عبد الرحمن آلوجي
تعودنا في هذا الباب من النقد أن نركز على أصول النقد البنّاء و قواعده , ونماذجه التي تتجاوز هذه القواعد , بدافع الجهل بها , أو تجاهل واقع المنتقد تحقيقاً لغرض شخصي أو حزبي , أو هدف وراءهما , أو تحامل بحافز عنصري أو مذهبي , ليشمل هذا الباب منهجا تطبيقياً للنقد السياسي والفكري والإبداعي ليكون ذلك مساهمة في إضاءة جوانب الحق و قيم العدل ومبادىء أخلاقية ينبغي أن تكون في خدمة قضية إنسانية أو قومية منفتحة أو موقف فكري أو رؤية عقائدية من شأنها جميعا أن تكون منبرا اعلاميا للتربية و التثقيف و التوجيه و درساً بلاغياً لكوادرنا وأطراف الحركة كي تنتج متحدةً نهجاً علمياً واقعياً فيما ننقل من خبر أو نأخذ على موقف , محللين ومعبرين عن صحة ما نزعم..
دون أن نتعمد إلقاء الكلام على عواهنه , دون ضابط أو رادع يردعنا عن ارتكاب الأخطاء و خاصة إذا كانت هذه الأخطاء و تلك التحاملات متعلقة بمنهج فكري أو رؤية حزبية , أو قطاع عريض لا يمكن التحامل عليه , أو إخفاء الحقيقة عنها و خاصةً إذا كان الشهود يبلغون مرتبة التواتر…
ففي البيان الختامي الصادر عن مؤتمرنا العاشر- والذي شاركنا في معظم أعماله , خرج فيها رفاقنا بادعاءات لا سند لها , وخاصة مندوبي المؤتمر , فقد أشار البيان أن الرفيقين -عبد الرحمن و محمد سعيد – أقدما على أخطاء تنم عن تكتلات و تجميع للرفاق في المنطقيات و اشتراطات على القيادة بتحديد نسب مصدقة أو غير مصدقة مما يخلف قواعد النظام الداخلي , ويعجز عن تنفيذه الرفاق في القيادة كما أنّهما حاولا مع رفاقهم مندوبي المؤتمر إلى تغيير اسم الحزب و اسم جريدته المركزية بالإضافة إلى اتخاذ ذريعة تضمين نهج البارزاني الخالد في مناهج الحزب ليقاطعوا المؤتمر ترشيحاً وتصويتاً , ككلمة حق يراد بها باطل معتمدين في ذلك على خلفيات لا يكادون يعلمون عنها الكثير كما يزعمون جاعلين سبب الخروج من المؤتمر مجرد مزايدة على النهج مخفين نوايا أخرى كما يقولون…
إنّ أقل ما يمكن أن يقال عن هذا التحامل أنّه نقد غير منصف وغير بنّاء ولا يمت إلى الواقع بصلة و ينبو عن أبسط مبادئ النقد المنهجي , بل يدخل في إطار المهاترات التي حذرنا منها و تعهدنا ألا نرد إلا على الاتهام غير الوثوق و غير الواقعي ففي جلسات غير معقدة وبأسلوب
حضاري رفيع استطعنا أن ننجز عملية التوحيد بين طرفي البارتي في 7-3-2004 الذي كنا فيه الثقل المضاعف في معظم المناطق دون أن نحذف الهيئات المحلية حيث كان بإمكاننا أن نجعلها فروعاً في حين أنّهم شكلوا فروع ومنطقيات من رفاقهم و التي أثرت في نسبة المؤتمر, حتى إذا بدأت تباشير المؤتمر, ظهر هذا التباين في تفاوت نسبتي الطرفين لصالحهم مع حرصنا البالغ أن نخرج كفريق عمل واحد لكن الخروقات التنظيمية و التكتلات الشخصية بدأت تظهر أيضاً مما
جعل رفاقنا يفكرون في ضرورة الارتقاء إلى استحقاقات الوحدة ( في المؤتمر التوحيدي فقط )
أن تكون عليه نسبته مما دفع رفاقنا في الطرف الآخر إلى التهرب المطلق من هذه الاستحقاقات وما تعرضه من ضرورة حدوث توازن وتكامل في طرفي التوحيد الأمر الذي أدى إلى اشتراطات ونسب كان آخرها قبولهم بنسبة الثلث 5منا مقابل 10 منهم مع الفارق الكبير بيننا وبينهم حيث يعرف القاصي والداني أن تنظيمهم كان أقل بكثير من واقع نسبتهم هذه وقد أراد الرفاق بعد أن بدأت خروقاتهم تتوالى , وبدأت رياح تكتلهم تهب بطلب ضمان هذه النسبة غير العادلة أصلاً والتي رضينا بها أخيرأً لئلا تكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير دون أدنى فائدة ودخلنا رواق المؤتمر بدأت أعماله دون أن يتيحوا لنا المشاركة في إدارة أعماله (هيئة الإشراف ) مستخدمين العدد غير الطبيعي الذي خرجوا به إلى المؤتمر ولم نعتض على هذا الأمر أيضاً فقد كنا أشبه بجنود يأتمرون بأمر مجموعة من الضباط..
