المحامي فارس مشعل التمو
هذه شهادة لابد منها، حتى لا تتحول جريمة العصر، المرتكبة بحق عفرين وأهلها، من قبل الاحزاب الكردية والكردستانية، وعصابات قنديل، الى مجرد محطة حزبية عابرة من نضالات تلك العصابات واشباه الأحزاب.
حتى لا تكون عفرين مجرد ذكرى سنوية، كشقيقاتها مهاباد، حلبجة، كركوك، ومجرد محطة نضالية للأحزاب الكردستانية، التي ساهمت، بشتى الاشكال، وعن سبق اصرار وترصد، في حدوث تلك النكبات والماسي، بحق الشعب الكردي، من خلال التسلط والتفرد بالقرار القومي، ومصادرة إرادة الشعب، والامعان في الاستبداد الحزبي، وقمع أي صوت معارض لها داخل تلك الشريحة من المجتمع الكردي الخاضع لمناطق نفوذها.
لذا وفي هذه المرحلة من التاريخ، أقدم شهادتي على الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الكردي السوري، ولازالت مستمرة، منذ 7102011 ولغاية ليلة بيع عفرين 1832018.
واوجه الاتهام المباشر الى قيادات الاحزاب الكردية السورية، بدون استثناء أحد، بارتكاب فعل الاشتراك الجرمي مع عصابات قنديل، خلال هذه المدة الزمنية، من خلال ممارسات تضليل الراي العام الكردي، باستغلال العاطفة القومية وشعارات وحدة الصف الكردي، ودعوات منع الاقتتال الحزبي الكردي، لإخفاء معالم القتل العام، والمتعمد بحق المدنيين والنشطاء الكرد، وخلق مظلة سياسية، لإخفاء معالم تلك الجرائم.
جريمة الاشتراك الجرمي الاولى التي تم تنفيذها، لخلق مظلة سياسية لعصابات قنديل.
7102011 اغتيال عميد الثورة السورية مشعل التمو على يد ازلام النظام السوري، وازدياد الاحتقان والغضب في الشارع الكردي السوري، من عصابات قنديل، التي كانت قد بدأت حديثا في اداء مهمة قمع الحراك الثوري في الشارع الكردي السوري، بالوكالة عن المخابرات السورية.
26102011 اي بعد 19 يوم فقط من حالة الغليان، والاحتقان في الشارع الكردي السوري، تتسارع الاحزاب الكردية الى اربيل وتعلن في عجالة، برعاية الاستخبارات السورية، عن تشكيل المجلس الوطني الكردي، بدون اي وثائق سياسية، او اي قواعد ناظمة لعملها وتحالفها، ليولد المجلس عقيما، ولازال على عقمه بعد سبع سنوات من نشأته الطارئة، بهدف امتصاص احتقان الشارع الكردي، وتوجيه العاطفة الكردية باتجاه الخطاب الكردستاني خارج حدود سورية، وعزله عن حاضنته الثورية السورية المطالبة بالحرية والكرامة.
جريمة الاشتراك الجرمي الثانية، بعد ازدياد وتيرة الجرائم المرتكبة من قبل عصابات قنديل بحق الحراك الثوري الكردي السوري، وازدياد وتيرة القمع وملاحقة واعتقال النشطاء الكرد، والقيام بعمليات اغتيال النشطاء في كافة المدن الكردية.
2222012 اغتيال نصر الدين برهك القيادي في الحزب الديمقراطي الكردي- سوريا في الجوادية
2532012 اغتيال الناشط الثوري جوان القطنة في الدرباسية.
472012 ارتكاب مجزرة عائلة شيخ حنان في عفرين، قتلوا شيخ حنان وابنه عبد الرحمن رمياً بالرصاص، بعد أن تم تعذيبهم في منزله الكائن في عفرين، ورموا بجثثهم أمام مشفى ديرسم بعد التمثيل بها، وكانوا يعتقلون كل من يقترب لحمل الجثث أو تغطيتها، وقاموا باعتقال عدد كبير من عائلة شيخ حنان، ومورست عليهم أشد أنواع التعذيب في سجون عفرين، وإثر ذلك التعذيب فقد أحد أبناء شيخ حنان حياته واسمه نور الدين بتاريخ 5/7/2012 لتلقى بجثته أمام مشفى ديرسم أيضا وقاموا بإحراق بيوتهم وكل ممتلكاتهم.
