الدكتور شمدين شمدين
جلسة حوارية نادرة ضمت لاول مرة مجموعة مختارة من المثقفين الكرد ووزيرة الثقافة السابقة ونائبة الرئيس الحالية، تمحورت حسب الانباء الواردة على السنة بعض المشاركين ،حول الثقافة الكردية واللغة الكردية ودورهما في إنماء التنوع الثقافي السوري ، وايا كانت الاسباب التي دعت الى هذه الجلسة الفريدة ،فإننا واثقون من الثقافة الواسعة التي تتمتع بها نائبة الرئيس ، كونها ظلت ولسنوات عديدة تتبوأ منصب وزيرة الثقافة والمسؤولة الأولى عن مختلف النشاطات الثقافية في البلد ،ولكن ولأسباب مجهولة ظلت الوزيرة تفتقد المعرفة الكاملة بثقافة جزء ليس بقليل من مكونات المجتمع السوري فالأكراد- وأتمنى أن يكون المثقفون الكرد قد اخبروا النائبة بذلك – مكون أساسي من مكونات هذه الأرض الخيرة ، ويعيشون في مناطق تذخر بالغنى التاريخي والحضاري الذي يجسد التلاحم والتضامن الموجود بين مختلف شرائح هذا الوطن
فالتاريخ يذكرالحوريين كبناة حضارة عظيمة ، ذلك الشعب الآري الذي بسط جناحه على رقعة واسعة من الشمال الشرقي للوطن السوري ، تشهد له بذلك التلال الأثرية ، واوركيش التي توارت لقرون تحت تراب كري موزا تتحدث يوميا عن هذا التلاحم ، وتقر إن بين الحوريين وبين الآراميين صلة وطن ،يحمي الجميع ويقر بحقوق الأخ قبل الذات ، كما هو مؤمل الآن أن يكون الولاء الوطني والتلاحم الأخوي عنوان كل المراحل التي يمر بها الوطن ، ولا سيما في مراحله الصعبة، وهنا أخشى أن لا يكون المثقفون الكرد قد ابلغوا النائبة المحترمة عن محمد سعيد ذلك الشهيد الكردي ، الذي أحب فلسطين حبه لسنابل القمح في ربوع القامشلي الخيرة، أحب تلال فلسطين لأنها تشبه كثيراً تلال الجزيرة ، ولأجل عيون فلسطين ولتحريرها من نير العدو الصهيوني الذي علمه والده ،إنهم غزاة اغتصبوا ارض الأقصى عنوة عن إرادة أهلها ،ولأجل عيون والديه ولصد الغزاة عن ارض محمود درويش ،أراد التطوع في جيش الوطن ، لكن الوطن لم يستوعبه لأنه أجنبي لا يملك بطاقة هوية رغم إن عمره ثمانية عشرة عاما وهو مولود في ارض الوطن ، وحينها لم يبغض وطنه ، ولم يدخل اليأس إلى قلبه ، فغادر إلى لبنان والتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،وعندما اجتاحت إسرائيل ارض لبنان الشقيق وقامت الطائرات الإسرائيلية بقصف موقع الجبهة ، اخذ محمد سعيد الكردي الأجنبي سلاحه الكلاشينكوف ليتصد للطائرات المغيرة ، لكن هذه الطائرات كانت سباقة في إطلاق قذائفها إلى قلبه ‘ فسقط شهيدا ، واستقبلته أمه بطلا وطنياً ، لتزغرد وهي تشم عبق دمه الطاهر الشريف ، بقيت صورة محمد سعيد معلقة في صدر بيته ، الذي مازال يئن في الشتاء من شدة البرد وتسرب المطر، ومازال أخوة محمد سعيد بانتظار بطاقات هوية بعد عشرين عاما على استشهاده .
