هل تتخلى أمريكا عن الكورد ؟؟!!

الدكتور صلاح الدين حدو

 الكورد والمتغيرات الدولية
إن الانعطافة الأخيرة في مجريات السياسة الدولية إزاء الشرق الأوسط حرَكت مؤشر بورصة التخوف لدى بعض الشارع الكوردي وأعادته بالذاكرة إلى صدمات الألم التي تلت ترك المجتمع الدولي للكورد من دون  غطاء سياسي ليواجه المجازر  من محتليه كردٍ منهم على جرأته في التفكير بتنشق نسمات التحرر عندما كانت تتاح له في خضم تقاطع المصالح الدولية الوقتية مع تلهف الشعب الكوردي لتلقف تلك النسمات التحررية ، كما حصل اثر اتفاقية سيفر 1920 وما تلاها  من مجازر اثر سحق ثورة الشيخ سعيد بيران، وانتفاضة سيد رضا  في دير سم في كوردستان الشمالية .

وانهيار جمهورية مهاباد اثر اتفاقية الغاز والنفط بين إيران وبريطانيا والسوفييت في شرق كوردستان .

واتفاقية الجزائر 1975 وما تلاها من تنكيل بالشعب الكوردي في جنوب كوردستان وصولا إلى الهجرة المليونية ،  و تراجع الأسرة الدولية إبان تحرير الكويت عن إسقاط نظام الطاغية في عام 1991 .
إن اللعبة السياسية العالمية آو لعبة تصارع المصالح في ساحة صراع  المحترفين  البعيدة كل البعد عن أخلاق الفروسية ، هي أقرب ما تكون إلى حلبات الكوليسيوم  أيام بعض أباطرة روما  ،  الذين كانوا يتسلون  ويتلذذون بجولات  حلبة الموت  .

تلك اللعبة  تجعل الضياع الطريق الأوحد المتاح أمام الهواة و السذج و غشماء السياسة الدولية ممن لا يملكون المعرفة العلمية باصول اللعبة وغير المدربين على خوضها لافتقار آليات التحضر لها.أو لافتقارهم إلى الثوابت النضالية المنبثقة عن رؤى وتطلعات  الشعوب التي تُخرج من يُؤتمنُ على تمثيلها ويمتلك الآليات الخارقة للمقارعة في  صرا عات كهذه .
هل سيخلى الغرب وأمريكا بالكورد ؟؟؟؟؟ كما يحلو لساسة تركيا ولأيتام الديكتاتورية البائدة من ُسنَّة الوقت الضائع القول والتمني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل حقيقة يخشى الكورد ذلك ؟؟
كي نجيب على هكذا تساؤل لا بد في البداية من تقييم علمي لأوضاع الكورد وإضاءة النّير وتسليط الضوء على المعتم .
شمال كوردستان :

 

إن المتابع لتطورات النضال في شمال كوردستان سيجد إن الشعب الكوردي  استطاع التغلب على ذاته للمرة الأولى في التاريخ ، فقد حمل أعباء الصراع كوكبة من خيرة أبنائه استطاعوا انتزاع الاعتراف بوجود الكورد من بين أنياب الذئب الطوراني الذي نشأ على عقلية الطورانية المستمدة من إنكار كل ما هو غير تركي .

و تميز النضال اثر انطلاقة حزب العمال الكوردستاني الذي جسَّد عبر تاريخ طويل من التضحية ونكران الذات التي سلح بها أعضاءه  و المبنية على أسس ومنهج علمي في قراءته للواقع الكوردي في شمال كوردستان ،  وقدرته على التغلب على ذاته في شجاعته بالاعتراف بأخطائه والعمل على إصلاحها  لاحقا و قبوله  مبدأ الحوار مع باقي الحركات السياسية الكوردية في تركيا  ، استطاع تجييش قسم كبير من الشارع الكوردي في ذلك الجزء لأول مرة في التاريخ أتبعها ببناء أحزاب ومؤسسات مدنية وثقافية واقتصادية تعنى بالشأن الكوردي وتمارس نضالاتها على كل الجبهات الداخلية والخارجية .

مستمدين القوة من تمثل تطلعات الشعب الكوردي والمضي في طريق امتلاك الآلية السياسية والإعلامية المحترفة ومستلزماتها قدر المستطاع .

واستفادوا في نضالهم من كل الظروف المتاحة بدءاً من الصراع التركي السوري على لواء اسكندر ون ومياه الفرات إلى إتِّباع الفكر اليساري في عالم القطبية المزدوجة إلى تنشيط مؤسسات المجتمع المدني البديلة من وراء الستار في عالم القطب الأوحد ، حتى بات دخول تركيا إلى أوروبا متوقفا على حلها للمشكلة الكوردية .وكان لفشل رهاناتهم الإقليمية الحافز الأكبر في ابتعادهم عن رهانات القوى العظمى المرحلية .

