(البارتي) دورية جديدة انضمت مؤخراً الى قافلة الصحافة الكردية , أصدرتها هيئة الإعلام في منظمات الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) , باللغتين الكردية والعربية.
تألف العدد الأول من النشرة , من (12) صفحة , نقدم لكم فيما يلي استعراض سريع لأهم محتوياته :
تصدر الصفحة الأولى المقال الافتتاحي للعدد بعنوان : منظمات البارتي بين الموقع والهدف , ومقال آخر بعنوان : المعايير المعتمدة في سياسة سوريا الداخلية , وفي الصفحات الداخلية تضمنت العناوين التالية : (منظمات البارتي تحيي الذكرى العاشرة لرحيل الشهيد كمال أحمد درويش ورفيق دربه شيخموس يوسف – التفكير والعمل (النظري و التطبيقي) بقلم : ابن الجزيرة – سري كانيي بين الاستنجاد واللامبالاة).
أما القسم الكردي من العدد فقد تضمن المواضيع التالية :
– Wê kengî kirîfirotin bi nav û dengê navdar û nemirên me werê rawestandin ? (vejandina bîranîna (22) saliya koçkirina seydayê Cegerxwîn wek nimone) – Diyar Ehmed
– Rastî teale – Hêmin Mendanî
– Çend xortên nenas xelkên Dêrika Hemko xapandin – M – Emîn
– rayên arîşeyeka xwîndarî bi temamî hate birrîn
المقال الافتتاحي للعدد:
منظمات البارتي بين الموقع والهدف
يطرح بين الحين والآخر في اللقاءات والندوات والوسط الجماهيري والنخبوي سؤال مشروع ماذا تريده منظمات البارتي , وما هو طرحها , وأين توجهها وهدفها ؟! سؤال ينبغي توضيحه والإجابة عليه في ضوء إخفاق العملية الوحدوية بعد واحد وثلاثين شهراً من الانصراف إلى عمل توحيدي , عملنا من أجله , وحرصنا على إنجاحه , وتوفير مستلزمات هذا النجاح , وجعله بداية عمل وحدوي شامل لأطراف البارتي , والانتقال إلى وضع برنامج سياسي وتنظيمي يحدد آلية عمل مرجعي جديد , ومتوازن للحركة الكردية , لتكون في مستوى الأداء السياسي لمرحلة دقيقة ومتميزة , باتت تفرض نفسها , في مواقع السياسة الدولية والاقليمية , بما تترك بصماتها على منطقتنا بوضوح بالغ .
ان الجواب على السؤال بات ملحاً وضرورياً , حيث كان مطلقنا الأساسي الإيمان بشرعية النضال وفق قواعد النظام الداخلي وأسسه , وضرورة التقيد به , ورفع الغبن عن الرفاق في التحكم بالقرار , والفردية في طرحه , وتجاوز الأسس الديمقراطية في أي عمل من شأنه تخريب العلاقة بين القاعدة التنظيمية العريضة وإرادتها الديمقراطية , وبين المركز المتمثل في إملاء القرارات , والخروج بها بمعزل عن التدقيق والمراجعة والتحقيق المتوازن والنزيه , للوصول عبر هيئات الحزب ومنظماته إلى صيغ قانونية مقبولة , مما أوقعنا في دوامة من الإرباك , وتعطيل الشرعية , والتجاوز عليها في قرارات فوقية تجلت في تجميد الانتخابات , وتوقيع عقوبات وإجراءات فردية بدءاً من 9/7/2003 , وما تلاها , من ضرورة الالتزام بقرارات لم ترجح أدنى وجه للشرعية الحزبية , الأمر الذي أفرز طاقة تنظيمية اكتسبت طابع الدفاع عن القيم الحزبية , والمرجعية التنظيمية , في طابع احتجاج نظامي تجسدت في توجهات مدروسة ونظامية منذ الشهر التاسع لعام 2003 , وما تلا ذلك من رسائل ولقاءات ووفود , لم تجد أثراً لها إلا في مزيد من التعنت والاستعلاء والإعراض..