ربما لا تعلم الوزيرة بهذه القصة التي تصلح لصنع ملاحم للبطولة والأخوة بين العرب والكرد في هذا الزمن الصعب، الذي تمر به كل دول المنطقة ، وربما غرق المثقفون الكرد في تبيان مواقفهم وإبداعاتهم ، وتناسوا هذه الصور والإبداعات الإنسانية التي تبين إن الشعوب لا تكره بعضها أبدا ، وان الأوطان تغتني بتعدد ثقافاتها ومكوناتها ، وان سوريا كانت دائما وأبدا ملتقى كل الحضارات ، التي أسست لكل هذا الإبداع البشري الذي يعم كل جهات العالم ، وربما بعد هذا اللقاء تسترجع السيدة النائبة بعض الذكريات الجميلة في تاريخ الوطن ،عن صلاح الدين ، وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة ، وتكتب بقلمها الشديد البلاغة بعضا من هذه الذكريات كملاحم تاريخية عظيمة في مشوار هذا الوطن ، الذي ظل التوافق والوئام رابطا يجمع كل القلوب المحبة للأرض والإنسان ، والعاملة بعيدا عن السياسات التي تفرق بدل أن توحد ، التي تنشر الخلاف بدل أن تنشر الحب والتوافق والتآخي ، هذه السياسات التي تجعل من الكردي غريبا في وطنه السوري ، ومن الثقافة الكردية الغنية بالحكم والمواعظ غولا ربما يلتهم التراث الآخر ، رغم إن معظم الكرد في هذه البلاد يعشقون و يتقنون فنون الكتابة باللغة العربية أكثر من إتقانهم للكتابة بلغتهم الأم ، التي ينبغي أن تعيرها السيدة نائبة الرئيس كل الاهتمام والرعاية ، فسويسرا لها ثلاث لغات رسمية وهي تعيش واقعا آمنا ومستقرا ، ومثلها الهند صاحبة التاريخ الديمقراطي العريق وصاحبة المئات من اللغات واللهجات ، ونحن هنا في هذا البلد الجميل والذي ناضلنا سوية ضد كل أشكال العدوان والامبريالية ، وكان الطموح بناء عالم خالي من التعصب والتمييز واللامساوا ة ، وكنا دائما نردد أننا وحركات التحرر العالمية في خندق واحد ضد أعداء حرية الشعوب والكرامة الإنسانية ، ومادمنا كنا كذلك ، وما زلنا ، فلما إلى الآن مازالت النائبة المحترمة تجهل تاريخ وثقافة شريحة كبيرة من أبناء وطنها؟ ولما لا تنزل ذات مساء لتحضر أمسية أدبية كردية في إحدى البيوت القامشلاوية ؟ لتعرف مدى صدق المشاعر والأحاسيس التي يبديها الشارع الكردي تجاه هذا الوطن الجميل، قبل المثقف الكردي الذي ربما لم يوصل الصورة الكاملة عن حقول الذهب في ارض التلال الذهبية التي ضمت بحب رفات الشهيد الكردي الأجنبي محمد سعيد وضمت إلى جانبه رفات عباقرة الثقافة والفن الكردي السوري كجكرخوين ومحمد شيخو وغيرهما الكثيرون.
فالتاريخ يذكرالحوريين كبناة حضارة عظيمة ، ذلك الشعب الآري الذي بسط جناحه على رقعة واسعة من الشمال الشرقي للوطن السوري ، تشهد له بذلك التلال الأثرية ، واوركيش التي توارت لقرون تحت تراب كري موزا تتحدث يوميا عن هذا التلاحم ، وتقر إن بين الحوريين وبين الآراميين صلة وطن ،يحمي الجميع ويقر بحقوق الأخ قبل الذات ، كما هو مؤمل الآن أن يكون الولاء الوطني والتلاحم الأخوي عنوان كل المراحل التي يمر بها الوطن ، ولا سيما في مراحله الصعبة، وهنا أخشى أن لا يكون المثقفون الكرد قد ابلغوا النائبة المحترمة عن محمد سعيد ذلك الشهيد الكردي ، الذي أحب فلسطين حبه لسنابل القمح في ربوع القامشلي الخيرة، أحب تلال فلسطين لأنها تشبه كثيراً تلال الجزيرة ، ولأجل عيون فلسطين ولتحريرها من نير العدو الصهيوني الذي علمه والده ،إنهم غزاة اغتصبوا ارض الأقصى عنوة عن إرادة أهلها ،ولأجل عيون والديه ولصد الغزاة عن ارض محمود درويش ،أراد التطوع في جيش الوطن ، لكن الوطن لم يستوعبه لأنه أجنبي لا يملك بطاقة هوية رغم إن عمره ثمانية عشرة عاما وهو مولود في ارض الوطن ، وحينها لم يبغض وطنه ، ولم يدخل اليأس إلى قلبه ، فغادر إلى لبنان والتحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ،وعندما اجتاحت إسرائيل ارض لبنان الشقيق وقامت الطائرات الإسرائيلية بقصف موقع الجبهة ، اخذ محمد سعيد الكردي الأجنبي سلاحه الكلاشينكوف ليتصد للطائرات المغيرة ، لكن هذه الطائرات كانت سباقة في إطلاق قذائفها إلى قلبه ‘ فسقط شهيدا ، واستقبلته أمه بطلا وطنياً ، لتزغرد وهي تشم عبق دمه الطاهر الشريف ، بقيت صورة محمد سعيد معلقة في صدر بيته ، الذي مازال يئن في الشتاء من شدة البرد وتسرب المطر، ومازال أخوة محمد سعيد بانتظار بطاقات هوية بعد عشرين عاما على استشهاده .
