الأمازيغي: يوسف بويحيى
هنا لأول مرة سأعارض مقولة العالم “انيشتاين” التي مفادها أن الجنون هو أن تفعل الشيء بنفس التجربة و الخطوات و تتوقع نتيجة مختلفة ،لكن إتضح أن هذا البند خاطئ إذا تعلق الأمر بإرادة شعب قائدها “مسعود البارزاني.”.
لقد كان للبارزاني تاريخ مع استفتاءات متعددة منها المباشرة و الغير مباشرة، كانت بداية ذلك انتخابات 1991 ،حيث كسرت الفطرة الكوردية البارزانية كل مشاريع الأنظمة الغاصبة سواء الداخلية و الخارجية لتكتسح إرادة الشعب كل المناطق الكوردية، الشيء الذي لم تتقبله الأنظمة الغاصبة العراقية والإيرانية و أتباع هذه الأخيرة بالضبط حزب اليكيتي “جلال الطلباني”.
لم تستطع الأنظمة الغاصبة بشتى الوسائل العسكرية والخطط التكتيكية كتأسيس أحزاب مشبوهة القضاء على الفطرة و الروح الكوردية المتمثلة في المدرسة البارزانية سواء نهجا أو فكرا أو إيمانا، ورغم كل هذه الإنجازات للبارزاني وحزبه إلا أنه تخلى وتنازل عن مستحقاته الدستورية المشرعة عن طريق الصندوق الانتخابي ليثبت للعالم أنه شخص لا يطمح للسلطة ولا القيادة ،بينما تنازله كان سياسة لعدم إثارة المشاكل الداخلية التي قد تتخذ مواجهات عسكرية بين أبناء شعب كوردستان خصوصا مع العميل الإيراني الكوردي “جلال الطالباني”.
رغم كل هذه الخطط الخبيثة المحاكة احست الأنظمة الغاصبة و حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة “جلال الطالباني” بالفشل كونهم لم يصلا إلى هدفهم الرئيسي المتمثل في تمزيق نسيج الشعب الكوردي، لهذا فكر أعداء شعب كوردستان بزعامة إيران و “جلال الطالباني” أن يخلقوا حرب أهلية داخلية لغرس الحقد والكراهية بين شعب كوردستان ،فكان ذلك عام 1994 عندما هاجم “جلال الطالباني” بدعم من الحرس الإيراني و العمال الكوردستاني على هولير معقل حزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة “مسعود البارزاني” ،مع العلم أن “جلال طالباني” و “إبراهيم احمد” هم دائما السباقون و المحرضون على الحرب ضد البارزانيين من عهد الزعيم “مصطفى البارزاني” إلى “إدريس البارزاني”””” و إلى الان في حقبة “مسعود البارزاني”، بينما لم يشهد تاريخ الكورد و لا حتى بشهادة الأنظمة الغاصبة أن “البارزاني” و حزبه هجموا على الإتحاد الوطني الكوردستاني و أي حزب كوردي آخر ،فكل مايروجه إعلام اليكيتي وكذلك تصريحات “الطالباني” كله كذب وخداع وتمويه شعب كوردستان عن الحقيقة.
كلما خطط الأعداء للنيل من إرادة شعب كوردستان المتمثلة في نهج البارزاني الخالد يكون الرد قويا إما سياسيا أو عسكريا من شعب كوردستان ،وبينما انكشفت خطط خلق الحروب الأهلية العبثية للشعب الكوردي تم الدفع بخطط أخرى أبرزها داعش الإرهابية، التي برمجت و وجهت بشكل متعمد دقيق بإتجاه مناطق نفوذ البارزاني ،لكنها تلقت خسارة كبيرة انكشفت بعدها حقائق هذا التنظيم الذي كان متآمرا مع كل من إيران و الحكومة العراقية و العمل الكوردستاني ب ك ك و اليكيتي (جلال طالباني) و النظام السوري و تحت انظار تركيا بمباركة دولية غربية بريطانية…،لكن دون جدوى كون عقيدة البيشمركة و المتطوعين من شعب كوردستان كانت أقوى من دبابات داعش و أسلحتها المتطورة التي زودوها بها المتآمرين.
