جبهة الخلاص.. والقضية الكردية في سوريا

كاوى رشيد

 

مقدمة
لم يكن خفيا على المواطن السوري, ان المعارضة السورية كانت تفتقر الى ركائز اساسية لتكون قادرة على مواكبة التغير الجاري في العالم .

وبالرغم من عقد وبناء تحالفات هنا وهناك, ولكنها للأسف لم تكن بمقدورها حتى بناء الركيزة الأولى لأية قوة تريد البقاء والنضوج في عملية المعادلات الصعبة في المنطقة وذلك:
1 ـ عدم وجود برنامج عمل كامل.
2 ـ عدم وجود ألية عمل أو حتى التفكير بها .
3 ـ الأفتقار الى القنوات المالية والأعلامية الكافية.
4 ـ عدم وجود خطاب سياسي واضح أقليميا أو عربيا أو أسلاميا وحتى للقوى العالمية الكبرى.
5 ـ صب كافة المؤتمرات غضبهم في بيان ختامي يشرحون فيه المباح والغير المباح بحيث يفهم العدو قبل الصديق مدى قدرات المؤتمريين , مما كان يدل على نقص الوعي السياسي لحجم المعادلات السياسية في العالم .
وعدم ايجاد معارضة بمعناها المؤسساتي كان سببا في اطالة عمر النظام وأمكانية عقدها لصفقات مع أمريكا وأوربا على حساب عدم وجود بديل أخر للنظام في سورية, وقد أستفاد النظام فعلا منذ بداية التسعينات وحتى الأن .

جبهة الخلاص الوطني في سوريا

يعتبر تأسيس جبهة الخلاص الوطني في سوريا الأول من نوعه, من حيث برنامجه, وأليات عمله, وخطابه السياسي الشفاف .
وتأسيسه جاء في مرحلة حساسة جدا يحتاجها السوريين بكل قواها القومية والوطنية كونها تعبر عن:
1 ـ المستوى المرموق في الحوار الكردي العربي القوميتان ألأساسيتان في البلاد على المستوى الوطني.
2 ـ التفاعل مع المعارضة الوطنية الديموقراطية التي تؤمن بالعمل الجماعي السلمي من أجل التغيير والاصلاح واعادة بناء سورية.
3 ـ وجود قاعدة واسعة لها في داخل الوطن.
4 ـ القبول العالمي والعربي والأقليمي لها وبأعتراف رأس النظام شخصيا بوجود دعم دولي لها .

جبهة الخلاص والقضية الكردية

 لقد كان الفهم لوجود قضية كردية في سوريا, تشكل أزمة حقيقية للكثير من قوى المعارضة العربية السورية, وخاصة من البعثيين والأخوان المسلمين, بالرغم من الخطاب الكردي السوري الواضح الداعي لوحدة البلاد, والعمل الى جانب كافة القوى الوطنية في البلاد, والعيش معا في سوريا ديمقراية لكل السوريين .
ان جبهة الخلاص أستطاعت بالتأكيد كسر حاجز الصمت الذي كان قد عزل أذان لم تكن تريد أن تصغي لعدالة القضية الكردية في سورية, وخاصة من البعثيين.

الذين كانوا ومازالوا الداء في سوريا تحت غطاء شعارات باتت بالية, كسورية عربية وقلعة الصمود العربي, والى ذلك من أطروحات قي سبيل أنشقاق الصف الوطني السوري .
أن قوى جبهة الخلاص عبر وجهة نظرها للقضية الكردية في سوريا من خلال بناء سوريا الجديدة, سوريا لكافة السوريين كردا وعربا, والأعتراف بوجود الشعب الكردي في سورية كقومية رئيسية ثانية وحقوقه القومية السياسية والديموقراطية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومبدأ الشراكة المصيرية بين العرب والكرد وتثبيت هذه المبادىء في دستور سورية الجديد وازالة آثار الحزام العربي واعادة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة التي جرد منها أصحابها لأسباب قومية وسياسية اضافة الى قبول مبدأ مشاركة ممثلي الحركة الكردية بنسبة 15% في كافة مؤسسات الجبهة واعتماد اللغة الكردي الى جانب العربية في وثائق واعلام الجبهة.

يعتبر بالتأكيد موقف علينا نحن الكرد الوقوف بجانبها وأدعوكافة نشطاء الحركة القومية الديموقراطية الكردية في كل مكان الى دعم واسناد الجبهة والانخراط في صفوفها والتعامل معها .

خاتمة

أن دعوتي للحركة الكردية الديمقراطية في سوريا والى كافة النشطاء السياسين الكرد الى الأنخراط ودعم جبهة الخلاص ليس الا واجبالدعم الموقف الكردي في كل أطار شرعي للمعارضة وفي مقدمتها جبهة الخلاص .

ودعوتي بالتأكيد ل:
1 ـ القوى التي تمتلك أكثر من أسم وجريدة شهرية , قوى تمتلك أجندة واضحة وشفافة لحل القضية الكردية في سوريا .
2 ـ القوى التي تريد الخروج من قوقعة الجهات الأمنية ورفع سوية نضالها الديمقراطي السلمي والتعامل مع الواقع السياسي خوالمتغيرات الدولية بكل بطولة وصلابة .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في المشهد السياسي الكردي السوري، الذي يتسم غالباً بالحذر والتردد في الإقرار بالأخطاء، تأتي رسالة عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الوطني الكردي، السيد سليمان أوسو، حيث نشرها على صفحته الشخصية ، بعد انعقاد “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي “، كموقف إيجابي ، يستحق التقدير. فقد حملت رسالته اعتذاراً صريحاً لمجموعة واسعة من المثقفين والأكاديميين والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني،…

د. محمود عباس من أعظم الإيجابيات التي أفرزها المؤتمر الوطني الكوردي السوري، ومن أبلغ ثماره وأكثرها نضجًا، أنه تمكن، وخلال ساعات معدودة، من تعرية حقيقة الحكومة السورية الانتقالية، وكشف الغطاء السميك الذي طالما تلاعبت به تحت شعارات الوطنية والديمقراطية المزوّرة. لقد كان مجرد انعقاد المؤتمر، والاتفاق الكوردي، بمثابة اختبار وجودي، أخرج المكبوت من مكامنه، وأسقط الأقنعة عن وجوهٍ طالما تخفّت…

انطلاقاً من إيماننا العميق بوحدة الصف والموقف الكردي، وانسجاماً مع تطلعات شعبنا نحو مستقبل تسوده العدالة والكرامة، فإننا آل حاج خليل الشابصني – شوطي ، نعلن عن تأييدنا الكامل لما ورد في البيان الختامي لـكونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي، والرؤية السياسية الكردية المشتركة التي أُقرت ، في ٢٦ نيسان ٢٠٢٥ ، وبرعاية كريمة من الرئيس مسعود بارزاني وقائد قسد مظلوم…

نحن أبناء قبائل الملية وحرصا منا على وحدة الصف وتمسكا بقيم وتضحيات أجدادنا التاريخية التي دأبت على توحيد الكرد، فإننا ندين ونستنكر بشدة زج اسم عشيرة الملية في البيان الصادر والمعنون ب بيان الكتل السياسية والعشائرية والمدنية الكردية برفض وثيقة مؤتمر القامشلي والذي نشر بتاريخ ٢٨-٠٤-۲۰۲٥- والذي يرفض وثيقة مؤتمر وحدة الموقف والصف الكردي المنعقد في قامشلو بتاريخ ٢٦ نیسان…