نارين عمر
عندما تدخلُ إلى مكتبِ المحامي لأوّل مرّة تخرجُ منه وأ!نت واثقٌ مليون بالمئة إنّ القضية التي أوكلتها إليه ستنتهي خلال أيّام وأنت مفعمٌ بالأمل والطموح, لِمَا يتمتّع به أغلبُ المحامين من اللباقة في الكلام والتعامل, والمجاملة الزائدة عن حدّها أحياناً ولكن بعد أن تتكرّر الزيارات ستندم على اليوم الذي دخلتَ فيه مكتبه فالسّاعة عند المحامي بمثابة يوم, واليوم شهر والشّهر سنة والسّنة دهر, وكأنّه يتعاملُ مع الزمن بساعةٍ صُنعتْ خصيصاً له لينظم عليه توقيته المغاير لمواقيت الآخرين هذا ما اتفق عليه معظم الذين اتصلوا معي وطلبوا أن أخصص هذه الحلقة للحديثعن المحامين.
في كلّ مرّة لا بدّ أن تكون جيوبك منعشة ومريحة فالقضية بحاجة إلى مصاريف, وسوف يحلفُ بأعزّ ما يملك إنه لن يحصل على
ما سُحِبَ من جيبك إلا القليل القليل, وربّما يؤكّد على تنازله عن أتعابه في قضيتك إكراماً للصّداقة أو القرابة أو المعرفة تماماً كالتاجر الذي يقسمُ بكلّ غال ونفيس للزبون إنّه لم ينلْ من البضاعة التي باعها له فلساً واحداً وبعد أنْ يخرج الزبون من عنده يضحكُ في سرّه ويقول:/ ماذا نفعل التجارة شطارة/ فقلتُ لبعضهم: إذا وجهتم مثل هذا الكلام للمحامي سيردّ على الفور وبلهجة الواثق من نفسه:
مجالُ عملي مختلفٌ تماماً عن مجالات أعمال الآخرين فالقرار الأوّل والأخير هو بيد القاضي, وبمدى مدى جاهزية الشّهود أو الأطراف الأخرى لحضور المحكمة في كلّ جلسة فردّوا بدورهم: نعرف كلّ هذا ونعلم أنّ إصدارالقرارات ليس بيده ولكن ما نريده منه تماماً أن يضع الموكل بالصّورة التي ستجري فيها الأمور, وبالمدة التقريبية التي ستستغرقها قضيته, وبالنسبة المئوية التي سيتحقق في إطارها نجاح قضيته أو فشلها.
فقلتُ لأحدهم لقد ذكرني كلامك هذا بما جرى بيني وبين أحد أطباء الأسنان المعروف بجديته ودقة مواعيده بعد فحصه لأحد أضراسي أكد على ضرورة قلعه من الجذور ولمّا تعذر عليه قلعه بالحسنى لجأ إلى العملية الجراحية وبعدالانتهاء من مهمّته الشّاقة طلب إليّ أن أزور العيادة بعد أيام ومدّدها إلى أيّام أخَرو…أخر وفي المرّ ة الأخيرة قلتُ له: يادكتور بالله
عليك أخبرني عن الموعد الذي سيطيب فيه الجرح وبإمكانك أن تشتغل في الضّرس ولا تفعل ما يفعله المحامي بنا وكنا وقتها قد سلمناه ملف قضية لنا متعلقة بالأرض فوعدنا بإنهائها خلال مدة أقصاها/15/ يوم, وفي كلّ /15/ يوم كان يعدنا بمثلهم حتى صرنا نخجل من أصحاب المحلات المجاورة لمكتبه لتكرار زياراتنا له وأخيراً قررنا ألا نراجعه وفوّضنا أمرنا للأجل غير المسمّى الذي سيحدّد أجل قضيتنا وبعد أن جاء أجلها كانت أمور أخرى هامّة قد فوضت أمرها للرفض والفشل والتعثر.
