بقلم: عبد الله مريمي
meyremi@gawab.com
meyremi@gawab.com
مع التطور المعرفي للإنسان وانتشار الثقافات الجديدة في المجتمعات واتجهاها من النمط العشوائي للحياة الى النمط المنهجي المخطط لا يزال المجتمع الكوردي يعاني من مشاكل اجتماعية جلة يمارسها في كل أيامه بل ويحرض عليها وينشرها مع إدراكه التام بسلبياتها .
من المعلوم إن التطور الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي الذي يعيشه الغرب والمجتمعات المتقدمة عموما يعود في حال من الأحوال وبثقل كبير إلى مسألة استثمار الوقت , فاسم عصر السرعة لم يأتي من هباء , بل ان معناه يطرح حلا ربمنا نتجاهله ,انه الوقت الذي لا نكاد فهم قيمته ومدى تأثيره على جوانب حياتنا سلبا كان ام إيجابا , وما الموضوع الذي اطرحه اليوم إلا جانبا من جوانب إضاعة الوقت في سلبيات الأمور .
ان شرقية مجتمعنا تفرض عليه بعض العادات والتقاليد التي كانت وما زالت موجودة , مع شيء من التطور العشوائي وأحيانا السلبي , بدون إدراك المدى السلبي البعيد لهذه العادات .ومن هذه العادات التي اعتبرها إمراضا حفلات الأعراس و الزيارات السلبية و….الخ .
– حفلات الأعراس : من منا لا يعني من الحجم الهائل للدعاوي التي ترده, فهذا يدعوك لأنك قريبه وذاك لأنك صديقه والأخر لأنه سلم عيك في المناسبة الفلانية و… , فتكون النتيجة دعاوي يومية واحيانا دعوتان او ثلاث هذا اذا لم تكن أكثر في نفس اليوم , فكيف لك ان توفق بينها , بعضهم يقوم بنشر افراد عائلته كلٌ على حفلة واخر يوظف احدهم لهذه الحفلات , والذي لا يملك اخا او ولدا فالله بعونه .
بغض النظر عن الناحية المادية وكمية الاموال التي تهدر ( وكلنا يعرف الاوضاع المادية المتردية اصلا ) .
فإن المرء يطر احيانا الى ترك منزله فيعود من عمله الى الحفلات فلا يعود الى داره الا لينام .
ليس الخطأ ان تقيم حفلة بمناسبة ربما هي الأجمل ولكن ما الخطأ أن تدعو عائلتك والمقربين من أصدقائك فقط .
للأسف فأن هذا الشيء معروف للجميع ولكنه لا يطبق , لانه اذا لم تدعو فلانا فإنه سيمقتك و يعاتبك الى يوم الدين لانك لم تبعث بدعوة اليه , و الشيء الغريب في الأمر ان الشخص ذاته يتمنى ان لا يدعى و بالتالي ان دعوته وان لم تدع فأنت المذنب .
– الزيارات السلبية :
للأسف فإن هذه الزيارات لا تكون في الغالب عن محبة بقدر ما هي رفع عتب او لكي ( لا يزعل فلان ) , او حتى نوع من أنواع المودة المصطنعة , ومن أمثالها الزيارة من اجل بناء بيت جديد او التسريح من العسكرية و الأمراض الخفيفة والنجاح في التاسع والبكلوريا .
ان زيارة المريض حق وخير وثواب ولكن أيعقل ان تزور كل من راجع طبيبا , والتسريح من العسكرية كانت زيارته حقا عندما كان العائد من العسكرية مولودا , يمضي فيها سنوات وسنوات و يعلم هل سيعود الى أهله ام لا , أما اليوم فقد أصبحت العسكرية شيئاً عاديا جداً , والشيء الجديد المبتكر هو زيارة المرء لانه نجح بالبكلوريا أو التاسع , جميل أن تشجع شخصا نجح بالبكلوريا والتاسع ولكن الأمر يبدو أصعب من ذلك بكثير عندما نعلم ان الراسبين قلة كثيرة مقارنة بالأعداد الضخمة للناجحين , ولكن الشيء الذي يدعو للسخرية ان التخرج من الجامعة او نيل شهادة لا تستحق الزيارة , ربما لم تبدأ هذه العادة بعد …
أما هدية البيت الجديد فهي فرض عين على كل جار وقريب وكل هذه الزيارات يجب ان تكون مرفقة بهداية , اغلبها شي لا ينفع الا ليكون هدية , فلا يستفيد منها الا البائع , الذي ربما يشتري الهدية ثانية من المهدى !!!
تصور مدى الوقت الذي يصرف على هذه المناسبات والحفلات , هذا الوقت الذي إذا جند لغير ذلك لأبرز لدينا طاقات هائلة وإبداعات خارقة , هذه من جانب أما من الجانب المادي فإن كمية النقود التي تصرف على المناسبات سواء بالهدية أو بالمصاريف الأخرى تعادل دخل العائلة لعدة شهور وأحيانا لسنة كاملة , طبعا هذه الكمية من الوقت أو من المال تتناسب مع حجم العلاقات الاجتماعية , فكلما كانت العلاقات الاجتماعية واسعة كانت ضياع الوقت والمال اكبر .
ومع تزايد العدد السكاني فأن المشكلة تتفاقم وخاصة ان أعداد الأعراس والناجحين والمسرحين يتضاعف كل سنتين أو ثلاث .