حتى إذا جاء اقتراح إضافة فقرة ( الاستفادة من نهج البارزاني الخالد ) قامت القيامة وبدؤوا يكيلون الاتهامات باعتبار هذا الأمر حجة للامتناع عن التصويت و الترشيح علماً أننا اشترطنا إدخال هذه الفقرة إلى منهاجنا ثم لم يعد الوضع التنظيمي مهماً لنا ودليلنا على ذلك توسل معظم رفاق المؤتمر لحل هذه القضية بكل الوسائل ولكن القائمين على الأمر أصروا على الرفض القاطع معلنين ذلك بأنهم سوريون ويعملون داخل سوريا مما دلّ على انحراف واضح عن خط البارتي ونهجه دون أن يكون ذلك من باب المزايدة و الحجة الزائفة كما يقولون , لأنّ الرفاق يدركون أن هذا النهج هو من ثوابت البارتي ومن صلب عقيدتنا النضالية , في وقت كان هذا النهج علما على نضالنا ورمزا من رموزنا مما جعلنا ننسحب من هذا المؤتمر دون أية بلبلة معاهدين على ألا نكتب إلا رداً وهذا ما حصل حيث بدؤوا باتهامنا اتهامات غير صادقة..
أما حول ما طرح لتغيير اسم البارتي فهو بعيد عن الحق , حيث طلبنا العودة إلى الجذر ( البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا ) حيث التسمية الأولى بدلاً من {الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)} حيث كان التدليل على هذا المصطلح علميا فالحزب يعني البارتي في مقدمة التسمية وأصلها فهو نص صريح على اسم الحزب دون تكرار فما حصل كان تعديل وليس تغيير…
ولم ينل هذا الاقتراح الذي اشترك فيه رفاقهم أيضاً الموافقة دون أن يثير أي خلاف لعدم إقراره.
أما اسم الجريدة فلم يطرح مطلقاً من قبلنا في أعمال المؤتمر وكل ما حصل أن أحد الرفاق يوماً طرح كلاماً كهذا في إحدى لقاءاتنا وهو أن جريدة (دنكى كورد ) يمكن أن تصحح ترجمتها العربية إلى صوت الكرد وليس صوت الأكراد وقد كان هذا عابراً.
وهكذا ألقي الكلام غلى كواهلنا دون دليل أو سند و دليلنا القاطع هو شهود المؤتمر وعليه فإنّ ما نقل كان تبريراً لموقف متهادٍ , وتحامل غير طبيعي علماً أنّنا خرجنا من المؤتمر و الدموع تذرف من عيوننا و كان الأجدى بهم أن يحافظوا على تعهدهم و يحترموا أقوالهم و ألا يفتحوا بابا سوف نغلقه لئلا يكون تكراراً لمهاترات سابقة غير متوازنة حدث في تاريخ الحركة , و أن يكون نقدنا في الجزء الصحيح غير الملفق , و الآخر المحلل تحليلاً علمياً صحيحاً , وكل ما نتمناه من رفاقنا ألا يعيدوا ارتكاب الخطأ نفسه , وأن نحترم أنفسنا وتعهداتنا و ألا نتجاوز قواعد النقد و أصوله ….