جنوب كوردستان :

 

 إن مصدر القوة  في هذا الجزء يكمن في القدرة الفائقة على  إبقاء جذوة النضال متقدةً رغم كل النوائب والمحن والمجازر التي مر فيها الشعب الكوردي في هذا الجزء عبر تاريخه ، فقد فرضت الأقدار على عائلة البارزاني المناضلة شرف حمل العبء وقيادة النضال بدءاً من الشيخ عبد السلام وأحمد البارزاني وصولا إلى الزعيم الخالد الملا مصطفى البارزاني الذي استطاع إحداث نقلة نوعية في النضال الكوردي  توََجَه بانتزاع مكتسب تاريخي و للمرة الأولى في تاريخ الكورد الحديث  ألا وهو الاعتراف الدستوري بحق الكورد كثاني قومية في البلاد  إبان حكم الزعيم العربي عبد الكريم قاسم في العراق ، وإليه يعود الفضل في إطلاق القضية الكوردية نحو العالمية رغم الافتقار للكادرية الإختصاصية العلمية  اللازمة بالحجم والمستوى المطلوبين في تلك الفترة  ، و التي مهدت ليتلقى الكورد ضربة مؤلمة في الظهر عندما أوعزت  أمريكا لحليفتها إيران إغلاق الممر الوحيد لإمداد الثورة الكوردستانية عبر الأراضي الإيرانية إثر اتفاقية الجزائر سيئة الصيت التي تنازلت فيها حكومة البعث اليميني في العراق عن إقليم عر بستان لصالح أطماع إيران وأعطت حكومات النفط في الخليج امتيازات مغرية للشركات الأمريكية على أراضيها .

إن مخيلة معظم الكورد ما تزال تتذكر وبمرارة كلمات وزير خارجية أمريكا السيد هنري كيسنجر في رسالته الشهيرة للبارزاني الخالد بأنه لا مكان للعواطف وأخلاق الفرسان في السياسة .

إنَّ هذه الرسالة وعبر تحريضها السلبي كانت السبب المباشر في توجيه اهتمام القيادات الكوردية اللاحقة نحو حتمية امتلاك لغة التخاطب السياسي العالمية عبر تهيئة الكوادر المختصة أكاديميا في منابع  دراسة العلوم السياسية في العالم  ، والذي ساهم فيما بعد بالبدء في مشروع تحويل الأحزاب الكوردية من تجمعات عاطفية عشائرية إلى هيكلية تعتمد المؤسسات الإختصاصية قدر المتاح في نضالها ، مما ساهم في ردم الهوة مع العالم المتمدن وفتح الباب لدخول القضية الكوردية إلى المحافل الدولية ومؤسسات المجتمع المدني فيها ، و التي كان لها الفضل الأكبر في الضغط على حكوماتها  في تبني قرارات سياسية  تخفف من المعاناة التي يعيشها الشعب الكوردي ، مثل قرار حظر الطيران العراقي بين خطي العرض 33-36 عقب انتفاضة 1991 وكان النقل التلفزيوني العالمي للهجرة المليونية للشعب الكوردي تخوفا من بطش طاغية العراق العامل الحاسم في تهيئة ضغط تلك الشعوب على حكوماتها لإصدار تلك القرارات .
وقد ساهمت العوامل السابقة مجتمعة في المصالحة التاريخية بين الحزبين الرئيسين في جنوب كوردستان و الذي مهَّد لتشكيل الحكومة الفدرالية في كوردستان العراق وما تلاها من الرؤية الواقعية للأحداث المتمثل في تمسك الكورد بفدرالية العراق الموحد ودورهم الوطني الكبير في التخلص من الديكتاتورية وبناء العراق الجديد .