في الوقت الذي كانت تتصاعد النبرة في ضرورة توحيد صف البارتي , ولم شمله وبناء قاعدته التنظيمية على أسس وحدوية جديدة , وهو يمثل الدور البارز والأهم لرفاقنا في منظمات الحزب , حيث كان على رأس كل المبادرات الوحدوية وقوة دفع أساسي لها كان وراءها حلفاؤنا وأصدقاؤنا مما دفعنا إلى التوحد بعد حوارات مباشرة ووثيقة نظامية مع الطرف الآخر (الأستاذ نصرالدين) في السابع من شهر آذار 2004 , ليكون ذلك بمثابة بناء للقاعدة , والانطلاق منها إلى وحدة تنظيمية شاملة مع طرف الأستاذ محمد نذير , وما بذل من جهد في هذا المجال كان إلى يومنا هذا دافعاً أكيداً لتوجهات منظماتنا وكوادرنا إلى تتويج المبادرة الوطنية والقومية بإنجاحها ووضع قواعد مدروسة لها كما تجلى هذا الموقف الايجابي في حرصنا البالغ على إنجاح العلاقة مع رفاقنا في الوحدة الديمقراطي الكردي على مستوى تنسيق العلاقة ودفعه إلى الحوار الوحدوي الجاد , إلا أن إخفاقنا في الجانب الأول , بعد تحملنا الأمرين جراء الانكفاءات والتردد وعدم إنجاح المسعى الوحدوي الأول , والوقوع في مطب التراجع الحزبي , وارتكاب الأخطاء والخروقات , والوصول بنا إلى صيغ تعجيزية , والزج بنا في إطار لا تراجع عنه من حيث تجاهل رفاقنا ومحاولة اتخاذ كل السبل للتنكر لاستحقاقات الوحدة , والاستعلاء عليها , وخرق قواعدها بتأجيل انعقاد المؤتمر المتفق عليه في مدة لا تتجاوز ستة أشهر إلى واحد وثلاثين شهراً , وما تلا ذلك من خروقات لا تعد ولا تحصى لتجعل حصيلة ذلك تحولاً في الأغلبية لصالح الأقلية , والتحكم السافر بأعمال المؤتمر وقراراته , والهروب من ثوابت البارتي ونهجه الوطني والقومي , وعدم الإقرار به في دستور الحزب ومنهاجه السياسي , ليكون ذلك بمثابة امتحان عملي لهم , أثبت ابتعادهم عن خط الحزب وثوابته ..
مما جعل هذه المنظمات بما تملك من طاقة مؤثرة , وقوة فاعلة , وإخلاص منقطع النظير أمام عجز رفاقنا عن تحمل المسؤولية التاريخية في استيعاب هذه الطاقة , وطموحاتها وإمكاناتها الوطنية والوحدوية , تجد نفسها أمام تحديات جديدة , وهي تصطدم بهذا الفريق في تعنته وخروجه على قواعد الالتزام ونصوص الوثيقة الوحدوية , والآخر الذي بات يواجه حالة جديدة من انعدام الوزن , والتنكر لاستحقاقات الوحدة , هذه التحديات التي برزت في ضرورة الارتقاء إلى مستوى المرحلة , والتبني لنهج البارتي وثوابته وقيمه والانطلاق منها للحفاظ على تماسك هذه القواعد وقيادته وانتخاب لجنة قيادية تشرف عليها إدارياً وإعلامياً و سياسياً , وتعصمها من البعثرة وتبديد الطاقة , وزجها في حالة تحدٍ واضحة لتعبر بقوة ووضوح وشفافية عن خط الحزب وقناعاته المبدئية , وحرصه البالغ على وحدة تنظيمية عادلة مع طرف البارتي المنخرط في الجبهة , دون إعادة للأخطاء التي ارتكبها الآخرون , واعتماد صيغة عملية ومبدئية ومتوازنة وعادلة , للحفاظ على قيم الوحدة واستحقاقها المطلوب , بما يرضى الحالة الواقعية لمنظمات تحتفظ بوجودها وحيوتها وقدرتها على التصدي لضرورات المرحلة , وفهم أدق ملامحها , والسهر بمبدئية على خطها النضالي الواضح والمتفاعل مع الحدث بدقة بالغة , وإدراك حقيقي لدورها وهدفها الاستراتيجي المطلوب , لرفع أسس الشرعية وبناء رؤية عقائدية متوازنة , والتوجه بعمق ووضوح ومبدئية إلى توحيد البارتي , ونقله من حالة التعويم والتقوقع إلى حالة المواجهة الفاعلة , والتصدي لعمل نضالي مبرمج وممنهج يسعى إلى بناء حياة تنظيمية وسياسية متوافقة مع ملامح هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة وتمر بها سوريا , في هذا الوقت الذي ستلزم وضوح الهدف , ودقة الأداة , وقوة التنظيم , للرقي إلى خدمة قضايانا المبدئية والعادلة , وهو ما تتوجه إليه منظماتنا بمبدئية بالغة , ووضوح كامل , وتوجه وحدوي فاعل وأصيل , يعطي للبارتي تألقه , ويهبه الاحترام , ويعيد إليه هيبته , ويرقى به من كل أشكال التعنت والفوقية والقرارات المتعجلة , والتي نأمل أن يلحظها المراقبون والوطنيون المشاركون والمتابعون لعملنا الوحدوي وتوجهنا الشفاف في هذا المجال , والذي شكل أحد العوامل الهامة لتهرب رفاقنا من استحقاقات الوحدة.
هذا هو موقع منظماتنا وتلك هي أهدافه المرجوة .