الثورة التي سرقت من أجل «لا شيء»!

المحامي عبد المجيد محمد 
Abl.majeed.m@gmail.com
الخميني المدعي لقيادة ثورة الشعب الإيراني ضد النظام الملكي في الأول من فبراير عام ١٩٧٩ تم الترحيب به في استقبال مليوني وعلى السجادة الحمراء التي طليت بدماء شباب الوطن ومن على الطائرة وبعيدا عن أي نوع من الاحساس بعدم الامان والخطر خطى الخميني أول خطواته على ثرى إيران. 
عندما كان الخميني في الطائرة وابنه أحمد كان جالسا الى جواره وكان هناك أحد الصحفيين في نفس الطائرة وجه سؤالا للخميني “الان حيث تعلمون أنكم تتجهون الى إيران ما هو احساسكم؟” 
الخميني المعادي للانسانية وعديم الاحساس أجابه بكلمة واحدة هي “لا شيء” 
الخميني كان يقول الحقيقة في أنه لا يملك اي نوع من الاحساس اتجاه تراب الوطن وتراب إيران لانه كان عنصرا غير مقاتل وغير مناضل ومتحجرا جدا حيث في حين غياب القوى الثورية التي وضعت روحها على كفها من اجل إيران وامضت سنوات عديدة في سجون الشاه المروعة وتعرضت لكافة اشكال التعذيب والتشوية واطلاق النار قام الخميني بخطف قيادة الثورة وركوبه على الأمواج المليونية المتلاطمة من السكان متجها نحو إيران. 
لم يشعر قط بالمشقة والخوف والقلق جراء عيش حياة غير آمنة في ظل الديكتاتورية ولم يلمسها ابدا، ولم يعمل أبدا في الأفران الحارقة وعالية الدخان وأفران صناعة الآجر في جنوب طهران أو في مدن أخرى، ولم يعرق جبينه في مثل هكذا اعمال ولم يحمل يوما في يده منجلا او مجرفة و لم يكن مزارعا قط ولم يكن في يوم من الايام احد الرعاة يسرح في البراري ولم يرى ابدا الخوف الناجم عن رؤية الذئاب المتوحشة ذات الاسنان الحادة ولم يشعر بهذا الاحساس قط. 
لذالك فانه من الطبيعي جدا عند عودته من حياة فاخرة وفارهة و حياة عزلة الملالي ألا يشعر بأي نوع من الاحساس. 
لان هذا الشعور كان مرتبطا بالقوة المحفزة التي ضحت بارواحها في سبيل مواجهة فرق موت الشاه الديكتاتوري ومرتبط بالعوائل التي رحل أحبائها وأعزائها نتيجة اطلاق النار عليها والتعذيب في سجون الشاه، تلك العوائل التي ذاقت كل انواع العذاب وتحملت مرارة الفراق عن أحبتها. 
الخميني لم يواجه في اي وقت وفي اي مكان مثل هذه المصائب وكان كالبلاء العظيم الذي سقط على إيران بعد هذه الموجة من الحركات المتلاطمة لملايين السكان المحرومين والمظلومين الذبن ضاقوا ذرعا من ظلم واستبداد الشاه الديكتاتوري. 
لقد مضى ٣٩ عاما منذ قدوم الخميني الى الاراضي الإيرانية.  
اه لو انه كان بالامكان ارجاع اصوات وكلمات المعاناة لعشرات الملايين من الشعب الإيراني خلال هذه السنين الى الوراء ليقولوا لهم أي بلاء ومصيبة حلت عليهم خلال حكم ٣٩ عام لنظام الخميني. 
كم عدد الاشخاص الذين تم اطلاق النار عليهم أو تم تعليق مشانقهم على سيارات رفع الاثقال في الشوراع؟ وكم عدد المعيلين الذين قطعت ايديهم بسبب سرقة صغيرة جدا لا تذكر قاموا بها من اجل تامين لقمة خبز لعوائلهم الجائعة في الليل؟ 
وكم من أبناء الذوات الموروثين بـ «صفات جينية جيدة» مختلفة عن الاخرين اصبح مليارديريا وملأ بنوك اوربا وامريكا وكاندا بالاموال التي اختلسها ونهبها من ثروات الشعب الإيراني؟ 
اه لو كان بالامكان عرض ما فعله نظام الملالي من جرائم خارج حدود ولاية الفقيه في سوريا والعراق ولبنان واليمن ونقاط اخرى في الماضي ليعلم الشعب الإيراني حينها انه بوجود هكذا عنصر عديم الاحساس أي مصيبة حلت على رؤوس شعوب الشرق الاوسط والعالم. 