شرق كوردستان :
يتمتع هذا الجزء بمكانة عاطفية كبيرة لدى الشعب الكوردي لاحتضانه فكرة نشوء الحزب الأول –  الحزب الديمقراطي الكوردستاني  –  وانطلاقة أول جمهورية كوردية في التاريخ الحديث  ، ورفرفة آلا رنكين كعلمِ دولة للمرة الأولى .
إلا أن تقاطع المصالح الدولية مع الدول الإقليمية المحيطة وغياب الهيكلية السياسية  العلمية في الجمهورية الفتية مكََّن الحكم الشاهنشاهي الإيراني من الانقضاض على الجمهورية الكوردية الفتية وبشكل وحشي ، وأَسدل ستارا أسود على الشعب الكوردي في ذلك الجزء استمر حتى انهيار نظام الشاه المقبور على يد نظام الملالي الاسلامي في عام 1979م الذي رفع الحظر الموجود على اللغة الكوردية جزئيا
إلا أنَ تفتح الوعي الكوردي قابلته حكومة الملالي  الرجعية بسلسلة من العمليات الإرهابية بحق قادة وكوادر الحزب الديمقراطي الكوردستاني – إيران واغتالت يدهم المجرمة قيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني  الدكتور عبد الرحمن قاسملو في النمسا والدكتور صادق شرف كندي وأربعة من رفاقه في ألمانيا  ، كما  يجب إضافة اسم الشهيد سعيد يزدان به ناه ، مؤسس حزب حرية كوردستان، الذي اغتيل في 19.09.1991 في مدينة السليمانية بجنوب كوردستان من قبل عملاء إيران المأجورين،  فتراجع العمل النضالي الكوردي نتيجة القمع والإرهاب .

إلا أن تواجد حزب العمال الكوردستاني في المثلث الحدودي وتنامي شعور العداء من أنصاره تجاه أمريكا وحلفائها بعيد المؤامرة الدولية في خطف القائد عبد الله أوجلان خلق نوعا من التناغم يتماشى مع عداء نظام الملالي مع ما يسمونه الشيطان الأكبر ( أمريكا ) ، واستغل أل pkk هذه الفسحة من غض النظر وكثف نشاطه الإعلامي والسياسي بين الشعب الكوردي هناك   وأنشأ حزب الحياة الحرة ليعنى بشؤون الكورد في إيران ، إلا أن سقوط النظام الديكتاتوري في العراق وما صاحبه من شرعنة فدرالية إقليم كوردستان وتنامي الشعور القومي الكوردي وإشعاعه جعل دول جوار العراق تتنادى للعمل على كبحه والحد منه وبدأت عمليات التنسيق التركي الإيراني تأخذ طابعا عسكريا في مواجهة قوات حماية الشعب الكوردستانية ، وبدأت موجة المواجهة مع الأمن الإيراني نتيجة حملة الاعتقالات والتنكيل بين أعضاء وأنصار حزب الحياة الحرة تأخذ طابعا جماهيريا ، وارتفعت وتيرة المواجهة اثر إطلاق الأمن الإيراني الرصاص الحي على المدنيين الكورد مما أدى لسقوط ثمانية شهداء من النساء والأطفال في مدينة ماكو .

ويجدر أن لا ننسى دخول لاعب جديد إلى الساحة السياسية  الكوردية في شرق كوردستان وهو السيد علي قاضي نجل الشهيد قاضي محمد كرئيس لحزب حرية كوردستان بعد عمر طويل قضاه بعيدا عن الحزبية .

غرب كوردستان :
لعل صفة الحاضن هي أبلغ تعبير عما تميز به نضال هذا الجزء تجاه الأحزاب والحركات الكوردستانية فقد أخذ على عاتقه منذ الانطلاقة السياسية الأولى  عام 1957 والمتمثلة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا ( البارتي ) وما تلاه من ولادات ،  أن يكون الرقم السهل الممتنع في رفع وتيرة النضال للأحزاب الكوردستانية وخاصة في جنوب وشمال كوردستان وذلك بالعمل على تأمين احتياجاتها اللوجستية والطبية ، إلى رفدها في الزمن الصعب بكوادر سياسية وعسكرية كان لها الفضل الأكبر في انطلاقتها أو إعادة الانطلاق .

ولعل طغيان صفة الحاضن كانت السبب وراء تهمة التبعية في النضال لتلك الأجزاء على حساب إهمال النضال الوطني في الداخل ، و التي استثمرها الشوفينيون العروبيون كذرائع فيما بعد لسلسلة من الإجراءات الاستثنائية بحق الشعب الكوردي في هذا الجزء بدءا من الإحصاء الاستثنائي  عام 1962 والذي جرد بموجبه أكثر من مائة وعشرون ألفا من الكورد من هوياتهم السورية ، ثم  أتبع بالحزام العربي سيئ الصيت الذي وزعت بموجبه أراضي الفلاحين الكورد على عرب الغمر الذين جرى استقدامهم بموجب مخطط يهدف إلى تغيير الهوية الديمغرافية للمناطق الكوردية .

وقد تحمَل الشعب الكوردي في هذا الجزء وعن طيب خاطر فاتورة تبعات علاقات الأحزاب الكوردستانية ( من جنوب وشمال كوردستان ) مع السلطات السورية والتي تمثلت في تأخير حراكه السياسي الداخلي على المستوى الوطني لرفع الغبن المفروض على كاهله .