أحدهم قال: أراد أحد أقربائي في الخارج أن يغيّر اسمه لأسباب ما فأوكل مهمة ذلك لي بعد أن أخذته إلى أحد المحامين المعروفين بالصّدق والنزاهة وسافر قريبي متأملاً بالخير بعد أن أقسم له المحامي بتحقيق رغبته في غضون شهر واحد لا أكثر بل ربّما أقل وكما أسلفت أطال في عمر شهره لينمو ويكبر كلّ شبر بـ/ندر/ كما يقول المثل وتجاوز السّنة بعدّة أشهر وأشهر أخر حتى بلغ السّنتين, والمصيبة في ذلك والمضحك المبكي فيه إنّه ولما عرف أنّه يقيم خارج البلاد ضاعف مبلغ أتعابه إلى100% متذرعاً بحجة النمو الاصطناعي المبكر لشهره الذي حدّده, والمسكين الغريب المغترب ظلّ يتواصل معي ويصرف على اتصالاته التلفونية المبلغ الفلاني, وصار شغلي الشّاغل الرّكض والهرولة خلفه من مكان إلى آخر حتى فقدتُ الأمل مثل قريبي المسكين في إمكانية إنجاز هذه القضية الأشبه بقضايا عالمنا الثالث والغريب فقد الأمل بالحياة بعد ما فقد الشّراكة التي كان سيعقدها مع أحد أصدقائه الأغنياء المقرّبين
فهل تتطلبُ معاملةٍ كهذه كلّ هذه المدّة والمال واللعب بالأعصاب؟؟!!سامحه الله وأطال في عمر بالنا وهدوء أعصابنا.
قالتْ إحداهنّ: عندما تطلبُ امرأة الطلاق وتوكل المحامي بإجراء اللازم لا ينهيها إلا والزّوجُ المغضوب عليه قد خطب أخرى وأقام حفلةعرس مثيرة فخمةٍ وقضى شهر عسل مميّز وأنجب أطفالاً وتركها /لا معلقة ولا مطلقة/ ونيران الأسى والحزن تزداد لهيباً في
نفسها وقلبها والنزيفُ المتطاير من جروح كبريائها تقضي على كلّ جميل وسعيدٍ في حياتها ونفسها عدا عن الأمور غير القانونية التي يلبسها المحامي ثوب القانون بامتياز, والقضايا التي يجرّدها من شرعيتها وقانونيتها والناس المغلوبون على أمرهم لا يجدون من مفرّ
إلا اللجوء إلى أروقتهم والاحتماء بقانونهم كي ينجزوا قضاياهم الكبيرة والصّغيرة معاً ليتفرغوا لأعمالهم الحياتية العملية والشّخصية منها وليتفنّن هو بممارسةِ حرّيته القانونية وغير القانونية حسب القانون الخاص به الذي سنّه لنفسه بجدارةوحنكة.
خلاصة القول سيقول ما يقوله الدّكتور والصّيدلي والمعلم وغيرهم……..
الناسُ أحرار في ممارسةِ حرّيتهم كما يشاؤون ونحن لم نجبر أحداً على دخول مكتبنا قسرأ ورغماً عنهم.
ما سُحِبَ من جيبك إلا القليل القليل, وربّما يؤكّد على تنازله عن أتعابه في قضيتك إكراماً للصّداقة أو القرابة أو المعرفة تماماً كالتاجر الذي يقسمُ بكلّ غال ونفيس للزبون إنّه لم ينلْ من البضاعة التي باعها له فلساً واحداً وبعد أنْ يخرج الزبون من عنده يضحكُ في سرّه ويقول:/ ماذا نفعل التجارة شطارة/ فقلتُ لبعضهم: إذا وجهتم مثل هذا الكلام للمحامي سيردّ على الفور وبلهجة الواثق من نفسه:
مجالُ عملي مختلفٌ تماماً عن مجالات أعمال الآخرين فالقرار الأوّل والأخير هو بيد القاضي, وبمدى مدى جاهزية الشّهود أو الأطراف الأخرى لحضور المحكمة في كلّ جلسة فردّوا بدورهم: نعرف كلّ هذا ونعلم أنّ إصدارالقرارات ليس بيده ولكن ما نريده منه تماماً أن يضع الموكل بالصّورة التي ستجري فيها الأمور, وبالمدة التقريبية التي ستستغرقها قضيته, وبالنسبة المئوية التي سيتحقق في إطارها نجاح قضيته أو فشلها.
