لليوم السادس على التوالي لا تزال الاحتجاجات الشعبية مستمرة في عدد من المدن والقصبات الايرانية بسبب توفّر بنية اقتصادية وسياسية جاهزة لاستمرارهذه الاحتجاجات، والتي لا تنتمي الى حزب او تيار سياسي معين او طبقة اجتماعية محددة فقد انطلقت هذه الاحتجاجات، في مواجهه الموازنة التي أقرتها حكومة حسن روحاني، وتضمّنت رفع الدعم عن بعض السلع الغذائية ، وزيادة الضرائب ورفع أسعار المحروقات. ولذلك فان اغلب من يقود ويشارك فيها ينتمي الى الطبقات المهمشة والمسحوقة والتي تعيش تحت خط الفقر، ومطالبها لا تتوقف عند حدود الاصلاح وتغيير الحكومة ، بل تتعداها الى تغيير النظام السياسي الاستبدادي الثيوقراطي الذي يستمد شرعيته من ولاية الفقيه ، وهو ما شاهدناه في اطلاق المحتجين الشعارات المناوئة لخامنئي و تمزيق صوره .
ان الإجرام والقمع المفرط الذي ينتهجه النظام الإيراني ضد المحتجين لن يقود إلى أي حل فالسياسات القمعية قد تتمكن من إسكات الشعب لبعض الوقت، لكنها لن تعالج جذور المشكلات، ولا تنهي الأسباب الحقيقية للاحتجاجات ، وبالتالي فان الاستبداد والفساد والمحسوبية هي القاعدة الاساسية لانهيار الدولة الايرانية عبر خنق الحريات ، و تخوين كل رأي مخالف ، والعجز عن إنجاز أي تغيير إيجابي لصالح الشعب وتحقيق مطالبه في الحرية والكرامة والعيش الكريم !
ان سياسة النظام الايراني القائمة على تصدير الأزمات وتوليد الصراعات وإشعال الحروب وارسال الميليشيات الى سوريا ولبنان والعراق واليمن لم تجلب للمواطن الايراني سوى المزيد من القهر و الذل والفقر وانعدام الامن والاستقرار.
يعبّر تيار مواطنة عن دعمه التام للنضال الاحتجاجي الذي يخوضه الشعب الإيراني الثائر من اجل نيل حريته واستعادة كرامته واختيار نظامه السياسي ، ويدعوالنظام الايراني للتراجع عن سياساته العدوانية والتوسعية ضد شعوب المنطقة والتخلي عن سياسة “تصدير” الثورة والتي كلفت الإيرانيين الكثير من مواردهم ، والعديد من ابنائهم ، كي تعود إيران إلى لعب دور إيجابي وفعال على الصعيد الاقليمي والدولي على اساس الدفاع عن حرية الشعوب واحترام اراداتها وعدم التدخل في شؤونها .
تيار مواطنة
المكتب الاعلامي
2 كانون الثاني 2018
http://www.mouatana.org/archives/12645