ربما لا تعلم الوزيرة بهذه القصة التي تصلح لصنع ملاحم للبطولة والأخوة بين العرب والكرد في هذا الزمن الصعب، الذي تمر به كل دول المنطقة ، وربما غرق المثقفون الكرد في تبيان مواقفهم وإبداعاتهم ، وتناسوا هذه الصور والإبداعات الإنسانية التي تبين إن الشعوب لا تكره بعضها أبدا ، وان الأوطان تغتني بتعدد ثقافاتها ومكوناتها ، وان سوريا كانت دائما وأبدا ملتقى كل الحضارات ، التي أسست لكل هذا الإبداع البشري الذي يعم كل جهات العالم ، وربما بعد هذا اللقاء تسترجع السيدة النائبة بعض الذكريات الجميلة في تاريخ الوطن ،عن صلاح الدين ، وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة ، وتكتب بقلمها الشديد البلاغة بعضا من هذه الذكريات كملاحم تاريخية عظيمة في مشوار هذا الوطن ، الذي ظل التوافق والوئام رابطا يجمع كل القلوب المحبة للأرض والإنسان ، والعاملة بعيدا عن السياسات التي تفرق بدل أن توحد ، التي تنشر الخلاف بدل أن تنشر الحب والتوافق والتآخي ، هذه السياسات التي تجعل من الكردي غريبا في وطنه السوري ، ومن الثقافة الكردية الغنية بالحكم والمواعظ غولا ربما يلتهم التراث الآخر ، رغم إن معظم الكرد في هذه البلاد يعشقون و يتقنون فنون الكتابة باللغة العربية أكثر من إتقانهم للكتابة بلغتهم الأم ، التي ينبغي أن تعيرها السيدة نائبة الرئيس كل الاهتمام والرعاية ، فسويسرا لها ثلاث لغات رسمية وهي تعيش واقعا آمنا ومستقرا ، ومثلها الهند صاحبة التاريخ الديمقراطي العريق وصاحبة المئات من اللغات واللهجات ، ونحن هنا في هذا البلد الجميل والذي ناضلنا سوية ضد كل أشكال العدوان والامبريالية ، وكان الطموح بناء عالم خالي من التعصب والتمييز واللامساوا ة ، وكنا دائما نردد أننا وحركات التحرر العالمية في خندق واحد ضد أعداء حرية الشعوب والكرامة الإنسانية ، ومادمنا كنا كذلك ، وما زلنا ، فلما إلى الآن مازالت النائبة المحترمة تجهل تاريخ وثقافة شريحة كبيرة من أبناء وطنها؟ ولما لا تنزل ذات مساء لتحضر أمسية أدبية كردية في إحدى البيوت القامشلاوية ؟ لتعرف مدى صدق المشاعر والأحاسيس التي يبديها الشارع الكردي تجاه هذا الوطن الجميل، قبل المثقف الكردي الذي ربما لم يوصل الصورة الكاملة عن حقول الذهب في ارض التلال الذهبية التي ضمت بحب رفات الشهيد الكردي الأجنبي محمد سعيد وضمت إلى جانبه رفات عباقرة الثقافة والفن الكردي السوري كجكرخوين ومحمد شيخو وغيرهما الكثيرون.