زاكروس عثمان
الآن وقد بدأ العدوان التركي على عفرين ربما من الافضل ترك الحديث عن الجانب العسكري من المعركة لأصحاب الإختصاص ولكن ماذا عن الجوانب الإخرى منها، هل فعلا أهداف تركيا تقتصر على مكافحة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب YPG بحجة انه تابع لحزب العمال الكوردستاني PKK الذي تعتبره انقرة تنظيما إرهابيا، وماذا عن مواقف الأحزاب الكوردية المناوئة للPYD هل من أجل حفظ ماء وجهها ستكتفي بييانات خجولة حذرة ضد العدوان التركي وبنفس الوقت تبرر هذا العدوان ضمنيا وذلك بتحميل الPYD مسؤولية ما سيحدث، أم ان تلك الإحزاب في ساعة الجد سوف تضع خلافاتها مع ال PYD على طرف وتهب للدفاع عن عفرين ان لم يكن عسكريا فعلى الأقل سياسيا وذلك من خلال مراجعتها لعلاقاتها مع تركيا ومع المعارضات السورية الموالية لتركيا بعبارة أخرى هل ستتخلى هذه الاحزاب عن تبعيتها لانقرة والائتلاف، هل يملك مسؤول حزبوي مناهض لل PYD وجالس في استنبول الشجاعة ليقول لاردوغان والجيش التركسوري الحر! توقفوا فالطريق إلى دمشق لا يمر من عفرين.
تركيا اشد الدول التي تظهر عدائها السافر للشعب الكوردي ومن السذاجة معاتبة العدو على افعاله فهو بالنهاية عدو ولا تتوقع منه شيء سوى الرغبة بالقضاء عليك، ولكن من يستحق العتاب والمساءلة هو الكوردي الآخر الذي يخنع للعدو بشكل او آخر لاسباب وحجج واهية حيث يسمح بعض المسؤولين الحزبويين لأنفسهم بترديد الخطاب التركي نفسه بالقول: لولا علاقة الPYD بال PKK ما كانت تركيا تفكر بالعدوان على روژئافايي كوردستان بل حتى البعض منهم يلصق تهمة الإرهاب بال YPG لا مانع ان يكون هؤلاء معارضين ومنافسين للPYD ولكن من العار ان يتخاذلوا أمام العدوان ظنا منهم ان التركي سوف يقضي على الPYD ويتيح لهم الفرصة ليحلوا محله في إدارة روژئافايي كوردستان، وهم بذلك يخلطون بين الPYD كحزب او كسلطة وبين الوطن الكوردي أي انهم يقبلون بالاحتلال الأجنبي لأرض روژئافايي كوردستان مقابل التخلص من ال PYD و سلطته فهل هذا نتاج جهل معرفي وعجز عن التميبز بين الوطن وبين السلطة ام انه نوع من العمالة المبطنة ، هناك في مختلف دول العالم انظمة حكم غاشمة ولكن لم يحدث لحركات المعارضة فيها ان تجلب إحتلال اجنبي الى البلاد بغية التخلص من الدكتاتورية ومن فعل ذلك كان مصيره اسوأ من مصير الدكتاتور، بعض الحزبويين الإطارويين يتمنون إحتلال تركي لعفرين لكوباني للجزيرة لأن قسم منهم ينال راتبه من اردوغان والقسم الآخر بكل غباء يظن ان اردوغان بعض قضائه؟ على الPYD سوف يقول لهم: تفضلوا يا شباب استلموا الحكم في روژئافايي كوردستان هذا غش وخداع لإن اردوغانهم في حال انسحابه سوف يضع ارض الكورد بيد الائتلاف والجيش الحر، وليس خافيا على احد بان الائتلاف بقيادته الاخوانچیة بضاعة تركية صرفة معادية للقومية الكوردية وان الجيش الحر هو في الحقيقة تنظيم داعش وجبهة النصرة وبقية الفصائل الارهابية التي البسها اردوغان لباس جديد ، واذا وضع هؤلاء ايديهم على أرض الكورد فلا تتوقعوا شيء سوى مآسي اشد من تراجيديا كوباني وشنگال، ولن يكون لخصوم ال PYD دور اللهم كخدم ومستخدمين على ابواب امراء داعش والنصرة والاخوان، فهل الطمع بالسلطة والثروة تعمي الضمائر الى هذا الحد ، لماذا لا يأخذ الحزبوكيين العبرة من أحزاب المعارضة في باشوري كوردستان حين قامت نكاية بحكومة الأقليم بتسليم كركوك إلى الاحتلالين العراقي- الايراني فضاعت كركوك وتعرض إمن الأقليم لتهديد خطير فهل حصل المعارضون على مبتغاهم ام انهم خسرو كركوك ولم يفلحوا بالوصول إلى السلطة في هولير واليوم لم يعد لهم رصيد وحتى ينقذوا انفسهم يتمادون في الخيانة ويغامرون بمصير شعبهم ووطنهم المرشح لأخذ موقع دولة.
