م. محفوظ رشيد
يُصادف اليوم 17 من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام في إقليم كوردستان ‹(يوم العلم)›، الذي حدده برلمان كوردستان في الـ 11 من شهر ديسمبر/ كانون الاول 2009 ، حيث تُنظّم مراسيم خاصة في كل مدن ومناطق الإقليم لرفع العلم والاحتفاء به، كما يتم تعليقه على الصدور من قبل المواطنين اعتزازاً.
إن الأعلام والرايات والشعارات التي ترفعها الدول والحركات والمنظمات السياسية تعتبر رموزا بغية تمييزها عن الآخرين، أما العلم القومي الكردي فهو ((علم شعب ووطن)). وهو موضع تبجيل واحترام لدى كافة أبناء الشعب الكردي في كافة أرجاء كردستان والشتات.
ويرمز العلم بألوانه ورموزه إلى تاريخ ومعتقدات الشعب الكوردي وجغرافية موطنه ((كوردستان))، فقد أقام الشعب الكردي في تاريخه القديم والحديث العديد من الدول والإمارات المستقلة، ولا شك أن بعضها كانت تعتمد رايات وأعلاما تشير إلى خصوصيتها.
وتذكر كتب التاريخ أن الجيوش الأيوبية كانت ترفع رايات ذات لون أصفر(يتوسطه نسر)، واللون الأصفر يرمز إلى نور الشمس والحقيقة وإلى الكرامة الإلهية.
فالعلم الكردي الحديث المعتمد حاليا لدى الشعب الكردي عموما، والذي يرفع حاليا في اقليم كردستان، قد تم تصميمه واعتماده للمرة الأولى من قبل ((جمعية التنظيم الاجتماعي للكرد)) في استانبول عام 1920، وكانت ألوانه ورموزه على النحو التالي: اللون الأحمر في الأعلى، اللون الأبيض في الوسط وعليه قرص شمس أصفر اللون ذات إشعاع, واللون الأخضر في الأسفل. وللشمس 18 شعاعا وتم تعديلها من قبل حكومة إقليم كردستان العراق حيث أصبحت للشمس 21 شعاعا ويعتبر الرقم 21 من الأرقام المقدسة في الديانة الزردشتية التي يعتبرها البعض الديانة القومية القديمة للأكراد كما أن الرقم 21 يرمز إلى 21 آذار أي يوم عيد نوروز الذي يعتبر العيد القومي للأكراد.
واعتمد ذلك العلم (شمس ذات هالة) من قبل جميع (خويبون- الاستقلال) ورفع أثناء ثورة الجنرال إحسان نوري باشا على قمم جبل آرارات في عام1927.
كما وضع الأمير جلادت بدرخان في عام 1932 علم كردستان بنفس الألوان والرموز على غلافي مجلة (هاوار) العدد (11) التي كانت تصدر في دمشق باللغة الكردية، وكتب قصيدة قصيرة في وصفها ومدحها، جاء فيها:
علم الكرد.. في وسطها الشمس تلمع..من الأعلى إلى الأسفل.. أحمر وأبيض وأخضر.
وقد اعتمدت جمهورية مهاباد في عام 1946 ذلك العلم بألوانه ورموزه، ولكنها رسمت على جانبي قرص الشمس سنبلتي قمح، ووضعت في خلفيتها صورة قمم جبلية وشجرة جبلية. وكتب حولها بشكل دائري (( دولة جمهورية كردستان)).
ويصادف اليوم (يوم العلم الكوردي) تاريخ وفاة المرأة التي خاطت أول علم لجمهورية كوردستان في مهاباد بعد تسلمها مهمة الخياطة من القاضي محمد رئيس الجمهورية، وقد وافتها المنية في العاصمة هولير بتاريخ 17/12 / 2012.
والمرأة الفاضلة هي فاطمة اسعد شاهين، وتنحدر من احدى العوائل الكوردية في منطقة شمزينان وشاركت في كافة حركات التحرر الكوردية في جنوب وشرق كوردستان.
وقبيل إعدام القاضي محمد سلم العلم للسيد ملا مصطفى البارزاني وجعلها في امانته.
ويذكر الكاتب الشهيد موسى عنتر عن ذكرياته لعام 1948، انهم أسسوا في استانبول جمعية سرية، كان أعضاؤها يؤدون القسم على علم 1920، وأنه كلف بصنع العلم، واشترى من أجل ذلك نصف متر من القماش من الألوان الأربعة: الأحمر والأبيض والأخضر وفي الوسط شمس صفراء، و يقول حول الألوان والرموز :
اللون الأبيض يرمز إلى السلام، الأحمر إلى الثورة، الأخضر إلى خيرات كردستان وميزوبوتاميا، أما الاصفر فيرمز الى الشمس وهو الشعار الديني القومي للكرد وهو الزردشتية.