الغنيمة فردية … والهزيمة جماعية .!

بقلم : عنايت ديكو 
• مثالٌ قوي واسقاط دقيق لـ سبع سنواتٍ من عمر حكمدارية الأمة الديمقراطية الآيكولوجية في الشمال السوري الممتد من ديريك الى كورداغ.
• سبع سنواتٍ وشعبنا الكوردي يدفع فاتورة السجن والاعتقالات والرعب والترهيب، سبع سنوات ونحن نقول لهم : يا أخوتنا … فالبيت الكوردي الداخلي هو بيتٌ هش ومكسور ومهزوز ، وبحاجة ماسّة الى الترتيب والصياغات الكوردية الصحيحة والى المناعة المطلوبة لمقاومة المستجدات والصعوبات … فقالوا لنا : لاء … نحن مَنْ نعرف شؤون وشجون هذا الوطن، وكل واحدٍ هنا وعلى هذه الأرض، لا يلتزم بقراقوشية أوامرنا الآيكولوجية…؟ عليه الرحيل، والبحث عن موطنٍ جديدٍ له ومن غير مطرود .!
• قلنا لهم : لا تخدموا البعث مجاناً … والسياسة هي ليست جمعيات خيرية … ونحن نرى كيف تذهب دماء شبابنا هدراً في سليمان الحلبي والجندول والهلك والميدان وباب النيرب والحيدرية وتل رفعت والنبل والزهراء وغيرها… فقالوا لنا: بأن حارة الشيخ مقصود هي حدود الكرامات الكوردستانية … وحدود كوردستان تنتهي عند الشيخ مقصود والأشرفية، ومدينة آرفاد ( تل رفعت ) ستدخل حصراً ضمن هذه الحدود .!
• قلنا لهم: شاركوا أخوتكم الكورد من الـ ” ENKS ” في القرارات والنقاشات وأمور الحكم وتوزيع السلطات والمهامات والبلديات وغيرها … فقالوا لنا: نحن حصلنا على نسبة 99% من أصوات هذه الشعوب الشمالية، ونحن فقط مَنْ نُمثلها في الدنيا والآخرة، ونحن مسؤولون عن قدر وأمن وأمانة هذه الشعوب.!
• قلنا لهم: لا تضربوا … ولا تعتقلوا المعارضين والمخالفين لكم … قالوا لنا : أنتم عملاء وعبد الرحمن أبو … هو أكبر ارهابي … وهو زعيم الخونة وعميل لأردوغان … وقاموا بذبح الشهيد شيخ حنّان آڤرازي وعائلته بالبلطة والساطور .!
• قلنا لهم : أتركوا الفقراء والمساكين، ولا تفرضوا الجبايات والضرائب والأتاوات على هذا الشعب الفقير والمغلوب على أمره … فذهبوا الى مصادرة البيوت والأملاك والعقارات والسيارات والأراضي والآلات والدكاكين ، بحجة أن أصحابها قد هجرتها .!
• فقلنا لهم: لا تفرضوا التجنيد الاجباري على الشباب … فأخذوا الأطفال عنوة الى جبهات القتال في الرقة والبوكمال ودير الزور وحلب وغيرها … ما دفع بالشباب الكورد الى الهروب والهجرة والاغتراب، وأُفرغَت المناطق الكوردية من ساكنيها الأصليين .!
• قلنا لهم: اتركوا هذه الزعبرات من الأمة الديمقراطية والپراديغما والآيكولوجيا وغيرها من الطوباويات الفلسفية الضوضائية… فقالوا لنا : الديمقراطية الموجودة عند الشعوب القاطنة في الشمال السوري … لا توجد منها في كل العالم، ونحن مسؤولون عن كلامنا .!
• قلنا لهم: أفرجوا عن المعارضين والمعتقلين السياسيين وعن المختلفين معكم والمناهضين لكم …   فذهبوا الى تجييش الشارع الكوردي ضد كل شيء اسمهُ معارض، وقاموا بتكثيف بناء السجون والمعتقلات والأقبية والزنازين.!
• قلنا لهم: يجب أن تكون لهذه الحكمدارية صبغة وصفة كوردية أو كوردستانية على الأقل … فذهبوا الى تعيين ” دحام هادي الحميدي ” رئيساً لنا, وقالوا: بأن جماعة الـسوتورو والموتورو والحوتورو … هي مَن تقود معارك بناء الأمة الديمقراطية، وهي الوحيدة المؤهلة لقيادة فلسفة الآيكولوجيا العالمية وتطبيقها.!
• قلنا لهم: ولماذا كنتم تبعثون بالبندورة والخضار والرمان والتين والزيتون الى النبل والزهراء … في وقتٍ كانت العائلة الكورداغية هي بأشد الحاجة اليها .… وانظروا اليوم ماذا تفعل الزهراء والنبل بنا ككورداغيين ؟ فقالوا لنا : أن إيران تدعمنا بالقوة والمال والسلاح والعتاد، وما يربطنا بجمهورية إيران الاسلامية هو أكبر مما تتصورونه.!
• قلنا لهم: نعم … وبعد الاحتلال التركي لمنطقتنا، فالكل معكم … والشارع الكوردي بطوله وعرضه صار معكم في المقاومة ضد الفاشية التركية … وسنكون معكم يداً واحدة والى الأخير   … شرط القيام بالانفراجات الداخلية واطلاق الحرّيات السياسية وترتيب البيت الداخلي الكـوردي . لكنهم، رَموا بكل المبادرات والمطالبات جانباً، واجتمعوا في فندق ” شـهباء الشـام ” والنتيجة كانت تسليم عفرين لتركيا .!
• قلنا لهم: ما دامت سياساتكم، هي دائماً سياسات انهزامية انبطاحية … وما دام لا يوجد هناك تكافىء سليم بينكم وبين الطرف الآخر في قيادة هذه المعركة … فلماذا رفضتم الطلب الروسي في تسليم منطقة عفرين للنظام البعثي السوري ؟ واليوم تضربون الأخماس بالأسداس وتتوسلون وتراهنون لقدوم النظام البعثي المجرم … والنظام من طرفه يرفض المجيء والقدوم الى عفرين .!
• قلنا لهم: اخرجوا من عفرين تحت جنح الظلام، ولا تجعلوا من هؤلاء المساكين ومن هذه البقية الباقية دروعاً بشرية … فالخروج الهادئ لكم، قد يحفظ بعض الشيء من الوضع الكورداغي في الدمار والتدمير … فقالوا لنا: لاء … سنحرق أنقرة … إذا هاجمت تركيا كانتون عفرين … و بـى ســروك … چـــيان نابه  – BÊ SEROK JIYAN NABE
• واليوم يحاولون من غير جدوىٰ، وبشتى الوسائل والطرق، انحسار الهزيمة الاستراتيجية، ووقف الدمار وهذه الحرب الشعواء والتي باتت تلتهمنا جميعاً … وصاروا يبحثون أيضاً عن بعض أوراق التوت اليابسة، ليغطوا بها عورتهم … لكن من غير جدوىٰ .… ولا حياة لمن تنادي.
• فـ غنيمة سبع السنوات الماضية بالنسبة اليهم … كانت فعلاً غنيمة فردية ودسمة، ومليئة بالڤيتامينات والتجارب والصرخات والانتصارات الوهمية والألوان الافريقية الزاهية، بينما الهزيمة والمرارة التي تنتظرنا على الباب الكوردي … ستكون هزيمة كلّية وجماعية لنا وبإمتياز . 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…