الان هناك الملايين من شعب سوريا والعراق مشردين في انحاء مختلفة من العالم والمسبب الوحيد لذالك هو فقط وفقط وظيفة عمل نظام الملالي الحاكم في إيران على خلق الازمات والفوضى الخلاقة، من دعم القاعدة حتى الدعم المعنوي لداعش في سورية والعراق كلها عوامل ساعدت على وقوع نكبة ولاية الفقيه. هذه هي وظيفة عمل الخميني الذي أتى كقائد للثورة ولم يملك أي نوع من الاحساس في بداية قدومه. ولهذا السبب فمن اعدام الناس واحكام قطع اليد والرجل من خلاف واقتلاع أعين الضحايا من جحورها ودفن الرجال والنساء وهم احياء في عمل لا انساني و متحجر كلها امور تدل على ان الخميني لا يملك اي نوع من الاحساس. لانه ليس بانسان ولايملك اي نوع من المشاعر والاحاسيس والعواطف الانسانية وما هو الا عبارة عن بقايا متعفنه من عصور القرون الوسطى والعصور البربرية. 
الان شعب إيران بعد أن ذاق الأمرين من هذه الدكتاتورية الدينية وبعد دفعهم لكل الاثمان الباهظة فاض كأس صبرهم على هذا النظام وقدموا الى الشوراع ليصرخوا بشعارات الموت لخامنئي والموت للدكتاتور حتى لا يتم هذا النظام الشرير والمعادي للشعب الإيراني عامه الأربعين ويدفن الى الأبد في تاريخ إيران والعالم وليبقي من هذا النظام فقط الذكريات المرة جدا وذكريات العذاب والاضطهاد لتسجل في كتب التاريخ كعبرة يتعلم منها الاجيال القادمة. وكما نتعلم الان في عصرنا عن الامثلة الشريرة والمعادية للانسانية مثل هتلر وجنكيز خان المغول وهولاكو خان المغول والتتار. ..
كلمه «لاشيء» تلك التي قالها الخميني الدجال هي الاساس النظري والفكري لحكومة الملالي ونظام الولي الفقيه وبناءا على هذه النظرية خلال حرب الـ ٨ سنوات مع العراق ألحق الضرر بشعب وطننا وخسرت إيران حوالي ١٠٠٠ مليار دولار ولكن الخميني لم يملك اي نوع من الاحساس بذلك وقال بانه سيواصل الحرب حتى آخر لبنة من بيت في مدينة طهران. 
الان مليارات الدولارات من ثروات واملاك الشعب الإيراني كلها تصرف من أجل دعم حزب الشيطان في لبنان ومن أجل دعم بشار الاسد المجرم لادامة قتل النساء والاطفال السوريين ومن أجل الدعم المالي والعسكري للحوثيين في اليمن ولكن الخميني السفاح لم يملك اي نوع من الاحساس. 
مليارات التومانات من أموال الشعب الإيراني كلها نهبت وسرقت عن طريق البنوك والمؤسسات المالية التابعة للحكومة ولكن الملا الدجال حسن روحاني لا يملك اي نوع من الاحساس. 
شباب الانتفاضة الإيرانية يقتلون كل يوم بنيران قوات الحرس وقوات الجيش والمخابرات ولكن المسؤولين الحكوميين لا يملكون اي نوع من الاحساس. وفي مقابل قتل معتقلي الانتفاضة تحت التعذيب في السجون لا يملك ايضا مسؤولين حكومة ولاية الفقيه أي نوع الاحساس ولا يشعرون باي نوع من المسؤولية والتكليف اتجاهم.
نعم هذا هو الاساس النظري والفكري لكلمة «لاشيء» التي اودت بكل شيء يخص الشعب الإيراني في مهب الرياح ولكن الشعب الإيراني باعتماده على القاومة الإيرانية المنظمة لن يسمح لهذا النظام القاتل والمخرب أن يتم عامه الاربعين وهذا الامر ما أذعن واعترف به الدمية أحمد جنتى رئيس مجلس الخبراء وأمين سر مجلس صيانة الدستور هذين المجلسين اللذين هما الهرمان الرئيسيان في حفظ النظام الفاشي لولاية الفقيه. 
أحمد جنتى عبر عن مخاوفه في أن الامور يجب أن تاخذ بجدية في العام القادم وفي أننا لايمكن أن نتوقع ماذا ينتطرنا من تغييرات جدية في الطريق. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…