الكوردايتي تعني حقك الطبيعي في معارضة ال PYD ولكنها ايضا تعني عدم التماهي مع عدو يرفض حقك في الوجود، سوف تكون محل احترامي ان عارضت الPYD بشرط ان تعارض بشكل اشد الاحتلال التركي.
واضح تماما ان المعارضات السورية وتحديدا الاستنبولية منها ليس في وارد محاربة النظام او العمل على إسقاطه بل هي ادوات لاجندة تركية مهمتها تصفية ملف روژئافايي كوردستان وليس تصفية الPYD ولو ان حزب كوردي آخر مناوىء للPKK حل محل الPYD وكان له قوات مسلحة وإدارة سياسية ومشروع حل للملف الكوردي على اساس حكم ذاتي او فيدرالية لوجدنا تركيا توجه له تهمة الارهاب وتسلح الجيش التركسوري الحر وترسله للاعتداء على عفرين وغيرها، تركيا ترفض إدارة سياسية في شمال سوريا لمجرد تواجد الكورد فيها ولكنها بالمقابل تعمل على تأسيس إمارة اسلاموية سلفية تابعة لها بالمنطقة ولهذا لم يعد الجيش التركسوري الحر يريد طريق دمشق بل عفرين، وان نجحت العملية التركية فيها فسوف تسقط كوباني والجزيرة ويتم استعباد من تبقى من كورد روژ ئافايي كوردستان هذه هي نوايا تركيا والمعارضات السورية منذ بداية الأزمة إذ بدل التوجه إلى دمشق ارسلوا غزوات مبكرة إلى سري كانيي عبر جبهة النصرة مشاركة مع الجيش الحر ثم اوجدوا داعش الذي كاد ان يحقق حلمهم باحتلال مناطق شاسعة من روژئافايي كوردستان.
لن اقول ان PYD يمارس سياسة مثالية بل أن سياسته الداخلية حيال الكورد سيئة للغاية ولكن لو انصفنا هذا التنظيم علينا الأقرار بفضله في إنقاذ سكان رو ژئافايي كوردستان من قبضة إرهابيي النصرة وداعش ومن حكم المعارضات الشوفينية- العنصرية الاسلاموية وكان له تكتيك مهم في دفع نظام الأسد إلى الامتناع عن تدمير القرى والمدن الكوردية اليست المناطق الكوردية هي الاوفر حظا من باق المناطق السورية في النجاة من البراميل المتفجرة والغازات السامة ووحشية الميليشيات الشيعية متعددة الجنسية، لا انكر ان سلطة ال PYD ترتكب خروقات عدة ولكنها لا تقاس بجرائم التي ارتكبها الارهابيون او ميليشيا النظام، لقد نجح PYD الى حد ما في توفير الامان وقسط كبير من الحرية للسكان المحليين وفي ظروف الحرب تكون الاولوية لدى الناس هي النجاة من الموت، وعلى المناوئين لل PYD اخذ كل هذه الامور بعين الاعتبار بدل الانشغال24 ساعة بال50/50 .
إلا يفكر هؤلاء لماذا امريكا تزعج دولة مهمة مثل تركيا وترفض التخلي عن دعم الكورد او PYD الا يعني هذا ان واشنطن تجد في هذا التنظيم القدرة والكفاءة على ادارة مشروع سياسي واعد في شمال سوريا وروژئافايي كوردستان حيث من خلال هذا المشروع يمكن للكورد الحصول على حقوقهم ومطالبهم عاجلا وليس آجلا بضمانة امريكية فلماذا علينا مناهضة مشروع يحقق مطالبنا خاصة انه ليس هناك طرف آخر لديه قدرة على الاتيان بمشروع افضل قابل للتنفيذ كل ما اعرفه ان ادبيات الكوردي الآخر تتحدث عن مشروع هزيل مرهون بموافقة الشعوب السورية عليه بعد سقوط الاسد؟ امرهم عجيب يرفضون تجربة قائمة ويتمسكون بمشروع مؤجل احتمالات تنفيذه 0/100.
لقد لعب PYD بشكل صحيح وبات رقما محوريا في سوريا وله موقع متقدم في اجندة العواصم الكبرى وهو رغم مثالبه الامل الوحيد لشعب روژئافايي كوردستان فلماذا نحرق الورقة الوحيدة التي بحوزتنا.
الواجب والضمير يقضي ان تقف كافة التنظيمات الكوردية ضد العدوان التركي ليس حبا في ال PYD بل حبا في عفرين لانها لو سقطت فسوف يسقط الكورد 100 عام اخرى.