لقد جن جنون الأنظمة الغاصبة نتيجة فشل كل ما تم الدفع به للنيل من وجود كوردستان و الكورد ،فلم يتبقى لهم سوى ذريعة واحدة هي الهجوم على المناطق المتنازع عليها بشكل مكشوف، فكان هذا المخطط الوحيد الذي بقي في جعبة كل من إيران و العراق و تركيا و سوريا و كذلك بريطانيا ،حيث اتفق بالإجماع كل من قادات الحرس الثوري الايراني و الجيش العراقي و الحشد الشعبي و الكتائب العلوية الأسدية السورية و العمال الكوردستاني pkk و الإتحاد الوطني الكوردستاني على فتح عدة جبهات لدخولهم إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها، علما أن القادات العراقية و الإيرانية كانت تعلم جيدا أنه من الصعب و المستحيل إختراق جدار البيشمركة في ساحة القتال لهذا تم إبرام صفقة الخيانة و الإنسحاب المطبقة بتاريخ 16 أكتوبر 2017.
بعد خيانة “كركوك” و دخول الحشد الشعبي إليها اتضح أن المؤامرة بين المذكورين كانت أكبر مايتصوره عقل عاقل ،حيث أن الإتفاق أنص على ضرب عدة أهداف غير “كركوك” منها إجتياح كل من “دهوك” و “هولير” و التوجه إلى منطقة “بارزان” للقضاء و تدمير مهد الثورة و إغتيال العائلة البارزانية كليا ،إذ أن فكرة القضاء على عائلة البارزاني كانت من اقتراح كل من “هيرو خان” زوجة جلال الطالباني و “بافل” و “لاهور” و”ألاء” الطالباني و “برهم صالح” و “جميل بايق” و “صالح مسلم” من الكورد ،لكن أثبتت مجددا عقيدة البيشمركة انها أقوى من إرادة الغدر والخيانة ،فكانت معارك كل من “بوردي” و “سحيلة” خير شاهد عن إيمان بيشمركة “روج افا” و “باشور” في إيقاف جحافل إيران والعراق و سوريا.
وبينما شمت الجميع و إستهزأ البقية من البارزاني و البشمركة ظنا منهم أنه انتهى سياسيا ،إلا أن الرد كان قويا كما عاهد شعب كوردستان الصرخة البارزانية عبر تاريخها المحفوظ من خلال الانتخابات العراقية التي إكتسحها البارزاني بالعرض والطول ،تصدر فيها حزب البارزاني صناديق الاقتراع عراقيا و كوردستانيا أمام صدمة الأنظمة الإقليمية و الدولية ،كأن “البارزاني” أعاد إجراء استفتاء آخر بمسمى جديد باسم انتخابات العراق ،ليثبت مجددا انه الركن الأول في العراق و كوردستان مؤدبا الأعداء بمقولته الشهيرة “لا تحاولوا أن تهزموا إرادتنا”.
أمام صدمة الجميع بخصوص نتائج الانتخابات العراقية ،وإضافة إلى تجميد تشكيل الحكومة الإتحادية العراقية التي تمر من هولير (البارزاني) “تلتها صدمة أخرى للخونة و الأعداء في شتى أجزاء كوردستان الكبرى بسبب اكتساح “البارزاني” الانتخابات الكوردستانية بشكل كبير و بنسبة عالية وبفارق كبير عن ثاني ملاحقيه الذي هو الإتحاد الوطني الكوردستاني رغم كل التزويرات و إقتحامات مراكز التصويت من هذا الأخير (اليكتي) ،ما يمكن أن نقول
عنه أنه إستفتاء آخر لا يقل شأنا عن إستفتاء 25 أيلول 2017 ،ما يثبت أن الاستفتاء واقع لا يمكن إلغاؤه أو تجميد لكونه أثبت جدارته وشرعيته في العديد من المناسبات الانتخابية.
إن الزعيم “مسعود البارزاني” ليس فقط مهندس إستفتاء، واحد ،بل مهندس إستفتاءات عدة منذ بداية العملية السياسية الكوردية إلى الآن ،فلهذا الإسم ^مسعود البارزاني^ قصة طويلة مع الإستفتاء سواء المباشر و الغير المباشر الذي يثبت مدى قوة إرادة شعب كوردستان المقرونة بنهج البارزاني الخالد.