نظام البعث السوري يلعب بالنار

المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا

منذ الحرب اللبنانية التي لم تجلب لشعب لبنان سوى الدمار والمآسي ونظام البعث السوري يستخدم الأراضي اللبنانية كحديقة أمامية له يزرع فيها ما يشاء ويقطف فيها ما يشاء في نفس الوقت الذي يدعي أنه يعمل من أجل السلام وحسن الجوار وعلاقات دولية جيدة في المنطقة .

وهذه السياسة التي بناها الرئيس الراحل حافظ الأسد ظلت مستمرة في عهد نجله الدكتور بشار الأسد الذي أوتي به من قبل سدنة حكم أبيه لاستخدامه من أجل أغراضهم وفي مقدمتها الاثراء عن طريق بيع الأسلحة وتدريب الإرهابيين في معسكرات لبنانية وعقد الصفقات من وراء المنظمات المدجنة عن طريقهم مع دول الجوار.
وبمجرد أن تتوجه أصابع الاتهام نحو دمشق فإن حماة النظام وأقلامه المأجورة وفلاسفته المقربين يقولون: أنظروا ، هاهو الجولان السوري لاتستطيع ذبابة واحدة التسلل عبره للإساءة إلى إسرائيل، ولو كان الأمر بأيدينا في لبنان لجعلنا جنوبه جبهة متينة لاخطر يأتي منها إلى اسرائيل.
وفي الحقيقة فإن النظام السوري لا يزال موجودا في لبنان؛ حيث هناك خرق للسلام بين الحدود اللبنانية والإسرائيلية.

تلعب سوريا دورها المرسوم في إطار سياسة الإرهاب التي تتبعها ليس في مجال دعم فئة أو منظمة ما فحسب، وما العمليات العسكرية إلا دليل على سياستها الإرهابية وهي مستعده لقصف المدن الاسرائيلية؛ لكن من أراضي غيرها لتحويل المنطقة برمتها إلى ساحة حرب ضروس دون شعور بالمسؤولية أو اكتراث بمصالح الشعوب.

تفتح سوريا أبوابها لكل ما هو متعلق بالإرهاب من عمليات الخطف إلى التفجيرات في المدن والمطاعم والأسواق واغتيالات فردية وجماعية، ولكن بيد غيرها وعلى أراض غيرها مفتخرة بسلوك ذلك الطريق، وتمكنت من خلال ذلك حشر المحاولات الرامية إلى تحقيق سلام دائم وعادل في فلسطين في عنق الزجاجة..

كل محترفي القتل والاختطاف ومحبي الفتن ومثيريها يجدون في سوريا ملاذاً آمناً لهم، وكذلك سائر المنظمات والشخصيات والحركات التي ساهمت في قتل وذبح عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشعب العراقي وأججت نار الفتنة الطائفية وأباحت سفك دماء المواطنين الأبرياء منذ سقوط نظام البعث العراقي وحتى الآن.

والسوريون يعلمون جيداً أن سياسة حكومة البعث المستبدة بهم ستعود بخسائرعظيمة لبلادهم، إلا أنهم – كما يبدو- غير قادرين على تغيير هذه الحكومة وهذه السياسة ما دام المجتمع الدولي يتبع أسلوب تغيير السلوك عوضاً عن العمل المستمر في سبيل تحقيق الحرية والديموقراطية والسلام العادل في المنطقة.
إن المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا الذي يعمل ليكون مرجعية للشعب الكوردي في غرب كوردستان ليؤكد على أن سياسة احتضان الإرهاب، مهما كانت الذرائع قوية لممارسة سلوكياتها المرفوضة، تضر بالدولة السورية وبالشعب السوري قبل غيرهما من شعوب ودول المنطقة، كما أن المجلس يدين سياسة إثارة الفتن والقلاقل وزعة الأمن والاستقرار التي تتبعها نظام دمشق في بعض دول الجوار من أجل الاصطياد في الماء العكر.

ويدعو المجلس المجتمع الدولي إلى تغيير منهجه تجاه سلطة دمشق.

إن اتباع النظام الأسدي لهذه السياسة لها ضرر كبير على الشعب السوري وسيلحق به أذى كبيراً.

ونحن نرفض أن تجر سوريا إلى مشاكل أكبر منها ولاتجلب لها سوى الدمار.

وعلى سوريا أن تتعامل بموضوعية وواقعية مع كل من الحكومة اللبنانية الشرعية والرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل التوصل إلى حلول سريعة ولايقاف ما نجم عن حصار القوات الاسرائيلية للبنان قبل أن تحدث حرب كارثية وتتسع في المنطقة، تكون سوريا أهم ساحاتها وأشدها خسارة وأضراراً.
ما يجري الآن في لبنان بشكل خاص وفي هذه المنطقة بشكل عام، لهو دليل قاطع على الوجود السوري فيه وتحت ستار آخر وبصورة أخطر.
مرة أخرى نناشد المجتمع الدولي والعالم الحر من أجل تجنيب المنطقة وإنقاذ الشعب السوري وشعوب المنطقة شر هذه السلطة الغاشمة
واشنطن
14.07.2006
المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

نحن أبناء قبائل الملية وحرصا منا على وحدة الصف وتمسكا بقيم وتضحيات أجدادنا التاريخية التي دأبت على توحيد الكرد، فإننا ندين ونستنكر بشدة زج اسم عشيرة الملية في البيان الصادر والمعنون ب بيان الكتل السياسية والعشائرية والمدنية الكردية برفض وثيقة مؤتمر القامشلي والذي نشر بتاريخ ٢٨-٠٤-۲۰۲٥- والذي يرفض وثيقة مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي المنعقد في قامشلو بتاريخ ٢٦ نیسان…

بيمان حسين ما حدث في 8 ديسمبر من عام 2024، على قدر جماله وروعته، كان شيئا غير متوقع على الإطلاق. فحلم الانعتاق والتحرر من نير النظام القمعي كان حلما تطلب تحقيقه مهرا غاليا من التضحيات اللامتناهية. في أعرافنا وثقافاتنا، نربط الأشياء غير المفهومة بالقدرة الإلهية، ولكن في هذا الموضوع بالتحديد، هناك رغبات وقدرات أخرى غير إلهية كان لها التأثير الأكبر…

المهندسِ باسل قس نصر الله في زمنٍ مضى، كانتْ سوريّٞةَ تصنعُ رجالاً لا تصنعُهمُ ٱلظروفُ، بلْ يصنعونَ ٱلظروفَ ذاتَها. فارسُ ٱلخوريِّ كانَ واحداً منْ هؤلاءِ: معلماً، ومشرِّعاً، ورجلَ دولةٍ يعرفُ أنَّ الوطنَ ليسَ شعاراً يُرفعُ عندَ ٱلحاجةِ، بلْ عقدَ شرفٍ يُمارسُ كلَّ يومٍ. فارسُ ٱلخوريِّ لمْ يُعرفْ بطائفتِه ولا بمذهبِه، بلْ بسوريّتِه المطلقةِ. وقفَ في وجهِ الانتدابِ الفرنسيِّ،…

جلسة حوارية منظمة من قبل منصة ديفاكتو الحوارية حول مفهوم الإعلان الدستوري في سوريا في فندق الشيراتون . حاضر فيها الاستاذ أحمد سليمان نائب سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والأستاذ معن الطلاع مدير قسم البحوث العلمية في مركز عمران للدراسات و بتيسير من الأستاذ خورشيد دلي بمشاركة عدد من المثقفين و المهتمين بالشأن السياسي السوري. تمحورت الجلسة حول…