إلا أن صدمة آذار 2004  وما خلَّفته من آلام على  المستوى المادي والمعنوي للشعب الكوردي في سوريا أسقطت ورقة التوت الأخيرة التي كانت تتستر خلفها الأحزاب الكوردية في الداخل وجعلتها تنكشف أمام داخلها قبل انكشافها للشارع الكوردي المصدوم ، على أنها أسماء مكررة لبرامج تصل في حدها الأقصى إلى ثلاثة مستويات  .

يفتقر معظمها إلى آليات العمل السياسي العصرية لافتقادها الهيكلية المؤسساتية و الكادرية الإختصاصية العلمية ، والتي تعزى أسبابها لغياب أجواء العمل السياسي بسبب سياسة الأحكام العرفية وقانون الطوارئ والحزب الواحد من جهة وسيطرت عقلية الو لاءات الشخصية والمزاجية وساسة الفطرة على عمل الأحزاب الكوردية  من جهة أخرى .

إلا أن الجانب الايجابي لصدمة آذار 2004 يكمن في أن دماء الشهداء والجرحى وآهات المعتقلين الكورد صارت جواز السفر لعرض معاناة الشعب الكوردي في سوريا على طاولة البحث على المستوى الحكومي في سوريا وعلى المستوى الشعبي والرسمي الكوردستاني والعالمي كل حسب رؤيته ومصالحه .

النتيجة  :
بعد هذا التقييم المقتضب نجد أن الشعب الكوردي في البلدان التي ألحق فيها قسرا ” لم يكن يوماً جزءاً من المشكلة بل هو أساس الحل “.
وإن قضية الشعب الكوردي استطاعت وعبر أنهار من دماء شهداء الحرية الكورد فرض أجندتها على طاولة البحث العالمية مستفيدة
من نظام العولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة ، تستنكر مؤسسات المجتمع المدني فيه وترفض هذا الكم الهائل من المجازر بحق الكورد وذلك انطلاقا من :
1- إن اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت كوردستان إلى أربعة أجزاء وألحقتها بالدول المجاورة التي هي بدورها كانت متأذية من تلك الاتفاقية ،و لم تستطع تلك الدول التعاطي مع المسألة الكوردية بشكل إنساني وإنما تقمّصت دور محتليها السابقين وحاولت طمس الهوية الكوردية ومحاولة صهرها في بواتقها القومية مستخدمة كافة الأساليب اللا إنسانية في ذلك ، رغم دور الكورد الفعال في عملية بناء تلك الدول .
2- إن مخطط سايكس بيكو والذي لم يكن لشعوب المنطقة يد فيه.

كان  يهدف إلى إقامة كيانات كبيرة وغير مستقرة بعكس المخطط الدولي المطروح حاليا والذي يهدف إلى إقامة كيانات صغيرة ومستقرة بهدف زيادة استهلاكية المجتمعات كي تظل دوائر الإنتاج الغربي مستمرة في الإنتاج وتصريفه  .
3-  لعل أكثر الصفات إشراقا والتي ميزت الشعب الكوردي عبر تاريخه المؤلم هي ابتعاده ونبذه للإرهاب و استهداف المدنيين  رغم كل المجازر التي ارتكبت بحقه ،
4- استفادة قادة الكورد من عِبَر  التاريخ وعدم الوقوع  في أحابيل لعبة السياسة الدولية واستمرارهم   في النضال لامتلاك آليات السياسة العلمية والاعتماد على ثوابت الشعب الكوردي وآماله .

ولعل ذهاب السيد الرئيس مسعود البارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان على رأس وفد كور دستاني حكومي مخضرم إلى بغداد بمبادرة خلاَقة منه لكبح جماح بوادر الحرب الطائفية والأهلية ، رغم أذية وتجني البعض منهم في وصفهم للكورد بإسرائيل الثانية وتهديد البعض الآخر للكورد بالعقاب عند ” التئام يدهم المكسورة ” من جهة ، ومبادرة القائد عبد الله أوجلان في وقف المعارك من طرف واحد والدعوة لحوار السلام رغم تنكيل اللاظ المدعومين من حزب دنيز بايكال  والتوركشيين بالعمال الكورد في مناطق البحر الأسود من جهة ثانية .
إن كل هذه المعطيات تجعلنا نؤكد أن القضية الكوردية مطروحة وبقوة المجتمع الدولي والداخلي للحل ، ولكن على عاتق كل جزء من أجزاء كوردستان تقع مهمة متابعة تحصيل آليات السياسة العلمية وتقويتها  ، وإتباع أساليب الحل السلمي والدعوة له كلما لاحت البوادر في الأفق ، والبعد عن الإرهاب و المشاركة قدر الإمكان في تجفيف منابعه  .

عفرين 2006

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…