لهذه الأسباب لن اقف الى جانب حماس

 

 صلاح بدرالدين

 

 لو كنت وقفت يوما مع الجماعات الاسلامية الكردية، ووافقت معها ان الاسلام هو الحل لوقفت اليوم الى جانب حركة حماس .
  لو آمنت يوما ان الحل الإسلامي هو المناسب للقضية الكردية لوقفت اليوم الى جانب حركة حماس .
  لو اقتنعت يوما بمبدأ تسييس الدين الإسلامي او اية ديانة أخرى لوقفت اليوم الى جانب حركة حماس .
  لو آيدت او تعاملت، او ناصرت يوما ( المجلس الوطني السوري ) ومن بعده ( الائتلاف ) اللذان  كانا ومازالا يقودهما مباشرة او من وراء الستار الإسلام السياسي بزعامة الاخوان المسلمين السوريين وتسببا في اجهاض الثورة السورية، لوقفت اليوم الى جانب حركة حماس .

 

  لو اقتنعت ١٪ من ان الإسلام السياسي بمقدوره حل القضايا القومية على أسس سليمة لوقفت اليوم الى جانب حركة حماس .
  لو اقتنعت ١٪ من ان الإسلام السياسي يمكنه ان يقود حركة تحرر قومي نحو الاستقلال الوطني، وتحقيق الديموقراطية، والمساواة بين المرأة والرجل، واحترام حقوق الانسان لوقفت اليوم مع حركة حماس .
  لو كنت مع المشروع التوسعي القومي المذهبي لنظام ولاية الفقيه الإيراني المستبد تجاه الحركة الكردستانية في كل من ايران والعراق لكنت وقفت مع اذرعها الأخرى وخصوصا حركة حماس .
  لو وقفت مع أعداء الشعب السوري وثورته المغدورة من نظام الأسد، وروسيا، وايران، وحزب الله، والحشد الشعبي العراقي، لوقفت اليوم مع حركة حماس .
  لو اقتنعت ١٪ من ان جماعات الإسلام السياسي والجهاد الفلسطينية جزء من الحركة الوطنية الديموقراطية الفلسطينية التاريخية، ومن مؤسسي وأركان منظمة التحرير، والسلطة الوطنية، لوقفت الى جانب حركة حماس .
  لو اقتنعت ١٪ ان انتصار حماس سيؤدي الى حل عادل للقضية الفلسطينية، والى نشر السلام، والوئام بين شعوب المنطقة المتعددة الاقوام، والشعوب،  والديانات، والمذاهب، واحلال التعايش بدل الكراهية والبغضاء، والصراعات الدينية المذهبية لوقفت الى جانب حركة حماس .
  لو لم اعلم علم اليقين ان الإسلام السياسي الجهادي الفلسطيني تلقى دعما كبيرا لانبثاقه وصعوده من الأوساط اليمينية الإسرائيلية لمواجهة حركة فتح والرئيس الشرعي والرمز الوطني ياسر عرفات، لوقفت الى جانب حركة حماس .
  لولم اعلم علم اليقين ان حماس تكمل الليكود اليميني الفاشي بالطرف الاخر لضرب القضية الفلسطينية كمسالة شعب يطالب بحق تقرير المصير، وتحويل تلك القضية الوطنية المشروعة الى مجرد صراع ديني بين طائفتين لوقفت الى جانب حركة حماس .
  لو كنت مقتنعا ان عملية حماس الاجرامية ضد المدنيين العزل وخطف النساء والأطفال في السابع من أكتوبر تختلف أخلاقيا، وانسانيا عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة لوقفت الى جانب حركة حماس .
  أخيرا ادين عمليات الإبادة والقتل الجماعي من جانب إسرائيل، وحماس، وادعو الى وقف الحرب واحلال السلام، واقف بكل قوة مع حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والاستقلال،( ومع حل الدولتين ) ومع الشرعية الوطنية بقيادة منظمة التحرير والسلطة، والمجلس الوطني، ولن اقف يوما مع حركة حماس .
   الحرب الراهنة هي بين إسرائيل وحماس، ومفاوضات تبادل الاسرى بينهما أيضا، والعالم يقف ضد الحرب وقتل المدنيين من الطرفين ومع السلام، ويؤيد حقوق الشعب الفلسطيني ولايؤيد حماس، ويرفع في التظاهرات علم فلسطين، ولايرفع علم حماس .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد ابراهيم منذ أربعة عشر عامًا، كان الأطفال السوريون يعيشون في مدارسهم، في بيوتهم، في أحلامهم. كان الحلم بالغد أقرب إليهم من أي شيء آخر. وكانوا يطمحون لمستقبل قد يحمل لهم الأمل في بناء وطنهم، سوريا، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عزةٍ وكرامة. كان العلم هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن يغير مجرى الحياة. لكن بعد ذلك، غيّرت الحرب…

اكرم حسين لطالما كان الكرد في قلب الجغرافيا الشرق أوسطية أحد أكثر الشعوب تعرضاً للتهميش والاضطهاد القومي، بالرغم من كونهم يشكلون ثاني أكبر قومية في المنطقة بعد العرب، ويملكون تاريخاً عريقاً وثقافة غنية ومطالب سياسية مشروعة في الاعتراف بهويتهم القومية وحقوقهم في الحكم الذاتي أو المشاركة العادلة في السلطة. في تركيا وإيران وسوريا والعراق، تكررت السياسات ذاتها: إنكار…

دلدار بدرخان لم يعد اليوم بالأمر الصعب أن تكشف افتراءات وأضاليل الجهات التي تحاول تزوير التاريخ وتشويه الحقائق كما كان في السابق، فما هي إلا كبسة زر لتحصل على كامل المعلومات حول أي موضوع أو مادة ترغب بمعرفته، ولم يعد الأمر يحتاج إلى مراجع وكتب ضخمة غالبيتها مشبوهة ومغلوطة، بل يكفي الاتصال بالإنترنت، ووجود هاتف بسيط في متناول اليد، وبرنامج…

بوتان زيباري في قلب النقاشات، كانت الأصوات تتعالى لتؤكد أن هذه الأرض، التي يسميها البعض “كوردستان سوريا” أو “غرب كردستان”، ليست ملكًا حصريًا لقومية واحدة، وإن كان للكورد فيها حق الدم والعرق والتاريخ. بل يجب أن يُبنى الإقليم المرتجى بروحٍ تعترف بجميع مكوناته من عرب وآشوريين وسريان وغيرهم، كي لا يقع البناء الجديد فريسة لمرض القوميات الذي مزق سوريا…