هذا الحجم الكارثي للمشكلة ليس مبالغ فيه ويدركه تماما من يعايش المجتمع .
أن علاج مثل هذه الأمراض يجب ان يتم من خلال توعية المجتمع قبل كل شيء وهذا يقع على عاتق المثقفين والأحزاب الكوردية , وتكون التوعية من خلال نشر روح التسامح في هذه المجالات , أي يجب تعاتب فلان لأنه لم يدعوك او لأنه لم يزرك في مناسبة لا تدعو للزيارة أصلا , بل اذا كانت الحبة موجود لما لا تكون الزيارات بالحالات العادية دون مناسبة وطبعا بشكل منهجي منظم .
– حفلات الأعراس : من منا لا يعني من الحجم الهائل للدعاوي التي ترده, فهذا يدعوك لأنك قريبه وذاك لأنك صديقه والأخر لأنه سلم عيك في المناسبة الفلانية و… , فتكون النتيجة دعاوي يومية واحيانا دعوتان او ثلاث هذا اذا لم تكن أكثر في نفس اليوم , فكيف لك ان توفق بينها , بعضهم يقوم بنشر افراد عائلته كلٌ على حفلة واخر يوظف احدهم لهذه الحفلات , والذي لا يملك اخا او ولدا فالله بعونه .
بغض النظر عن الناحية المادية وكمية الاموال التي تهدر ( وكلنا يعرف الاوضاع المادية المتردية اصلا ) .
فإن المرء يطر احيانا الى ترك منزله فيعود من عمله الى الحفلات فلا يعود الى داره الا لينام .
ليس الخطأ ان تقيم حفلة بمناسبة ربما هي الأجمل ولكن ما الخطأ أن تدعو عائلتك والمقربين من أصدقائك فقط .
للأسف فأن هذا الشيء معروف للجميع ولكنه لا يطبق , لانه اذا لم تدعو فلانا فإنه سيمقتك و يعاتبك الى يوم الدين لانك لم تبعث بدعوة اليه , و الشيء الغريب في الأمر ان الشخص ذاته يتمنى ان لا يدعى و بالتالي ان دعوته وان لم تدع فأنت المذنب .
– الزيارات السلبية :
للأسف فإن هذه الزيارات لا تكون في الغالب عن محبة بقدر ما هي رفع عتب او لكي ( لا يزعل فلان ) , او حتى نوع من أنواع المودة المصطنعة , ومن أمثالها الزيارة من اجل بناء بيت جديد او التسريح من العسكرية و الأمراض الخفيفة والنجاح في التاسع والبكلوريا .
ان زيارة المريض حق وخير وثواب ولكن أيعقل ان تزور كل من راجع طبيبا , والتسريح من العسكرية كانت زيارته حقا عندما كان العائد من العسكرية مولودا , يمضي فيها سنوات وسنوات و يعلم هل سيعود الى أهله ام لا , أما اليوم فقد أصبحت العسكرية شيئاً عاديا جداً , والشيء الجديد المبتكر هو زيارة المرء لانه نجح بالبكلوريا أو التاسع , جميل أن تشجع شخصا نجح بالبكلوريا والتاسع ولكن الأمر يبدو أصعب من ذلك بكثير عندما نعلم ان الراسبين قلة كثيرة مقارنة بالأعداد الضخمة للناجحين , ولكن الشيء الذي يدعو للسخرية ان التخرج من الجامعة او نيل شهادة لا تستحق الزيارة , ربما لم تبدأ هذه العادة بعد …
أما هدية البيت الجديد فهي فرض عين على كل جار وقريب وكل هذه الزيارات يجب ان تكون مرفقة بهداية , اغلبها شي لا ينفع الا ليكون هدية , فلا يستفيد منها الا البائع , الذي ربما يشتري الهدية ثانية من المهدى !!!
تصور مدى الوقت الذي يصرف على هذه المناسبات والحفلات , هذا الوقت الذي إذا جند لغير ذلك لأبرز لدينا طاقات هائلة وإبداعات خارقة , هذه من جانب أما من الجانب المادي فإن كمية النقود التي تصرف على المناسبات سواء بالهدية أو بالمصاريف الأخرى تعادل دخل العائلة لعدة شهور وأحيانا لسنة كاملة , طبعا هذه الكمية من الوقت أو من المال تتناسب مع حجم العلاقات الاجتماعية , فكلما كانت العلاقات الاجتماعية واسعة كانت ضياع الوقت والمال اكبر .
ومع تزايد العدد السكاني فأن المشكلة تتفاقم وخاصة ان أعداد الأعراس والناجحين والمسرحين يتضاعف كل سنتين أو ثلاث .
هذا الحجم الكارثي للمشكلة ليس مبالغ فيه ويدركه تماما من يعايش المجتمع .
أن علاج مثل هذه الأمراض يجب ان يتم من خلال توعية المجتمع قبل كل شيء وهذا يقع على عاتق المثقفين والأحزاب الكوردية , وتكون التوعية من خلال نشر روح التسامح في هذه المجالات , أي يجب تعاتب فلان لأنه لم يدعوك او لأنه لم يزرك في مناسبة لا تدعو للزيارة أصلا , بل اذا كانت الحبة موجود لما لا تكون الزيارات بالحالات العادية دون مناسبة وطبعا بشكل منهجي منظم .