ازدياد حالة الاحتقان الشعبي في الشارع الكردي من ممارسات عصابات قنديل، أدى الى إعادة مسالة الخلافات مع المجلس الوطني الكردي الى الواجهة، لتبدأ حلقات مسلسل تنظيف السجل الاجرامي للعصابة، واخفاء معالم الجرائم المرتكبة، ومنحها مظلة سياسية للتغطية على افعالها، وإعادة تسويقها كحزب سياسي كردي للمرة الثانية.
مراحل ارتكاب جرائم الاشتراك الجرمي والتعتيم على الحقائق.
1- بعد كل جريمة ترتكبها عصابة قنديل، يبدأ أنصار العصابة بالتهجم على المجلس الوطني الكردي وتحميله المسؤولية، والاخر يرد، يتبادل الطرفان الاتهامات، وتراشق التخوين حتى يتجه تركيز الشارع الكردي بالكامل الى حالة الخلاف، ويتم نسيان الجرائم المرتكبة.
2- ترتفع اصوات المطالبين بوحدة الصف الكردي، ورفع شعارات لا للاقتتال الكردي (في هذه المرحلة تكون الجريمة الحقيقية المرتكبة سواء قتل او اعتقال قد دخلت مرحلة الطي والنسيان)
3- تتدخل جهة كردستانية وتدعو الأطراف لحل الخلاف برعايتها
4- الخروج باتفاق لتوحيد الصف الكردي الحزبي مع انكار تام من قبل كل الأطراف المدعوة والداعية للجرائم المرتكبة، دون أدني مطالبة بوقف هذه الممارسات، او المطالبة بمعرفة مصير الشباب الكرد المعتقلين والمغيبين والمهجرين قسرا من قبل عصابات قنديل.
1072012 الإعلان عن توحيد الصف الكردي في اتفاقية هولير 1 وتشكيل الهيئة الكردية العليا بين المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان (احدى تسميات عصابات قنديل).
اتفاقية هولير1 بكل أطرافها تتحمل كامل المسؤولية القانونية عن ازدياد قوة عصابات قنديل بعدها وارتفاع وتيرة القمع والاعتقالات والاغتيالات ومصادرة الاملاك، العائدة للنشطاء الكرد وعائلاتهم.
لأنها كانت اتفاقية الخنوع والخضوع التام من قبل كافة القوى والأحزاب السياسية، لإرادة العصابة التي استفحلت في بطشها بعد غياب رقابة أي قوى سياسية كردية او كردستانية.
جرائم مباشرة ارتكبت في ظل اتفاقية هولير 1
2092012 اغتيال الناشط الميداني للحراك الثوري في راس العين محمود والي
9112012 قتل الناشط ولات محمد صالح حسي 18 عام من خلال اطلاق النار عليه خلال مظاهرة في كوباني
23112012 اتفاقية هولير 2 مرة أخرى يتم سحب عصابات قنديل الى هولير لتضليل الراي العام الكردي السوري عن الجرائم المرتكبة، وإعادة مسلسل المظلة السياسية وانشغال الراي العام ببنود الاتفاقية.
08/03/2013 هجوم من قبل مسلحي الـPYD (احدى تسميات عصابات قنديل) على قرية برج عبدالو في عفرين حيث استشهد 3 من المدنيين و هم عمار نبو حسن, علاء خليل حسن, عبدو جمو حسن, واستشهد فيما بعد بحوالي أربعة أشهر خليل كاوا حسين, بعد ان تم خطفه وقتله فيما بعد، وتم اعتقال أكثر من 50 شخصا من أهالي القرية, بعدما قام مسلحو العصابة بإنزال علم كوردستان عن الحاجز الذي كان قد وضعه أهالي القرية عند مفرق القرية.
