حاوره: ماجد ع محمد
عندما تشهد منطقة ما صراعاً مسلحاً لا شك أن بنيتها التحتية ستكون عُرضة للتدمير الجزئي أو الكلي، وسيفقد الأهالي أدنى مقومات الحياة والخدمة فيها، ولإنقاذ الوضع لا بد للمظمات المعنية بخدمة الأهالي من العمل بجدٍ ونشاط وبشكل إسعافي لإنقاذ ما يقدرون عليه ضمن الحدود والظروف المتاحة، وعفرين كما هو معلوم تعرضت كل المؤسسات الخدمية فيها إلى إعطاب شبه كامل، وكانت ولا تزال بحاجة إلى فُرق إنقاذية بالرغم من أن السيطرة على المنطقة قارب الشهرين، وللوقوف على أنشطة إحدى المنظمات التي ساهمت بتخفيف معاناة بعض مواطنيها، كان لنا لقاء خاص مع الدكتور مهدي داوود رئيس جمعية النور السورية في اسطنبول.
ــ رأينا صورتك وأنت في قلب عفرين بُعيد السيطرة عليها، ولكن هلا تحدثت لنا عن الذي قمتم به يوماً من أجل سكان المنطقة قبيل تخليصها من سلطة ب ي د؟
قبل التحرير حاولنا تقديم المساعدات للأهالي بعفرين في نطاقٍ ضيقٍ جداً لأن الجهات العسكرية التابعة لـ: ب ي د كانت تمنع أي نشاط لنا حتى أنهم حجزونا مرةً في عفرين بسبب الاشتباه بخدمتنا للأهالي، وبعدها صرنا نعمل بالخفاء من خلال إرسال الأدوية للناس المحتاجة، وفي شهر رمضان الفائت ومن خلال بعض الأشخاص الموثوق بهم في الداخل أوصلنا مساعدات نقدية لبعض العوائل المعدومة اقتصادياً والأيتام الذين يحتاجون الى عمليات جراحية، وطبعاً هذا العمل كان يتم بسرية تامة، لأن مَن يعمل مع منظمات غير تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي يتم وضعها في خانة الخونة والجواسيس.
ــ بعد أن غدت عفرين منطقة منكوبة ماذا كان دوركم الإسعافي في عفرين؟
بعد التحرير عملنا على الموضوع الإنساني بشكل مباشر من خلال إدخال بعض المواد الضرورية، كما حاولنا أن نكون صوت عفرين الإعلامي بين المنصات الإغاثية وبين المؤسسات التركية والمؤسسات الإعلامية الكبيرة والفاعلة في تركيا، وتواصلنا كذلك مع رؤساء منظمات كبيرة مثل: إي ها ها ودنيز فنري والهلال والآفاد ونمدهم بالتقارير عن الحاجات الإنسانية الماسة لأهل المنطقة، كما أننا كجمعية دخلنا مواد إغاثية وكذلك قمنا بإدخال مواد التنظيفات.
ــ المنطقة تشكو من التدهور الكامل فيما يخص البنية التحتية فهل تواصلتم مع جهات دولية ما لإعادة تفعيل المؤسسات وبناء ما تدمّر؟
حقيقةً لقد عملنا على إدخال عدة بلديات تركية إلى عفرين وبلداتها، منها بلدية أنقرة حيث قامت بترميم وإصلاح الحدائق المتضررة كما عملت بلدية أنقرة على صيانة إحدى المدارس بمركز مدينة عفرين وطوروها، كما أننا مستمرون في تواصلنا المباشر مع عدة منظمات لتقديم ما أمكن من المساعدات الغذائية والصحية والطبية لأهالي المنطقة، وعملنا على إدخال سيارات الإسعاف إلى عفرين والسماح للمرضى بالتحرك نحو منطقة اعزاز وأطمة، ومن ناحية مرضى غسل الكلية فكان لنا جهود مركزة في ذلك المجال، كما نستمر إلى الآن في توزيع مادة الخبز وتوزيع السلات الإغاثية على بعض النقاط في المنطقة، ونتكفل بنفقات بعض الأفران وتصليحها، أحياناً نكون لوحدنا أو نكون شركاء في فعل الخير مع مؤسسات أخرى في مجال تقديم ما يمكن تقديمه لأهالي المنطقة بوجهٍ عام.
ــ ما هو علاقتكم مع المجالس المحلية بعفرين؟
بخصوص المجالس صراحةً نحاول ألا نقوم بأي عمل في المجالات الخدمية المذكورة أعلاه دون حضور أو موافقة أو اطلاع الأخوة في المجالس المحلية بعفرين ونواحيها عليه، ليكون لتلك المجالس من جهة ثقل حقيقي بين المواطنين وفي الشارع العفريني عامةً، وكذلك لنكون مساهمين في إعطاء الصفة الشرعية والمصداقية لها أمام المؤسسات التركية التي نلتقي بها، باعتبار أنها مجالس محلية مدنية صرفة انتُخبت لخدمة عموم السكان وتمثل أهل المنطقة، ومنها لكي تكون المجالس مجالس تنفيذية وليست فقط مجالس شكلية صورية.
ــ ماذا عن الخطوات المستقبلية التي تفكرون بها بخصوص المنطقة؟ وهل ثمة مشاريع ما تنوون القيام بها؟
نعم لدينا مشروع جاهز حيث أننا نعمل على إنشاء مستوصف كبير داخل مدينة عفرين، ونحن بانتظار الاذن من الحكومة التركية المعنية بهذا الأمر، ولكن كما تعلمون فالعمل في عفرين لا يزال بطيئاً، و من المتوقع أن يكون أفضل في الفترة اللاحقة باعتبار أننا في السابق كنا نعمل بدون اذن رسمي من الحكومة التركية، وبعد أخذ الترخيص الرسمية لا شك أن خطوات العمل ستكون فعالة أكثر من ذي قبل وتكون منظمة أكثر، وستعمل الجمعية على تغطية الاحتياجات بشكل أدق.
ــ في الختام هل لك أن تقدم لنا تعريف بسيط عن جمعية النور ومجال عملها؟
جمعية النورالسورية هي جمعية مدنية غير حكومية وغير حزبية وغير ربحية، تأسست عام 2011 وحصلت على الترخيص في تركيا عام 2012 تعمل على ايصال الخدمات االنسانية والتعليمية الصحية والتنموية والخدمية لكافة شرائح المجتمع السوري في الداخل والخارج دون التميز بينهم على أساس العرق أو الجنس أو الدين؛ كما تعمل الجمعية على محورين الأول في الداخل السوري وتشمل: منطقة ريف دمشق الغوطة الشرقية، وريف حمص الشمالي، ادلب المدينة، جسر الشغور، ريف ادلب الشرقي، وريف حماة الشمالي؛ والمحور الثاني لعمل الجمعية يخص خدمة اللاجئين السوريين في تركيا.