل من أبناء شعبنا الكوردي من الموت.
والضغط على النظام التركي للسماح فوراً لعودة أهلنا إلى ديارهم وقراهم، ومنع الميليشات التابعة لتركيا، إستقدام ناس من أدلب وإسكانهم في بيوت أبناء شعبنا الكوردي، ومنع إجراء أي تفيير ديموغرافي في منطقة عفرين، وتحميل تركيا كدولة إحتلال مسؤولية إرتكاب جرائم القتل والنهب والسرقة وإنتهاك اﻷعراض ومنع عودة النازحين من قبل الميليشيات التابعة لها وإعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد البشرية، التي تخالف مبادئ ميثاق اﻷمم المتحدة حقوق اﻹنسان والقانون اﻹنساني.
وعليه يستوجب محاكمة مرتكبي الجرائم بحق شعبنا وإحالة ملف عفرين إلى مجلس اﻷمن لتنفيذ أشد العقوبات بحقهم، وتعويض شعبنا مالحق به من أضرار جراء اﻹحتلال.
وكذلك تحميل نظام بشار الأسد والميليشيات الشيعية وميليشيات PYD و PKK مسؤولية قتل اﻵﻻف من أبناء شعبنا وتجنيد القصر والخطف والتعذيب والقتل وإنتهاك الأعراض والتهحير الجماعي القسري، وتفخيخ منازل الناس وتفجيرها وتدمير منطقة عفرين ومحاكمة القيادات أمام مجلس اﻷمن الدولي ومعاقبتهم وتجريمهم أصوﻻً.
المجد والخلود لشهدائنا اﻷبرار
العودة لأهلنا النازحين بسلام إلى ديارهم
الموت والخزي والعار لأعداء شعبنا والعملاء
فرنسا: 2018/4/8
https://www.facebook.com/1166262666767682/photos/a.11671
38890013393.1073741828.1166262666767682/1785409118186364/?type=3&theater