2762013 قيام قوات الـ YPG (احدى تسميات عصابات قنديل) بقتل ستة مدنيين من عامودا وجرح أكثر من ثلاثين اخرين إثر إطلاق النار على مظاهرة سلمية .
22102015 اتفاقية دهوك 1 التي نصت على تشكيل مرجعية سياسية كردية موحدة بين أحزاب حركة المجتمع الديموقراطي (احدى مسميات عصابات قنديل) وأحزاب المجلس الوطني الكردي والتي كانت بمثابة تجديد البيعة ومنح القبول الضمني من قبل كل الأطراف على عملية استمرار الاتفاق على التعتيم، وطمس الحقائق، وتبيض السجل الاجرامي لعصابات قنديل، المرتكب بحق المدنين والنشطاء الكرد السوريين.
2012018 بدء معركة عفرين وعلى الرغم من معرفة قيادة عصابة قنديل بتفاصيل الصفقة الروسية الامريكية التركية بتسليم عفرين، وعلى الرغم من التزامها التام بتسليم مدينة عفرين بتاريخ 1832018 الذي يصادف مناسبة يوم الشهيد في تركيا ومرور الذكرى 103 لانتصار الجيش العثماني في حرب جنق قلعة على جيوش دول الحلفاء
لكنها استمرت بخداع الشعب الكردي السوري بشعارات الصمود والتصدي ودفعت بأكثر من 3000 شاب وفتاة وفق احصائيات غير دقيقة، كانت قد خطفتهم من اهاليهم بحجة التجنيد الاجباري، ودفعت بهم نحو مذبحة العصر في معركة غير متكافئة مع ثاني اقوى دولة في حلف الناتو، مع القيام بكافة الممارسات الاستفزازية التي تعطي تركيا المبرر الشرعي لاستمرار الحرب، من خلال رفع اعلام وصور حزب العمال الكردستاني، المصنف كحزب إرهابي دوليا، واجبرت الاهالي على اخلاء منازلهم، وقامت متعمدة بسرقة المنازل وتفخيخها، وتفخيخ كافة طرقات عفرين لمنع الاهالي من العودة اليها وتسليمها مدمرة، خالية من أهلها للقوات التركية، مرتكبة بذلك جريمة العصر بحق أهالي عفرين ومدينتهم.
وكان عناصر وقيادات تلك العصابة، يدفعون باتجاه الاطالة، في الحرب، حتى يتمكنوا من تهريب عوائلهم واموالهم ومقتنياتهم، من المسروقات النفيسة والاثار، الى جبال قنديل.
جريمة العصر المرتكبة بحق عفرين وأهلها، لعنة، ستظل تلاحق مرتكبيها من قيادات عصابات قنديل، وكل قيادات الأحزاب التي شاركت بشكل مباشر او غير مباشر بالتغطية على جرائمها طيلة الفترة السابقة حتى تضخمت تلك العصابة، ولم تعد تكتفي بتدمير الكرد السوريين، بل حتى تدمير وبيع مدنهم، المدينة تلو الأخرى.
لذا، لن تسمح لنا عفرين بعد الان بان نكون وقود الخلافات الحزبية الكردستانية، ودمائنا ثمن مصالحها واستراتيجياتها وشعاراتها.
ولن تكتفي عفريننا، بان تكون مجرد دقيقة صمت، في بيانات تلك الأحزاب، بل ستكون محكمة الشعب الكردي السوري، التي سيمثل امامها هؤلاء المجرمين، بمواجهة الاجيال الكردية القادمة، وامام التاريخ الكردي الذي لازال يحاكم بكو عوان.
وإذا شاءت الاقدار وشهدنا أنظمة ديمقراطية، ومحاكم حقيقية، في المناطق الكردية السورية، سنحرص على إقامة دعوى الحق العام بحقهم في محاكم عفرين، وكوباني، وقامشلو، وعامودا، والدرباسية، وراس العين، والحسكة، وديريك.
المحامي فارس مشعل التمو
2832018