فقلتُ لأحدهم لقد ذكرني كلامك هذا بما جرى بيني وبين أحد أطباء الأسنان المعروف بجديته ودقة مواعيده بعد فحصه لأحد أضراسي أكد على ضرورة قلعه من الجذور ولمّا تعذر عليه قلعه بالحسنى لجأ إلى العملية الجراحية وبعدالانتهاء من مهمّته الشّاقة طلب إليّ أن أزور العيادة بعد أيام ومدّدها إلى أيّام أخَرو…أخر وفي المرّ ة الأخيرة قلتُ له: يادكتور بالله
عليك أخبرني عن الموعد الذي سيطيب فيه الجرح وبإمكانك أن تشتغل في الضّرس ولا تفعل ما يفعله المحامي بنا وكنا وقتها قد سلمناه ملف قضية لنا متعلقة بالأرض فوعدنا بإنهائها خلال مدة أقصاها/15/ يوم, وفي كلّ /15/ يوم كان يعدنا بمثلهم حتى صرنا نخجل من أصحاب المحلات المجاورة لمكتبه لتكرار زياراتنا له وأخيراً قررنا ألا نراجعه وفوّضنا أمرنا للأجل غير المسمّى الذي سيحدّد أجل قضيتنا وبعد أن جاء أجلها كانت أمور أخرى هامّة قد فوضت أمرها للرفض والفشل والتعثر.
أحدهم قال: أراد أحد أقربائي في الخارج أن يغيّر اسمه لأسباب ما فأوكل مهمة ذلك لي بعد أن أخذته إلى أحد المحامين المعروفين بالصّدق والنزاهة وسافر قريبي متأملاً بالخير بعد أن أقسم له المحامي بتحقيق رغبته في غضون شهر واحد لا أكثر بل ربّما أقل وكما أسلفت أطال في عمر شهره لينمو ويكبر كلّ شبر بـ/ندر/ كما يقول المثل وتجاوز السّنة بعدّة أشهر وأشهر أخر حتى بلغ السّنتين, والمصيبة في ذلك والمضحك المبكي فيه إنّه ولما عرف أنّه يقيم خارج البلاد ضاعف مبلغ أتعابه إلى100% متذرعاً بحجة النمو الاصطناعي المبكر لشهره الذي حدّده, والمسكين الغريب المغترب ظلّ يتواصل معي ويصرف على اتصالاته التلفونية المبلغ الفلاني, وصار شغلي الشّاغل الرّكض والهرولة خلفه من مكان إلى آخر حتى فقدتُ الأمل مثل قريبي المسكين في إمكانية إنجاز هذه القضية الأشبه بقضايا عالمنا الثالث والغريب فقد الأمل بالحياة بعد ما فقد الشّراكة التي كان سيعقدها مع أحد أصدقائه الأغنياء المقرّبين
فهل تتطلبُ معاملةٍ كهذه كلّ هذه المدّة والمال واللعب بالأعصاب؟؟!!سامحه الله وأطال في عمر بالنا وهدوء أعصابنا.
قالتْ إحداهنّ: عندما تطلبُ امرأة الطلاق وتوكل المحامي بإجراء اللازم لا ينهيها إلا والزّوجُ المغضوب عليه قد خطب أخرى وأقام حفلةعرس مثيرة فخمةٍ وقضى شهر عسل مميّز وأنجب أطفالاً وتركها /لا معلقة ولا مطلقة/ ونيران الأسى والحزن تزداد لهيباً في
نفسها وقلبها والنزيفُ المتطاير من جروح كبريائها تقضي على كلّ جميل وسعيدٍ في حياتها ونفسها عدا عن الأمور غير القانونية التي يلبسها المحامي ثوب القانون بامتياز, والقضايا التي يجرّدها من شرعيتها وقانونيتها والناس المغلوبون على أمرهم لا يجدون من مفرّ
إلا اللجوء إلى أروقتهم والاحتماء بقانونهم كي ينجزوا قضاياهم الكبيرة والصّغيرة معاً ليتفرغوا لأعمالهم الحياتية العملية والشّخصية منها وليتفنّن هو بممارسةِ حرّيته القانونية وغير القانونية حسب القانون الخاص به الذي سنّه لنفسه بجدارةوحنكة.
خلاصة القول سيقول ما يقوله الدّكتور والصّيدلي والمعلم وغيرهم……..
الناسُ أحرار في ممارسةِ حرّيتهم كما يشاؤون ونحن لم نجبر أحداً على دخول مكتبنا قسرأ ورغماً عنهم.
ومـــــــــــــــــا زال للحديث بقيّة……..